في الليلة ديك

(1 )
قناة النيل الأزرق بزت القنوات الأخرى في احتفائها بخطاب السيد رئيس لجمهورية في ليلة الاثنين إذ أقام فيها الاستاذ الطاهر حسن التوم استديو تحليليا قبل وبعد الخطاب استضاف فيه الدكتور امين حسن عمر والاستاذ فيصل محمد صالح والاستاذ محمد لطيف والبروف صفوت فانوس ( من اليمين للشمال) قبل الخطاب كان مجمل التحليل متأثرا بالمناخ العام الذي صور الخطاب المنتظر بأنه سيكون مليئا بالمفاجآت العملية وكان هذا تأسيسا على ما قاله الرئيس جيمي كارتر واحمد ابرهيم الطاهر والفاتح عز الدين فهم الذين أطلقوا بالونات كبيرة باسم المفاجأة وقامت الصحافة والرأي العام بشحنها بغازات أشكال وألوان من استقالة الرئيس الى تغيير مراسم القصر الجمهوري.
بعد الخطاب أُسقط في يد المحللين ولكنهم بكل جرأة عكسوا الإحباط الذي أحس به المواطن فالمواطن كان ينتظر خارطة طريق وخطوات عملية لتنفيذها تبدأ من الخطاب ولكن الخطاب جاء مثقلا بالنوايا والطرح النظري حتى لغة الخطاب تعرض لها الاستديو والحال هكذا وجد الدكتور امين نفسه مضطرا لأن يعلن أن هناك وثيقة سوف يصدرها الحزب في اليومين القادمين تفصل ما أجمله الخطاب. أما خارج استديو النيل الأزرق فقد ضجت الأسافير بالتعليقات على الخطاب منها الساخر المتهكم ومنها الجاد ولكن كلها أكدت أن الناس في السودان كانوا في انتظار شيء ما وهذا يعطي مؤشرات في غاية الأهمية لصانع القرار السياسي في السودان أن يتحرك بأعجل ماتيسر.
دعونا نسعى لتجريد الخطاب من مناخ التنبؤات والمفاجآت التي كانت متوقعة ونقرأه كنص فقط دون شك سوف نحصل على شيء من المضامين الجديدة والأشكال الجديدة على الأدب والروح الانقاذية فقد خلا الخطاب من الأدبيات القديمة جملة وتفصيلا وكذا فيه تقديم رجل في طريق جديد ولكن بشيء من الحذر قد أسماه الخطاب مشروطية فالخطاب أوضح على الأقل استعداد الحاكمين للسير نحو المعارضين شريطة أن تكون العملية تقابلية (خطوة مني وخطوة منك ) كما يمكننا اضافة مسرح الخطاب فقاعة الصداقة قد اكتظت بوجوه كان لحضورها مدلولات سياسية لا تخطئها العين فالسيد الصادق والدكتور الترابي والدكتور منصور خالد والدكتور غازي صلاح لم يأتوا بناء على الدعوة العامة التي أطلقها الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ولم يأتوا لكي يطقسوا في الخطاب فمن المؤكد أن حضورهم كان مسبوقا بحوار ولعلهم الوحيدون الذين لم يتفاجأوا بمضمون الخطاب.
إذن ياجماعة الخير اذا توقفنا عند مضمون الخطاب ومسرح الخطاب يمكننا ان نبقي على فكرة انتظار المفاجأة ولو بدرجة حرارة أقل فالواضح ان هناك خارطة طريق فيها على الاقل شوية انحراف عن خط السير الحالي وهناك خطوات تنفيذ سوف تخرج من تلك الخارطة فاذن الخطاب كما وصفه احد الاصدقاء عملية خطوبة لزيجة قادمة ووصفه آخر بأنه خلية زايجوت لمولود قادم لكنه لم يستبن بعد عما اذا كان ذكرا أم أنثى وإن كانت الانثى لا تقل وزنا او أهمية عن الذكر فالخلاف خلاف نوع.
ثمة ملحق لابد منه ففي الوقت الذي حدث فيه ماذكرنا اعلاه في الخرطوم كانت القاهرة تشهد حراكا سياسيا هي الأخرى اذ أعلن عدلي منصور ترقية السيسي لرتبة مشير وأعلنت قيادة الجيش ترشيحها للسيسي لرئاسة الجمهورية. حدث هذا بعد تنفيذ خارطة الطريق التي انتهت بإجازة الدستور و(مصر يا أخت بلادي ياشقيقة)

