أنا النبي لا كذب (10) رتق الفتنة والفتنة أشد من القتل!

ولما جاء الفاروق لم يجد المنافقون أيضا ثغرة فيه لأنه كان رضي الله عنه شديد في التفريق بين الحق والباطل، أي يسعى لتحقيق العدالة دوما. وأول ما فعل هو نزع القدسية عن الحاكم. فقد كان لقب الصديق خليفة رسول الله، فلغى ذلك وأبدله بلقب أمير المؤمنين. ثم أمر الناس بمحاسبته شخصيا إذا لم يعدل، في تصرف ديمقراطي فريد في ذلك الزمان ونادر في بلاد المسلمين هذه الأيام. وبالفعل، وبتلك الديمقراطية نمى الوعي المتبادل لدى الرعية بحقوقهم على من يتولى رعاية أمورهم. فكان نفر عاديون يقولون له: “إتق الله يا عمر”، “والله لو رأينا فيك إعوجاجا لقومناك بسيوفنا”، وهو يحمد الله على هذا الوعي ويقول: “الحمد لله الذي جعل في أمة محمد من يقوم عمر”. ولكننا سنرى السلاطين لاحقا يرجعون لقب “خليفة” ويفضلونه على أمير المؤمنين لحاجة في نفوسهم.
وقد حاولوا إثارة الفرس والروم ضد المسلمين في زمنه، ولكنه كسر شوكة المعتدين وسبحان الله أبدلهم الله بفتوحات تلك البلدان.
وبدأت تقوى الدسائس الداخلية ولكنها لم تنجح لا في إستمالة عمر ليفسد في الحكم ولا أن يتخلى عن العدل وإظهاره لجعل الناس يثورون عليه. فسيرة عدله العطرة سدت تلك الثغرة. وكان من الألقاب التي قالها له أبا ذر الغفاري ?رضي الله عنه- “قُفل الفتنة”. فقال إنه سمع رسول الله يقولها لهم عنه. فقد أمر بحرق أحاديث جمعت في تلك الفترة وذلك إتقاءا للشبهات ومخافة إختلاطها بالقرآن أو أن تحيد عنه مصدرا. فهو بلا شك، أحرص من أي أحد آخر يدعي حرصه على الأحاديث. ولكنه يعلم أهمية الفرقان وخوفا من الذين يبغون الفتنة من تلفيق وكتابة الأحاديث المكذوبة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم للفتنة.
وهنا نتسائل لماذا هناك قلة من الأحاديث المروية عن الراشدين والذين هم الملازمين دوما لرسول الله في مكة والمدينة، بينما نجد ألافا أخرى من عن فلان ابن فلان، أو عن ابن فلان!.
لم يجد المنافقون بد وبمعاونة بني إسرائيل وحل لهم إلا بقتل عمر. ومن قتله هو أبو لؤلؤة الذي طعنه كما أخبرتنا كتب السيرة. والغريب إن كعب الأحبار قال انه تنبأ بمقتل عمر بل و أبلغه بأنه سيموت خلال ثلاث ليال زاعما أن هذا الخبر ورد في التوراة!، كما يروي الطبري. وكعب الأحبار ذلك اليهودي الذي أعلن إسلامه بعد وفاة رسول الله قادما من اليمن وجلس في المدينة في أيام عمر. وأبوه كان حبر من أحبار اليهود. وإذا جاز لنا التعبير كان الناس يعتبرنه مثقفا ويسنمعون له. فكان يحدث المسلمين بقصص عجيبة يقول إنها من كتب سماوية يهودية وللتمكن من نشر أفكاره المشكوك في أمرها. وقيل إنه أول من جاء بوجوب التزلف للحكام و وجوب طاعة السلاطين لكسب رضاهم، وليكون المسلمون مثل بني إسرائيل الذين إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله. وبما أن لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، فكيف يعلم كعب الأحبار!. فهذا الخبر إن صح فيؤكد إنه متهم ومتورط في مكيدة مقتل عمر.
الشهيد والثوار..
و بعد إستشهاد عمر كانت الخلافة محصورة بين علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان. وإستلم عثمان بن عفان زمام الأمور بعد شورى وتقرير الصحابي عبدالرحمن بن عوف بأن تؤول إمارة المؤمنين لعثمان. ولو لاحظت ففي عهد عثمان قد هدأت حروب العدوان ولكن قويت الهجمة الداخلية لأن المنافقين وبني إسرائيل بدأوا يركزون على زعزعة الجبهة الداخلية بزيادة الفتنة، وكانت العصبية هي الشعلة المناسبة.
