مواقف سياسية

مواقف سياسية
قرشي عوض
واذا اتتك مزمتي :ــــ
قدم الشاعر المتنبي بغداد وهو فاراً من كافور الاخشيدي رغم ان اصدقائه قد نصحوه بعدم الذهاب الي هناك لانه ترك فيها جريمة شعرية بهجاء قادتها من “الديلم “لكنه يممها وجهه بعد ان عدد كل بلاد الدنياء ووجد انه قد ترك فيها مثلما ترك في مصر وبغداد ويبدو ان كل ابواب الملوك قد سدت في وجهه ووجد ان هجاء” الديلم” كان اخف مما هجا به غيرهم لكن كان ظنه غير صحيح فحين دخل القصر الملكي في بغداد ساله الملك الديلمي ” الازلت تهدد الناس بشعرك ياابو الطيب ؟” فرد عليه المتنبي بكل عجرفة ليست مستحبة في حضرة الملوك بان ” شعري مراة تعكس وجوه الناس ولاعيب علي المراة ان هي عكست وجهاً دميماً ” فاجاب الملك وقد بداء الغيظ يتسرب الي نفسه ” ارجو ان تحسن مراة شعرك اختيار وجوهنا ” وانتهي اللقاء عند هذا الحد الذي لا يبشر بان القصر الملكي في بغداد سوف يصمت علي هذا الترفع الذي تعامل به المتنبي مع العرش ونسي في غمرة غروره انه ليس اكثر من شاعر وجري الترتيب للانتقام علي نحو خبيث جداً حيث قام سائس الكلاب البشرية في القصر باستئجار مجموعة من الشعراء واجزل لهم العطاء علي ان لايوفروا عرض المتنبي ولاسمعته ولا اسرته من الشتم وبزي القول فكان ان ذهبوا اليه في دار احد المعجبين بشعره وكان قد نزل عنده حين قدومه من الكوفة ليجرب حظه في بغداد وحين استقبلهم صاحب الدار وراء الوجوه المعروفة بدلق الغازورات علي ثياب الذين يعادون القصر الملكي عرف ان اليوم سيكون شديداً علي اباالطيب فسبقهم اليه يحذره ويطلب منه ان يتلطف معهم لكن الشاعر المعجب بنسبه وشرفه وفنه لواء عنقاً مثل صواء الساري كما قال العباسي وحين دخلوا سلم عليهم وهو جالس لانه يعلم ان تجنبهم مستحيل وهم متاهبون اصلاً للنزال ولم يخيبوا ظنه اذ سرعان ماقاموا بمهمتهم التي كلفوا بها علي اكمل وجه فرد المتنبي بضحكة مجلجلة لان شعرهم الذي بذلوه في هجائه كان ركيكاً .
فانشد قائلاً :
“لاتجسر الفصحاء تنشدها هناء ولكني الهزبر الباسل
مااوتي اهل الجاهلية كلهم شعري ولاسمعت بسحري بابل
واذا تتك مزمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل ”
اشعارهم التي قالولها في المتنبي رغم اطلاعي عليها الا انني نسيتها ولااظن احداً من المهتمين بالشعر يذكرها في حين خلد البيت الاخير من قصيدة المتنبي علي مر القرون وهو لازال صالح للاستدلال به لتوضيح المسافة التي تفصل” الادب من قلة الادب” كلما تطاول قزم علي صاحب مقام رفيع يريد ان يدنس شرفه مقابل عرض الدنياء الزائل .
