سيف الحق و (أنا النبي لا كذب) و التمني على التاريخ (2)

قبل أن ننظر في مقالات الأستاذ سيف الحق يحق لنا أن نعيد السؤال : لماذا لا يعتمد الأستاذ سيف الحق أي مراجع ، لماذا لا يستعين بالأحاديث و السيرة و المؤرخين ؟ هل لأنها لا تسعفه أم لأن له موقف منها ؟ لنقرأ ما كتب في الحلقة 7 بتاريخ 22 من يناير ، يقول : (ومن هنا لا أريد أن أخوض في تفاصيل بما حدث بالضبط من التأريخ المنقول على الأهواء والمختلف علي رواياته التي بعضها متطابق وأخرى مختلف عليها إختلافا كبيرا، وأخرى مضللة وأخرى للفتنة، وأخرى كثيرة للإستخفاف بالعقول… ولا شك لدينا أحاديثه الشريفة و سنته الموقرة تطابق كلام الله الموحى إليه، وإن هو إلا وحي يوحى. .. والكثير من العلماء والفقهاء إجتهدوا وأستنبطوا وأرخوا وجمعوا الأحاديث والقصص، ولكن لن نعطي عقولنا إجازة … ولذلك علينا أن ننقح ونقارن دوما بالرجوع إلى الذكر الحكيم ونأخذ المتطابق ونترك المريب الفتان. ..) يبدو أن له موقف ربما يشبه موقف القرآنيين و في بعض أوجهه يشابه مفاهيم شيعية . الانتقاد الذي ساقه الكثيرون و منهم كثير من المستشرقين(سنتعرض لبعضهم) ، و مؤخرا بعض المؤرخين في بدايات هذا القرن ، ذهبوا للتشكيك في مجمل التاريخ الإسلامي الأول كله بحجة أنه تاريخ قائم على الأخبار المنقولة من غير أن تدعمها نقوش أو مسكوكات أو آثار مادية ، و الأخبار التي وصلتنا ظلت متناقلة شفهيا لأكثر من قرن من تاريخ حدوثها المفترض (أول تدوين كامل لتاريخ السيرة عند السنة وصلنا هو سيرة ابن اسحاق (85 ـ 151 هـ) و هي سيرة مفقودة لكن بقي منها تلخيص ابن هشام (توفي 218 هـ) ، هناك مصنفات أقدم قيل إنها فقدت ــ عند الشيعة كتاب سليم بن قيس الهلالي(“كتاب السقيفة” المعروف بكتاب سليم بن قيس) المولود في السنة الثانية قبل الهجرة و هو تابعي لأنه لم يصحب الرسول (ص) ــ … كتب ابن اسحاق كتابه في خلافة المنصور و تحت رعايته و ذلك بعد حوالي 120 عاما من وفاة الرسول (ص) ، أما كتاب سليم بن قيس فهو محل شك من جانب أهل السنة و اعتبره الكثيرون منهم منحولا . لا ننسى أن ابن اسحاق نفسه قال في مقدمته : “الله وحده عليم أي الروايات صحيحة”. و أن ابن هشام قال في تلخيصه المعروف بسيرة ابن هشام إنه ترك أشياء يشنع الكلام بها و أشعارا غريبة و .. و لكن كثير من هذه الأشعار وصلت عن طريق مؤرخين آخرين اطلعوا على الكتاب الذي يبدو أنه ظل موجودا بعد قرون قبل ضياعه ، المعروف أن علماء التاريخ يعتبرون أن أي أخبار متناقلة شفهيا لأكثر من قرن ، و من غير شواهد مادية (آثار ، مسكوكات نقوش ..الخ) لا تعتبر حقائق موثوقة و لكن يمكن أن تؤخذ كشواهد معضدة … و على سبيل التذكرة نورد تواريخ بعض من أشهر من دون السيرة أو الأحاديث من القرن الثاني حتى الثالث الهجري : الواقدي (130 ــ 207 هـ) ، ابن سعد (168 ــ 230 هـ) ، ابن قتيبة (213 ــ 276 هـ) ، الطبري (224 ـ 310 هـ) ، البخاري (194 ــ 256 هـ) ، مسلم (206 ــ 261 هـ) …. أصحاب الحديث وضعوا قواعد للحديث و قبوله و منذ الترمذي ـ صاحب الجرح و التعديل ــ (209 ـ 279 هـ) انتشر مصطلح ضعيف و من ثم صحيح و حسن و موضوع … المجال لا يسمح بالتفصيل .
ربما للأسباب المذكورة أعلاه تجنب الأستاذ سيف الاستشهاد بأي مصدر .. لكن الاشكالية تأتي من أن ترك التراث جملة موقف عدمي ، و الأصح الرجوع للمصادر لكن كما قال هو : بتمحيص ما ورد فيها و من هذا الباب سأتناول أهم قضية شغلته و هي : هل انتشر الإسلام بالسيف ؟
ظل الرسول (ص) يدعو بمكة لمدة 13 عاما ، و لو ألقينا نظرة على من اتبعوه سنجد أن عددهم لم يبلغ المائة من قريش ــ طبعا من غير حساب المستضعفين و جماعات من الخزرج و قليل من الأوس ــ ثم 8 أعواما بعد الهجرة و لكن أعداد قريش الذين أسلموا لم تزد بأكثر من أربعين فردا آخرين ، ظلت قريش على موقفها و حججها لا تقبل الإسلام مما يعني أنه طوال 21 عاما لم تقنع الدعوة السلمية قريشا و لكن فتح عقولها السيف في السنة الثامنة للهجرة ، و حق لشاعر النبي (ص) حسان بن ثابت أن يصور ذلك بقوله :
دعى المصطفى بمكة دهرا لم يُجب وقد لان منه جانب وخطاب
فلما دعى والسيف صلت بكفه له أسلموا واستسلموا وأنابوا
و قد أورد البيتين موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية و الافتاء السعودي (فتاوى ابن باز) في الرابط أدناه ، مستشهدا بهما لكن لم ينسبهما لحسان بن ثابت
بحسب ابن اسحاق و ما حققه ابن هشام من سيرة ابن اسحاق و غيره من المصادر ، غزا الرسول (ص) 28 غزوة و في روايات أخرى 29 غزوة قادها بنفسه ، و بلغ عدد البعوث و السرايا حوالي 38 و هذه مسمى للغزوات التي لم يقدها الرسول (ص) ، و هكذا كانت خطط الإسلام هجومية و لم يكن مدافعا إلا في معركتين هما غزوة بدر و غزوة الخندق … نتابع

