لن يردعني ألف مثلك!!

و تظل نسبية الرؤية أرجوحة تملأ ذواتنا بالإدِّعاء الباطل أننا سبرنا غور كل شيء و أننا رغم محدودية علمنا نتعمْلقُ ثم بعنادٍ نريد تحرراَ من قزمية سجننا .. ننتفخ كهرة تحاكي صولة الأسد ثم نتلاشى كفقاعة قـَدَرُها من العمر بضع ثوانٍ .. لكننا هيهات نفلت من حتمية (و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا) شئنا أو أبينا .. نبقى خاضعين للمعجزة الإلهية أن (و فوق كل ذي علم عليم).
نظل ? برغمنا ? نتعلم حتى في حال تمردنا على التعلم و يبقى السؤال الذي يجرنا جرَّا إلى الحقيقة المزدوجة ? إيجابية و سلبية ذلك التعلم و تأبى كفتا الميزان إلا أن ترجح إحداهما بالأخرى و يطرق باب أُذنك أربعة ألف طارق لكنك أبدا تصغي لوسوسة النفس ليس إلا .. تحدِّثك أن حفنة الرمل في قبضتك تعدِل تلال الصحراء الكبرى ..تمشي الخيلاء .. تلبس جبة عنتر .. ترى النقطة الباهتة فوق الحرف لحنا و في كل الثوب الناصع لا تقف إلا على خيط واحدٍ منسل .. لكنك لا تقدر على إزاحة ذبابة تقف بعناد على أرنبة أنفك .. لماذا؟ لأنه ثمة عطب في عينيك العاجزتين عن رؤيتها رغم القرب! و تطرد في إصرار فكرة أن تحضرك مقالة الشاعر:
و النَّجْمُ تسْتَصْغِرُ الأبْصَارُ صُورَتَه و الذّنـْبُ للعينِ لا للنَّجْمِ في الصِّغَرِ
في معترك الفكرة .. الحب موافقة و الكراهية تنافر و بينهما محيط رمادي متمدد بلا ساحل .. الفكرة – أيما فكرة – بضاعة موضوعة في سوق العرض .. قلـِّبْها و اخترْ بين أخذٍ و ترك لكنك لن تقدر على إدخال الثوب ? وقد كَمُلَ صُنـْعُه – في مصنع عقلك لتنسج فيه ? بالغصب – خيوطا ترضيك .. فقط ارفع باصرتيك .. نعم .. هناك في الرَّف الذي يعلو الثوب الأول .. ثمة قماش ليس بعيدا عن متناول اليد .. خُذْه .. قلـِّبْه و دعِ الثوب الأول فساعة إغلاق المتجر قد حانت و وراءك طابور من عشرات الشُّرّاء.
استغرب جدا أنك لا تختر ..
يأبى عقلك أي خيار ..
تأبى ذاتك إنك تجهل ..
اقنع نفسك أنك لا تملك ? بعْدُ ? و لن تملك مفتاحا يفتح كل الأقفال ..
أبدا لن أبكي إذ تكرهني بل أرقصْ فرحا
فدمائي لا تسقى بذرا انطفأت قدرته في الإنماء ..
لكني ? بدلا ? أدْخِلُ راضيةَ في قلبي حجرا يرسل ظلا أرقد فيه أتمدد ..
و أظل أرقب.. لن يمنعني عن سطوع الشمس غبار في الأفق يتمرد..
و أحب ذاتي أكثر إذ تجهل ..
فالجهل دليل الإنسان ..
و إذْ أجهل أخطو بثبات و ورائي مجهولات ..
أبدا لا أفتر..
اطْعنْ ..
فالفكرة عندي لا تتوجع .. لا تنزف ..
اطعن في الخصر بسكين صدئة فالقدرة عندي لا تفتر ..
اطعن فسمائي ليست مطويةْ .. و أجنحتي ليست ثلجا يتكسر..
اطعن يا هذا هيهات تطعن روحا في الآفاق مرسل ..
لن أتكبل ..
أرهق عقلكَ .. جئني بحبال الدنيا و تمنى أن أتمرغ في قدميك ..
لن أتوسل ..
لن يردعني ألفٌ مثلكْ ..
أملك في قلبي قلما لا يحنث ..
أضعف جسد جسدي .. لكنْ ثمّة لبوةْ في قلبي تزأرْ
و شراييني تغلى فيها دماء ..
تفور أوردتي بدمائي و دمائي لا تتبخر ..
بل تصنع رصاصا كلِمِيّاً لا يخطئ .. أبدا ضربا في مقتل..
لن أتوقف .. لن أرحل
و تخبَّأ يا هذا في أجحارك .. مثلك أبدا لن أفعل
لن يردعني ألف مثلك .. لن أتعثر