عثمان ?رضي الله عنه- كان في الأساس تاجرا ثريا ولكن بالرغم من ذلك كان شيخا تقيا و ورعا تاليا للقرآن دوما حسب ما تتفق عليه الروايات. وبمسيره مع النبي سعى لتحقيق العدالة. وقد كان ديمقراطيا أيضا يقبل النقد ولم يستبد برأيه وكثير ما كان يستشير. وقد كان معروفا عنه حياءه وأدبه الجم. لم يكن شديدا كعمر. فعمر كان يشتد كثيرا لإظهار العدل ليطمئن الناس. فلا أحد غير الأحد سبحانه يمكنه إقامة العدل المطلق، ولكن يمكن تحقيقه نسبيا بحسب نظرة الناس. فأبوبكر وعمر كانا جريئين في الشدة على قريش وساداتها وبالأخص بنو أمية لإظهار المساواة والعدالة بين الناس. فقد قضى عمر لإبن الفقير بضرب ابن عمر بن العاص الذي إعتدى عليه وقال له: “إضرب ابن الأكرمين”. ثم زاد على ذلك بضرب عمر بن العاص نفسه على صلعته، وهو لم يقترف الذنب. ولكن لإظهار العدل بعدم الإكتراث لسيد أو والي في قومه، ولإعطاء رسالة للناس بأنه لا يبالي في الحق حتى مع الأسياد. وفي رسالة للسادات بأن أبنائهم المترفين المعتدين على الفقراء هم من تربيتكم ومتساوون مع أبناء الفقراء.
ولكن عثمان لشدة حياءه لم يكن يملك تلك الصفة. فقد كان أقربائه المترفون يستغلون تلك الصفة فيتقدمون بالطلبات لتمكينهم وهو يستحي ولا يريد ردهم. فأغلب بنو أمية من قريش كانوا سادات في قومهم وكانوا يمثلون مركز الثقل في العداء للإسلام في حياة دعوة رسول الله. وبنو أمية بشر يريدون الجاه والسلطة والمال كما كانوا قبل سنوات. فقد كانوا يعتقدون إن الدين هو دولة وخلافة وسبيل لتحقيق الملك لهم بالجاه والمال والسلطان، بينما الدين عكس ما يعتقدون. فهو مبادئ وأخلاق لتحقيق قيم مجتمعية تنتج أمة خيرة تكون منارة هداية للناس. وليس شرطا أن تكون الأمة جماعة فيمكن أن يكون نفر واحد أمة يهدي به الله كثيرا من الناس لأنه يقف مع الحق وحده. فقد قال جل وعلا عن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ((إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)) [النحل: 120].
إستغل المنافقون وبني إسرائيل هذه الأجواء وتقاطع المصالح الدينية والدنيوية بتأليف رتق الفتنة، بإثارة الفتنة العصبية و المحسوبية، ليس للثورة ولكن لتنقلب لفوضى. وكما ذكرنا، فالناس لا يهمها إن كان من يحكمها مبشرا بالجنة أم لا، أو ما مدى قرب علاقته برب العالمين، فهذا شأن يخصه. فهم يريدون من يشعرهم بالعدالة الإجتماعية وتحقيق العدل والمساواة بينهم. فكان “التمكين” بإلتفاف أقاربه حوله وتنصيبهم يشكل علامة إستفهام كبيرة لدى العامة. وهذه نقطة ضعف سياسية، فمهما كان فهو بشر. وكانت ملامح الثراء التي تبدو عليه أصلا تشكل عدم إرتياح للناس لأنهم إعتادوا على عمر. ولأنهم كانوا يتوقعون أن يكون مثله يلبس الخشن وينام تحت الشجر، ويشتد على الأسياد أكثر، ولا يحابي لأحد مهما كانت منزلته وقربه. ولأن منافسه كان علي بن أبي طالب، كانوا يقارنون أيضا ما إذا كان إستلم علي، هل سيكون مثل عمر أم لا.