المتنبي قال لاقزام بغداد الذين تقلدوا لقب شعراء بغداد ” شاكرين حامدين ” انكم تلبسون ثياباً البحتري وابوتمام لكن رب ثوب تبراء من كتف لابسه . وفي الخرطوم الان هناك بعض من يلبسون ثياب رحمي سليمان وطه الريفي والفاتح النور ومحجوب عثمان …. الخ لالشئي سواء ان الانقاذ تعتقد ان البدلة والكرفتة والسيارة الفارهة يمكن ان تصنع نجماً في مجال الصحافة او غيرها من المجالات وبعض اقزام الصحافة السودانية صدقوا انهم يمكن ان يصيروا مثل جيل الموسسين لمجرد ان المسول الفلاني يعودهم اذا مرضوا او يقدم لهم الهدايا في اعياد ميلادهم ولكن دعهم يلبسون تلك الثياب فرب ثوب تبراء من كتف لابسه ، لان حالهم الذي يغني عن سوالهم هو الذي يفضحهم وهم يحاولون ان يكونوا كباراً مع انهم ” تركيب سوداني ” اشبه مايكونون بللص الذي اصبح ملكاً تنتابه اعراض صفته الاساسية حتي وهو بين الملوك لان ” الجربوع جربوع حتي لو لحس الكوع ”
//////////////////////////////////////////////////////////////////////
البلاد تتاكل من وسطها:ـــ”
المشكلة كانت هي اننا ورثنا ” كيكة ” صغيرة في حين كنا نتكاثر بمتوالية هندسية وبحسب نظرية مالتس كان من المفترض ان تتكاثر الكيكة بمتوالية حسابية وحتي في هذه الحالة ستكون هناك مشكلة ربما نتساوي فيها مع دول العالم النامية لكن ماحدث عندنا ان الكيكة لم تزيد علي حجمها حتي بالمتوالية الحسابية فحدثت مشكلة غريبة لم يشهدها العالم من قبل واذا عرضت علي السيد” مالتس” ربما حقب نعليه وولي الادبار وهو يصيح ” الحقوووووني ” . لكن نخبتنا السياسية كانت تعتقد ان مايردده الغربيين حول التنمية والتناسب هو حديث كفار لايعلمون ان الارزاق بيد الله ونحن لسنا مثلهم لاننا موعودون ان نحن امنا واتقينا فسوف تنفتح علينا البركات من السماء والارض واخذنا نصطرع علي الكيكة الصغيرة وكانت النتيجة ان الدولة قد وقفت علي حافة الفشل في عام 1972 مما حداء بمنظمة العمل الدولية ان تقوم باعداد تقرير بمشاركة خبراء دوليين ووطنيين وقد اوصي الخبراء بحزمة اصلاحات منها الاسراع في استخراج النفط واقامة علاقة مع دولة ذات تقاليد راسخة في الانتاج والانتاجية واصلاح المرافق العامة والا سوف تتاكل البلاد من اطرافها وتحدث فيها المجاعات وتشتعل فيها الحروب الاهلية لكننا تعاملنا مع التوصيات باعتبارها كلام كفار لايعلمون ان الارزاق علي الله حتي اصبحت تحذيرات تقرير منظمة العمل الدولية في ذلك العام حقيقة تمشي علي رجليها بيننا ولازلنا نتصارع علي الكيكة الصغيرة فالبلاد لم تتاكل من اطرافها فحسب ولكن الدولة لم تعد لها سيطرة علي تلك الاطراف وانتقل التاكل الان الي وسط البلاد بفعل الفساد والتفكك الاسري وفقدان الموسسات التربوية من اسرة ومدرسة واعلام سيطرتها علي النشي الذين يربون انفسهم بانفسهم وطالما ان الاطفال يصرفون علي انفسهم بالطريقة المتاحة فانهم لن يحفلوا بكلمة تخرج من افواهنا النتنة ، فالجرائم التي تنظرها المحاكم وتسجلها مضابط الشرطة تشير الي اننا قد بلغنا حالة من التفكك غير مسبوقة حتي اذا عادت البلاتنتج بمتوالية هندسية لان حقوق الانسان الاقتصادية والاجتماعية تحولت من كونها حقوق طبيعية ومطلوبات تنموية الي لازمة امنية لحفظ البلاد من التشرزم وضمان استقراراها .
