لمحة امدرمانية… 4 السردارية ….المجلس البلدي

المجلس البلدي الذي هو اكبر معلم في حي السردارية كان يمثل ولا زال يمثل حكومة امدرمان. من هنا كانت تدار مدينة امدرمان , اللتي هي اكبر بلدية في السودان. الفترة قبل وبعد الاستقلال ارتبطت بالاداري مكاوي سليمان اكرت والذي كان يسكن في الركابية امدرمان واشتهر كذلك كمدير لكردفان .
وتلك الحكومة تكونت علي يدي البريطاني برمبل . لانه رفض ان تذهب عوائد ورسوم الرخص والعتب وثمن الاراضي الي الخرطوم . وامدرمان كانت تمول نفسها . ويفيض الدخل عن ميزانية البلدية .
ومن من تركوا بصماتهم فى الخمسينات كذلك محمد صالح عبداللطيف وقيع الله والذي يسكن الان في حي الشيخ دفع الله على مرمى حجر من المجلس البلدي وهو في الاصل من رفاعة . وفى زمنه حصلت عمليات تشجير وتخضير والمربعات الخضراء فى شارع المورده كانت من انجازاته . والشجيرات كانت توزع بالمجان للمواطنين لشتلها امام منازلهم .
المسكن الحكومي لضابط المجلس البلدي كان على الطراز الفكتوري ويطل على النيل بالقرب من طابية امدرمان وسقفه فى شكل ظهر تور .على عكس مساكن امدرمان المسطحه . .
ضابط المجلس مامون ارتبط في اذهان الناس في بداية الستينات بالاضاءة الحديثة في الشوارع , ورصف شارع الاربعين واكمال شارع العرضة وتنجيله . ثم اتى عهد فتح الرحمن البشير والذي ارتبط كذلك برفاعة وعرف كرئيس لاتحاد اصحاب العمل . وصاحب مصانع النسيج . وكانت له اسهامات سياسيه خاصه فى مجال المصالحه ( باركوها وعفا الله عما سلف ).

المجلس كان منطقة جاذبة ياتيه آلاف الناس يوميا. والبعض كان ياتي في المساء.
بعد ظهور التلفزيون كانت بلدية امدرمان تضع اجهزة تلفزيون في اماكن استراتيجية . حتى يشاهدها الجمهور. والتلفزيونات كانت نادره فى المساكن . فى العاده ان يوصف الناس البيوت قائلين ( شفته البيت الفيه اريل بتاع تلفزيون , بس نحنا وراهو ). .

الغفير كان يخرج التلفزيون ويضعه على طاولة عالية , وبفخر .وكانه مدير لمحطة فضاء . كان يوصل الاسلاك ثم يجلس كإمبراطور على مقعده . وبجانبه بعض معارفه ويقف المشاهدون ويحفظ الغفير النظام ويطلب من الناس الهدؤ والصمت.

من اشهر شخصيات المجلس البلدي عمنا الفنان وشاعر الحقيبة عمر البنا الذي كان احد محصلي المجلس البلدي وكان يجوب امدرمان على حماره . ولكن كثير ما كان الحمار يقف امام منزل الفنانة حواء الطقطاقة في فريق تقلي خلف مدرسة امدرمان الاميرية. والعم عمر كان يحب الجمال ويرتاح فى مجالات الفن والغناء . والعم البنا ياتي ويذهب كما يشاء فى المجلس . فهو نجم امدرماني . الا ان بعض الموظفين كان يريد ان يحاسب العم البنا فيجدوا الكريز (العصايا) يهتز امام وجههم واللوم من الجميع . وبعد ايام ينادى العم البنا الموظف قائلا تعال صالح عمك . فللعم البنا قلب بسعه امدرمان .

بعد نهاية المدرسة الثانوية كنت وشقيقي الشنقيطي في انتظار الذهاب الى اوروبا للدراسة. فعمل الشنقيطي في المجلس البلدي . الا ان ابن عمتنا رحمة الله عليه الاستاذ ابراهيم مجدوب مالك اصر على اخذه ليعمل معه مدرسا في مدرسة الاحفاد للبنات في كوستي. واذكر ان ابن احد اثرياء كوستي قال لهم مستهزئا: خلاص الاحفاد شبعت وغنت في امدرمان عملتو ليها فروع فقال له ابراهيم لو المدارس بتغني ما كان ابوك عمل دكاكين.