ورغما عن ذلك فإنه رضي الله عنه كان محافظا على أموال ومقدرات الأمة ولم يبني القصور ويشتري الجواري والعبيد وتظهر عليه مظاهر ثراء جديدة. ويكفي في سيرته العطرة مساهمته في المحافظة على كتابنا العزيز. فقد قام بإعداد نسخا كثيرة من القرآن الكريم ووزعها على الأمصار. و قام بحرق عددا من المصاحف المشبوهة والتي من بينها مصحف لكعب الأحبار!. وهذا يعني إنه كان حريصا على مقاومة الباطل وإظهار الحق وحفظ كلام الله، كما فعل عمر بحرق الأحاديث.
وتختلف الروايات، فتقول إحداها إن الثوار إعتصموا بمطالبهم أمام منزله وقد كادوا يغادرون بعد محادثات ووساطات. ولكن قيل إن خطابا مكتوبا بيد عثمان وقع في أيديهم يأمر فيه بإبقاء الولاة الذين يطالب الثوار بعزلهم ومن ثم يأمرهم بقتل الثوار. لذلك قرر الثوار قتله مباشرة ليقتلوه ظلما.
وقيل إن هذه الفتنة والخطاب مفبرك من شخصية يهودية إسمها عبدالله بن سبأ. فهل لعبدالله بن سبأ علاقة بكعب الأحبار الذي تنبأ بمقتل عمر وكان مقربا لعثمان في أثناء حكمه، وهل هو متورط في مقتل عثمان كما هو متهم بتورط عمر. ويقول البعض إن شخصية ابن سبأ شخصية وهمية من الأساس. ويقف القارئ حائرا بين كل تلك الروايات والتي لا نريد الإعتماد عليها، فكل من يكتب ويؤرخ لمصلحة جماعته ويبرر لتقوية موقفه. فلا أحد يمكنه ان يجزم أن هذا ما حدث تماما لأنه ليس شاهدا على العصر. لذلك علينا أن نكون حصيفين وما يهمنا هو الأثار التي تربت على الفتنة التي إنفجرت مدوية لتضرب عدة مؤمنين بمؤمن واحد.
بين أمنا و مولانا..
وآلت الخلافة للإمام علي بن أبي طالب تلقائيا حيث كانت الأمور أشد تعقيدا ورتق الفتنة بدأ بالإنفتاق. و فتح المنافقون والمرجفون في المدينة ثغرة الضلال لتشتيت الأراء حتى تتسع دائرة الخلافات في وجهات النظر السياسية. وكانت قضية القصاص لمقتل أمير المؤمنين هي الزناد الذي يقدح الإشتعال.
وبدأوا بإثارة النعرة القبلية والنفخ بفحيحهم للفتنة بين المؤمنين وتفرقتهم. بنو أمية يريدون القصاص العاجل لدم قريبهم الشهيد، أمير المؤمنين، الذي تفرق دمه بين الثوار. والإمام علي في نظره أن عليه تأجيل الأمر مؤقتا حتى تهدأ وتستقر الأمور. والإسلام لا يحابي أحدا، فكونه من بني أمية لا يعني أن يتسرع الإمام ويقضي بالأمر بإستعجال وعدم الدقة في تحري الحقائق، أو يجب أن يقتص له حقه عاجلا لأنه من تلك القبيلة العريقة. فهذه العصبية لا تنفع المسلمين في شئ، ولا الناس أيضا لأنها لا تحقق العدالة بينهم بل تفرقهم بسبب المحاباة وبالتكبر والغرور القبلي. فالرسول نفسه لا تنفع قرابته الدموية بأحد كما يقول تعالى: ((ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما)) [الأحزاب: 40]. وبالطبع إلا القرابة الإيمانية، وهي أن تكون شاهدا ل لا إله إلا الله وأن محمدا عبده و رسول الله وهو خاتم للنبيين. فقرابة المؤمنين يجب أن تكون أكبر من العصبية لأنهم إخوة في الدين.
وقد نسى بنو أمية أو تناسوا الدرس الذي أعطاهم له رسول الله في عهد قريب عندما أصبح سادات قريش الظالمين صاغرين في فتح مكة بعدما قتلوا وشردوا وعذبوا المؤمنين فقال لهم: إذهبوا فأنتم الطلقاء ومن دخل دار أبو سفيان فهو آمن. فإذا كان في مكانه صلوات الله وسلامه عليه، مثل هولاكو أو جنكيز خان، لكان إقتص وثأر ثأرا عظيما وإستباح مكة بأكملها. وأقلاه لكان قتل كل ساداتها و من تورط و تواطأ في هذا الظلم العظيم ليقيم العدالة الإجتماعية. ولكنه أقامها بطريقة مغايرة تماما وحديثة على البشرية بإطفائه بالرأفة لنار الفتنة بالعفو و وإقتص للمؤمنين برحمة قريش وعدم الإسراف في القتل، إنه كان منصورا.