//////////////////////////////////////////////////////////////////////
الدور الاجتماعي للمسيد:ـــ
برزت منذ زمن حقوق اصحاب الاحتياجات الخاصة حتي عمت المعمورة واصبحت قوانين كثير من دول العالم ترتب عقوبات علي التجريح الشخصي الذي يلتحق بالشخص جراء الاعاقة والسودان عرف الموسسات التي تعني بحقوق اصحاب الاحتياجات الخاصة منذ زمن ليس بالقليل وعندنا معاهد عريقة لكن حضور تلك الحقوق لازال يعاني قصوراً ولم يتمدد ليشمل كل فئات الشعب السوداني ولازال ينحصر في الاسر الكبيرة التي تدرك ضرورة تنشئة المعاقين بحكم احتكاكها اليومي بثقافات متقدمة واطلاعها علي تجارب حياتية يتيحها لها وضعها الطبقي . لكن اذا نظرنا في ثقافتنا الشعبية لوجدنا ان رعاية حقوق المعاقين معروفة لدينا قبل ان تقرها القوانين الدولية وقد ظلت موسسة المسيد تطلع بهذا الدور بلا دعاية والدليل علي ان ثقافتنا قد عرفت المعاق هو وجود مصطلحات واخلاقيات في التعامل معه مثل” التليفة” مع انها تطلق علي المنخلعين عن القيم الثقافية هذا الي جانب افراد موسسة المسيد حيزاً لهذه الفئة ضمن رسالتها التربوية والتعليمية، ومادح الشيخ الجعلي في كدباس يمدح سلسال الطريقة من شيوخنا الاجلاء قائلاً :ـــ
” كم نفعوا تليفة ومتطرطش والحاتل تب جابولو ونش ”
والتليفة هو المعاق ذهنياً والمتطرطش هو الذي يعاني اضطراباً نفسياً ولايقوي علي تدبير معاشه وحياته بلا نصح وارشاد اما الحاتل فهو الذي ينقطع الرجاء في اصلاحه ولمثل هذه الحالات للشيوخ طرق باطنية في الاصلاح فهم” بقدرة قادر” ينتشلون هذه الحالات من جب الاعاقة التي لايرجي بعدها الي حياة الناس العاديين وبطريقة وقف امامها المادح محتاراً ووصفها” بالونش” تلك الالة التي ترفع الاحمال الثقيلة .. والمسيد يقوم علي فلسفة ان كل انسان صالح ومالايصلح للدنيا يصلح للاخرة وفي المسيد لاينقطع الرجاء من عملية الاصلاح الفردي فهذا المعاق بعد تعهده بالرعاية من قبل الموسسة يتم تحفيظه القران ويمتلي بالبركة وربما اضفت عليه المسكنة اللازمة للعبادة وللتواصل الروحي مع معاني القران نوعاً من السطوة التي يرهبها العامة فيتحول تبعاً لذلك من تليفة الي مبروك يرتجي منه ان لم يكن في جلب المكاسب الدنيوية عي الاقل في جلب البركات وهكذا يعتبر المسيد متقدماً لانه لايبقي علي المعاق كمعاق وانما يدمجه في المجتمع وبطريقة مبدعة تعتمد علي مافي ثقافة المجموعة السكانية من اسرار الهية فاعلة في الحياة ولها دورها الاجتماعي ولذلك وبدلاً من ان ترتب ثقافتنا حسبما يعكسها المسيد عقوبات قانونية علي التجريح الشخصي الذي يلحق بالمعاق نتيجة الاعاقة فانها ترتب زواجر قيمية واخلاقية يراعيها الفرد كما تراعيها المجموعة من تلقاء النفس خوفاً من مكانة هولاء المساكين بماعيير اهل الدنيا ولكنهم في الميزان يوم القيامة اثقل من جبل احد وهي زواجر متصلة باصول الدين , فالرسول الكريم حين منع الشماتة والسخرية كان يعني اصحاب الاحتياجات الخاصة ، وهكذا نجد ان المسيد في السودان يقوم بادوار هي من صميم عمل الدولة ومتعلقة بحقوق الانسان الاقتصادية والاجتماعية التي يحويها العهد الدولي لتلك الحقوق والموقعة عليه حكومة السودان دون ان تلتزم به في حين تقوم به موسسة المسيد ولايريد القائمون عليها جزاءً ولاشكور وانما يخافون ربهم يوماً عبوساً قمطريرة . وهكذا فان السوال الابدي في الفلسفة حول اسبقية المادة علي الوعي والذي يقسم المجيبنعليه الي ماديين ومثالين اظنه امام حالة المسيد يحتاج الي اعادة نظر لاننا امام قيمة مثالية لكنها منتجة وفاعلة في الحياة وذات اثر مادي اجتماعي ملموس يتمثل في اعادة ادماج انسان معاق في الحياة من جديد واسناد دور له في الحياة في جانب العلاج النفسي وجلب البركة لمن يحتاجها .
