لهذا السبب ترفض إبنتي السفر للسودان !!

*أكتب لك اليوم عن مشكلة تربوية تؤرقني وانا في هذه القارة البعيدة في أقاصي الدنيا? هذه المشكلة تتعلق بإبنتي الكبيرة التي تدرس هنا في الجامعة لأنها منذ ان نالت حقوقها في أستراليا أصبحت ترفض السفر معنا إلى السودان.
*هكذا بدأت السيدة ع.ع رسالتها الإلكترونية بعد مقدمة لم أرد شغلكم بها عن كلام الناس السبت الذي قالت أنها افتقدته في الأونة الاخيرة وطلبت مني عدم تغييبه مهما كانت الأسباب.
*قالت ع.ع أن إبنتها اصبحت تختلق الأعذار كي لا تسافرمعنا في الاجازة إلى السودان وعندما ألححت عليها لتخبرني عن السبب قالت لي أنها تخشى إذا سافرت للسودان من الضغط عليها من الأهل كي تتزوج.
*أضافت السيدة ع.ع قائلة انها ليست وحدها وحدها من تقول بذلك فقد استمعت لهذه الشكوى من أمهات سودانيات أخريات يقمن هنا من بناتهن اللاتي أصبحن يقلن مثل هذا الكلام.
*صارحتني إبنتي قائلة : إن الزواج المطروح من قبل الأهل في غالب الاحيان يكون زواج مصلحة الغرض منه الحصول على طريقة لدخول أستراليا .. وقالت ان التجارب العملية لمثل هذه الزيجات محبطة ومؤسفة.
*أوضحت ع.ع أن إبنتها محافظة ولم تنجرف في الحياة الإجتماعية بأستراليا? لكنها تخشى من الزواج بهذه الطريقة البعيدة كل البعد عن تطلعها إلى حياة زوجية سعيدة هانئة قوامها المعرفة والتقارب الحميم والتوافق والمشاعر المتبادلة.
*هكذا طرحت ع.ع هذه المشكلة التربوية المهمة التي تعاني منها بعض الأسر السودانية المقيمة في أستراليا وفي دول المهجر الأوروبية? وهي مشكلة قديمة متجددة حتي داخل السودان .. ذكرتني صيحة صديقي الممثل الكبير علي مهدي على خشبة المسرح القومي بأمدرمان وهو يقول : أنا داير عروس مغتربة.
*للأسف الزواج في السودان مازال يعاني من التعقيدات الإقتصادية والإجتماعية التي أفرزت بعض الحالات الفاشلة للزواج الناتج من ” الشفقة” الزائدة من بعض الأباء والأمهات على مستقبل البنات خاصة عندما يبلغن عمراً يعتبرونه فاصلاً في حياتهن الإجتماعية.
*أصبح من المعتاد في السودان تحويل الزيارة التي يقوم بها أهل العريس إلى أهل العروس للتعارف أو للخطوبة إلى عقد قران باختصار مخل في كثير من الأحيان لمرحلة التعارف والتوافق? وذلك باقتناص الفرصة وإدخال المتقدم بالقوة إلى عش الزوجية.
* مشكلة البنات اللاتي يعشن مع أسرهن في الخارج أكثر تعقيداًخاصة في حال إنقطاع العلاقات الأسرية والمجتمعية مع الأهل والأقارب في السودان? لهذا اجد العذر لإبنة السيدة ع.ع وأحمل الاسرة مسؤولية القطيعة الاسرية والمجتمعية? لانه لابد من تعميق الصلات الأسرية والمجتمعية بينهم وبين اهلهم وأقاربهم في الداخل منذ الصغر وربط الصغار والشباب بروابط وثيقة تتيح لهم/ن الفرصة كي يتعارفوا ويتقاربوا لإتاحة فرص الإختيار الطبيعي المعافى? بدلاً من إعتماد هذا الأسلوب المصطنع لبناء أسرة تفقد أهم مقوماتها المرتكزة على المودة والرحمة والتقارب الحميم والأحلام المشتركة والمشاعر المتبادلة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ولادة وتربية دلع اعرف زيجات تمت ف العاصمة الرياض من رجال كانوا مغترين من بنات نشاو ودرسوا هناك يرفضن الرجوع مع الزوج ولو زيارة تم تطليقهن تعودو علي الراحات وا لدلع