قبل ذهاب الشنقيطي لكوستي سالني اذا كنت اريد ان اخذ مكانه في وظيفته. فعملت في المجلس البلدي لفترة قصيرة خاصة اننا كنا نسكن على بعد خطوات من المجلس البلدي .

في بداية التسعينات ارادت شقيقتي الهام ابراهيم بدري عمل دكان . فاخذ منها احد المحامين مبلغا كبيرا وصار يماطلها. وعندما ذهبت الى مكتبه كان معها ابنها الصغير محمد صلاح , الذي قال لها بعفوية (ده ابو صاحبي فلان في المدرسة ) . ويبدو ان المحامي خجل فارجع لها نقودها واعتذر بانه مشغول. فقررت الهام ان تذهب الى المجلس البلدي بنفسها فهي بنت امدرمان وبعد تقديم الاوراق اتاها شاب طويل بجسم رياضي وسالها انتي اخت شوقي والشنقيطي؟ وعندما اجابت بنعم قال لها قبل كم سنة اختك كانت هنا وانا عملت ليها الرخصة .وكفى الاخ الهام كل المشاق وسلمها رخصة الدكان جاهزة.

الاخت الاخرى هي حفصة كنتباي ابوقرجة المعروفة بالعمدة لانها امرأة مقتدرة تقف على كل راس محفل ومناسبة وتساعد . واشتهرت بالكرم الشديد وهي صاحبة المقولة المشهورة (كان تتدين تتبين . والدين في الكتوف والاصل معروف) .فهى حفيدة بابكر بدرى والامير ابو قرجه امير البحرين وقائد جيوش المهديه التى فتحت الخرطوم . ومنزلها في شارع العرضة عند الكبري يمتلئ بالزوار. وكانت لامتلاء جسمها تجد صعوبة في المشي في بعض الاحيان وقد قالت انها عندما ذهبت للمجلس البلدي .و بعد ان عبرت الممر الطويل احست ان ساقيها يخونانها . فقالت شفت اولاد شكلهم زي اولاد العباسية فصرخت هوي يا رجال انا اخت شوقي وشنقيطي ادونى كرسي اقعد فاندفع ذلك الفارس قائلا انا برضو اخو شوقي وشنقيطي وقدم لها مقعدا لم تفارقه الى ان قضى لها مهمتها .

هكذا كان اهل امدرمان قديما وذلك الفارس لم يكشف عن اسمه ولكن انا عرفت انه الاخ بكري لاعب فريق الموردة. وطبعا هذا ليس بالكابتن ومدرب فريق المورده بكري عثمان , لان كابتن بكري عثمان كان يعمل في رخص قيادة السيارات في الخرطوم لعشرات السنين . اخذت له رخصة حسين خضر رحمة الله الياس ليجددها في الثمانينات فقال مبتسما ده حسين ود عم خضر الحاوى ووضع يديه حول عنقه . لان حسين كان يظهر في المولد في نمرة وراسه في زهرية وجسمه مختفي مما يحير الناس وتعرف تلك الحيلة بالبلورة السحرية. عمنا خضر الحاوى كان الحاوى الوحيد فى السودان ..

بكري و الكابلي سجلا لفريق الموردة , والفريق في اوج عظمته في موسم 62-63 وفي 63-64 كان الكباكا لاعب الموردة الذي ضايق لعيبة الهلال لسرعة ساقيه كان يحضر لزيارة بكري والكابلي في المجلس البلدي بانتظام . والهلالاب كانوا يستخدمون لقب… كديسة اجب.. لان شعار شركة اجب حيوان بستة ارجل.

الفترة البسيطة اللتي عملتها في المجلس البلدي احستني بروعة الاخوين بكري والكابلي فالاثنين كانا في غاية التهذيب والادب وحسن المعشر ويتعاملا مع الزوار باريحية ولطف . وكان يقال انهما تحصلا على وظيفتهما لانهما لاعبا كرة . وكان لعيبه الكره يتغيبون من عملهم ولا ينظبطون .الا انهما كانا يكبا على عملهما بهمة ونشاط وبكري ينكب على الدفاتر منذ دخوله الى ان اقف على راسه انا والكابلي لاخذه للفطور. وانا لم يكن لي عمل معين وكنت اكتفي بدراسة الناس والاستماع الى قصص الكبار. ولهذا تركت العمل ولم ارجع لاخذ الماهيه الثانيه . وبكرى كان يقول ياخى عندك حساب تعال شيلو . ولم افعل . .

