أفكار كبيرة وأخرى صغيرة

من الأشياء التي تلفت الانتباه في بلادنا أن البعض يحمل همها وتحيط به في كل جوانب حياته، بينما بعض أبنائها الذين تحملهم على أجنحة الراحة ساخطون عليها.. وكأنهم غرباء لا تهتز لهم أجفان حين تصرخ أو تتوجع من ألم لحق بها.. ومن الأشياء التي تلفت الانتباه أيضاً أن بعض المسؤولين فيها يعمل بلا أولويات أو هدى برامجي أو إستراتيجي، بينما عدد مقدر منهم يعمل وفق رؤية ومنهج يفرح كل من يطلع عليه أو يشاهده ويعايشه مثل حالة ولاية البحر الأحمر التي تعمل بقيادة واليها الدكتور محمد طاهر إيلا برؤية وإستراتيجية تغري كل مسؤول يريد نظافة ولايته وشوارعها وجواذبها.. إن ما تفعله ولاية البحر الأحمر ما كان له أن يتم لولا المنهجية والانضباط ووضوح المنهج.. كل من يزور ولاية البحر الأحمر تعلو الابتسامة وجهه، سيما إذا أخذ جولة واسعة على أحيائها واقترب من حدائقها ومشروعات تطوير أسواقها ومواقع العمل فيها.. وفي بلادنا هناك ولايات ومؤسسات على النقيض مع الأنموذج المشجع، فهناك شخصيات أعطيت سلطات صاخبة لكنها صادمة للمسؤول نفسه قبل الرأي العام حوله، ولذلك هناك ولايات لن ترى النور التنموي وتتجاوز معضلاتها الخدمية إذا لم تتجاوز أخطاء مسؤوليها وإصرار سياسييها على المضي في الخداع والعناد في تنفيذ الأخطاء، وفي هذا أحيلكم إلى خبر.. يمثل صدمة حدث في غرب كردفان الولاية الغنية بمواردها وكادرها البشري، حيث أن المواطنين في محلية الأضية ظلوا لفترة من الزمن يتظاهرون ويحتجون على عدم توافر مياه الشرب النقية وهي أولوية الأكثرية العظمى لسكان الولاية والأولوية الأساسية لسكان المحلية مما يتوقع أن يبدأ بها أي مسؤول نشاطه، لكن بكل أسف أن المعتمد الجديد لم يلتفت لهذه الأولوية وانجر على هوى شخص قادم من الاغتراب وبطبعه متغاضي عن هم المواطن ويريد أن ينفذ منشطاً ويصوره فيديو وفوتغرافاً حتى يذهب بذلك التوثيق إلى أولئك الملوك ويفرجهم على ذلك ويستدر هواياتهم، فأقنع سلطات المحلية بأن تبدأ بمهرجان فاتر للهجن، وهو سباق للأبل ينفذه الرعاة بلا أدنى رؤية اقتصادية أو ثقافية أو سياحية، ولو كان الأمر كذلك لقاموا بترتيبه بصورة علمية ومنهجية وليس بذلك الشكل المتعجل والهمجي، تخيل سباق هجن في منطقة تعاني العطش والعوز ولا تحتمل هوى أصحاب العقالات، لكن الجهل بالأولويات والبدايات الصعبة واعتناق المسارات السهلة في مجتمع حاجاته ورغباته غير تلك التي يعتنقها أنصاف المسؤولين..
إن الذي يجري في الولايات من ضعف للأداء وتغريد خارج إطار الأولويات يجعلنا نطرح السؤال الملح.. من يفكر لمثل هذه الولايات؟؟ ولماذا يترك للمعتمدين الحبل على الغارب هكذا؟؟ بل أذهب بكم أبعد من ذلك لدينا معتمدون يخاطبون وزارات اتحادية مباشرة دون الرجوع إلى المرجعيات أو أي غطاء أو مسوغ إداري لذلك، فإذا كان هذا الوضع سائداً في كثير من الولايات وتجاوزات لكل المستويات الإدارية وسلسلة المخاطبات، فماذا تركتم أيها المعتمدون للولاة والوزراء الولائيين؟؟ إذا أنتم خاطبتم الوزارات والمؤسسات الاتحادية دون مراعاة لأية تقاطعات أو حرمان آخرين من ممارسة دورهم ونشاطهم، وما بين هذا وذاك يدب الفساد والحفر والدفن والضرب تحت الحزام..
كثير من الولايات وبدون مجاملات بحاجة إلى أصحاب أفكار ساحرة وأقوال جاذبة وهذا ما ينقص أولئك الذين يرون أنه بالإمكان الحصول على أي شيء بدون دراسة فنية أو تصور عقلاني وموضوعي يراعي الضرورات والواقع والعلم، وإلاّ سيكون الكل متساوين حكاماً ومحكومين إذا لم ير (المواطن) العادي أن في الحاكم سحراً وشخصية غير طبيعية، هذا بالتأكيد في مقدار الاحترام والتقدير وليس التكبر والترفع وعدم التواضع.
أيها الحكام في الولايات لديكم في تجربة (إيلا) في الشرق عبرة، وكيف هو تمكن من تحريك طاقات إنسان ثغر السودان الباسم إلى شعلة نشاط حيوي..
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..