حزب الإصلاح القومي يضع خطاب اوباما في الميزان مقارنة بوثبة البشير

الرئيس الأمريكي أوباما خاطب شعبه بحنان الأب لبنيه والأم لبناتها والأخ لأخوانه تحس بأنه يعرفهم جميعا بأسمائهم ويعرف قضاياهم ، أحس بالفقراء لأنه جاء منهم وبالعمال وكأنه بينهم ، إعترف بأنه جاء من الأزقة والحارات ، ليقول للناس أن فيها عباقرة ، وأنه كان يتمنى لقمة بها يقتات هو وزوجه ، حكى تاريخه وتاريخ زوجته ، ولم يستعر من ذلك ، ليرسل لأبناء وبنات الشمس رسالة لا تيأسوا ولا تحقدوا على المجتمع بل إجتهدوا وتعلموا واعملوا بجد ، والله ينظر إليكم جميعا ، ومن كدً وجد .
تحدث بثقة عالية تشعرك بأنه رئيس معلم وفيلسوف وخطيب أريب ، يقول للناس (هـــــاؤم إقرءوا كتابيا ) بدأ بضعاف شعبه ، بالحمًال والبقًال والتي تبيع الطعام في الطرقات وعامل الدرداقة والعامل البسيط والفني ، ثم المعلم والموظف وكل الشرائح كبارا وصغارا وحتى المواليد ، خاطبهم نساءا ورجالا ، شبابا وكهولا وعجزة ومعاقين ، إصحاء ومرضى، ربة المنزل والمرأة العاملة ، والنفساء والحامل والمرضعة، قدم درسا في الرحمة والإنسانية والعدل والتواضع، أكرم المرأة وأعطاها حق العمل ، وحق الكسب وحق الجهد، أعطاها حق المرض وحق الرضاعة ، لها ولطفلها ، ووالدها الكبير السن . قال لشعبه سيحوا وأستريحوا وروحوا عن أنفسكم ولكم مقابل ذلك جوائز ، وما جئنا إلاً لأسعادكم وليس لتشقوا بنا.
عظم قواته المسلحة والمتطوعين وخص المعاقين وحينما ذكروا وقفوا جميعا وصفقوا بحرارة مدة قد طالت ، حتى أحسوا بأن لهم أجنحة بها يحلقون في الفضاء ، إعترف بخطئه وتقصيره ومسئوليته تجاه المرأة التي أخرجتها الضرائب من السوق وحكم بعدل الراعي الواعي ووضع إسمها على رأس قائمة ستة مليون أعدً لتوظيفهم (والله لو أن بغلة عثرت بالشام لسئل عنها عمر) .
خطاب كله قرارات ينفذه من يسمعه من أصحاب الإختصاص دون تلكوء وتحجج ببرلمان في عطلة نصف عمره ، وإذا حضر غاب ، حكم فعدل فأمن فتوسط شعبه وزاحم الصفوف وصافح بضرب الكف فتلقته الأكف والصدور والخدود ، جاء من الصفوف الخلفية والأطراف ليقول لهم منها جئنا ، جئنا من الزوايا البعيدة والمغمورين ، بينهم إستوينا وبقضاياهم إلتحمنا ولأمانيهم تشمرنا ، فقال لشعبه من كانت له أمنية فليجعلها أمنيتين وخاطبنا نحن الناس كل الناس من كانت له أمنية عجز عن تحقيقها فليأتنا نحققها له . والله عندنا أمنية عزيزة وغالية وثمنها اروحنا نرجوك أخينا في الإنسانية والإصلاح ونستنشدك الرحم التي بيننا وبينك أن تعيننا على قضائها حتى نزيل ركاما قد جسم على صدورنا ردحا من الزمان وظن توهما الاً أحد يقدر عليه حتى رب العالمين لأنه قد تمكن وهو أوهن من بيت العنكبوت .
أوباما نام شعبه وهو يترنم ويحلم بكلماته ومفاجآته التي ملأت السطور وفاقت كل تصور ، كلمات دخلت حلاوتها إلى كل بيت وكل قلب وبات شعبه في ليلة عيد ترى ذلك في عيونهم ومن خلال تعليقاتهم.
إحترم أوباما المعارضة وأشاد بدورها في تصحيح مساره ووعدهم خيرا بالتدريب
والتأهيل حتى تقوى شوكتهم فتكون له دافعا لمزيد من العمل والإنتاج ، وفي ذلك فليتنافس
المتنافسون ولم يقل لهم ( بغاث ) أو ( ألحس كوعك ) .