كان يحكى في امدرمان ان كمال سينا ملك الفكاهة رفض التصديق على اربعة وظائف في مدني عندما كان يعمل في شؤون الخدمة في الخرطوم وعندما اتى الاحتجاج من مدني قال سينا لرؤسائه (ما في وظيفة اسمها مساعد غطاس دي المهنة الوحيدة الماعندها مساعد يعني حيغطس في وش الموية؟. الغطاس يا اغطس يا ما اغطس . فريق الاتحاد بكون عندو لعية عاوز ليهم شغل في مدني يكتبو اي حاجة انا بمررها ليهم لكن مساعد غطاس دي مافي). واتضح ان الجماعة كانوا لاعبين كرة.

نحن صغار كنا نبحث عن الصارقيل طيلة الوقت . ونسبة لان الحدائق لم تكن متوفرة في المنازل فلقد كنا نذهب الى المجلس البلدي للبحث عن الصارقيل ( الديدان) لصيد السمك . او كنا نجوب هذه المنطقة لانها جاذبة وتمتلئ عادة بالناس وبين ما انا اجوب المنطقة فى الصباح وانا احمل النبله , وعندما كنت خارج الحديقة الكبيرة خلف المجلس البلدي شاهدت بعض الاوراق على الارض . احدها سركى عمل ومكتوب عليه فاطمة بلال . وشاهدت مجموعة عشرين او ثلاثين سيدة يجلسن على النجيل .ومن الممكن انهن كن يعملن فى المجلس . وتقدمت من سيدة واعطيتها الاوراق قائلا يا خالة دي اوراقك فاخذتها فرحة وقالت لي عرفتني كيفن . فقلت لها انا اخو عبدالله وعثمان ناصر بلال فشكرتني وقالت لي الله يبارك ليكم خوتكم .ولم اقابل السيدة بعدها .

عرفت السيدة لانها كانت تحمل ملامح الفور ا كانت تشبه والدنا وشقيقها الوالد ناصر بلال واحد ابنائي في السويد يحمل اسم عثمان ناصر.

ولقد بارك الله كثيرا في تلك الصداقة وتعلمت كثيرا من الادب والاخلاق السودانية في منزل الوالد ناصر بلال

العم ناصر بلال كان يعمل نجاراً في القراند هوتيل. ويصلح كل شيء. وفي المساء كان يصلح دين ودنيا اهل العباسية والموردة فلقد كان يصلي بالناس ويعظهم ويعلمهم كل مساء امور دينهم ودنياهم . وكان هو الرجل الوحيد الذي اترجل من الدراجة عند مشاهدته وانزل واقبل يده .

قبل اسبوع اتصل بي الابن ناصر عثمان ناصر بلال بعد ان اوقف حافلته في امدرمان وقال لي يا عم شوقي في زول عاوز يتكلم معاك . ولاول مرة بعد عقدين من الزمان سمعت صوت الكوتش النعيم فرج الله احد معالم امدرمان ومنزلهم على بعد خطوات من قبة الشيخ البدوي في السردارية وهذا المنزل كان منتدى ونقطة تجمع لكثير من اهل العباسية . العم فرج الله الذي كان جنديا سابقا كان صول مدرسة الاهلية امدرمان .يعرفه اغلب رجال امدرمان . وهو يمشي يقامة الدينكا . ابنه خضر حارب فى الحبشة وليبيا ومالطا وفلسطين وكان مثقفا متعلما من الدنيا . تعلمت منه الحكي لقد كان يحكي بالساعات . ومنه استنبطت شخصية طلب في رواية الحنق كمفكر ومدافع من الحرية وانسان واقعي تعلم من الدنيا واسفاره . .