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. 1. نعم نسيت ان اذكر اسباب اعتبار علماء الحديث الصحابة كلهم عدول و ساذكرها في تعقيب مستقل انشاء الله

    2.يقول سرحان (( أن قدماء المصريين خلفوا آثارا مكتوبة منقوشة و مصورة بما لا يجعلنا نحتاج للعنعنة ))
    الرد : أ .يخلط سرحان و ربما عن جهل بين التاريخ وادواته و علم الحديث فعلم الحديث ليس تاريخا
    ب.يعتمد علماء التاريخ و تحديدا تاريخ الحضارات بالنقوش و الاثار لانها دليل معتبر في هذا الباب على ان الشعب س بنى مدنا او طور وسائل تقنية معينة و لكن اذا قرأنا في التاريخ ان الملك الفلاني عاش مئة عام او كان له مئة ولداو خاض خمسين معركة فهل للنقوش دور ملموس في الحكم على هذه الاخبار؟
    3. بتاء على قول سرحان فان علوم اليونانيين لا يعتد بها لعدم وجود ما يدعم من النقوش

    4 قال سرحان (( الحديث عن أفعال الغرب الإجرامية هو كما قلنا : أولئك مجرمين و لذلك ( ستجد يا سرحان ان ما حدث في تلك الفترة مناسب جدا لعصرنا هذا) … مرحى مرحى . .. بما أنهم مجرمين فيحق لنا أن نكون مجرمين .
    ))
    الرد :هذا من تكتيكات الهروب عند سرحان فهو عندما ذكر الامر قال انه لا يتناسب مع هذا العصر و عندما اثبتنا له بالوقائع خطأه غير محور النقاش الى محور ءاخر ! أليس هذا هربا ؟
    ثم انه حتى في محوره الجديد ساساله : على اي اساس حكم بان هذا جريمة ؟
    هل اعتمد على مبادئه الخاصة؟

  2. مقدمة طويلة عريضة ختمتها بالقول بأنه كان من الاحرى بسيف الحق الرجوع الى التراث الاسلامي مع التحقق، وقلت بأنك ستنتهج هذا المنهج لمناقشة قضيتك، ولكن لم نرى منك رجوعاً محققاً للتراث او اي مرجعية بنيت عليها كلامك حيث لا يوجد استشهاد بمقالك سوى بيتين من الشعر ذكرت ان الاوقاف السعودية نشرتهما، ولم نرى اي تحقيق في مقالك، وبالتالي فأن سيف الحق افضل منك فيما تعيبه انت فيه.

    قلت: (ظل الرسول (ص) يدعو بمكة لمدة 13 عاما ، و لو ألقينا نظرة على من اتبعوه سنجد أن عددهم لم يبلغ المائة من قريش ــ طبعا من غير حساب المستضعفين و جماعات من الخزرج و قليل من الأوس …)

    ولا ادرى ما المقصود بقولك (طبعا من غير حساب المستضعفين و جماعات من الخزرج و قليل من الأوس)، هل المقصود ان انتشار الاسلام يحسب بعدد “الاقوياء” و”الشرفاء” ممن اعتنقوه كشرفاء قريش فقط؟ وان المستضعفين الذين اعتنقوا الاسلام خلال الفترة التي تتحدث عنها وصاروا بعدها خيار الناس ليسوا ممن يحسب؟
    عموماً اعتقد ان تعليقك هذا يتناسب مع فكرة الدونية التي يتمتع بها كثير من دعاة الثقافة اليوم.