والمسيد ايضاً الي جانب المعاقين يقبل الخارجين علي القيم الثقافية ويعيد تنشيتهم وفق تعاليم القران واكتساب البركة من خلال خدمة طلاب العلم عل ذلك يكون كفارة لهم عن ذنوبهم التي ارتكبوها وتخيل معي انسان يقبل علي العمل رجاء المغفرة وانتظاراً للثواب كيف يكون عطاوه ، فالنساء اللائي اجبرتهن ظروف الحياة وطول الانتظار علي مخالفة اداب المجتمع وتبراء منهن الاهل والاقارب فان المسيد يقبلهن ويعشنا في كنفه ويمنع منعاً باتا التعرض لهن لان ساكني المسيد يرجون فضلاً من الله ورضوانه ويتجنبون الكثير من المهلكات مثل الطعان والملاعنة والاساة والتجريح هذا من ناحية ومن ناحية اخري ان المخطئات يعملنا في خدمة المسيد ويصبحنا بنات الشيخ مثلما ان المخطئون يصبحون اولاد الشيخ كما ان المسيد ياتي اليه طلاب العلم من مشارق الدنياء ومغاربها ومن ثقافات مختلفة بعضها اقل حدة في مسالة المحارم الجنسية لكن المهم انهم يثقون في بركة شيخهم وحسن اختياره لهم ولذلك كثير من المخطئات يحصلنا علي ازواج ويلدنا ذرية صالحة ويتعرفنا علي ثقافات جنسية مختلفة وهكذا يعود المخطي والمعاق والسليم اخوة في الدين وفاعلين في المجتمع الذي يمنع الدين فيه التنابذ بالالقاب وبيس الاسم الفسوق بعد الايمان . وعليه اراء انه من الواجب علينا نحن دعاة الحقوق الاقتصادية والاحتماعية والثقافية والتي رحنا ننشدها خلف البحار مع اننا قد تركناها خلفنا في بسطام، من الواجب علينا ان نردد مع المادح :ــ
” بطريقهم امش اوعك الغش اهل الله ريحهم تنعش
عندهم الماقات بطيخ وتبش رومان وكريز خوخ والمشمش
ومسكوا اللوب درشوه درش
كم نفعوا تليفة ومطرطش والحاتل تب جابوا لو ونش “.
//////////////////////////////////////////////////////////////////////
ترتيبات مختلفة :ـــ ”
البشير يدخل في اجتماع مغلق مع قيادات الاتحادي الاصل وحاج ماجد سوار يقول ان مشروع الانقاذ ليس بعلي ونافع والترابي يشترط تاجيل الانتخابات حتي 2017 لضمان مشاركة الشعبي وكارتر يتوسط لاصلاح العلاقة بين الخرطوم وواشنطون وود ابارهيم يشير الي ضغوط دولية واقليمية علي الخرطوم للمرونة في تداول السلطة وهناك ترقب لمايخبي الرئس من مفاجاءت خاصة وانه كان قد وعد بان وقت التمكين قد انتهي وللكلمة دلالات ايديولوجية لاتخطيها العين ممايشير الي ان البلاد مقبلة علي ترتيبات انتقالية تسبق الانتخابات كطريق مختلف للتبادل السلمي للسلطة. ومايميز هذه الترتيبات اذا قدر لها ان تراء النور هو انها لاتجي في اعقاب انتفاضة شعبية وليس فيها مايمكن ان نطلق عليها قوي الانتفاضة باجندتها المزعجة للكبار والذين يبدو انهم يلعبون بارتياح في ظل ضعف اليسارالذي كان يزعجهم بمطالب الجماهير ، فالترتيبات القادمة يمكن لها ان تخفف من حدة الاحتقان وتجلب لاعبين جدد للساحة السياسية لكنها لن تقدم حلاً للازمة الاقتصادية ولن تجفف اسباب الاقتتال الاهلي لضعف القوي الاجتماعية التي تدفع بمثل تلك الاجندة ونستطيع ان نقول عنها انها تحولات ليس للجماهير فيها ناقة ولاجمل وهي تمثل وحدة الحلف الاستغلالي تحت قيادة الراسمالية الطفيلية او التجارية بعد ان اجتذبت اليها لاعبين من الراسمالية الزراعية والصناعية التي ادركها البوار فراحت ” تجرب حظها في السمسرة والبلطجة وسيدرك اليسار متحداً ومتشرزم ان الفاس فعلاً قد وقعت في الراس وان افضل فصائله ستعود الي الحالة التي كانت عليها في اوائل الستينات والتي وصفها منصور خالد بانها اشبه بوضع اليتيم علي مائدة اللئام .