الكوتش النعيم فرج الله يترك بصماته اينما ذهب له الفضل في انشاء رياضة الملاكمة في مدني. ومن تلاميذه خدوري الذى اشترك فى مباراة تحدى وواجهه من سلاح المشاه حسب الله نوقا الذى كان يمثل العاصمه .
النعيم فرج الله عمل في مدني في الخمسينات . وله باع كبير في انشاء الروابط الرياضية فى امدرمان . وهو الذي شجع العاب القوة وكان خلف نادي التربية الرياضية المواجه لبوابة عبدالقيوم وكان ملاكم ومدرب ملاكمة . وفي منزلهم تكونت فرقة شرحبيل وكان المغني الاول في الفرقة هو الاخ كامل حسين الا ان الرائع شرحبيل احمد استلم القيادة. وفي ذلك المنزل ظهركثير من الفنانين احدهم الاخ فيصل الخير مغني الحقيبة وهو خال الكوتش النعيم فرج الله وان كان يصغره في السن. من ذلك المنزل بدأ زيدان ابراهيم مشواره الفني. وبالمنزل رياضيين اخرين احدهم الاخ عكاشة (محمود) الذي لعب في بورتسودان في الستينات والدكتور صلاح فرج الله الذي لعب لعدة اتيام ثم ذهب للدراسة في مصر شقيقتهم تزوجت بصديقنا وصفينا الرجل الرائع طه امام عبدالله شقيق عبدالمجيد امام القاضي وبطل اكتوبر. ولا يمكن ان ننسى المعلم والرجل الجنتلمان ابراهيم فرج الله .

احد رجال مايو ومن اللذين عاملوا الآخرين بلؤم لا يشابه اعمال اولاد امدرمان عمل كموظف فى المجلس البلدى . وكان يكتفى بالجوس بالقرب من النافذه وبصق التمباك بطريقه متواصله . ثم يذهب وياخد لفه ويضرب سجاره ويجى عيونو حمر ويسف ويبصق . ويبدو غير راضياً بوضعه .
عند اضراب القضاه وجد مولانا محمد مرغنى مبروك والذى يسكن فى شرق السوق اسوأ معامله من هذا الرجل . ومولانا محمد مرغنى مبروك كان يقول الغلطه غلطتى لانو انا الشجعتو وضغطه عليه واقنعتو انو يقدم للجيش . وكان يقول انه ليس هنالك فرصه لان الجيش كان يقبل سبعه افراد مثل دفعه اللواء الباقر . او عشره اشخاص مثل دفعه نميرى . فاقنعته بان دفعه 56 ستكون 60 ضابط لاول مره ودفعته دفعا للتقديم وصار في يوم من الايام قائدا للجيش السوداني وهو في الثلاثينيات . وياريت لو خليتو قعد فى محلو فى المجلس البلدى يبزق فى الواطه من الشباك . آخرتها بقه يبزق فى راس الشعب السودانى . .

لكم التحية اهل امدرمان واهل السودان قاطبة انتم شعب رائع. امدرمان كانت بوتقه السودان كنا ننصهر فيها ونعيش فى حب وانسجام ,المشكلة هي ساستكم……..

التحية

شوقي,,,,,,,,,,,,,
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عمنا شوقى نحن أولاد امدرمان والله بنحبك فى الله وبنحب امدرمان والواحد بحس بالفخر لما يقراء زكرياتك عن امدر وناسها وترابط أهلها..أنا عمرى 38 سنة كلو قضيتو فى امدرمان وماكنت بتخيل انى ممكن أفارقها فى يوم لكن ربنا ينتقم من الكان السبب وفرض علينا الهجرة..أدام الله عليك الصحة والبسك ثوب العافية

  2. شكراً لك عمو شوقي على هذا التوثيق الرائع للمجلس البلدي العريق والذي كان بمثابة البيت الابيض في ام درمان. كنت مولعاً بالكتابة منذ ان كنت تلميذا في بيت الامانة الابتدائية. وبينما كان اندادي يتمنون ان يكونوا طيارين ودكاترة كنت اتمنى أن اكون كاتب عرضحال (تتخيل)؟ الى أن دفعتني ثقتي المفرطة أن اهجر بيع الماء البارد في دار الرياضة خلال العطلات المدرسية لطرق هذا المجال امام المجلس البلدي. وأذكر أنني كنت اجلس تحت هجير الشمس لساعات طوال دون الظفر بأي زبون حيث كانوا يمرون علي مرور الكرام ويتجهون لكبار السن اصحاب النظارات (قعر كباية) واذكر أنني قد تألمت جداً لهذا التجاهل فبعت (تربيزتي الصغيرة والكرسي) ورجعت بائعاً للماء وفي نفسي شئ من عرضحال. شكراً لك مجدداً ومتعك الله بالصحة والعافية.