    انتشار الاسلام يحسب بمعتنقيه ولو كانو مستضعفين يا عزيزي ولا ينقصه تكبر سادة قريش وشرفاؤها الذين اعماهم كبرهم ومصالحهم عن اتباع الحق الذي اتبعه هؤلاء “البسطاء”، وكبر قريش لا يختلف عن كبر دعاة الثقافة والحداثة بزماننا الذين يتفذلكون ويتفسلسفون حول الاسلام وشرائعه وكيفية انتشاره ووو!!

    وقريش وغيرها حوربو عندما عملوا على منع الرسالة من ان تصل للناس او بطشوا بمن يقبل الرسالة.

    هناك فرق بين ثبوت قيام معارك بين الجيوش الاسلامية وجيوش اخرى سواء ان كانت قريش او غيره، وبين حقيقة ان الاسلام انتشر بحد السيف، ولو كان ما تدعيه انت وغيرك عن انتشار الاسلام صحيحاً لما كان الاسلام هو اسرع الديانات انتشاراً حتى زماننا هذا رغم ان حال المسلمين وقوتهم لا تحتاج الى تعليق، ولو كان ما تدعيه صحيحاً لما بقي احد ممن رفض اعتناق الاسلام في البلاد التي وصلتها الجيوش الاسلام، ولو كان ما تدعيه صحيحاً لما وصل الاسلام الى مناطق لم تبلغها الجيوش الاسلامية ابداً.

    أخيراً وبمناسبة استشهادك بأبيات الشعر وانتقادك لعدم استشهاد سيف الحق مع التحقيق فيحضرني ابيات شعر ابو الاسود الدؤلي التي تقول:

    يا أيــها الرجــــل المعـلـــم غــيره
    هلا لنفسك كان ذا التعليــم

    تصف الدواء لذي السقا وذى الضنا
    كيمـا يصـح به وأنت سقيــــم

    ونـــراك تصلــح بالرشــــاد عقـــولنا
    وأبـدا وأنت من الرشــاد عــديــم

    ابدأ بنفســك فانهــهـا عــن غيـــها
    فإذا انتهــت عنــه فأنــت حكيـم

    وهناك يقبل ما تقــول ويشــتفـى
    بالقـــول منــك وينفـــع التعلــــيم

    لا تنــه عن خـلق وتأتــى مثـله
    عــار عليــك إذا فـعلــت عظـيــــم

  3. سبق ان ذكرت ان بغية سرحان هي أن يدلس و يضلل عن علم و يتضح ذلك فيما يلي:

    أولا: هناك فرق بين علم الحديث و السيرة النبوية فعلم الحديث اتبع فيه المحدثون و الحفاظ أسلوبا بديعا لم يأت البشرية بمثله من قبل و لا من بعد لان علم الحديث يتعلق به احكام و شرائع اما السيرة فهي تاريخ يستفاد منها في الدروس و العبر .
    و قد خلط سرحان بينهما ليوهم القراء ان تقييد السنة النبوية يقوم على ركائز واهية و لكن خاب مسعاه و انكشف مبتغاه

    ثانيا: قال سرحان عن التاريخ الاسلامي : (( بحجة أنه تاريخ قائم على الأخبار المنقولة من غير أن تدعمها نقوش أو مسكوكات أو آثار مادية ، و ))

    تصحيح : ما قاله سرحان ذكره علماء الغرب في نقدهم لكثير من قصص التوراة المحرفة ( العهد القديم ) حيث أن ما ورد فيها يحمل الكثير من المبالغات و المتناقضات و قلة التوثيق او عدمه كما انه وجد ان الحضارات المعاصرة لم تكتب عن ذلك شيء و عدم وجود اثار و هذا لا ينطبق على التاريخ الاسلامي اطلاقا لحداثة عهده و اطلاع الامم الاخرى على احداثه و الحق ما شهدت به الاعداء

    ثالثا: فيما يتعلق بالغزوات النبوية كان التدليس الاعظم حيث ادعى سرحان انها كانت غزوات هجومية ما عدا غزوتين (( و هكذا كانت خطط الإسلام هجومية و لم يكن مدافعا إلا في معركتين هما غزوة بدر و غزوة الخندق … نتابع ))
    و المتتبع لسيرة تلك الغزوات يجد ان اغلبها ان لم تكن كلها كان اما دفعا لعدو او رد فعل لنقض العدو للمعاهدات و نطلب من سرحان ان يقيس تلك الغزوات بالحروب التي تشنها الدول الغربية التي يحترمها سرحان و يقدس ثقافتها و سيرى بان ما يقوم به الغرب الان هو الهجوم و العدوان و لا يخفى على الجميع مصطلحات مثل ( الحرب الاستباقية) و (القضاء على مهددات الامن القومي للدولة ?الذي ربما كان على بعد آلاف الاميال- ) و قبل ذلك ما عرف ب (( عبء الرجل الابيض ))

    اليكم ملخصا سريعا لأسباب بعض الغزوات النبوية:

    1. غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع
    سببها: لما بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أن الحارث بن أبي ضرار سيِّد بني المصطلق سار في قومه، وبعض من حالفه من العرب، يريدون حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ابتاعوا خيلاً وسلاحًا، واستعدوا للهجوم على المدينة، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بريدة بن الحصيب الأسلمي؛ ليستطلع له خبر القوم، فرجع بريدة وأكد للنبي صلى الله عليه وسلم صحة هذه الأخبار فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم في الخروج إليهم في سبعمائة مقاتل وثلاثين فرسًا، وحيث إنهم كانوا ممن بلغتهم دعوة الإسلام وكانوا قد شاركوا في غزوة أحد ضمن جيش المشركين، أغار عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم غارُّون (غافلون).