ولكنهم نسوا أو تناسوا هذا الدرس العظيم وتورطوا في الضغط والإثارة. والإمام علي أساسا لم يقل إنه لن يقتص لمقتله ولكنه أراد أن يتمهل حتى تهدأ الأمور. ولكن المنافقون لا يهدأون و يواصلون نفخ فحيحهم في النار حتى أفلحوا فعلا بالإيقاع بين أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها والإمام علي كرم الله وجهه.
والروايات التاريخية مختلفة في الأسباب ومتضاربة نسبة لعدم الحياد وإختلاف الأهواء ولا يمكن لأحد ان يجزم أن الرواية الفلانية تلك الحقيقية. فهناك رواية تقول بأن أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها ومن معها لم يخرجوا على علي كرم الله وجهه طلبا للخلافة وتنحية له وقد كانوا قد بايعوه مسبقا، وإنما مطالبين عليا بأن يقيم الحد على قتلة عثمان في الحال ودون تأخير. وربما ظنوه متورطا شخصيا أو من ينتسب إليه زورا وبهتانا في مقتله، سيما إن ثوار الكوفة كانوا من المؤيدين الأساسين لعلي ويعتقدون بأحقيته في الخلافة من عثمان منذ البدء. وما أسهل تأجيج الفتنة في هذا الوضع لمن يحبون إحقاق الحق في هذه المواقف كبنت الصديق أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها. كيف لا وكتابنا العزيز رفعها هي و زوجات النبي الأخريات لمرتبة أمهاتنا ((وأزواجه أمهاتهم)) [الأحزاب: 6]. فإني أشك بأن المقولة: “إقتلوا نعثلا فقد كفر”، ملفقة لها، كما لفقوا كثيرا من الأقاويل والأحاديث المكذوبة لتضييع الحقائق وتمرير الأباطيل. فقد كان الثوار يشتمونه بنعثل أي: الشيخ الاحمق ، وذكر الضباع. والأشد إستغرابا الحديث المروي عنها شخصيا في قدسية قميص عثمان إذ قالت إن رسول الله قال لعثمان: (يا عثمان إن الله عسى أن يلبسك قميصا فإذا أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني)، وقال ذلك ثلاثا!!!. فكيف كانت تحرض عليه وتشتمه وتخرج مغاضبة ومن ثم تأتي وتكون من أول المطالبين بدمه، وعندما تسأل تقول “نسيت والله وما ذكرته”. ألا يدعو هذا لعدم تصديق الروايات التارخية المغلوطة.
ولذلك لا ندري ولا نقدر أن نجزم السبب الرئيسي في موقعة الجمل. فكما قلنا فإن علي كان يرى بأن المصلحة العامة تقتضي التريث وعدم العجلة في البت في القصاص حتى تستتب الأمور وتستقصى الحقائق والملابسات وحتى لا يفتتن الناس بعضعهم ببعض. وكيف يتم القصاص ومن من بالتحديد وهم ملأوا أرجاء المدينة، وهم من أماكن مختلفة كمصر والكوفة والبصرة. والثوار المعتصمون أساسا كانوا ضحية لفتنة. وإذا أقام القصاص لثارت النعرات العصبية أكثر فأكثر، ومن ثم يفتتن الناس فتنة أكبر، لا تبقي ولا تذر. فكان له هذا البعد من النظر وهو مولى المؤمنين. وكيف لا ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له حديث عزيز ?أي سمعه ورواه أكثر من شخص عنه- بل وأمام كل الناس في الغدير قائلا: (من كنت مولاه فعليا مولاه).
فهل غير الإمام علي مقر الخلافة من المدينة إلى الكوفة مباشر بعد مبايعته لأن المرجفين في المدينة كثروا ويريد أن يهدئ الفتنة. فظنت أمنا السيدة عائشة ومعها طلحة والزبير تقاعس علي وربما تواطأه فذهبوا لملاقاته. أو ربما ذهبوا ليقتصول للثوار بأنفسهم ولكن أمير المؤمنين عليه حماية الناس وإقامة العدل وبسط الأمن، فكان لابد له من إتخاذ قرار الوقوف أمامهم.
