شهداء بورتسودان: القتلى يمتنعون

أعلن مؤتمر البجا تحت قيادة مساعد رئيس الجمهورية موسى أحمد محمد بدء تحضيراته لإحياء الذكري السنوية لقتلى بورتسودان الذين سقطوا برصاص الدولة في مواجهات لم تزل ملابساتها طي الكتمان الحكومي في 29 يناير 2005، احتفالات جعل المؤتمر شعارها ?شهداءنا الكرام..تضحياتكم صموداً لنا ولأجيالنا?. قال بيان الحزب أن الاحتفالات ستقوم بدور مؤتمر البجا في كل الولايات وختامها الرسمي في كسلا يخاطبه رئيس الحزب ومساعد الرئيس موسى. وعد البيان بالسير في طريق الشهداء وأمن أن دماءهم التي سالت غزيرة في بورتسودان لن تضيع سدى ثم وعد أن ?التهميش لا بد أن يزول مهما كلف الأمر?. لتعزيز هذا الروح اختار البيان بيت أحمد شوقي ?وللأوطان في دم كل حر.. يد سلفت ودين مستحق?.

مرت تسعة أعوام على أحداث بورتسودان التي راح ضحيتها ما بين 22 و34 شخصاً، لا تأكيد حقوقي على ضبط العدد ولا إعلان رسمى لأسماء يعرف بها الرأي العام هؤلاء الشهداء حتى يشارك مؤتمر البجا في تأبينه السنوي على بينة خلافاً لبيت شوقي، فهوية القتلى حتى الساعة لا يجدها الناعي سوى في جخانين الإنترنت في حرز بيانات تتضارب بينها الأعداد والأسماء. قدرت النيابة العامة في ولاية البحر الأحمر في مارس 2011 أن لا أرضية قانونية للدفع بتهم جنائية ضد ?القوات النظامية? المتهمة بقتل المتظاهرين في بورتسودان يوم 29 يناير 2005 وبذا أطاحت بالبلاغات التي قام بتدوينها ذوو القتلى في هذا الخصوص. يذكر أن وزير الداخلية حينها ووزير الدفاع الحالي عبد الرحيم محمد حسين ترأس لجنة لتقصي الحقائق في الأحداث انتهت إلى توزيع الديات على عدد من أسر القتلى بينما ظلت ست أسر حتى مارس 2012 على الأقل على مطلبها في الفوز بيوم في المحكمة ضد المتهمين بقتل أبنائهم ابراهيم أبو فاطمة بشير، طاهر حسين حسن، حماد علي محمد، محمد محمد طاهر، محمد عمر وعمر عبد الله محمد (تقرير مجموعة الأزمات الدولية، السودان ? الحفاظ على السلام في الشرق، نيروبي/بروكسل، نوفمبر 2013).

ما الذي دفع بالمتظاهرين إذن إلى شوارع بورتسودان في 28 و29 يناير 2005 فواجهتهم الدولة بالرصاص ؟ . تقدم ممثلون لمؤتمر البجا في 26 يناير بقائمة من المطالب إلى والي الولاية وقتها، حاتم السماني الوسيلة، مطالبين برد خلال ثلاثة أيام، من ضمنها استبدال مدير الميناء الذي اتهموه بالتمييز ضد البجا، تغيير طاقم حكومة الولاية وقيادات الأمن والبوليس بموثوقين من أبناء البجا، الاعتراف بمؤتمر البجا كممثل رسمي لأهل المنطقة وتمثيل مؤتمر البجا من ولايات الشرق الثلاث في مفوضية الدستور بنت نيفاشا. خرجت المظاهرة التي احتشد لها كلات الميناء بالدرجة الأولى للتشديد على هذه المطالب والضغط السلمي لتحقيقها. بدعوى الشغب بعثت الحكومة المركزية ليلة 29 يناير بقوة أمنية قوامها 300 فرد على ذمة تقارير صحفية إلى بورتسودان لحفظ الأمن فخلفوا في غزوتهم تلك الشهداء الذين ينوي مؤتمر البجا جناح موسى تأبينهم دون ذكر أسماء.

لا علم لي أيهما أرفع درجة في هيكل الحكم وزير الدفاع أم مساعد الرئيس، لكن على موسى إن صدق العزم إعلان ما خلصت إليه لجنة تحقيق عبد الرحيم ثم الشروع في إنصاف قتلى بورتسودان، الشهداء وبس في بيان حزبه، بالتعريف بهم وكشف ملابسات الأحداث التي قضوا فيها ونصب ميزان العدل الضروري لستر جثثهم الصارخة بالظلم وإن غطاها التراب، ميزان اقترح له أستاذنا كمال الجزولي عصا العدالة الانتقالية حتى بح صوته.