  3. امدرمان رائعةباهلها شهامة وكرم ونخوة لكن افة الشعب السوداني هي عفا الله عما سلف وهي سبب كل البلاوي والازمات التي نعيشها الان لان موقف الشخص بكون واحد تجاه الشيء السلبي والايجابي والان واكثر من اي وقت مضى يجب ان تتغير هذه المقولة لا عفا الله عما سلف حتى لا تكون مبررا لارتكاب الجرائم والفظائع.تحياتي لك

  4. ولك التحية والود شوقي بدري الرائعة كتباتك عن ناس رائعين وام درمان مدينة عظيمة ظهرت ونمت في ظروف غريبة وانتجت مجتمع قل ان يجود به الزمان تمثلت فيه الشخصية السودانية في ارقي واجل نماذجها وبالرغم من ان جميع مدن السودان زاخرة بنماذج من رجالها الافذاذ الا ان ناس ام درمان (غير شكل )
    اطال الله عمرك شوقي بدري وادام عليك نعمته ومتعك بالصحة والعافية

  5. استاذ شوقي متعك الله بالصحه والعافيه اقترح ان تكون كتاباتك راتبه لو سمح وقتك لانها بقت زي الدواء
    ننتظرها بفارغ الصبر مع العلم انا ما من امدرمان لكن حبيتها من كتاباتك وبقول بالله الاستاذ شوقي لو شاف بحري ما كان فارق السودان نهائي .ربي يديك العافيه وترجع تزور امدر واهلا.

  6. هههههههههه اجازى محنك يا ((( المكوجى ))) يا اخوى … قطعت مصارينى بالضحك بعد ما كنت حزينة …وقعدت أتخيل فى منظرك وانت قاعد تعاين ليهم وهم ما معبرنك … الله يجعل أيامك كلها ضحك وسرور زى ما أزلت حزنى … تحياتى …

  7. أنا مامن أمدرمان لكننى أحبها كما أحب كل شبر من أرض الوطن العزيز وزاد حبى لها من خلال كتاباتك المشوقة عنها وزى ما بقول المثل أهل مكة أدرى بشعابها..لكنى سانقل لك هذه الأسطر التى كتبها رجل بريطانى وليس أمدرمانى وهو ويلفرد ثيسجر فى كتابه -الرمال العربية- فى صفحة 26 قال: إلتحقت بقسم الشؤون السودانية وذهبت إلى الخرطوم فى مطلع العام1935,وكنت يومها فى الرابعة والعشرين. لقد قضيت نصف عمرى تقريبا فى أفريقيا.لكن أفريقيا التى أعرفها تختلف عن هذه( يقصد السودان), فالخرطوم تبدو كما لو كانت ضاحية فى شمال أكسفورد مرمية فى وسط السودان .كنت أكره الزيارات والبطاقات, وأشعر بالنفور من رؤية الفيلات المنسقة والطرق المعبدة والشوارع المرتبة بدقة فى أمدرمان, وإشارات المرور ووسائل الراحة العامة. وإشتقت إلى الفوضى والوائح والحياة العشوائية فى أسواق أديس أبابا.زكنت أريد التنوع والتوحش والمشقة والمغامرات ..شوف الراجل البطران ده..
    لوعايش كان مخمخ على الفوضى والروائح والقمامة فى عاصمتنا المثلثة …لك الله ياوطن

  8. الاخت المتفائلة جداً
    تحياتي اختي الكريمة
    كتاب ويلفرد ثيسيجر من امتع الكتب ويذركني دايماً بأدب الرحلات، كانت له علاقات رائعة مع الشيخ زايد عليه رحمة الله ، كانو يطلقون عليه لقب مبارك بن لندن.
    في عام 1935انضم ثيسيجر لقوة الدفاع (قوات الدفاع الذاتى) والخدمة الجوية الخاصة (ساس) مع رتبة رائد. انتدب إلى السودان (الخدمةالسياسية المتمركزة) خدم في دارفور وأعالي النيل. وفي بعض المناطق الصحراوية المتاخمة مع حدود السودان.
    طبعاً عمنا شوقي اكيد سمع بيهو لانو مبارك بن لندن كان بطل ملاكمة مشهور وخاصة في جامعته اكسفورد.