السوداني

تعليق واحد

  1. دكتور البوني .. يا كوز .. (الترويج) لبضاعتكم الكاسدة والفاسدة هذه قد ولّت أيامها ، ورئيسكم أضاع الفرصة الأخيرة ..
    أتريد الشعب ان ينتظر .. وينظر .. ويشوف (انقاذكم) دي حتلد شنو ؟؟؟
    يا رجل 25 عاماً لم تلد لنا إنقاذك غير الكلاب والذئاب التي عقرت الناس ولم تنتج لنا سوى ((خراب)) ينعق عليه البوم كما ترى .

    نحمد الله كثيراً أن خيّب (الجنرال) ظن الناس ، حتى يدرك (الآملين) في سراب الكيزان و( الغُشما) استحالة وصعوبة تغيّر عقلية هذا النظام الإقصائية المتآمرة .

  2. خرف مبكر الله يشفيك بصراحة بقيت تنقنق ساكت وين كلامك الحلو اظهر الجماعة قتلو حيلك بالخدمات والمساعدات يعني رشوة بس مش كاش واهو قتلو حيلك

  3. ايا دكتور يا عبلطيف يا بونى.. ما اعتدنا منك احباطا الآ فى القليل النادر والنادر لاحكم له!! لكن الليله احبطت “الناس.. كل الناس” اللى قروا مقالتك ..لأنو عنوانا ما كانش مطابق لعضم المقاله .. كنا منتظرين حتى ان ما عندك شيتا تقولوا كنا مفتكرنك حتحكى لينا (كنوع من ألأبرتيف) فى البدايه نكتة المبدع المرحوم عبد العزيز داؤود عن خذلان ابن الباديه ل “الجداده” اللى سألوها – لما مشت وساهرت فى الحفله الغنائيه الساهره اللى كان يحييها صلاح ابن الباديه – سألوها عن اى ألأغنيات اللى تتمنى يغنيها ود الباديه فى الحفله .. كان ردها – ومن شدة فرحتها بالسؤال وعقلها الباطن عمّال يشتغل – اتلخبط فى لسانها ترتيب كلمات الرد فقالت انها تتمنى لو يغنى ليها اغنية … اغنية.. اغنية “الليله فى ديك” !! بس يا حسره ود الباديه خذل الجداده وقال ليها انو ما وقّع أغنيه “فى الليله ديك” مع ألأوركسترا
    بعد دا لو ما كتبت اى شيء كان النكته براها ادت الغرض من جهتين ” (1) اولا: من ناحية ان الناس .. كل الناس اصابهم “انبتات” غير مسبوق..كما الجداده اصابها “ألأندغام” (2)الجهة الآخرى فانت اكيد عندك من ذكاء ودهاء اهل الجزيره المرويه ما تعرف بيهو المقصود “انا ما بفسّر وانت ما بتقصّر” ما يقصرن ايامك!!!