الميدان

تعليق واحد

  1. شكرا الاخالرفيق مجدي الجزولي جئت بالمختصر المفيد…ولكن ازيدك ان القتلة هم تلك المجموعة المتوحشة والتي جاءت طائرة من الخرطوم مدمججة بالسلاح ومعبئة بالكراهية من قبل حكومة تسيطر عليها جماعة عنصرية ومستبدة بالمشاركة مع بعض ابناء المنطقة الذين صفقوا وهللوا لتلك الغزوة البربرية وقد بانوا لاحقا عندما اختلفوا حول الثمن البخس لقاء خيانتهم لاهلهم وذويهم..سياتي يوم القصاص لا محالة

  2. غدا لنا لقاء مع ذكرى أبنائنا الشهداء بمدينة بورتسودان والذين غدرت بهم الطغفمة الجاثمة على صدورنا وقد حملوا عريضة يشرحون فيها المطالب البسية لمؤتمر البجا واحتياجات شرقهم المهمش .

    والتعازى أولا لأسرهم وإلى كل أهالى بورتسودان الذين انجرحوا فى أبنائهمالذين اغتالتهم تلك الفئة المتجبرة بعد أن ترصدتهم وتصيدتهم حيث وعودهم بتنفيذ كل مطلب لهم يرفعونه بطريقة سلمية وقد فعلوا وأدوا دورهم . . . لكن . . .

    حين زفوا إليه صحة الخبر

    صديق صالح ضرار

    [email protected]