    2. غزوة دومة الجندل:
    سببها : وصلت الأنباء إلى المدينة النبوية المشرَّفة بتجمع بعض قبائل المشركين عند دومة الجندل للإغارة على القوافل التي تمر بهم، والتعرض لمن في القافلة بالأذى والظلم، ثم الاعتداء على المدينة لاحقًا. ومن الملاحَظ أن دومة الجندل تعَدُّ بلادًا نائية بالنسبة للمدينة النبوية؛ لأنها تقع على الحدود بين الحجاز والشام، وفي منتصف الطريق بين البحر الأحمر والخليج العربي، وهي على مسيرة ست عشرة ليلة من المدينة.
    و كانت الحنكة السياسية و العسكرية حاضرة في القضاء على هذا الخطر الماثل فتحرك المسلمون للجهاد
    3.غزوةحنين : سببها : كان لفتح مكة المبارك ردّ فعل معاكس لدى القبائل العربية الكبيرة القريبة من مكة، وفي مقدمتها قبيلتا هوازن وثقيف. فقد اجتمع رؤساء هذه القبائل وسلموا قياد أمرهم إلى مالك بن عوف سيِّد هوازن. وأجمعوا أمرهم على المسير لقتال المسلمين، قبل أن تتوطد دعائم نصرهم، وتنتشر طلائع فتحهم. وكان مالك بن عوف رجلاً شجاعًا ومقدامًا، إلا أنه كان سقيم الرأي و سيئ المشورة؛ فقد خرج بقومه أجمعين، رجالاً ونساء وأطفالاً وأموالاً؛ ليُشعر كل رجل وهو يقاتل أن
    ثروته وحرمته وراءه فلا يفرّ عنها و عند بداية المعركة

    سير المعركة :هجم المشركون على المسلمين هجمة رجل واحد و حاصروهم في الوادي ولكن انحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين وهو يقول‏:‏ «إليّ يا عباد الله ‏أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب ولم يبق معه في موقفه إلا عدد قليل من
    المهاجرين والأنصار و بعد ذلك تجمع المسلمون و التفوا حول رسول الله حتى كتب لهم النصر

    4. غزوة بني النضير :
    سببها:ذات يوم خلا اليهود بعضهم إلى بعض وسوَّل لهم الشيطان أعمالهم، فتآمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أيكم يأخذ هذه الرحى فيصعد بها فيلقيها على رأس محمد فيشدخ بها رأسه؟ فقال أشقاهم عمرو بن جحاش: أنا. فقال لهم سلام بن مشكم: لا تفعلوا، فوالله ليُخبرَنَّ بما هممتم به، وإنه لنقض العهد الذي بيننولكنّ الله -سبحانه وتعالى- أرسل جبريل الأمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُعلِمه بما همُّوا به، فأخبره جبريل، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم مسرعًا وتوجَّه إلى المدينة، فلحقه أصحابه فقالوا: نهضت ولم نشعر بك. فأخبرهم بما همَّ به اليهود.
    وما لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعث محمد بن مسلمة إلى يهود بني النضير يقول لهم: “اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشرًا، فمن وجدته بعد ذلك منكم ضربت عنقه”. فلم يجد اليهود مناصًا من الخروج، فأقاموا أيامًا يتجهزون للرحيل والخروج من المدينة، غير أن رئيس المنافقين عبد الله بن أبيّ بن سلول بعث إليهم أن اثبتوا وتمنَّعوا ولا تخرجوا من دياركم؛ فإنَّ معي ألفي رجل يدخلون معكم حصونكم، يدافعون عنكم ويموتون دونكم. فأنزل الله سبحانه وتعالى: {أَلَمْ تَرَ إلى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الحشر: 11].
    وهناك عادت لليهود ثقتهم، وطمع رئيسهم حيي بن أخطب فيما قاله رئيس المنافقين، فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون له: “إنّا لن نخرج من ديارنا، فاصنع ما بدا لك”.
    كان هذا الموقف موقفًا محرجًا بالنسبة للمسلمين، فإنَّ المسلمين لا يريدون أن يشتبكوا مع خصومهم في هذه الفترة المحرجة من تاريخهم؛ لأنَّ جبهة القتال مشتعلة مع المشركين، فلا يريدون أن يفتحوا جبهة أخرى مع اليهود؛ ولأنَّ اليهود كانوا على درجة من القوة تجعل استسلامهم بعيد الاحتمال، والقتال معهم غير مأمون العواقب والنتائج.
    ولكنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه جواب حيي بن أخطب كبَّر وكبَّر المسلمون معه، ثم نهض صلى الله عليه وسلم لقتالهم ومناجزتهم، فاستعمل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وسار إليهم يحمل اللواء علي بن أبي طالب، فلما وصل إليهم فرض صلى الله عليه وسلم عليهم الحصار، فالتجأ اليهود إلى حصونهم، وكانت نخيلهم وبساتينهم عونًا لهم في ذلك، فأمر صلى الله عليه وسلم بقطعها وتحريقها، وفي ذلك أنزل الله: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍأَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ}