وأي كان السبب فإن المنافقين أفلحوا في الإيقاع بينهم والله أعلم بما كانوا عليه ((إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون)) [الجاثية: 17]. ولا نريد إقحام أنفسنا فيمن كان على حق وعلى باطل وليس لدينا رواية ثابتة نثق بها لكي نؤكد ونقول إن هذا هو السبب الحقيقي لنشوب هذه القتال بين طائفتين من المؤمنين. فالثابت إن أمنا السيدة عائشة رجعت وقيل إنها تذكرت تحذير حديث عن رسول الله لأزواجه: (أيتكن تنبحها كلاب الحوأب)، فرجعت من هناك، وقد أكرمها الإمام وسيرها معززة مكرمة رجوعا إلى المدينة.
ولكن إراقة كثير من دماء المؤمنين في القتال بينهم لأول مرة مما تجعل المرء يتسائل دوما من كان على صواب أو خطأ خصوصا عند قراءة الآية: ((ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)) [النساء: 93]. ولكن نحسب إن هذا القتال كان خطأ بسبب الفتنة بينهم والدسائس والكيد، والكل حسابه عند رب العالمين. وبحسب الآية السابقة: ((وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ)) [النساء: 92].
وللأسف قد وقع الكثير من المؤرخين والمتعصبين هنا في رمي الإتهامات جزافا على هواه ولحبه الشخصي لشخصية أحدهما أو لهواه الطائفي. وإن يكون أحدهما مخطئا ولكن لا يمكننا بمن كان على صواب ونقول عن من أخطأ ليس مؤمنا. و الله تعالى يقول: ((وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين*إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)) [الحجرات: 10]. فالله جل وعلا في هذه الآية لا ينكر أن يكون المؤمنين منقسمون كطوائف. ولكنه يدعو للصلح أولا إذا نشب قتال بين طائفتين منهما. وإذا تمادى الأمر من إحداها فأعتدت وظلمت الأخرى، فعلى المصلحين القتال ومناصرة الفئة المظلومة على الفئة الباغية.
ولاحظ لفئة المقسطين الذين يحبهم الله ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله))، فهؤلاء هم الشهداء الذين لم ينجرفوا وراء الطائفية والعصبية.
إن هذه الفتنة فسحت المجال لما تلاها من الفتن والحروب الداخلية، ويسرت لكثير من المذابح وإراقة الدماء ليصير قتل النفس رخيصا ولتزيف الكثير من المفاهيم وإختلاط الحابل بالنابل. ومهدت لإفتراق المسلمين بين سنة وشيعة ولفرق أخرى وطوائف عدة. و وجد الجواسيس والعملاء الأرض الخصبة للتفريق وضرب الناس بعضهم ببعض بمفهوم القوي يأكل الضعيف والعودة للسيف مجددا. ليجهضوا التخلق السياسي الطبيعي ويغرسوا خنجرا في خاصرة دولة الحرية التي قامت حديثا ليتقهقر الأميون للوراء من عصر النور إلى الظلام مجددا. ومن ثم ليصبح التداول الديمقراطي والسلمي للسلطة ملكا غصبا و عضوضا وراثي للصبيان ويتحكم به النسوان.
فهذا من الأثار المجتمعية التي تأثرت بها الأمة وفي المحصلة النهائية إنعكست لتشوه دين الله بتلك الثمار التي غرسها الفتانون وجنى ثمارها تجار الدين.
* الحلقة القادمة الجمعة إن شاء الله.
سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]
ماتفكنا يابتاع التاريخ وعلم العضام
بلا يخمك ويخم القراك الاساطير دى
عالم مبتتعالم بربون بس
يعاينوا للاصنام بى رهبة واحترام
مافى فايدة
بكرة يظهر اسلامين جدد باسم التجديدين الموحدين والهبل ذيك تانى حايتبعوهم
قال تاريخ قال
ونحن مالنا ومال كعب الاحبار ولا شين الاخبار
ياعالم طفسنا
قوم لى عوارتك يرضى عنك زعيمك
قول الكاتب عن كعب الاحبار ((وهل هو متورط في مقتل عثمان كما هو متهم بتورط عمر )) و من المعروف ان كعبا توفي عام 32 هجري أي قبل مقتل عثمان و كان مجاهدا بالشام!!!!
على الكاتب التثبت من الامور قبل اطلاق التهم