    وكان حين زفوا إليه صحة الخبر
    وقالوا بأن الوفد أسفل الجسرِ
    عند منحنى الطريق الدائرىِّ ،
    حيث سكة السفرْ
    من حيث تعبر الشاحنات مثقلاتٌ
    بالذى يمر عبر بوابة الميناءِ
    من حليب ومن دمقس ومن درر
    وبما قايضوه من إريابَ
    من التبر الخالص النقىِّ
    والذى أوجعهم جمعه من باطن الحفرْ
    قالوا بأن الوفد فى انتظارهِ
    ما زال ينتظر
    يحمِّلون كل نسمة إلى الخرطوم ذاهبةً
    سلامهمُ المهذب الحذر
    ويشبكون فى بريدها
    صحيفةً تشرح همهم
    وأن فرصة النجاة فى الحياةِ
    فى خطر
    هذا لأن حكومة الإنقاذ خبَّرتهم بأنها :
    ستعطى الناس حقهم
    – فى حدود الشريعة الغراء والأُطر
    وأن ما فرضه الله لعبادهَ
    يأخذونه فى الدنيا
    . . أو فى نعيم الآخرة
    : – كان وقتها يجلس فى الظلِّ
    تحت سقيفة الكبارى التسع
    يداعب الباسنكوبَ الذى فى حضنهِ
    وينبض الوتر
    – غامت أمام عينه الأشياءُ ،
    واندلقت أشرطةُ الصور
    كأنما رأى بأنه :
    فى ساحة الميناء حاملاً
    وعاملا يتقافز فى رشاقة النمر
    كأنما رأى بأنه آخرَ النهار عائداً
    محملا بالقطف الجنى والثمرْ
    كأنما رأى :
    أطفالا من الجنانِ قد أُنزلوا
    على بوَّابةِ المهمشينَ
    فى شُرَّاعة السَحَر
    منمنمةً أثوابُهم ،
    نظيفةً أجسادُهم ،
    غُسلت بالثلج و البَرَدِ ،
    و بالمطر
    وفتيةً تحدَّروا من العلياء
    باسمةً وجوههم
    طاهرةً قلوبهم
    لا يضمرون غلآًّ
    ولا يشكِّلون هاجسا خطر
    كأنما رأى نسوة
    تضوع من أجسادهنَّ
    رائحةُ الخبيز المستحر
    ونعمة من السماءْ
    اختص بها اللهُ
    مضارب البجاةِ
    ومن ساكنهم
    من رفقة وأصدقاءْ
    ومن على ديارهم عَبَر
    كان كل هذا الكون والفضاءْ
    مسرحاً للهوهِ
    يشتط به أنَّى شاءْ
    لم يكن يعلم أن هذا الطريق الدائرىّ
    والذى يحمل الخيرات إلى الخرطوم
    هو نفسه الذى يأتى بالغزاة
    المجرمين القاتلين من الخرطوم
    محملين بالغاز اللعينِ
    وبالرصاص والسموم
    كان أكبر همه أن يرقب البحرَ
    وكانت الجبالُ منظارهُ
    يصعد شاهقها ليرصد الأفقَ ،،
    وأبعدَ من مرمى البصر
    البحرُ كان يأتيه بالموتِ
    ويبعث فى داخله الرعبَ والجنون
    وكانت الجبال حصنَه المنيعَ
    والقلعة التى تتصدعُ
    عند بوَّابتها فزَّاعة الخطر
    الآن الموتُ يأتيه من الداخلِ
    من الأرض التى يسكنها الذين
    كان يذود عن قيانهم
    ويبعد الفتنة عن أوطانهم
    ويجنبهم مشقةَ القتال حين يستعر
    ما استفاق من غفوتهِ
    إلا وجاحم الجحيم منهمر
    لعلع الرصاصُ
    واستشاط فى السماء وانتشر
    واخترقت إحداهاعظام رأسهِ
    واستقرت فى باطن اليافوخِ
    خلف جبينه الأغمْ
    وانفثأ الدم
    إنفثأ الدم الوردى من ثقبى أنفه والفمْ
    وأسقطت من بين شفتيه بقايا أغنية
    ” إكدوناى . . إكدوناى . . بادميبا . . . .
    وسال من اللهاتِ بعضٌ من
    إسمك الجميل يا ” تُولْهَيْتِى ”
    خر بجسمه الناحل فى الثرى مضرجا
    وانقبضت ضلوعه تحت العروق النافرة
    وانقشع الغطاء عن ترسبات السمْ
    عن الصديد الذى أفرزه السلُّ
    تحت الرئة المهترئة
    جرجر الليل أذياله
    وأفسح المجال للدموع الماطرة
    بكت عليه كل حرة
    وكل نجمة مهاجرة
    لأنهم قد حلموا ببساطة الأشياء
    ثم حمَلُوا عريضة صغيرةً
    / مذكرة
    يطلبون فيها أن تكون لهم
    قيمة الإنسان على الأرضِ
    وستر العرضِ
    وقدراً من التعليم والصحة والماءْ
    وقليلا من العدل والتساوى ،،
    فى فرص الوظيفة
    لاكتساب لقمة شريفة
    ولأنهم قد طلبوا بعضاً
    مما حباهم الله به – ( فى أرضهم )
    وجادت به ديارُهم
    – وحتى يسمعون المقصود / الحاكم صوتهم
    فقد تزيُّوا بأجمل ما لديهم
    من الحُلىِّ والحُلَلْ
    وكل ما يليق بجلالِ
    المقصود / والمناسبة
    وهم من يقول عنهم الذين
    يحكمون من الخرطوم
    يقولون عنهمُ
    : ـ بأن المهمشين
    ليسوا همُ الشريحة المنسية
    فهم جزء من ثروتنا القومية
    حين يعرضون أمام السياحِ
    مهاراتهم الفنية
    وحين يؤدون رقصة السيفِ
    وحين يستعرضون فنونهم الحربية
    وهم يُشركونَ
    فى جميع المحافل الدولية
    بنفس هذا الزىِّ
    وبنفس هذى الحراب المشرعة
    وبنفس هذى السيوف الراعفة
    وبنفس هذا الشوتال
    . . وهذه العصاية المعقوفة
    وهمُ الذين يؤتى بهم
    أمام الضيوف من رؤساء وزائرينْ
    وفى كل ما يقام من مناسباتنا الدينية
    وفى بعض الأعيادِ وبعض المواسم الشعبية
    وفى احتفالات هذى الحكوماتِ
    بإنجازاتها الثورية
    هذا ما يقوله عنهمُ
    الذين يحكمون من الخرطوم ?

    وهم الآن قد تزيوا
    بما يليق بجلالِ
    المقصود والمناسبة
    ( بالسيف و الحربة والشوتال )
    وبالعصاية المعقوفة
    فكيف استقام أن أصبحت
    هذه الأشياءْ
    ضربا من الحرابةِ
    والفتنةِ
    والتمردِ
    والجريمة !

    يا أيها الليل الطويل ألا انجلى
    ففى صباح الغد لى أجسامٌ أواريها الثرى
    ألا أيتها السماء قد صعدت إليكِ
    سريةٌ من الأرواح الطاهرة
    فبللى جراحَ امهاتهم
    واحتسبى لهن مأثرة
    يا أيها الليلُ
    ينام البعض فى قصورهمْ
    و طائر الصدى يقُضُّ مضجعى
    ويودى بين يدىَّ دينا لأثأره

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..