  4. الاخ الكاتب، احسستُ بعد قراتئ لمقالك أنك مطلعٌ. الّله وحده يعلم ما في النفوس ولكن ان اردت مبحثاً قوياً فكن محايداً في الطرح واترك النهايات للقارئ الفطن! ختام مقالك لا ينبئ بالحيادِ البته، فبالعدد وحده أعطيتنى كقارئٍ خلاصة الموضوع ففيم المتابعة اذن؟

  5. يبدو ان سرحان لا يفهم في السياسة فدخول قريش كلها في الاسلام حدث بعد الفتح ليس بسبب السيف فمن المعروف ان الملأ ( النخب في العصر الحديث) هم من يوجهون المجتمعات و لذلك نجد في العصر الحديث ان الاستعمار الانجليزي كان يركز على تطويع السلطات التي كانت في الحكم و ما يسمى بالادارة الاهلية و لدينا الان ما يسمى بالعولمة و هي ببساطة السيطرة على النخب و توجيههم باستخدام الاعلام و السياسة و الاقتصاد كادوات اساسية.

    عنما دخل كبراء قريش في الاسلام لم يكن للبقية اتجاه ءاخر

    نقطة اخرى : عدد من هاجر من الصحابة (تقريبا كلهم من من قريش )إلى الحبشة، في الهجرة الأولى كانوا ستة عشر فردا: اثنى عشر رجلاً وأربع نسوة. وفي الهجرة الثانية كانوا ثلاثة وثمانين رجلاً، وثماني عشرة امرأة، أو تسع عشرة

    هذا بالطبع غير من لم يهاجر و من كان يكتم ايمانه

  6. فإذا كان الغرب قد قرر أن تكون الحرب عقائدية؛ فعلى الأقل مهمة الدعاة إلى الله تعالى أن يوضحوا للشعوب الغربية محاسن الإسلام، ويفضحوا النوايا السيئة لقادة الغرب، وذلك لن يتم إلا بفتح حوار معهم، فقادة الغرب يشوهون الإسلام بما ليس فيه بل فيهم هم، وهذا أمر يدعو إلى الرد ودفع الشبهات، وفتح باب الحور المعرفي والعلمي، وهذه هي الدعوة التي انتدبنا الله تعالى لها في قوله تعالى: (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).

    ـ ما هي أصول هذه الدراسات المقارنة في الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح؟
    ـ الإسلام يدعو للحوار بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدا عن الاستهزاء ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.) والرسول صلى الله عليه وسلم ضرب نموذجا لحوار الحجة بالحجة والمعاملة الحسنة في مناظرته لوفد نصارى نجران، فقد استقبلهم صلى الله عليه وسلم في المسجد وسمح لهم بإقامة شعائرهم بالمسجد دون أن يجبرهم على اعتناق الإسلام، وروح التعامل مهمة في الحوار، كما أن كبار علمائنا الأجلاء في مختلف العصور قد ناظروا النصاري وألّفوا المصنفات في ذلك مثل شيخ الإسلام ابن تيمية والقرطبي والرازي وابن حزم وغيرهم، وهم قد دافعوا عن الإسلام وعرضوا الدين الإسلامي بصورته الصحيحة.
    وهذا التخصص ليس معناه الهجوم على الديانات الأخرى وإنشاء التوتر، بالعكس وظيفة هذا المجال إزالة التوتر، وفي الكنيسة عندهم علم اللاهوت المقارن وهو بالضبط الدراسات المقارنة عندنا، واللاهوت المقارن في الأرثوذكسية مثلا يدرس الخلافات مع الكنيسة الكاثوليكية وهذا لم يعتبر هجوما على الكاثوليكية، وكليات بها تخصص حول الإسلام سواء في كليات اللاهوت في مصر أو بقية أنحاء العالم.