  2. يااااااااا نور الدين مدني
    اولاً دعني أقتبس الجملة الأتية من مقالك ~ منذ ان نالت حقوقها في أستراليا أصبحت ترفض السفر معنا إلى السودان.
    الطفل منذ ولادته في أستراليا له حقوقه هذه واحدة ثانياً القانون الأسترالي يعاقب الأبوين بالسجن والغرامة اذا حاولوا إجبار أبنائهم علي الزواج وإنت تعلم ذلك . ثالثاً ذكرت إن إبنتها محافظة ولم تنجرف في الحياة الإجتماعية في أستراليا ؟؟؟؟؟؟؟؟ هنا أسمح لي أن اسألك و ما هي الحياة الإجتماعية في أستراليا ؟ إنها طالبة جامعية وبالضرورة لها زملاء وبالضرورة لها أصدقاء من بين هؤلاء الزملاء و إذا لم يكن كذلك فهذا يعني بالضرورة أن تكون مصابة بمرض التوحد أو آي من الأمراض النفسية الأخري ولا أظن إن كانت كذلك تستطيع أن تعارض والديها وإن لم تكن كذلك فإن والدتها هي المريضه بإنفصام الشخصية . يا نور الدين رغم سطحية الموضوع الذي تناولته ولكنني أذكرك أن القنون الأسترالي يمنع زواج الأقرباء لمنع توارث الأمراض أضف لذلك إنني أضع الف علامة إستفهام حول مقالك هذا ومقال صلاح الباشا في تشويه صورة الحياة في الدول المتطورة فلماذا وما هو الهدف ؟ وانت بالأمس تتغني بالحياة في أستراليا و في مقاليين متتالين هنا علي صفحات الراكوبة فهل وضحت ؟

  3. *لم اختفي مشروع(العرس الجماعي)، و ذوي كأحد ثمرات (المشروع الحضاري?)، و أسطورة حفر ترعتي كنانة و الرهد بـ(الطواري)!!!

  4. أنها تخشى إذا سافرت للسودان من الضغط عليها من الأهل كي تتزوج.الكلام دا ما بيخش الراس اكيد البت راقدا فوق راي تاني كنت تنصح ع ع تخلي البت علي راحتاوفي كل السودان اليوم ما في بت جامعية يضغطوها للزواج

  5. *لم اختفي مشروع(العرس الجماعي)، و ذوي كأحد ثمرات (المشروع الحضاري?)، و أسطورة حفر ترعتي كنانة و الرهد بـ(الطواري)!!!
    غايتو يا “لتسألن” ما بسألك .. لأن خيالك واسع شديد.. بالله ديل “لميتن” كيف.. ؟؟؟
    عرس جماعي مع مشروع حضاري دي شوية معقولة.. لكن مسألة تجيب معاهن حفر ترعتي كنانة والرهد بالطواري دي بالغت فيها… ســــــــــــــــــلام..

  6. وفيها إيه لو عرست ليها واحد من أهلها وأنقذته من السودان ولو ما عاوزاه راجل لها تطلقه وتجيب واحد تاني؟ ديل واقفين بالصف وأكيد بتلقى فيهم البتثبت عليهو

  7. لا, وحياتك تعالي,, بلادك حلوة ارجعي ليها…وعشان ما عدد سكان السودام ينقص ل 33مليون وتسعمائة وتسعة وتسعون الف.. فاحسن نقول 34 مليون فقط لاغير

  8. يلغ اهلنا في السودان ان مزابل افريقيا خير من جنات استراليا
    عبارة قيلت قبل كدة من احد الدعاه ولكن يقصد بلد اخر
    استراليا يلد مجون بلد انحلال بلد انحطاط
    نحمد الله على نعمة الاسلام

