الواتساب vs المشروع الحضاري

ظهور بعض الشباب في وضعيات نسائية بحتة وفي حالة إحتراق تراثي ،أثار جدلا ،وتساؤلات عن حجم تلك الفئة وأسباب إنتشارهم الواسع في البلاد. ولم أجد مبررا لتلك الصدمة التي حدثت للبعض وكأن هؤلاء القوم قد هبطوا بين ليلة وضحاها من فضاءات العدم .وقد يكون المستحدث في الأمر هو إستخدامهم لوسائل التكنلوجيا الحديثة .بالإضافة (لقوة العين ) التي بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة وهو أمر يستدعي تساؤل عن مدى تقبل المجتمع لهم ورضوخه بالأمر الواقع.
هؤلاء القوم – ياسادة لهم وجود في كل قطاعات المجتمع فمنهم ،المطرب ،ورجل الأعمال ،والتاجر ،والسياسي والمسؤول ومنهم من هو في علية القوم ، ومنهم الشعراء ،والأدباء، ومنهم أصحاب النفوذ، ولكن يصعب الحديث عنهم حتى لايدخل الأمر في إشكالات قانونية. وغالبا مانجدهم يشكلون مجتمع داخل المجتمعات والكيانات.
الحديث عن أن هذا الأمر غريب ومستغرب لايعدو أن يكون سوى جزاً من إنفصام الشخصية لدى المجتمع السوداني الذي يتهرب من مواجهة الحقائق وإخفاء الرأس في الرمال، وهو بذلك يبتعد عن أساليب العلاج التي تتطلب الإعتراف والإقرار بالداء كجزئية أولى من مرحلة العلاج.
(الحلوات) ياسادة الكل يعرفهم ولا أعتقد أن أحداً من القراء لايعرف أو لم يسمع بإحدهم من قبل ذلك أو ينكر وجودهم . بل وصل الأمر بالبعض بإنكار سودانية من ظهروا في وسائل التواصل وألصقوا التهمة بإحدى دول الجوار التي دوما ما أوصفها (بالحمارة القصيرة ) لتفلتاتنا المجتمعية. فإدعاء المدينة الفاضلة لايجدي في ظل بروز وسائل التواصل التي تعبر عن حالة المجتمع من دون عمليات تجميلية .
الجديد في موضوع الشواذ هو (قوة العين ) فالجماعة إياهم .أصبحت لهم تجمعات معروفة وتجدهم في المناسبات سيماءهم في وجوههم بلاخجل أو حياء أو خوف مما يستدعي فرضية مساهمة المجتمع في قبولهم ،أو في أضعف الأحوال غض النظر واللسان عنهم خوفا من (طول اللسان )الذي يتمتعون به.أو ربما يكون تطورهم عامل طبيعي للإنفتاح على العالم الخارجي الذي أصبح ينادي بحقوقهم المدنية. الأمر الذي أكسبهم بعض الثقة.
ونقصد( بالحلوات ) كما هو معروف عنهم في أضابير المجتمع، الذين أختاروا الجنسية المثلية .إختاروها بإرادتهم ولانقصد المرضى الذين يعانون إذدواجية النوع والذين يخضعون لعمليات تغيير الجنس أثر تغيرات وإضطراب هرموني ،وهنا ننبه بضرورة التفرقة بين النوعين فالأول ذكر كامل الذكورة تعرض لعامل ما تسبب في إنحرافه جنسيا بملأ إرادته والثاني مريض أراد المولى عز وجل أن يخلق بهيئة بينما يحمل هرمونات أنثوية أو العكس وهي حالات معروفة في الطب والدين .
ويستمر الواتساب في كشف التحولات المجتمعية بحيادية من إغتصاب ،وشذوذ، وأفلام ، ورقص ، ومياعة ومصائب موجودة فعلا وليست من وحي خيال العم (واتساب) ينبغي التوقف عن كلمة (ديل ماسودانيين ) وخداع النفس وإدعاء الفضيلة فكل مايحدث حقيقة، وفي مجتمعنا الفاضل ،وهي تحولات عميقة كانت تنتشر وتتمدد في صمت كسرطان خبيث وساهمنا بدورنا في فسح الطريق أمامها بالنكران ودفن الرؤوس.
وأخيرا نطالب منظريي حملات تزكية المجتمع والمشروع الحضاري الخروج في مؤتمر صحفي وإعلان فشل المشروع الحضاري الذي شنف منظريه آذاننا به ،وبشرونا بمجتمع معافى فكانت النتيجة إرتدادية عنيفة وخلل رهيب يستحق الدراسة .
