وركب التونسية.. بن علي

وركب التونسية.. بن علي

الصادق المهدي الشريف
[email protected]

?كنت أنتظر تعليق القائد الليبي معمر القذافي على رحيل صديقه ورفيق دربه زين العابدين بن على، الرئيس التونسي الذي… ركب التونسية.
?وعبارة (ركب التونسية) من العبارات الشهيرة في السودان، وبدأت شهرتها في الفترة التي تحولت فيها قضية تحرير الشيكات من القانون المدني الى القانون الجنائي، فأصبحت المادة التي تحمل الرقم 179 (تحرير صك دون رصيد).
?وأصبحت تلك المادة من أشهر مواد القانون الجنائي، كانت ومازالت أسرع طريق الى السجن، أو كما يقول سناسرة (سماسرة) السيارات ساخرين لمن جاءه أمر القبض بعد تحريره لشيك بلا رصيد :(عمك ركب التونسية)… والتونسية هي دفار شرطة المحاكم.
?وزين العابدين ركب تونسية أخري (طائرة خاصة به تتبع حقيقة للخطوط الجوية التونسية) بعد أن سافر براً الى ليبيا، ثُمّ استقل أربع طائرات مروحية الى قبرص (طائرة بها هو وحرسه، وطائرة بها اسرته، وطائرتان تحملان الأموال والمجوهرات)… ومن قبرص ركب الطائرة الرئاسية… ركب تونسية التاريخ.
?الرئيس الليبي وجه لوماً شديداً الى الشعب التونسي، و حمله مسؤولية ما يحدث في تونس الآن من سلب ونهب وقتل.
?قال العقيد القذافي :( لماذا كلّ هذا؟؟؟ هل من أجل أن تُحّولوا وتتخلصوا من زين العابدين؟؟؟ ألم يقل لكم زين العابدين إنه بعد ثلاث سنوات لا أحب أن أبقى رئيساً. إذن إصبروا لمدة ثلاث سنوات، وهي ليست فترة كبيرة، لكن سيبقى إبناءكم أحياء، وسيبقى مالكم محفوظاً بدلاً من هذه الفوضى والقتل. ألا تستطيعون أن تصبروا؟؟؟).
?ولم ينس أن يوجه نصيحة للشعب التونسي… سنوردها في ختام المقال.
?كلمة القذافي وجدت إستياءاً كبيراً وسط التونسيين… وعلقوا عليها تعليقات كثيرة لا يمكن نشرها هُنا. كما أنّ نصيحته لهم لم تجد عندهم أذناً صاغية.
?الشاهد في قصة زين العابدين بن علي هو أنّه قد قضى سنواتٍ طويلة من حكمه وهو يحاول إرضاء الغرب.
?وشرع من خلال برنامج علماني كثيف أن ينزع تونس من هويتها العربية والمسلمة، ليلبسها لباساً ليبرالياً… ونكّل بالشعب التونسي، فأودع بعضه وراء القضبان، ونزع الحرية ممن تبقى.
?فهل نجح في مساعيه في تغيير تركيبة التونسيين؟؟؟.
?هل رضى عنه الغرب… سيَّما فرنسا؟؟؟.
?لقد خسر بن على شعبه في محاولة لكسب ودّ الغرب… وكان الأجدى به أن يكسب شعبه حتى لو غضبت عليه القارتين الأمريكية والأوربية.
?وها هي فرنسا ترفض قبوله بعد أن رفضه شعبه، حتى أقاربه لم تسمح لهم بالإقامة في باريس، فطلبت منهم المغادرة.
?ولكن… من يسمع؟؟؟ من يقرأ؟؟؟ من يتعظ؟؟؟.
?ألم تكن قصة الرئيس التونسي درساً مجانياً لكلّ القادة العرب المعاصرين؟؟؟ درسٌ لم يدفعوا فيه درهماً ولا ديناراً، ومع ذلك (لن) يتعظ منهم أحد.
?سيمضي الحال بينهم وشعوبهم كما كان يمضي من قبل… رئيس يجلسُ في أعلى الجبل… ينظر الى الشعب من تحته، فيرى المواطن منهم في حجم الدبوس.
?بينما للأسف هم أيضاً يرونه في أعلى الجبل، بحجم الدبوس… ولكنه لا (ولن) يعرف هذا إلا بعد أن يركب… التونسية.
?أخر القول : نصح الرئيس الليبي شعب تونس بإنتهاج النظام الجماهيري… وقال لهم أنّ فيه حل لكلّ مشكلات الحرية في العالم العربي.
?وننتظر تعليق القراء.

صحيفة التيار