  4. بأي لغة كان يتحدث الرئيس؟؟
    د. بشير إدريس محمد.. أمريكا..
    كان من سوء حظي أني أستمعت لخطاب الرئيس مرتين .. مباشرة” مرة, ومرة أخري عند الإعادة!! كنت أقول ربما أني لم أركز مع السيد الرئيس في المرة الأولي فلأفعل عندما يعاد الخطاب !! لا شــــــــئ !!! في المرتين كانت النتيجة صفرا” كبيرا”.لم أر في حياتي خطاباً أبأس من هذا الخطاب وأدعي للرثاء والشفقة منه!! أنا هنا أتحدث فقط عن لغة الخطاب لا غير.. فمضمون الخطاب إن كان هناك ثمة مضمون فمتروكٌ لآخرين!!
    إن المستمع إليه ليكاد يجزم أنه إنما أملي علي صاحبه إملاءاً! ثم إن الرجل بدا كما لو أنه تلميذ يتحسس طريقه إلي فك الخط : متلعثما و مترددا” وخارما” لقواعد اللغة وخارجا” عن النص ومرتبكا” في جملٍ غير مفيدة, كالتلميذ المهمل غير المستذكر لدروسه, فإذا أضفت إلي ذلك رهبة حضور خصومه وغيرهم من أمثال الترابي والصادق وغازي صلاح الدين ومنصور خالد وهم ما هم عليه من ثبات و معرفة باللغة وفنون الخطابة فإن الموقف كان مزرياً حقاً!! وتلاحظ أن السيد الرئيس كان في ورطة عظيمة و من فرط ورطته كان قد بدا واضحا” أنه أنهي الخطاب المطول بغير النهاية المقررة له من السياق وتدفق التحذلق والتقعر السائد فيه . ربماهذه عواسة غندور أو أمين حسن عمر أوغيرهما ممن صعد نجمه وتبسم حظه آخيرا”, ولكأني أري شماتة رفاقهم فيهم ممن أخرجهم التعديل الوزاري الآخيرمن الفريق الآخر وفيهم يضحكون ,ويمدون عليهم ألسنتهم ساخرين!! لقد رسب طاقم السيد الرئيس الجديد في أول إختبار و أظهروا رئيسهم بصورة بائسة أشمتت به كل فضائيات الدنيا والعالمين!!
    هذه ليست لغة الموقف ولا الزمان ولا المكان ولا لغة الرئيس البشير المباشرة المرتجلة المصحوبة بعلي الطلاق وعلي الحرام والمختومة بالعرضة الصقرية المعروفة. لقد أدخلوا الرجل في لولوات وفلسفات وفذلكات ليس ذاك المكان مكانها ولا هو من أصحابها وأهلها. هل نسي هؤلاء أن الرئيس رجل عسكري ليس له في هذه اللولوات وأمثالها؟؟ ووالله لو كنت أملك من أمر الاصلاح المدعي شيئا” لبدأت بمعدي هذا الخطاب المهزلة وللعنت سلسفيل أبيهم!! هل كان السيد الرئيس يتلو فذلكة فلسفية لحال السودان البائس وما سيؤول إليه من حال أبأس؟؟ هل كان يحلم ويدغدغ وينظر ويتأمل؟؟!! هل كان السيد الرئيس منوما” ويريد أن ينوم سامعيه؟؟ لقد كان الخطاب جماع كل هذا وأكثر!! ومثلما كان الرئيس في ورطة فلقد كانت قناة الجزيرة في ورطة كذلك. وكان الطاهر ساتي في ورطة وكان ضيوفه في ورطة وكان الشعب السوداني كله في مزيد ورطة!!! ماذا قال السيد الرئيس ليتم تحليله والتنظير له والتبشير به؟؟؟ لا شئ.. لا شئ مطلقا”..
    وبالمناسبة ألم تلاحظوا أن تلكم اللغة كأنها تشبه لغة سبدرات وتقعره أو أمين حسن عمر وتحذلقه؟؟؟؟
    لقد تم الضحك علي المعارضة وأمريكا والشعب السوداني والرئيس البشير!!! من ضحك علي كل هؤلاء؟ لا أعلم ولكن علي كل حال فإن هذا الخطاب المبهم يحكي تماماً ما آل إليه السودان من ضياع وغبش وإبهام وودار درب ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!!