[email][email protected][/email]
هل تعرف قصة (زول البادية- أي العربي أو الإعرابي) في مستودع النكات السودانية قبل ظهور جماعات الضحك والهزل والإضحاك السودانية التي ألصقت اسم (أهل العوض على هذه الشخصية البدائية)، وهذه الجماعات كان نصيب مقدر في الحط من قدر الشخصية السودانية وتعميق الجهوية والقبلية. زول البادية كان أيام زمان يزين معصمه بساعة (سيكو) وهو لا يعرف قراءة وتفسير الساعة والزمن. هذا ما حدث بالضبط في دنيا تقنية الاتصالات بالسودان. فهؤلاء القوم لم يستخدموا هذه التقنيات فيما يفيد البلاد والعباد بل استخدموها في نشر الفضائح وتصوير العورات وغيرها……
الوضع في السودان يمكن أن نطلق عليه كلمة (طلق) بفتح الطاء أي صار سائباً أي أن شخص يفعل ما يحلو له دون أي خوف من الله ومن القانون ومن المجتمع.
صحيح أن الشذوذ موجود في كل قطاعات المجتمع السوداني، ولكنه كان يمارس في الخفاء مراعاة لما تفرضه القوانين والأعراف الحاكمة، أما أن يطل الآن أحدهم وهو يجلس على حفرة دخان، أو أن يعقد قرانه على هولندى فهذا هو ما يستحق الدراسة.
إذا قسم العلماء عصور حياة البشرية إلى عصر حجري، وعصر نحاسي، وعصر حديدي وعصر بلاستيكي، وعصر النهضة، والثورة الصناعية فمما لا شك فيه أننا نعيش الآن في عصر الزنا والدعارة. أصبح بمقدور أي شخص يملك جهاز موبايل حديث الدخول إلى المواقع الإباحية في ثوان معدودة، وأصبح بإمكانه المشاركة في غرف الجنس المباشر ومشاهدته بل والتفاعل معه، هذا غير القنوات التلفزيونية الجنسية التي تبث الجنس على مدار الساعة، وغير أشرطة الدي في دي والسي دي، واليو اس بي وغيرها من الأدوات التي لم يوظفها شبابنا إلى لخدمة الجنس.
اعتقد أن أحد أسباب المعالجة تكمن في ربط الشذوذ بالوطنية. إذ أنني لاحظت أن هناك دولاً كثيرة تفتخر بعدم وجود شواذ على أراضيها (أرتريا مثلا) حيث ظهر هؤلاء القوم لفترة قصيرة وتم اعدامهم في الشارع العام.
كنا نظن إن إغلاق الداخليات سوف يساعد في تقليل (اللواط) والشذوذ، وكنا نعتقد أن انفتاح الفتيات وخروجهن للعمل وكثرة الاختلاط سوف يقلل أيضاً من هذه الظاهرة. ولكن يبدو أننا كنا نغرد خارج السرب فقد زاد من يجلسون على (حفر الدخان) وفي ذات الوقت زاد عدد الأطفال اللقطاء. أي أننا أصبحنا (خربانين) تحت وفوق. صدق هكيل عندما قال أن السودان (جغرافيا). إذ لا يوجد فرق بين مصلطح (صقيعة ساكت) الذي استخدمه أنا ومصلطح (جغرافيا). لقد اختفى انسان السودان وذاب في بحور التهتك والجنس. اعتقد أنه لو لا المغتربين الذين لم يزالوا يحتفظون بسودانيتهم بداية من لبس الجلباب الأبيض وليس الجلباب (الملون المخشلع) إلى قمة الأخلاق السودانية الفاضلة، لأصبحان أمة في خبر كان. بل أننا فعلاً أصبحنا أمة في خبر كان.
يا راجل انت نايم ولا ايه؟
ديل حاكمين البلد من
1989
وبيسو فينا العايزنو
ولامثال ديل نحن ساكتين
ومستسلمين
العيب فينا مش في قوم لوط
( وأخيرا نطالب منظريي حملات تزكية المجتمع والمشروع الحضاري الخروج في مؤتمر صحفي وإعلان فشل المشروع الحضاري الذي شنف منظريه آذاننا به ،وبشرونا بمجتمع معافى فكانت النتيجة إرتدادية عنيفة وخلل رهيب يستحق الدراسة .)
كم نسبة هؤلاء في قيادات تزكية المجتمع والمشروع الحضاري ؟ الذين تطالبهم بالحديث في مؤتمر صحفي وكم صحفي ينتمي لهم
اذا كان شيخهم الذي دبر مجيئهم معروف باللواط فماذا تنتظرون ان ينتجوا لكم …
هذه الظاهرة ليست جديدة ولكنها كانت محدودة جدا لان ممارسيها كانوا منبوذين من المجتمع السودانى وكانت تمارس فى حدود ضيقة وفى أزقة الدعارة . ولم يكن هناك شبان يغنون اغانى البنات ويرقصون مثلهن فى الحفلات قبل ذلك الى أن أتت الانقاذ بمشروعها الحضارى الذى أفرز ناس (حمادة بت) واشباهه حتى وصل الحال الى ما هو عليه الآن دخان ودلكة للاولاد ورقيص الاولاد رقصة العروس وكمان عرس مثليين وهلمجرا. الدمار الاخلاقى نتيجة طبيعية للتدهور الاقتصادى وهذه حقيقة تاريخية معروفة وهو الذى يتسبب فى التفكك الاسرى ……….الخ هنيئا للمشروع الحضارى بهذا الانجاز الكبير … وفضوها سيرة بقى كما يقول المصريون