صور رائعة للتكافل

أعتقد أن هذا واحدٌ من الأسباب التي تجعل الحياة ممكنة في ذلك الجزء من العالم، فخلال تقبّلي العزاء في وفاة شقيقي الأصغر عبدالباقي بمدينة الأبيض بغرب السودان شاهدت صورًا حيّة وناطقة من صور التكافل والتضامن بين الأهالي، فهم رغم رقة حالهم تجدهم حريصين على المُشاركة في دعم أهل المُتوفى، ورغم محدودية هذا الدعم إلا أنه يبقى شارة مضيئة وبشارة مقرونة بالدعاء أن يبارك الله في ذرية المتوفى وأن يتقبله قبولًا حسنًا.
الصورة الأخرى التي تجلت وكانت أكثر إشراقًا هي تلك الوقفة النبيلة والرائعة التي وقفها رجال الأعمال في المدينة، حيث اجتمعوا بغرفة التجارة بعد أن شكلوا لجنة لحصر ديون الفقيد وقرّروا بصوت رجل واحد إسقاط خمسين بالمئة من قيمة هذه الديون على أن يتكفّل ورثة الفقيد وإخوانه بسداد ما تبقى من الديون.. وقد أصابتني هذه الوقفة النبيلة بالدهشة، لأن ما نعرفه وما نسمعه عن التجار أنهم شخصيات شرهة، كل همّهم أن يحققوا الأرباح بأيّ صورة كانت.
زرت مدنًا كثيرة خلال مسيرتي الحياتيّة، وعايشت أناسًا عديدين في مُختلف الأمكنة، ولكن تلك الصورة الرائعة من صور التكافل والتضامن تقلّ رؤيتها إلا في مدينة مثل مدينة الأبيض (عروس الرمال) التي تُوصف عادة بالرحم الحنون والتي تملك قدرة ساحرة على الاحتواء وعلى التراحم وعلى اجتذاب مُختلف أبناء القبائل من مُختلف أصقاع السودان الكبير.. وهذه الخاصية تمتاز بها مدن بعينها لعلّ منها مدينة مدني عاصمة الجزيرة.
تساءلت وأنا أرصد تلك الحالة النادرة من التكافل.. هل مُناخات الزهد هي التي تخلق أو توجد تلك الروح المتسامحة والزاهدة في فتات هذه الدنيا؟!، فالغنى هنا ليس فقط ثروة الدراهم التي في الجيوب أو في الحسابات البنكيّة ولكنه ثراء الروح وثراء القناعة بالقليل رغم شظف العيش وقسوة الحياة.
لقد كان لذلك التكافل الرائع وتلك الوقفة الإنسانيّة النبيلة من رجال الأعمال بمدينة الأبيض أثرهما الكبير في التخفيف من فقدنا الجلل بوفاة عزيزنا الغالي عبدالباقي .. نحن متيقّنون أن لله ما أعطى ولله ما أخذ، وأن لكل أجل كتابًا، فقد رحل عنا وهو أصغرنا تاركًا محمدًا – نسأل الله أن يشدّ من عضده – وخمس فتيات أصغرهن ليلى التي لم تتعدَ السنوات الثلاث.
إن سماحة الإسلام وبهاءه تتمثل في سحنات أولئك الرجال الذين هدّهم التعب وهم يُكابدون الحياة ورغم ذلك لا تغيب البسمة عن محياهم ولا ذلك الوميض الذكي عن عيونهم،كما يصفهم الشاعر الصوفي( فهم السراي الجافو النوم وعقدوا الرأي)، تمسكًا بكتاب الله وتمسحًا بصفات نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام.
لله درّهم هؤلاء الرجال، فقد قضيت بينهم عدّة أيام بعد انقطاع سنوات لأزداد يقينًا أن هذه الحياة لا تساوي الشيء الكثير، وأن اليقين هو المرتكز والأساس وأن التراحم والتكافل والتضامن هو الذي يجعل الحياة ممكنة في أقسى ظروفها صعوبة، وأن الإنسان صغير بنفسه كبير بإخوته.. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يُديم نعمة التكافل والتراحم على أبناء الأمة الإسلامية وأن نكون جسدًا واحدًا في الصعاب والملمّات حتى تصبح الحياة ممكنة.
[email][email protected][/email]




احسن الله عزاؤكم استاذنا الكريم بابكر عيسي والعزاء موصول لاهلكم واسرتكم الكريمة وهذا هو السودان مهما اصابه الدهر وتقلب الايام والمحن سيظل هو كذلك الي يوم يبعثون عسي ولعل ن تعيد الايام سيرتها الاولي وبمناسبة الابيض لدينا فيها ذكريات لن تنمحي في الزمن الجميل وعن كرم وحميمية اهلها واهل الشويحات والمواليد وفريق القبة والبان جديد ولا ياتي ذكر الابيض الا ويخطر في بالي استاذنا الراحل المقيم وامام الناس الطيبين في هذه الدنيا اذا جاز التعبير حسن الرضي الاسم علي مسمي والعزاء موصول لكم من هنا واخر الدنيا من الزميل معاوية جمال الدين الذي يبعث لك بتعازيه وخالص سلامه وتحاياه.