    ـ يحاول الغرب أن يزرع الفتنة بين المسلمين بالتركيز على بعض خلافات المسلمين المذهبية والفقهية وهي خلافات يسيرة جدا إذا قيست بالخلافات الموجودة بين الكنائس النصرانية، نرجو أن تلقوا لنا الضوء على أهم الخلافات بين الكنائس النصرانية.
    ـ أول مفصل هو أن كل كنيسة لا تعتبر الكنيسة الأخرى مؤمنة، وإذا أحب أرثوذكسي مثلا أن ينتمي إلى البروتستانت يجب أن يُعمد من جديد، بمعنى أن يدخل في دين جديد، مع أنهم في الدين المسيحي يؤمنون بمعمدانية واحدة.
    كما أن رؤتهم للكتاب المقدس مختلفة، والكتاب المقدس دستورهم، والبعض يظن أن النصارى متفقون على نسخة واحدة من الكتاب المقدس، والحقيقة أن النسخة المنتشرة في العالم العربي ومتداولة لدى الكثيرين هي النسخة البيروتية وهي نسخة بروتستانتية، وتختلف عن النسخة الكاثوليكية والنسخة الأرثوذكسية، وبها سبعة أسفار كاملة غير موجودة في بقية النسخ، والكنيسة الإثيوبية لديها كتاب مقدس يختلف عن بقية الكتب المقدسة لدى النصارى، وبه مثلا سفر اسدراس وغيره من الأسفار غير موجودة في بقية النسخ الأخرى لدى غيرهم من النصارى.
    وهناك خلاف بين الكنائس النصرانية حول حقيقة المسيح ومشيئته، فالكنيسة الأرثوذكسية تعتبر أن أتباع الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية كفار لأنهم يعتقدون بطبيعتين للمسيح وهذه إثنينية، كما أن الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية تعتبران الأرثوذكس وثنيين لأنهم يعبدون جسد المسيح، وأصل الخلاف عندهم نشأ من سؤال حول هل نؤمن بناسوت المسيح فقط أم ناسوته ولاهوته وأيهما نعبد وهل ينفصلان؟ كما لهم خلافات واسعة حول مريم عليها السلام، فبعض الكنائس تؤله مريم باعتبارها جزء من الثالوث، وبعضهم يفرق بينها وبين المسيح.
    ـ هناك العديد من القضايا تثار هنا وهناك ويدمغون فيها الإسلام بتهم الإسلام بريئ منها كما أن هذه القضايا بعضها يقول فيها الكتاب المقدس كلام لا يعلمه النصارى أنفسهم دعك من المسلمين، ونود أن نستعرض بعض القضايا لنرى ماذا يقول فيها الكتا ب المقدس ، ثم نقارن بعضها بما عندنا نحن المسلمين حول هذه القضايا.

    قضية الحرب وقتل الأطفال
    ـ عند النصارى الحرب نفسه يأمر بالحرب كما في سفر صمويل الأول إصحاح 15 : ( فالآن اذهب واضرب عماليق وحرّم كل ماله ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة طفلا ورضيعا بقرا وغنما حملا وحمارا ) وفي سفر يشوع إصحاح 10 العدد 40 ( لم يبق شاردا بل حرّم كل نسمة كما أمر الرب إله إسرائيل).

    العنصرية
    سفر التثنية 23 : 19 ـ 20 ( للأجنبي تقرض بربا ولكن لأخيك لا تقرض بربا ليباركك الرب إلهك).
    وفي المقابل نجد الإسلام وهديه ففي وصية الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنطلقوا باسم الله وعلى بركة رسوله لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور) صحيح الجامع للألباني. وفي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم عن رباح بن ربيع قال : ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأي الناس مجتمعين على شيئ فبعث رجلا فقال انظر علام يجتمع هؤلاء فجاء وقال له على امرأة قتيلة فقال صلى الله عليه وسلم ما كانت هذه لتقاتل فبعث رجلا فقال قل لخالد لا تقتل امرأة ولا عسيفا ) سنن أبي داود كتاب الجهاد وصححه الألباني.
    ونجد أن بعض النصارى يحتج ويعترض بأن معظم هذه النصوص حول الحرب عندهم في العهد القديم أما في العهد الجديد فلا توجد عندهم مثل هذه النصوص، وهي حجة مردود لأن إله العهد القديم والعهد الجديد إله واحد، وهذا يجعل صفات الله عندهم متغيرة، فإله العهد القديم عندهم ظالم وجائر وشره للدماء بينما إله العهد الجديد عادل ومسالم، مع العلم أن النصارى ملزمون بالإيمان بالعهد القديم أيضا ولا يكتمل إيمانهم إذا جحدوا شيئا منه، ومع ذلك ففي العهد الجديد أيضا يشيد بولس الرسول بالأقوياء والأشداء الذين ورد ذكرهم في العهد القديم ومعنى هذا أنه يؤمن بما فعلوه، كما أن في انجيل يوحنا إصحاح 2 كلام عن تصور المسيح لاستخدام القوة في تغيير المنكر واستخدام المسيح نفسه للقوة في تغيير المنكر، وهذا يهدم كلامهم عن العهد الجديد والعهد القديم.

