الوثبة فرصة أخيرة علي الأحزاب إستغلالها

الدراما فن من فنون التعبير ترتبط بقدرة الإنسان على التعبير عن نفسه وعن مكنونات بيئته الطبيعية والاجتماعية وهي فعل إنساني وعلم تطبيقي يعمل علي معالجة قضايا إجتماعية وثقافية معقدة ويقدم الحلول بصورة أنيقة ومؤثرة لذلك نجد الدرامي أكثر حساسية من غيره ضد ظاهرة إنتشار النكات لأنها تمس قضايا ملتهبة دون إدراك للأثر السالب الذي قد تتركه في نفسية المتلقي وذهنيته.
وأنا هنا أريد أن أحكي نكتة رغما عن محاذير إخوتي الدراميين وأقول يحكي أن رجلين بلغا سن الشيخوخة وكان لهما زوجتان مزعجتان مؤذيتان وبينما هما يتجاذبا أطراف الحديث والذكريات قال أحدهما لصاحبه( بمشيئة الله بعد هذه الحياة الطويلة والحافلة بالاحزان والأشجان والأفراح والأتراح في جنان الخلد سيكن مستقرنا لأننا لم نؤذى أحد بس نسوانا ما حيكونن معانا فقال له الآخر لماذا إذاً؟ فرد عليه لأنو حيعذبوا بيهن الكفار )
فهل يا تري سيكون مصير القيادة التاريخية لأحزابنا السياسية شبيه بنهاية هاتين المرأتين؟ فقد بلغنا من أذاهم مبلغا صعبا ليس بعده من سبيل للسماح والصفح .
فلا الأحزاب التي تقاسم النظام كعكة الحكم هي من أمرنا في شئ ولا تلك التي تعارضه.
ولئن كنا نقر ونحمل النظام الحاكم الحالة المأساوية الأسيفة التي وصلت إليها الأوضاع في بلادنا فإن للأحزاب السياسية الوطنية يد في ذلك ونصيب .
فهذه الأحزاب عارضت النظام لدرجة حمل السلاح في وجهه ولكنها صالحته دون أن يكون لذلك أي أثر فاعل لصالح الحريات العامة أو لصالح قواعدها المنكوبة والمهمشة والمحرومة من ريع السلطان حتي علي مستوي الوظائف العامة بسبب التصنيف والسياسة الإغصائية التي ينتهجها الحاكمون.
وإذا ما تأملنا المشهد السياسي عقب نيفاشا (إتفاقية السلام الشامل) فقد كانت هنالك مساحة من حرية الحركة لهذه الأحزاب ليكون لها رأى وفعل يخدم القضية الوطنية ويجنب البلاد الإنقسام والضياع ولكنها لم تستغلها وآثرت سلامتها وتركت المسرح السياسي لحزب المؤتمر الوطني يسرح ويمرح فيه كما يشاء ويجدد شرعيته بإنتخابات2010م المعترف بنتائجها دوليا رغما عن إفتقارها لمعايير النزاهة والشفافية. ثم يمضي في طريق تغليب مصالحه الذاتية الهادفة للبقاء في السلطة بجعله خيار الإنفصال جاذبا ! كيف لا وقد مُنح الطرف الأخر( الحركة الشعبية) نصف البترول في الفترة الإنتقالية وكل البترول في حال الإنفصال.
وقد ذهب الجنوب لحاله مستقلا عن الوطن الأم لنحصد نحن في السودان الشمالي كسادا وتعسرا إقتصاديا وتوقفا لعجلة الإنتاج وغلاءاً طاحناً وقبضة أمنية مفرطة وحربا في الأطراف مستعرة وهبوطا لعملتنا الوطنية وتهديدا لأمننا القومي.
مما جعل الحكومة في عذلة وحالة ربكة مخيفة تقدم رجلا وتؤخر أخري وتغيير تشكيلا بأخر بغية النجاة والأحزاب تتفرج وتغاذلها بعبارات الحوار الفضفاضة التي لا تحمل في طياتها حلولا ولا تخلو من شماتة .
وفي غمرة هذه الأوضاع المزرية تقبل الحكومة علي خطوة الزيادات المستفذة لأسعار المحروقات وهي خطوة إنتحارية جعلتها في مواجهة مع الشارع الصابر والمتحمل للعنت والمشقة لعقود من الزمان مضين فهب هبة رجل واحد لا ليطالب النظام بالتراجع عن القرارات الإقتصادية فحسب بل مطالبا بإسقاط الحكم فواجهته الحكومة بالقبضة الأمنية المشددة مما أدي لسقوط ضحايا كثر شهداء وجرحي وخسائر في الممتلكات.
هذه الأحداث التي جرت في سبتمبر والتي إعتبرتها الحكومة بفعل شرزمة وشذاذ أفاق نحن نعتبرها موجة من موجات الثورات الشعبية التي لها ما بعدها. لكن الأحزاب السياسية لم تخرج للشارع لقيادتها أو تبني مطالبها فكان موقفها مخذيا ومحبطا لقطاعات كبيرة من أنصارها وقواعدها. هذه الأحداث زلزلت الأرض تحت أقدام النظام وجعلت فئة من داخله تدين وتستنكر هذا الأمر وتنشق عليه مكونة فيما بعد حزب الإصلاح الأن بقيادة غازي صلاح الدين العتباني.
واليوم الجماهير تتعطش لقيادة جديدة قيادة تخرجها من حالة البؤس والشقاء والحروب قيادة تعمّر لا تدمر وتبني لا تخرّب ولئن لم تقم هذه الأحزاب بمعية جماهيرها بدور ضاغط علي الحكومة لصالح الحريات العامة والإصلاح الشامل لبناء دولة مدنية خصوصا بعد إعلان النظام وقفته للتأهب لوثبة وطنية لا تستثني أحدا فإنها ستخسرهذه الجماهير كما أنها تغلق الطريق نهائيا أمام التغيير المنشود سلميا مما يقوي الدعاية للعمل المسلح الذي يدفع ثمنه المواطن السوداني دماءاً ودموعاً وتشردا ونزوحا.
أحمد بطران عبد القادر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عن أي أحزاب تتكلم يا عزيزي ؟؟؟ هل هي الطوائف الدينية المتخلفة المملوكة لأسر تدعي كذباً بأن موسسها جده النبي والآخر المهدي المنتظر ويسميها الجهلة بمعني كلمة حزب بأحزاب قومية ديمقراطية سندكالية وهلم جرررررر ؟؟؟ أم العصابات التي يكونها أحد اللصوص الوجهاء من أصدقائه وأقاربه وعددهم لا يتعدي ما يملأ صالوناتهم العامرة ؟؟؟ كعصابة الدجال الترابي وعصابة لص وزارة التجارة السابق مبارك الفاضل ؟؟؟ وعصابة غازي صلاح الدين عراب الإنقاذ السابق لمدة 25 سنة من الفساد والسرقة والتدمير للسودان وكل مشاريعه بحرفية مقننة ؟؟؟ للأسف الشديد سوداننا الحبيب ليس به حزب واحد جماهيري يجمع الشباب الثائر وله برنامج وطني مدروس يلبي طموحاتهم ؟؟؟ والثورة في الطريق لكنس كل هذا العفن إن شاء الله ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..