  9. الزواج :
    يحس الفرد بالوحشة إذا ما وجد نفسه وحيداً ويتضح هذا الشعور لدى الصغار ذكوراً وإناثاً وبمرور الزمن يجذبه الشوق لمن يشاركه الفرح ويؤنس وحدته ويشجعه على تذليل العقبات ومن هنا تبرز الحاجة للزواج الذي لغة يعني الاقتران او الازدواج واصطلاحا هو العلاقة التي تجمع الرجل والمرأة وهي علاقة متعارف عليها ولها أسس وهي بناء اسرة وإنجاب الاطفال من اجل الحفاظ على الجنس البشري وقد مثل كل من آدم وحواء اول زواج بين كائنين بشريين في تاريخ البشرية وتطور ذلك بتطور المجتمعات وعاداتها وكان للأديان تأثير في ذلك فأصبحت للزواج قوانين وشروط وهو نعمة من نعم الله وقد جعل الاسلام الزواج علاقة متميزة فقال صلى الله عليه وسلم (إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج) وقد حرص الاسلام على هذه الرابطة وجعلها محمية بسياج الدين وكل من الرجل والمرأة في حوجة للزواج وهذه غريزة طبيعية في كل منهما أي انهما يتساويان في ذلك وقد ورد ذكر ذلك في القرآن إذ قال تعالى (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ] (البقرة: 187) وللباس هو الستر الذي يستر الانسان به عوراته لذا فان كل من الزوجين هو ستر للآخر وهنا نورد ما ورد عن شيخنا الوقور الشيخ فرح ود تكتوك حينما اراد ان يفهم بنته هذا المعنى وذلك عندما كانت على خلاف مع زوجها واتت اليه ليخلصها منه فطيب بخاطرها وأرسل للزوج وعندما كان الزوج موجود معه ومعه كذلك ابنه شقيق الزوجة ودخلت عليهم نزع منها قرقابها الذي كانت تستر به عورتها فسارعت الى الاختفاء وراء زوجها خجلا من ابيها وأخيها فرد عليها الشيخ قرقبها وقال لها البسي وامشي مع سترك وغطاك كذلك فهو يشمل القرب والملاصقة والغطاء والمتعة والوقاية من الحر والبرد ويسمو بالمشاعر عن المستوى البهيمي في نفس الوقت يلبي متطلبات الجسد فكلا الزوجين من هذا المنطلق يلبي حاجة الآخر بنفس القدر لذلك جاء في قوله تعالى (َمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الروم: 21). والمودة والرحمة هي اسمى معاني الحياة والزواج امتثال لأمر الله الذي شرعه وأمر به وهذا الأمر شامل الذكر والأنثى كذلك من أهداف الزواج هو إنجاب الذرية واستمرار النسل وهذا يخص الرجل والمرأة كما أن من أهدافه تحقيق السكن النفسي والروحي وأيضا ذلك يشمل الاثنين معا كما أن هنالك أهداف اخرى تتحقق من الزواج للرجل والمرأة على حد السواء لذا فهما يتساويان في الحوجة للزواج والزواج حصن ضد الممارسات اللا اخلاقية وقد اتفقت في ذلك جميع الاديان والشرائع السماوية فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى (ولا تقربوا الزِّنَى إنَّه كان فاحشة وساء سبيلاً)
    ولكن فلننظر لعادات الزواج في مجتمعنا السوداني والتي اخرجته من مفهومه الشرعي هذه الايام بالمغالاة في المهور والبذخ غير المبرر مما جعل تكلفة الزواج لا يستطيعها الكثيرون من شبابنا فعزفوا عن الزواج ونتيجة لذلك حدث ولا حرج ففي الماضي القريب كان المجتمع متكافل في تسهيل الزواج فقد كان الشاب يقدم على الزواج وهو لايملك الخمسة او العشرة جنيهات وقد عشنا ذلك ورأيناه ونحن في مقتبل العمر وتكون الدعوة او الوليمة ومن مشاركة الاهل المادية في هذه الوليمة يستطيع العريس تجهيز كل مستلزمات الزواج اما اليوم فالعكس الوليمة في معظم الاعراس تكون وبالا وخسارة على العريس وأهله كذلك من العادات التي تتسبب في عرقلة الزواج في مجتمعنا الفهم الخاطئ والربط بين الموت والزواج حيث يعتقد البعض من ذو العواطف البعيدة عن العقل والمنطق انه في حالة موت احد افراد الاسرة فان ذلك يعطل الزواج ولا يعرفون ان الموت كما يقولون كأس دائر لا يتوقف وقد يأخذ احد العروسين المرتقبين أو كليهما اما في حالة اتمام مراسيم الزواج الشرعي وليست زواج المباهة والبوبار كما يقولون قد ينتج عن هذا الزواج من يخلف هذان الوالدان في الحياة ويحمل اسمهما بدل ان يموتا عقيمين والموت هو سنة الله في خلقه كذلك الزواج هو سنة فالموت يؤدي لنقص اعداد البشرية بينما الزواج يعوض هذا النقص بإنتاج بشر اخرين وهذه سنة الله في كل المخلوقات وهذا هو التوازن الطبيعي حتى في الكائنات الضعيفة على سبيل المثال الحشرات فعندما يختل هذا التوازن الطبيعي تحدث الانفجارات لذا نناشد اهلنا وبالذات الامهات والأخوات والبنات ان يتقوا الله في شبابنا ولا يكونوا حجر عسرة في اتمام أي زواج مهما كانت الاسباب لان الله سبحانه وتعالى سيحاسبهم على ذلك وكذلك سيفعل بهم المجتمع الواعي المدرك لرسالته الانسانية والله من وراء القصد.
    الشامي الصديق آدم العنية مساعد تدريس بكلية علوم الاغذية والزراعة جامعة الملك سعود بالرياض المملكة العربية السعودية ومزارع بمشروع الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..