أخبار السودان

اعتصام قرى شرق القضارف.. البحث عن نقطة ماء

قضية: الحاج السيد

يمثل اعتصام القرى الشرقية بولاية القضارف في جبل قرية الشميلياب الذي يوجد به الخزان الرئيس لمشروع الحل الجذري لمياه القضارف الأقوى صلابة والأكثر شعبية من غيره للاعتصامات التي شهدتها مدينة القضارف حيث تجمع كل الأهالي للقرى الشرقية وحتى من خارج مدينة القضارف وكانت هناك مشاركات لمدينة حلفا وخشم القربة تعاطفاً ومؤازرة لقضية الأهالي العادلة الذين لم يطالبوا بكرسي أو مقعد أو تمثيل سياسي أو حزبي أو جهوي أو مدنية الدولة أو عسكريتها وإنما طالبوا فقط بحقهم من الماء الذي يمثل عصب الحياة والذي أضناهم البحث في سبيل الحصول عليه لا، بل ترك فلذات الأبناء من من هم في سن التمدرس تركوا المدارس وهجروا التعليم، منذ نعومة أظافرهم، ويستيقظون صباحاً ليس من أجل الاستذكار أو القراءة، بل ويسهرون الليالي الطوال من أجل الحصول على ماء الشرب. فالأطفال في كل المناطق الشرقية بولاية القضارف يعانون أشد معاناة في حصولهم على الماء ويذهب بعض الطلاب في هجير الشمس وأشعتها التي تحول بشرتهم وأجسادهم النحيفة الى سواد كالح وبعضهم حافي القدمين تلسعه الرمال بجمرها المتقد كل ذلك في سبيل الماء الذي ظل منذ عقود يشكل هاجساً للولاية بشكل عام..

وعندما قام مشروع الحل الجذري لمياه القضارف برعاية عدد من الصناديق والجهات الخيرية للمشروع الذي ظل حلماً يدغدغ أهالي القضارف المدينة الاقتصادية الأولى والبقرة الحلوب والأم الرؤوم تنتج وتسخو بلا مقابل استبشر أهالي القضارف بهذا المشروع الحلم والذي بحسب الدراسات أنه يكفي حاجة الولاية لـ١٠٠ سنة قادمة وهو ما انتظره أهل القضارف وقراها المنتشرة على امتداد للمشروع، وتم تخصيص ميزانيات ودعم المنظمات والصناديق المختلفة والحكومة الاتحادية والولائية معاً، وقد شملت الدراسات في مرحلتها الأولى مدينة القضارف والقرى الشرقية التي يمر عبرها الخط الناقل.

 

تبدد الأمل

ولكن تبدد حلم أهالي القرى الشرقية بعد أن تفاجأوا بإغلاق الفتحات المتجهة إلى القرى الشرقية والتي يمر عبرها الخط الناقل والتي تأثرت كثيراً بموجة العطش هذا الصيف وضاق بها الحال، ليقوم الأهالي بتلك القرى الشرقية بعمل اعتصام مفتوح بالمحطة الرئيسية للخزان بجبل الشميلياب الذي يبعد ٢٠٠ متر عن قرية الشميلياب أقرب المناطق له والتي يوجد بها الخزان الرئيس.. (اليوم التالي) جلست لعدد من مواطني وقيادات القرى الشرقية وبخاصة منطقة الشميلياب مكان الاعتصام حيث كشف الأستاذ حيدر العوض أحد أعضاء الوفد الذي تم تكوينه من قرية الشميلياب للجلوس مع رئيس المجلس السيادي الفريق عبدالفتاح البرهان وقال إن الوفد قام بتقديم شرحٍ وافٍ عن المشكلة، وأسباب الاعتصام وأكدوا له أهمية تلك القرى وأهميتها برفدها للولاية ودعم أنشطتها الاقتصادية ودافعي الزكاة وملاك الثروة الحيوانية ومصدروها وأكدوا له ضرورة أن تكون هذه القرى مضمنة بالمرحلة الأولى لمشروع الحل الجذري لمياه القضاف، فيما أكد لهم البرهان جلوسه مع الوالي والجهات الفنية للمشروع ولفت إلى أنهم قاموا بمطالبة البرهان بزيارة ميدانية للمنطقة للوقوف على أرض الواقع