حقا ما زالت الدنيا بخير رغم شظف العيش و غلاء الاسعار و استحالة الحياة هذا هو الانسان السوداني صاحب المعدن الاصيل فهو اشبه بالذهب الذي يصفى من الشوائب بالنار فلنا ان نفخر و نعتز بسودانيتنا التي هي مزيج من الدماء العربية و الزنجية
اخي العزيز بابكر احسن الله عزاءكم ونساله له الرحمه والمغفره وان يجعل البركه في ذريته والتعزي موصوله لجميع ال عيسي والاهل بالابيض ولا غرابه في هذه الموقف الانسانيه من اهل هذه المدينه الرائعه وبخاصه تجارها من امثال والدكم عليه رحمه الله هم الذين تركوا هذا الارث الجميل وبصماته في كل مناحي الحياه في التعليم وفي الصحه وفي كل مايهم في حياه المدينه هذا حصاد مازرعوه ولهم الرحمه والمغفره وارجو منكم يااخي كاعلاميين وادباء ان توتقوا هذا الارث وانا اعلم انها مهمه صعبه لانهم كانوا يسعون في الخير وينفقون دون ان تعلم شمالهم ماتنفق يمينهم عليهم لهم الرحمه اخوك ابراهيم اسماعيل محمد طاهر تورنتو كندا
هذا هو حال الدنيا . اخي بابكر واحسن الله عزاءكم والتعازي ومصوله ايضا للاخت ليلي .
وهذا هو السودان وهذا مايميزنا عن باقي شعوب العالم . روح التكافل . وعلي فكره هذا ليس في الابيض فقط ولكن في اغلب مدن السودان
وان شخصيا عندي عمتي تزوجها واحد من ناس الابيض اسمه عكاشه وهو من الناس المعروفين هناك
وهي الان لها مايربو علي الاربعين عاما هناك وهذا يدل علي حسن المعشر وطيب المقام .
اخوك د. يوسف عبد الصمد
صيدلية مركز الوكره الصحي قطر
احسن الله عزاكم الخال بابكر وتقبله مع الصديقين والشهداء
الاخ بابكر عيسى – صحيفة الراية القطرية
تعازينا الحارة وربنا يلزمكم الصبر ويتقبل شقيقكم عبد الباقي .. فعلا سمعت – رغم اني لم ازر هذه المدينة العريقة – سمعت بطيبة وتكافل اهلها ووقوفهم جسدا واحدا في الملمات والاحزان .. وكا الحال كذلك في كثير من مدن السودان هذا التكافل والتراحم ربما ظروف اغترابك طويلا لم تدعك تقف على تلك الصور الرائعة لرجال يهبون بلا حساب للضعفاء والمساكين ويهرعون لنجدة المستغيث كما لا يتاخرون عن احتواء ازمات رفقائهم في المنطقة وقد وقفت على تلك النماذج في مدن سنار وسنجة والدمازين وشندي بكم تنقلي للعمل هنا وهناك .. والله لقد شهدت رجل من سنار ولوحده وقف على ايواء ركاب قطار قادم من الغرب تعطل لمدة ثلاثة ايام من صيوانات وغذاءات واستشفاء ..والامثلة كثيرة ..هذا هو حال اهل السودان الفرد لا يعيش لنفسه ابدا ولا يشعر بالحياة ان لم ينفعل بقضايا اهل منطقته
اكرر عزائي لكم
الاخ بابكر عيسى – صحيفة الراية القطرية
تعازينا الحارة وربنا يلزمكم الصبر ويتقبل شقيقكم عبد الباقي .. فعلا سمعت – رغم اني لم ازر هذه المدينة العريقة – سمعت بطيبة وتكافل اهلها ووقوفهم جسدا واحدا في الملمات والاحزان .. وكا الحال كذلك في كثير من مدن السودان هذا التكافل والتراحم ربما ظروف اغترابك طويلا لم تدعك تقف على تلك الصور الرائعة لرجال يهبون بلا حساب للضعفاء والمساكين ويهرعون لنجدة المستغيث كما لا يتاخرون عن احتواء ازمات رفقائهم في المنطقة وقد وقفت على تلك النماذج في مدن سنار وسنجة والدمازين وشندي بكم تنقلي للعمل هنا وهناك .. والله لقد شهدت رجل من سنار ولوحده وقف على ايواء ركاب قطار قادم من الغرب تعطل لمدة ثلاثة ايام من صيوانات وغذاءات واستشفاء ..والامثلة كثيرة ..هذا هو حال اهل السودان الفرد لا يعيش لنفسه ابدا ولا يشعر بالحياة ان لم ينفعل بقضايا اهل منطقته
اكرر عزائي لكم
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
لله ما أعطى ولله ما أخذ ..
نسأل الله للفقيد الرحمة والمغفرة ، وأن يسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصديقين وحسن أؤلئك رفيا ، ويلزمكم الصبر والسلون وحسن العزاء ..
ونسأل أن يديم المعروف ، وقيم التكافل بين جميع أهل السودان ويعم السلام والمحبة جميع مدن وارياف السودان … فهذه هى القيم النبيلة التى ترسخ لوحدة وانسجام المجتمعات وتجعل من المدينة والبلد اسرة واحدة ..