هذا إذا كان المؤتمر يريد إصلاحا وليس وقتا!!

الكل كان في انتظار خطاب (الوثبة) العمرية عله يحمل مفاجأة تسر هذا الشعب وهذا الوطن بعد التقهقر والتخلف الذي أصابه على يد هذا النظام في جميع المجالات بلا استثناء،منذ انقلاب 30 يونيو 1989م الشؤم .جاء خطاب الرئيس عبارة عن هراء ليس إلا ولكن كانت المفاجأة في كواليس هذا الخطاب وهو الدخول المهيب للشيخ (الترابي) والذي صاحبته هالة وهو محاط بحواريه بشقيهم وطني وشعبي ،وهو الذي أرسل البشير للقصر وذهب هو للسجن للتعتيم والتشويه وللبراءة إذا فشل مخطط الجبهة الإسلامية في الاستيلاء على الحكم من الأحزاب التي كانت مشغولة بتوافه الأمور حينذاك والمكايدة الحزبية الرخيصة للتنازع على مغانم سلطة وديمقراطية فشلوا في حمايتها أو تقويتها وتطويرها هذا في 1989م ،الآن جاءنا المشير في وثبته بطرح حوار وطني شامل وجامع طال ما رفضه وحزبه مرارا وتكرارا،وأخرجوا ألسنتهم سخرية في هذا الشعب وهذه الأحزاب الهشة.
عليه إذا كان البشير وزمرته يريدون إصلاحا حقيقا وليس مناورة لكسب مزيدا من الوقت حتى يتمكن شيخهم ومرجعيتهم (الترابي) الذي عاد ليتصدر المشهد من بعد مسرحية انشقاقهم ومفاصلتهم الشهيرة وهذا ما قاله الدكتور (حيدر الصديق) آنذاك،وكرره (إسحاق أحمد فضل الله) قبل أيام ، من ترتيب أوراقهم من جديد وإعادة إنتاج مشروع حكمهم الفاشل في ثوب جديد ويدخلوا الشعب السوداني في تجربة أخرى تقضى على ما تبقى منه ومن أراضيه وثوابته المجتمعية التي عبث فيها هؤلاء وغيروا كثيرا منها حتى صار الشعب السوداني غريبا على بعضه البعض،مع ملاحظة حتى لو التزم شيخهم بحل مشكلة دارفور التي ربما هي الكرت الذي يلعب بيه ويناور بيه أحزاب الزفة وقياداتها التي يجيد اللعب بها منذ عقود طويلة وهذا دوما يكون تحت طاولات ولائهم ومؤامراتهم التي تجمعهم على وحدة مصالحهم الشخصية وليست الوطنية، فلا شك أن الشيخ يعلم قبل غيره من هؤلاء أن مشكلة دارفور خرجت من يده ومن يد من معه،وليست هي الورقة التي يلدغ بها الشعب السوداني من جحر الإسلاميين مرتين .
أولى خطوات الإصلاح الجاد التي على المؤتمر الوطني بشقيه أن يستخدمها ومن معهم من أحزاب ومنظمات هي البدء على نظافة وموية بيضا بالبلدي كده،وهذه النظافة هي المحاسبة والمحاسبة الفورية على جرائم الفساد التي أرتكبها مسئولي هذا النظام وأفراد حزبه ولا زال هناك مسئولين يستغلون مواقعهم رغم عظم ما ارتكبوه من جرم وفساد سياسي واقتصادي وأخلاقي أدخل هذا البلد في هذا النفق المظلم والخروج منه ليس البناء فوق أساسه الفاسد المتعفن بل باجتثاث هذا الأساس وبتره نهائيا وبعد ذلك يمكن أن يكون هناك حوا ر وطني شامل بحق وحقيقي لكن حوار يشارك فيه أفراد عصابة هذا النظام رغم ما ارتكبوه من جرائم طوال ربع قرن ولازالوا فهذا حوار لاشك تكون نتائجها وخيمة على رأس هذا الشعب وهذا الوطن والذي لا تنقصه كوارث ومصائب .
أحزاب الديكور ورموز المنظرة والمؤتمر بشقيه أرحموا هذا الشعب وهذا الوطن يرحمكم الله وكفاكم تدميرا وهدما فيه وفى إنسانه الذي فاض بيه الكيل ونفذ صبره ورصيده.
بعد أن توارثتموه جيلا عن جيل ولا زلتم تتعاملون معه وكأنه سلعة تشاركونها فيما بينكم خصوصا وأنكم جميعا أصبحتم بالنسبة له عراة ومكشوفين من خلال مواقفكم الهشة والتي لا تناسب الضوضاء التي ظللتم تحدثونها ولا زلتم وما هي إلا ضوضاء ما هو فارغ كمثل خطاب الوثبة الرئاسية الأخيرة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل

عبد الغفار المهدي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..