  7. في الرد على ود الحاجة
    سبق و أن ذكرت في الحلقة السابقة أن هناك نوعين من التفكير يختلفان اختلافا بينا : تفكير العقلية الأبوية المستحدثة التي لديها المعرفة أسطورة و معتقد و تفكير العقلية الحداثية التي لديها المعرفة عقل و فكر ، و اللغة عند العقلية الأبوية بيانية خطابية تقوم على التفخيم و البلاغة و السجع ، ود الحاجة مثلا لديه أسلوب معين ، فالمختلف معه لا يمكن أن يكون صاحب وجهة نظر مختلفة إنما هو (مدلس … و قد خلط سرحان بينهما ليوهم القراء ان تقييد السنة النبوية يقوم على ركائز واهية و لكن خاب مسعاه و انكشف مبتغاه…) انظر (ركائز واهية)… و السجع (خاب مسعاه و انكشف مبتغاه!) في الحقيقة إن السيرة و علم الحديث مترابطين بصورة لا فكاك منها ، و أحاديث البخاري ورد منها بالنص و السند في سيرة ابن اسحاق أحاديث من غير أن يذكر البخاري ذلك بينما ذكر الطبري مصدره حيثما أورد الحديث . أما أن (علم الحديث اتبع فيه المحدثون و الحفاظ أسلوبا بديعا لم تأت البشرية بمثله من قبل و لا من بعد) يعجب المرء من (اتخاذ الحفاظ أسلوبا بديعا) ، لا بد أن هناك حفظا غير بديع! .. أصح كتب الأحاديث عند المحدثين هما البخاري و مسلم و نحن نعلم أن الجيل الذي جمعت في عهده أحاديث الشيخين هو جيل جاء بعد قرنين من الهجرة و كل رواياته تقريبا تم تناقلها شفهيا و افترض المحدثون افتراضات لا بد لهم منها ، فهم يفترضون أن كل الصحابة عدول ، (العدل) صادق لا ينسى و لا يخلط ، حافظ ضابط ، بريء من الأهواء و حظوظ النفس ، و عندما تعلم بأن الصحابة تقاتلوا و قتلوا بعضهم بعضا و قالوا في بعضهم أقوالا لا يجرؤ أحد اليوم قولها ، عندما تدرك ذلك ، تعلم قيمة قولهم (إن الصحابة عدول كلهم)… و لو تعرضنا لنقد هذا المنهج فلن تسعنا المساحة ، لكن يكفي أن هناك أحاديث عديدة في البخاري و مسلم عليها ملاحظات و لو اتسع المجال و الصدر لأوردنا الكثير منها .. أما القول بأن المحدثين أتوا بأسلوب (لم تأت البشرية بمثله من قبل و لا من بعد) فمحض تمني … أما أن الغزوات و السرايا كانت كلها هجومية عدا اثنتين فلا خلاف فيه ، فالغزوات الهجومية الاستباقية لا تنفي ما قلنا و كأننا نسينا الحديث (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فإن فعلوا عصموا مني دماءهم و أموالهم إلا بحقها) و و صدق سيد قطب في ملاحظته التي كررها كثيرا في الظلال و معالم في الطريق بأن (أولئك المنهزمين نفسيا يريدون أن يصوروا الجهاد الإسلامي بأنه دفاعي فقط …) طبعا مع اختلافنا مع سيد قطب فيما يريد لنا من سلوك طريق الماضي بغير فهم … يغفل ود الحاجة عند إيراده لخبر غزوة بني المصطلق عن أن الهجوم الدفاعي الاستباقي الدفاعي لا يتبعه استرقاق أو سبي ، فغزوة بني المصطلق هي الغزوة الأولى التي تم فيها أخذ سبايا و استرقاق الصبيان و هي التي دعت الشافعي للتحسر بأن تلك الغزوة سبيت فيها كرائم العرب ، مما يعني جواز سبي العربيات ، لكننا نعلم أن سيدنا عمر بن الخطاب كان قد تجاوز ذلك ، فهو الذي أنهى استرقاق العرب ، فقد أورد الطبري قوله (ليقبح بالعرب أن يملك بعضهم بعضا و قد وسع الله و فتح الأعاجم) [تاريخ الطبري, 3/339, الناشر: دار التراث – بيروت, الطبعة: الثانية – 1387 هـ] … لاحظ (وسع الله و فتح الأعاجم) و قد منع سيدنا عمر سبي العرب و بهذا لم يعد هناك رقيق من العرب و كان أول قرار اتخذه الخليفة عمر في دولته ، رد سبايا أهل الردة إلى عشائرهم حيث قال: كرهت أن يكون السبي سنة في العرب(الخلافة والخلفاء الراشدون ص160) … لن يسعنا المجال لما أورده المؤرخون و رجال السيرة عن الغزوات و أسبابها و تحليل تلك الروايات ، لكن نتساءل إن كان ود الحاجة يقبل بتطبيق ما حدث حينها في عالم اليوم ، فمثلا غزوة بني النضير حدثت لأن بضعة أشخاص (سوَّل لهم الشيطان أعمالهم، فتآمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ..) و لم يكن بين المتآمرين نساء و أطفال و صبيان و بقية القبيلة ، فقد كان من الممكن أن يُخرج الوحي المتآمرين ليلقوا جزاءهم ، و لكن كما هو السائد حينها ، تحمل الوزر الأبرياء و النساء و الأطفال و الشيوخ فتم إخراجهم من ديارهم و أموالهم و ذلك عادل وقتها … في الحقيقة لا شيء يدعوني للتدليس فأنا لا أرى في التاريخ الإسلامي شيئا يوجب التدليس و فهمي قائم على أساس أن ما حدث في تلك الفترة مناسب لها و لا يمكن تطبيقه على عهدنا فلا يمكن أن نتأسى بهم في الرق و السبي و الغزو و يجب علينا تفهم ذلك العهد و تفهم جوهر الدعوة بأنها كانت تريد الارتقاء بالإنسان ، لكن لكل عهد وسائله و طرقه … ربما هذا يستدعي الانحراف بالموضوع قليلا عن ما أردته له في الرد على موضوع سيف الحق … شكرا لود الحاجة على كل حال و أعيذه أن يجتهد دائما ليصورني بأني (أقدس ثقافة الغرب) الحق إني أقدس الحقيقة و أنشد الحكمة و العبرة و أرى من عيوب الغرب و ثقافته ربما ما لا يراه ود الحاجة .