    مع مؤدتي

  9. العم العزيز شوقي
    تحياتي
    رحم الله العم كمال سينا زوج خالتي والعم بكري عثمان، العم بكري كان جارنا ، لا زلت اذكر مكتبه في المرور، كان يساعد كل الناس وابنه نزار صديقي وقدامي في المدرسة، نزار هاجر الى بريطانيا وحاولت البحث عنه في زيارتي الاخيرة الى لندن ولكن دون جدوى . التهامي وعمر وبكري وخالد ابناء الرجل السوداني الاصيل عثمان حسن ، لهم الرحمة جميعاً حدثنا اهلنا الكبار عنهم وأنهم كانو من خيرة ابناء امدرمان واحرفهم في الكورة وكانت الموردة بتجري في دمهم.
    مع مؤدتي

  10. انا من الخرطوم لكن راجلى من امدرمان

    وموصينى كلو ما القى مقال لعمو شوقى عن امدرمان انادى يقراهو

    ويقول لى شوفى انتى واهلك ناسبتو منو اتبوبر يعنى

    ومره قال لى شوقى بدرى اتكلم عن عيلتنا وجدودى وحبوباتى لكن اتكلم باحترام ولو قال كلمة ماياها كان مرقتلى محل ماساكن وكسرت ليهو صلعتو دى

    ياخى انضم شويه عن ناس الخرطوم واقطع الكبرى الراجل يشيل واتبوبر على

  11. العم الفاضل / شوقي بدري
    سبحان الله ما زلت تحتفظ بهذه المداخلة؟
    نعم أنا مالك وآسف جداً لإنقطاعي عن مراسلتك التي كانت تسعدني كثيراً. وبهذه المناسبة وما دمت توثق للسردارية فإن المرحوم عم بيّن يستحق منك مقالاً كارباً تقديراً للدور العظيم الذي قدمه لأُم درمان. مجرد طلب خاص اذا سمحت لك الظروف. ولا تحرمنا من هذه الدرر الغالية.
    شكراً لك .

  12. من لا يعرف العم بيِّن من أبناء الموردة وبيت المال وأبوروف والدباغة والقماير والخدير التي كانت تسمى “الطوبجية” وهي كلمة تركية تعني المدفعجية وهي مشتقة من كلمة Top وتعني مدفع. اعتاد أبناء هذه الأحياء على جلسات السمر على الضفة الغربية لنهر النيل على تباب الكرد “نبات السعدة” وهم يتغنون بأعذب أغنيات ذلك الزمان ويمر العم بين الذي كان يعمل في قوة السواري ممتطياً صهوة جواده ومعه آخرين من أفراد الدورية الراكبة والغريبة كانت الخيول تتوقف أمام كل مجموعة من تلقاء نفسها ويلقي العم بيِّن التحية على المجموعة بأسمائهم ويسأل عن أحوالهم وعند انتهاء الحديث تمضي الخيول في سيرها حتى المجموعة التالية حتى تنتهي الدورية في الخدير دون مشكلة أو حتى جدال.
    وتحياتي للأستاذ شوقي بدري

  13. سمعنا ان كثير من ناس امدرمان كانوا لا يعرفون الخرطوم وما شافوها أصلا الا بعد أن كبروا في السن..
    مرة واحد حكى لينا عن الضباط الاوائل الذين كانوا يعملون في الجيش المصري وبعد تقاعدهم سكنوا فريقهم المعروف (فريق الضباط) وصار كل واحد منهم عنده كرسي قماش يجلس عليه أمام منزله ويتجاذب الحديث مع جاره الذي يجلس مثله على كرسي امام منزله.. قالوا ان بعضهم لم ير الخرطوم بالسنين واذا اضطر احدهم الى الذهاب للخرطوم تصـير قصة يتناقلونها بينهم ويسألونه عن ذلك سؤال نكير مثلا:
    (كيف الخرطوم يا عبدالفراج بي)..
    لعل الاستاذ شوقي يكلمنا عن حي الضباط وعن هؤلاء الضباط الذين كانوا يعملون في الجيش المصري وأنا رغم اني من ابوروف لكني لا اعرف الكثير عن احياء امدرمان لأننا كنا مشغولين بالبحر والعوم وصيد السمك والطير لكننا نعرف السينمات قديس والوطنية والعرضة لم نذهب لسينما بانت وطبعا كنا نشجع فريق ابوروف وبيت المال وما كنا نرتاح لفريق حي الضباط ونكره فريق ابو سعد لأن المشجعين يأتون على ظهور الخيل وبأيديهم السياط..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..