مفاجأة علي اجنحة التاويل

قبل ان تخرج من رحمها احدثت المفاجأة المرتقبة للرئيس البشير حراكا كثيفا وشغلت الراي العام المحلي والاقليمي وحتي الدولي بزخم التاويلات والتبريرات والتفسيرات المشروعة وغير المشروعة ولان المسرح السياسي السوداني بات مهيأ تماما لكل اشكال المفاجات والتحولات لان كل ما هو متاح من معطيات يشي الي ان بلادنا مقبلة علي احداث كبري وسيناريوهات جديدة وستكون كفيلة برفع حواجب الدهشة لدي كل سوداني وكل مراقب لهذه الحالة السودانية البعض تحدث عن تحولات كبري اخري قادمة في كابية قيادة الدولة واخرون يرسمون ملامح المفاجأة في انها ربما ستاتي بالانقلاب الثالث في حقبة الانقاذ ولكن دون الحاجة الي بيان اول ..ولكن ارجح التاويلات والتحليلات ان مفاجاة البشير ربما تقترب كثيرا من تلبية نداءات ومطالب القوي السياسية الواقفة علي الرصيف والداعية بالحكومة القومية واسعة الصدر وعريضة ” المنكبين” وتستوعب كل الطيف السياسي والحزبي..وكثير من التسريبات التي شغلت المجالس السياسية ان السيد رئيس الجمهورية ربما يترجل عن القيادة في خطوة مباغتة يمكن تبريرها بالخطوة الاستباقية التي جاءت بالفريق اول بكري حسن صالح في موقع الرجل الثاني في الدولة غير ان المساعد الرئاسي ابراهيم غندور استهجن فكرة ترجل البشير واستبعدها تماما ..ومن الارجح ان يجني الحزبين الكبيرين “الامة والاتحادي الاصل” ثمار هذه المفاجاة وبالاخص “السيدين” المهدي والميرغي وربما سيكونان لاعبان اساسيان في الملعب الحكومي القادم ..والغريب في مبادرة البشير انها تحمل في ثناياها عنصر الادهاش والاثارة حتي لدي رجال المؤتمر الوطني لان مفاتيح اللعبة والسلطة عادت تماما الي ادراجها “بالقصر” او هكذا يبدو الحال .
العشاء الاخير “لدبجو” ..!
علي ذات الطريقة والسيناريو الذي انهي به اركو مناوي تحالفه مع الحكومة قبل حوالي ثلاثة سنوات يحاول القائد بخيت دبجو المنشق من حركة العدل والمساواة صناعة سيناريو الخروج القادم من منظومة سلام دارفور علي خلفية توترات ناشئة بين حركته ومكتب سلام دارفور بالتابع للقصر الجمهوري بسبب استحقاقات يري دبجو ان علي الحكومة الايفاء بها فيما تري الحكومة انها لن تستطع ان تاتي باستثناءات خارج نصوص وثيقة الدوحة ..الامر الذي اغضب مجموعة دبجو فاخرجوا الانفاس الساخنة واتهموا الحكومة بالمراوغة والمناورة والتحايل وطعنوا في شرف الوثيقة ولهذا جاء استدعاءالسيد رئيس الجمهورية للقائد دبجو الي بيت الضيافة في محاولة لترطيب الاجواء وامتصاص حالة الاحتقان التي تعاني منها هذه المجموعة وهي حالة تعبر عن اختلالات بينة في معادلات البحث عن سلام دائم مع عقليات عسكرية تحتاج لمشروعات واستحقاقات لازمة تقع علي الجانب الاخر في الحكومة المسوؤلية الكبري حتي يتحول هذا التحالف الي سلام وحياة واستقرار وحتي لايكون لقاء دبجو بالبشير في بيت الضيافة هو العشاء الاخير ونهاية شهر العسل بين الحكومة وحركة دبجو .
علي الاطراف كافة ان تتعاطي بشكل موجب مع مطلوبات ملف دارفور وتجتهد كثيرا في سبيل توفير اليات وادوات انفاذ وثيقة الدوحة
البرلمان يبحث عن “اسنانه ”
ستكون اول سابقة من نوعها في تاريخ التجربة الانقاذية في الحكم حينما يمضي البرلمان في انفاذ سياسته الجديدة المعلنة والهادفة الي اسقاط اي وزير ضعيف الاداء وشحيح الكفاءة والقدرة .زلعمري هذه سياسة راشدة .. ولكن يا دكتور الفاتح ارجو ان تضيف علي هذا الضعف جريمة الفساد المالي والاداري فهناك وزراء اقوياء في قرارهم وسلطانهم لكنهم ضعفاء وفاسدين امام الحق العام فاسقطوهم ايضا ولكن قبل ان تسقطوهم افتحوا ملفاتهم الحمراء والسوداء وحتي “الخاصة” وحاسبوهم بمكاسب التجربة وفشلها ..فان كنتم صادقين ابداؤا اولا بال البيت واصحاب المشروع والفكرة تلك هي الفريضة الواجب اداؤها حتي تتبدد تهمة الضعف والوهن والارادة الغائبة لهذا البرلمان لان الذين ينظرون لهذه التجربة البرلمانية الحالية بانها بلا اسنان وبلا اخر وانها تعبير لمعادلة مختلة يتكرر صوتها كل يوم 375 مرة داخل القبة البرلمانية لعضو برلماني واحد وفكرة واحدة وحزب واحد .