 

الحل الجذري

وكشف حيدر العوض أن الكلفة الإجمالية لمشروع الحل الجذري بلغت حوالي ٤ تريليون و٨٠٠ مليار جنيه يشمل ٢٥ قرية و١٨ حياً غير مفصلة هل هي شبكات أم أكشاك منوهاً إلى أن هناك عدد من الدراسات تمت لهذا المشروع منذ العام ٢٠١٠ و٢٠١٦م

وأبان حيدر أن الاعتصام بجبل الشميلياب ووقف العمل به هو عمل بسيط وعبارة عن لمسات وتشطيبات وليس كما يشاع مؤكداً أن العمل الأكثر هو الذي يبدأ من السد حيث ينتظره أكثر من ٦٠ منهول وهو ما يتطلب لعمل وجهد كبير.

 

حق مشروع

من جهته أكد القيادي والمعتمد السابق وعضو الوفد الأستاذ آدم يوسف أن الاعتصام حق مشروع للأهالي وهو مطلب عادل لهم ولم يطالبوا بكرسي أو مقعد أو مدنية أو عسكرية الدولة، وإنما طالبوا بحقهم في شرب الماء كغيرهم واعتبر يوسف أن هذه القرى هي امتداد للمدينة ويمتلك أصحابها مشاريع زراعية وثروة حيوانية ضخمة ويمر عبرها الخط الناقل لمياه الحل الجذري وهو مطلب عادل وشيء طبيعي وهي قرى منتجة وتعتبر من أغنى محليات الولاية وأضاف آدم: أنا مع الاعتصام حتى يتم (شغل) عملي ويجلس الوالي مع المعتصمين وأضاف: الأهالي تناسوا الحزبية الضيقة لأجل قضية الماء.

من جهته أكد الباشمهندس عبدالعظيم رحمة الله علي يوسف أحد قيادات الشميلياب أن الخطوط الرئيسية للمناطق المستهدفة هي خط منطقة الشميلياب حسب حديث المصمم عكود الذي قال إن خطاً رئيسياً يخرج لهذه المناطق وبذلك تصبح الشميلياب والقرى المجاورة والتي تبلغ ٧ قرى ضمن المناطق المستهدفة في المرحلة الأولى حسب ما هو مخطط له، ولكن كانت المفاجأة أن خط الشميلياب والقرى الشرقية تم استبعادهم في اللحظات الأخيرة وحتى الآن لم يعرف مواطنو تلك القرى الأسباب الرئيسية لقفل الخط والفتحات التي تتجه نحو منطقة الشميلياب والقرى المجاورة ليتأكد للأهالي خروج مناطقهم من الخط ليقوموا بإخبار تلك القرى المجاورة للاعتصام بالخط الرئيس بجبل الشميلياب.

وأضاف عبدالعظيم: قبل هذا الحراك الناس جلست مع الوالي ثالت أيام عيد الفطر المبارك وقال لهم إن الدراسة لم تأتِ بعد علماً أنه في لقاء بالشميلياب بتاريخ 13 يناير قال في لقاء حاشد إن الدراسة الأحد القادم ستصل الخرطوم والى بعد العيد لم تكن هناك دراسة، وأضاف للناس المجتمعين حوله وقال لهم: (اعتبرونا أولاد اليوم يعني الفات داك كلو كان تضليلاً وكذباً) والمفاجأة التي حصلت الناس حينما رجعوا من لقاء الوالي يوم الخميس الذي تلا العيد مباشرة أتوا لمقر الخزان الرئيس بجبل الشميلياب وقد وجدوا الكوع (الفحتة) المتجهة نحو القرى مغلقة وتم توجيهها الى اتجاه آخر حيث قام الأهالي بالاتصال على الوالي وقال لهم إن هذا العمل فني ولا أتدخل فيه وبعد ذلك قرروا الاعتصام وتم إخطار الشركة الصينية بذلك وتم توقيفهم عن العمل بكل احترام وتقدير وتم تسليم كافة ممتلكاتهم وأغراضهم الخاصة بأعمال الشركة.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..