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مالك يا بت الناس…
    افصحي…
    عيب علي اي رجل استاسد علي امراه….عيب ولست من شئم الرجوله…
    تسلمي وكل نساء بلادي…

  2. هو شنو الموضوع شنو بالظبط كدى
    كلامك دا موجه لناس معينين
    ولا دى قصيدة
    ولا سجع
    والفكرة شنو هى زاتا
    ما شايف اى شئ ممكن نستفيد منو كقراء
    هرجلة كلام ساكت

  3. كلام جميل
    يدل انك يا شوشو
    متكئة على ثقافة معتبرة
    وفهم ووعي كبير
    وقدرة على الصمود والثبات
    انا استمتعت بكلامك
    وحفظت منو بعض العبارات
    وعرفت انها رسالة موجهة
    للذين سرقوا الوطن
    وصادرو الحرية
    واغتالوا الشرفاء
    و حاولوا قتل الفكرة
    (والفكرة لا تتوجع ولا تنزف ولا تموت)
    شكرآ ابو الشوش

  4. بغض النظر عن من تكون أو يكون ،،، فقد كان سفراً أدبياً رائعاً ، ما أحوجنا إليه في زمان الإنكساراللغوي هذا، بعيداً عن مقاصده هجواً كان أم قدحاً ، والعبرة في أن ما ظلّ راكزاً في ذاكرتنا الأدبية عبر قرون سلفت ،مدحاً ،
    عيون المها بين الرصافة والجسر …….
    وفي الهجو ما نسينا أبداً ،
    عيد بأية حال عدت ياعيد
    أنا معنيٌ هنا بالإبداع اللغوي ، أما ما بين أهل (مكة) فتلك شعابها وأنتم الذين تدرون !!!

  5. لك التحية أيتها الكندالة. عشر (كنداكات مثلك)يستطعن بناء كوكب خال من الزيف. رحم الله (رجال) بلد كان مازلوا فى غيهم يعمهون.

  6. لاتتوارى خلف الكلمات
    فلبوة هى من تبدأ بالهجمات
    ملك الغابه لن يتغير مهما طالت اعنق الزرافات

  7. هل هو إعتذار ! لأ لأ فالعنوان (لن يردعني ألف مثلك)!!!

    إذن هو للهجو والقدح أقرب !و النَّجْمُ تسْتَصْغِرُ الأبْصَارُ صُورَتَه و الذّنـْبُ للعينِ لا للنَّجْمِ في الصِّغَرِ!!!

    آم هو تحدي ؟ نعم هو تحدي ! والسؤال لمن ؟

    من يا تري الذي (يري النقطة الباهتة فوق الحرف لحنا و في كل الثوب الناصع لا تقف إلا على خيط واحدٍ منسل ..)

    (الفكرة – أيما فكرة – بضاعة موضوعة في سوق العرض )
    أقول إن رُدت لي بضاعتي لعيب فيها لن أفرح !
    فإن العيب فيها يكشفني! يعريني! ويظهرني كما أنا دون حرف يغطيني ودون شك هذا لأ يرضيني !

    (و تخبَّأ يا هذا في أجحارك .. مثلك أبدا لن أفعل)
    مثلك أبا لن أفعل فإني مقبلة سافرة الحرف الحين آما في الغد فسفوري في وجهي قليل !!!!!!!

  8. تسلم البطن الجابتك و الله أشهد أنك أديبة بالعربية ملمة لكن أحسن حاجة أفكارك القوية الصدامية و مثلما ذكر محمد الفاتح بغض النظر عن الرسالة فالمقال من أوله إلى آخره تحفة أدبية راقية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..