  8. قبل ان اتحدث عن عدالة الصحابة رضي الله عنهم فان تدوين السنة النبوية قد بدأ تدويناً عاماً ه في زمن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، وهو من التابعين رضي الله عنهم كما ان الصحيفة المذكورة موجودة في مسند الامام احمد و اليك نقلا من موقع سنة ان لاين ادناه.

    أما ابن الاثير فما ذكر انه اشار الى تلك الصحيفة و لم يذكر انه خرجها او جمعها و يمكن ان نستشهد باشارة الاباني رحمه الله الى كتاب كتب منذ عدة قرون فما الضير؟
    اما اعتبار عدالة الصحابة فاسبابها – من عندي – هي كالاتي ,على ما احسب:
    1.الصحابة رضوان الله عليهم ليسوا مجهولين و قد اثنى الله على عمومهم و اختارهم لصحبة نبيه
    2.ربما يقول امثال سرحان بانه كان هناك منافقون و من الممكن ان يكذبوا في الحديث فنقول لهم لقد كان الكذب من اسوأ الخصال عند العرب حتى في الجاهلية ومن ذلك ان ابا سفيان رضي الله عنه هم ان يكذب -قبل اسلامه – امام هرقل و يصف النبي صلى الله عليه و سلم بغير صفاته و ذلك عندما سأله هرقل و لكن خشي ان تقول العرب ان ابا سفيان كذب .و الكذب في هذه الحال ( رواية الحديث ) من المحتمل جدا كشفه حيث ان كثيرا من الصحابة كانوا على قيد الحياة و بالتالي سيكون المنافق ابعد الناس عن هذا حتى لا يشك في امره

    3. اما من ناحية الحفظ فالعرب كانوا من احفظ الناس كما ان الصحابي عندما يروي حديثا يروي أمرا رآه بعينه او سمعه مباشرة و لم ينقله عن غيره -الا ما ندر- و من المعلوم حتى في مجال التعليم الان ان الامور التي يشاهدها الطالب لا ينساها بسهولة بعكس ما يقرأه من وصف في الكتب

    أقول لسرحان لو كان التاريخ كله اثارا و نقوشا لما كان للكتب و المكتبات دور مهم في كتابة التاريخ

    _______

    نقلا من موقع http://www.sonnaonline.com/DisplayData.aspx?PID=0&ID=4&Pages=5&Index=0
    صحيفة همام بن منبه
    تحقيق د. محمد حميد الله، ظهرت من خلال مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ج 28 ص:(96-111) سنة 1373هـ.
    2- طبع بالاسم نفسه, وصدرت عن المركز الإسلامي بباريس سنة 1399هـ.
    3- طبع باسم:
    صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    حققها وخرج أحاديثها وشرحها: د. رفعت فوزي عبد المطلب، بمكتبة الخانجي بالقاهرة سنة 1406هـ.
    4- طبع باسم:
    الصحيفة الصحيحة: صحيفة همام بن منبه.
    تقديم وتحقيق علي حسن علي عبد الحميد الحلبي, بالمكتب الإسلامي ببيروت سنة 1407هـ.
    5- هذا فضلًا عن أن هذه الصحيفة قد وردت بتمامها في مسند الإمام أحمد فطبع ضمنه تبعًا
    واحتلت فيه من الجزء الثاني ص:(312- 319).
    توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه واعتناء أهل العلم به:
    لا يتطرق الشك في صحة نسبة هذه الصحيفة إلى مؤلفها وذلك لما توافر لها من أسباب الثقة بها والتي من أهمها:
    أ- وجود الصحيفة بالسند الصحيح إلى مؤلفها في نسخها المخطوطة.
    ب- تتابع الحفاظ على نقل أحاديث الصحيفة في مصنفاتهم؛ إما على جهة الاستيعاب كما فعل الإمام أحمد، أو على جهة الانتقاء كما فعل شيخا الإسلام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وكذلك البيهقي في سننه, والبغوي في شرح السنة، ويصرحون بنسبة هذه الأحاديث إلى الصحيفة.
    ج- هذا فضلًا عن أن الصحيفة قد اقترن ذكرها بذكر مؤلفها في كتب التراجم، في ترجمة همام رحمه الله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..