والافضل لكل الحركة الاجتماعية ان تعيد ترتيب صفوفها وتتجاوز مراراتها لان الخلاف الاساسي لم يعد فيما بينها وانما بينها مجتمعة وبين اعداء الامس واليوم وسف يدرك الحزب الشيوعي اكبر هذه الفصائل ان تحالف المعارضة قد انتهي دوره وان المرحلة الجديدة تتطلب اصطفاف جديد خاصة اوان حلفاء اليوم ماعادوا يحتملون مجرد النقد وانهم علي استعداد ان يردوا بالجزمة اذا لزم الامر وعلي القوي السياسية والاجتماعية التي تتجاوز اطروحتها الفكرية والسياسية حدود استعادة الديمقراطية ان تدرك حقيقة ان كثير من حلفاء اليوم لن يصطحبوها غداً وان غداً لناظره قريب ، واذا استطاعت الانقاذ ان توحد تحت قيادتها احزاب الامة و، الاتحادي والموتمر الشعبي وهذا ليس مستبعد لان الخلاف بينهما اصلاً سياسي وليس طبقي فان الساحة السياسية سوف تشهد تناظر اليمين واليسار بوضوح وبصورة قد تعيد للاذهان اجواء الستينات وحينها ستصبح وحدة اليسار او القوي الاجتماعية الديمقراطية ضرورة لايجب ان يتاخر عنها احد لان الصراع لن يسمح بوجود تحالف نصفه في الحكومة والاخر في المعارضة ” دي حاتكون لعبة بايخة ومكشوفة ” ومع ذلك لا استبعد ان يحاولها حزب الامة ويصدقه المتحالفون معه خاصة الحزب الشيوعي .
/////////////////////////////////////////////////////////////////////
الانقاذ ” لو سمحتي ادخلي الصف :ـــ” صف رغيف”
الانقاذ عودتنا ان ترفض المعايير المتداولة والمعروفة في الحكم علي افعالها ربمالاختلافها مع الجذر الفلسفي لتلك المعايير مع انها لم تنتج معايير ذات صلة بجذرها الفلسفي ولايحزنون وبناءً علي ذلك رفضت الانقاذ المعايير الدولية لتعريف الفقر واعتمدت معايير لم يوافقها عليها احد وكان لابد ان تخرج بنسبة مغايرة لانتشار الفقر في السودان لم يرضي عنها احد غيرها ويبدولي والله اعلم ان الانقاذ حين اخضعت المعايير الغربية للنقد وفق منظورها التاصلي خرجت بان الثقافة الغربية تنظر الي الفقر المادي ونحن وفق نظرة الغرب لنا فقراء ولكننا اغنياء فيما يتصل بالروح لان الفقر هو فقر الروح ” ياود ماتروح كده ولاكده” ولذلك يمكن ان نسمي مشروع الانقاذ الفكري والسياسي بمشروع المغالطة المفتوحة حول طبيعة الاشياء والبشر والمفضي الي نتائج لايقبلها غير الذهن الجدالي لا الذهن النقد الذي يرجع الاشياء الي طبائعها ويخلص الي مخالفتها او اتفاقها مع تلك الطبائع ولذلك هو ذهن منتج للمعرفة عكس الاخر المنتج للمغالطة . لكن دعونا ندخل في واحدة من تلك المغالطات لنكتشف ان الانقاذ قد فشلت حتي في الطريق الذي اختطته لنفسها وهو طريق المغالطة فهي ترفض اجراء مقارنة بينها وبين الحكومات السابقة في الجوانب السياسية والاقتصادية ولكنها ظلت تردد بانها استلمت هذه البلا والناس كانوا يقفون صفوفاً للحصول علي الخبز والبنزين وانها جففت هذه الظاهرة من امام الافران ومحطات البنزين دون ماقشة الاسباب ، وبنفس منطقها وبعد عودة تلك الصفوف والتي ولدت اجيال في ظل الانقاذ وبالتالي لم تشاهدها في غيرها نقول لها ” الانقاذ لوسمحتي ادخلي الصف” مثلك مثل كل الحكومات السابقة ، خاصةً بعد اعتراف السيد غندور بها مع اننا ماكنا ننتظر الاعتراف ولكننا كنا ننتظر المعالجة والتي تشير كل الدلائل الي نها ستكون صعبة لان الخبراء المحسوبين علي الدولة نفسها يقولون ان الاقتصاد يعيش حالة تخبط وانه مترهل ويسير من غير هدي .