ولو ان الدكتور الفاتح عزالدين الرئيس الجديد للقبة البرلمانية افلح في ان يشهر سبابته في وجه الجهاز التنفيذي فانه بذلك يعطي البرلمان فرصة زراعة جديدة لاسنانه حتي يقوي علي اقتلاع جزور الفساد واسقاط الضعفاء .
سقوط “مشروع” ..!
كم من المشروعات التي تغنت لها الانقاذ ؟ .. وهللت وكبرت وافردت لها المساحات الكافية في الميديا المحلية بكل تشكيلاتها وافلح عباقرة الحكومة في صياغة الخطب الاعلامية الغزلية الرنانة فدغدغت مشاعر الناس فجاء مشروع التامين الصحي من بين عدة مشروعات وبرامج خدمية اثبتت التجربة صدق النظرية وسقوط التجربة رغم ان الذي بذله القائمين خلف هذا المشروع من اموال لتسويق الفكرة اعلاميا وسياسيا ولكن كل ذلك لم يشفع للتامين الصحي ان ينطلق الي غاياته ولكنه تعثر كثيرا وسقطت فكرته تماما بعد ان تناوشته التجارب الفاشلة خصوصا بالولايات تلك هي اعترافات الحكومة التي وثقتها شهادة الاستاذ حسبو محمد عبد الرحمن نائب رئيس الجمهورية فثبت ان مظلة التامين الصحي لا تغطي سوي 20% من المواطنين في بعض الولايات واخطر ما اصاب هذا المشروع من عثرات وسقطات ان الكفاءات الطبية هجرته فيما استوطنت الكوادر الرخوة والزائفة كل مفاصل المشروع ودخل الدواء السوق السوداء من اوسع الابواب بعد ان تراجعت قائمة الادوية المدرجة في خدمة التامين الي ادني مستوي وبهذا سقط المشروع سقوطا مدويا والا لما دعت الحكومة الي ضرورة اعادة النظر في تجربة التامين الصحي بكلياتها .
صرخة “منبر”..!
حالة من عدم الرضاء والاحباط تتملك اهل الجزيرة ..الولاية الجريحة يتحدث مواطنوها هناك في المحظور وغير المحظور .. يطالبونها بالابتسام علي مداخلها وهي موجعة تلعق جراحها فان كانت هي علي هذه الجراح لا تقوي علي الوقوف علي رجليها فكيف تبتسم ؟
وولاية الجزيرة في مشهدها الحالي عبرت عنها رسائل منبر ابناء الجزيرة الذي يحاول الان يعيد لاهل الجزيرة بعض حقوق وارادة مسلوبة ..دعونا هنا نتامل في هذه الرسالة الباكية والحزينة الت وصلتني من الاخ عبد الناصر يعقوب المتحدث باسم المنبر بعد ان الح علينا صاحبها بنشرها ..” وتقول الرسالة..
ماكان لابناء الجزيرة ان يتجهوا لمثل هذا الخيار فانسان الولاية معروف بقوميته حيث انصهار جميع قبائل السودان بارضها البكر .
فالجزيرة تعرضت الي ظلم ممنهج ومنظم حيث قتل مشروعها الذي كان عماد الاقتصاد السوداني وتم تشريد مواطنيها مابين المنافي ووشوارع وازقة العاصمة والارض الخضراء صارت بورا بفعل التخبطات الحكومية والمسخ المشوه المسمي قانون 2005.
اهملت الجزيرة في كافة المجالات .. الصحية والتعليمية والخدمية والتنموية واستوطنت الامراض الفتاكة كل قرى الجزيرة اما مستشفياتها الريفية صارت موطنا لقطط وخفافيش الليل وفيران العنابر .. التعليم الذي كانت تفاخر به الجزيرة اصبح في عداد الموتى كالمشروع لاتوجد تنمية ولا خدمات عامة منذ اكثر من 24 عاما . فجاء منبر ابناء الجزيرة ليضم كافة اهل الجزيرة الزراع الصناع الاكادميين المهنيين الطلاب الشباب وكافة الشرائح . لم يتجاوز عمر المنبر الشهرين ولكنه اثار هواجس السلطان داخل الولاية وفي المركز فبدات اجهزة السلطة ترسل الرسائل السالبة هنا وهناك لتفض جمع المنبر لعلمها ان هذا المنبر له تاثير كبير ويتبنى كذلك قضايا ومظالم حقيقية اقترفتها الايادي الفاسدة في حق الجزيرة وانسانها ولكن المنبر واهل الجزيرة عقدوا العزم من اجل بعث الروح والحياة في المشروع والعمل علي نهضة شاملة للولاية التي تلاعب بها الطفيليون هل يعقل ان ولاية مثل الجزيرة منذ 1989 لم تنال اي حظ من قروض التنمية وهي التي كانت توفر معائش اهل السودان جميعا منذ اكثر من 75 عاما. .
ولكن سيستمر منبر ابناء الجزيرة مدافعا مناكفا منافحا عن انسان الجزيرة ومشروعها بكل الوسائل المتاحة والمشروعة . ولن تفلح محاولات اجهاضه او تفتيته ولن نسمح بهذه المحاولات فالجزيرة وعت الدرس تماما وسيكون المنبر وعاءا يجمع كل الوان الطيف الفكري والسياسي لا يستثني في ذلك احدا. مهما كانت التباينات .
والجزيرة الان يا هؤلاء تحتاج لنفرة جديدة لكل ابنائها بالداخل و بالمهجر حتي تعود الي سابق عهدها كام رؤم لكل اهل السودان .(عبد الناصر يعقوب ? اعلام منبر الجزيرة)
[email][email protected][/email]