  5. يا دكتور تفاؤلك ليس في مكانه ، خمسة وعشرون سنة ونحن في مربع ( سوف ) . الأزمة القائمة سببها الحكومة وليس المعارضة ، لذلك فإن الحل بيد الحكومة ، المطلوب خطوات عملية وليس نوايا ووعود ، ويجب على الحكومة إذا كانت جادة في الحل أن تطلق سراح المعتقلين السياسيين وتلغي القوانين المقيدة للحريات وتدعو لتشكيل حكومة قومية تتولى معالجة مشاكل الدستور والانتخابات والسلام في حوار جامع وليس ثنائي ، هذا هو المفتاح لحل لحالنا ( المايل ) .
    ولكم تحياتي .

  6. لاحظ أن الخطاب ألقاه ( رئيس الجمهورية ) وأن وثيقة التفصيل سوف يصدرها ( الحزب ) ، هل تتوقع بهذا الفهم أو بالأحرى ( الخلط ) يمكن أن تحل مشاكلنا .

  7. يختلف هذا الخطاب عن خطابات الرئيس الأخرى إذ لم تعقبه العرضة ولا تهليل ….. تكبير …. هي لله هي لله. أعتقد بأن لهذا الأمر مدلولات واضحة ورسالة مبطنة لكل الشعب السوداني وما ذكره للإندياح والأحابيل إلا توكيداً لما ذهبت اليه. متن الخطاب لا بأس عليه فقد إشتمل على مواضيع شتى أهمها الوثبة، والوثبة كما جاء في شرح الزبرجداني لما خفي من المعاني هي أن يتقاصر الشخص حتى تلامس مؤخرته الأرض ثم يهب واقفاً بقوة تجعله يرتفع، وهذه إشارة واضحة فعلى الشعب أن يتقاصر حتى تلامس مؤخرته الأرض وبعدها ربك كريم وأنا ما بفسر وإنت ما بتقصر.

  8. Dear Dr. Al-Boni, with due respect, I really feel outraged by your evaluation the recent Al-Basheer speech addressing the nation. Undoubtedly,what you outline in your article not what we expect from a respectful academician like yourself. A man of your caliber must be an independent neutral analyst, in whatever he says about politics as an expert and not a satiric comic columnist. For God sake, how all the people in Sudan be wrong and only what you say is right. We waited a quarter of a century and nothing positive happened and you are telling us to wait for few days for (al-fath al-mubeen), I am sorry to tell and say it loudly do not ask us to dream about what will never come true from this regime. I call upon you, say something factual and sensible or keep quiet!.

  9. الملاحظ ان د. البوني شديد التأثر بثقافة الغناء الحديث الذي اتى بعد زمن الحقيبة ويظهر ذلك في كتاباته وعناوين مقالاته مثل عنوان هذه المقالة وغيرها كثير مع ان شكله (البوني) يذكرني بأحد شيالين الحقيبة لا اذكر ان كان ود المامون واحمد حسن جمعة او سواهم.. والبوني طبعا راجل دكتور واظنه من دكاترة المشروع الحضاري
    آسف شغلتني مكالمة عن اتمام هذا التعليق..

  10. يا بروف انتو وحدكم البتفهمو و لا مصابين بداء التاسلم الراجل من بدأ لمن انتهى ما فك سيرة المؤتمر الوطنى و انت جاي تصلح ليهو يحكى ان كذاب دائما يمسك المجلس و كان لديه نديم دائما يصدق على كذبه ففى احد التالقات حكى عمك بانه حين خرج للصيد ضرب بى طلقة واحدة غزالة في قرنا و كراعا صاحب قال أي و الهى الغزالة كانت بتحك في قرنا ولم خرجو قال ليه يا حاج فلان بالحيا اتعبتنى يا اخى ما كان تقاربو شوية و تقول في قرنا و اضانا -فدحين يا بروف قاربو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..