أعطى كل ذي حق حقه حتى شممنا فيه رائحة عمر ، عمر الأمين العادل لا عمر الأبالسة وحزنا ونحن نستمع إليه بكل هذا الإعجاب أهؤلاء هم الذين كنا نقول عنهم كذا وكذا . أخذوا منا كل القيم وأخذنا نحن حب النفس وهوى الشيطان وبإسم الدين ولطخنا صورة الدين لعن الله ذلك المطلع الأغبر الذي هو كيوم عاد وثمود ويجب أن نعتذر للشعب السوداني لأننا حملنا رايته دعوة وقتالا وكنا نظنها خيرا لنا ولأمتنا ولشعوب العالم أجمع ومن خدعنا في الدين إنخدعنا له ، ولكننا اليوم نتحمل مسئوليتنا تجاه ِ شعبنا وأمتنا ونحن إذ نقول هذا الكلام وبهذا القدر من الإعجاب بالرئيس الأمريكي ليس مودة بيننا وبينه فهو لايعرفنا ولن يعرفنا ولكنه من باب ألا تبخسوا الناس أشياءهم . وقولة حق أمام سلطان جائر تحدثنا ونتحدث ونواصل بقوة لا نخشى في الله لومة لائم ولو كنا نبيع قضيتنا بثمن بخس دراهم معدودات لتاجرنا بها ولطلبنا حق اللجوء في أمريكا خوفا على أرواحنا ولكننا لم نفعل وسنظل ندافع عن هذا الشعب حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا .
أوباما حصر كلامه جله في الإقتصاد وأحوال المعيشة وقضايا الناس بلغة مهذبة وواضحة فهمها الدكتور والخفير وإنفعل بها الحارس الذي كان يجلس خلفه وصفر الكبار داخل القاعة وكأنهم في سينما تعبيرا عن شحنهم الزائد وفرحة بمعالجة قضاياهم كلام لا يحتاج لتفسير بعد أسبوع وكأننا حمير لأنه كلام الطير في الباقير ولما سئل عنه صاحبه قال أنا نفسي ما فاهم حاجة ، حتى ناس علم الكلام الجلوس في الصف الأمامي خرجوا يضربون كفا بكف يسأل بعضهم بعضا أنت فاهم حاجة ؟!!! . ولا أنا .
أوباما وبكل فخر وبلغة هادئة وخالية من الإفلاس السياسي تكلم عن تفوقه على الصين واليابان ، تفوق شعب وأمة وليس حزبا وحكومة ، لأنه إشتغل بالعلم منهجا وإستشار أهله ولم يستشر خبراء التمكين الثعلب والديك وآخرين .
إعتبر أوباما الجميع يعملون في خدمة أمريكا ، الحمًال والبقال ومن تبيع الطعام في الشوار ع ولم يعتبرهم أعداءا اوخصوما كما يفعل أصحاب المكوس والدقنيات ونهب الدولة المسلحة في الطرقات كلوا وأشربوا هنيئا بما كنتم تسرقون إنما تأكلون في بطونكم نارا وستصلون سعيرا.
أوباما الأسمر إبن القارةالسمراء لقد رفعت رأس أفريقيا وسعدنا بخطاب شعرنا بأنه يخاطبنا ووجدنا أنفسنا تلاميذا نتلقى الدروس والحكم من معلم نحترمه نتلقى منه تعاليم ديننا الحنيف الذي لطخنا سمعته بأيدينا وأصبحنا مثالا يضرب في السوء وديننا ليس كذلك وما أعظم الفرق بين رئيس إختاره شعبه ليكون عليهم سيدا ورئيس إختاره عدوه ليكون لهم عبدا .
أخي أوباما لك الإحترام ولنهجك ذو القيم الإنسانية وهذا هو نهج الإسلام الرأفة والرحمة والعدل يحفظ حق الإنسان وكذلك الحيوان وليس ديننا إرهابيا والإرهاب هو صفة حكامنا المتسلطة على شعوبها بكل أساليب القمع وتكميم الأفواه وهذه المقالة لن ترى النور في الإعلام الداخلي المحرم علينا ولكنها سترى النور وسط الشعوب الحرة .
اللهم أنصر الإسلام بأحد العمرين أيهما أحب إليك الذي بات شعبه في يوم عيد وليس الذي بات شعبه تحت رحمة وعيد !!!…
مقال لرئيس حزب الاصلاح القومي عقب خطاب اوباما28 يناير 2014م
[email][email protected][/email]