سودانير والابريق السحري
لم تكتفي حكومتنا الرشيده بفتح ابواب قاعه الكنداكه بمجلس الوزراء لمجموعه من (الخبراء) لمناقشه موضوع سودانير, وانما قامت ايضا بتكوين لجنه كامله الدسم برئاسه د نافع لمعرفة (مويه) هذه الشركه التي حيرت العلماء. وكنا قد قدمنا اقتراحا (قطاع خاص) عما يمكن ان تفعله الحكومه للوصول بسودانير الي بر الامان. وقد الينا علي انفسنا ان نواصل في تقديم اقتراحاتنا حتي تقتنع الحكومه بان الحل هو مانقول لاننا اصحاب الشأن.
ولكن يبدو ان الحكومه غير جاده في مسعاها.او انها تريد ان تضيع الزمن بطريقة الفرق الافريقيه عندما يحرزون هدفا في مرمي الخصم, او كما قال لي احد الزملاء انها لا تريد اصلاحها اصلا وانما (بتعمل في حركات) حتي لا يصفها العامه بعدم الجديه.
اخر حركات الحكومه ملأت الصحف والفضائيات هذه الايام والتي تتحدث عن دخول المجلس الوطني علي خط حلحله مشاكل سودانير. ياجماعه رفقا بنا. كيف سيقوم المجلس الوطني بحل مشكله سودانير بعيدا عن مخرجات المنتدي الذي عقد او بدون استشارة اللجنه التي كونت؟
نحن نري ان المنتديات واللجان والمجلس وطني لن يجدو حلا لسودانير لانهم لا يفهمون اصل المشكله. فالذين ولدوا في رحمها وترعرعو في فضائها الفسيح ويقومون بتجهيز سفرياتها الان من الداخل ادري بشعابها. وكما سبق وقلنا, نكرر هنا مره اخري ان مشكله سودانير ذات وجهين. الوجه الاول الديون التي ترهق كاهلها والتي ذهبت الي جيوب الافراد الذين كانو يديرونها. والوجه الثاني وجود هذا الكم الهائل من العاملين والذين لا يقومون فعلا باعمال تتعلق بالعمل الحقيقي للطيران. نحن ضد احالة اي شخص للصالح العام, ولكننا نطالب وبشده ان لا تستخدم سودانير اي موظف لا علاقه له بالطيران. نحن نريد في سودانير اطقم طائرات, مهندسين, موظفين عمليات وحركه وحجز وتموين وحسابات ومعدات ارضيه وبعض الوظائف الاخري التي تساعد هؤلاء في تسهيل تجهيز الرحلات. اما ان يكون هنالك مجموعات تنادي بالجهاد او حلقات للذكر او مكتب للتنظيم السياسي السري فهؤلاء توجد في الجمهوريه اماكن كثيره يمكن ان تستوعبهم.
اجمعو جهابذه الطيران السودانين المتناثرين داخل وخارج السودان. املأو الوظائف بمن يحمل مؤهلاتها وليكن مديرها طيارا او مهندسا او احد عتاوله التسويق والاداره ممن خدمو كثيرا فيها وسترون الفرق. اما هذه الاجتماعات والمؤتمرات فلن تفضي الي نتيجه سوي ان يحصل لسودانير ماحصل للاخوين حسن وحسين. كان حسين صديقي في منتصف الثمانينيات ونحن نعيش في احدي الدول الاوروبيه وقد كان شابا جذابا بمعني الكلمه. تعرف علي فتاه سويسريه ارستقراطيه وجمعهم حب جارف كان مضربا للامثال. وفجاه قررا الزواج, وتم لهم ذالك في احتفال كان مضربا للامثال. بعد الزواج جاءني حسين متجهما ومهموما وقال لي ان زوجته تريد الذهاب الي السودان حيث تعيش اسرته في منزلا متصدعا في احد الاحياء الشعبيه. فقلت له:” ماتشيل هم رسل قروش لي حسن خليو يصين البيت” فرد علي قائلا:” المشكله مافي الغرف , المشكله في الادبخانه لانو ذي ماعارفا في الهواء الطلق وعباره عن حيطين بلاقو بعض وكمان تجاور حقة النسوان الحيطه بالحيطه” اجبته محاولا ان ابعث الطمأنينه في داخله” ياخ حسن زول تمام. بس رسل قروش كويسه وهو حايتصرف” وبالفعل قام حسين بارسال (قروش كويسه) لحسين وسافر الي السودان مع زوجته الحسناء بعد ذلك. بعد زهاء الاربعه اشهر التقيت بحسين في محطه المترو, وبعد ان تحادثنا في امور مختلفه تذكرت فجاه حكايه الادبخانه والتي كانت قد شغلتني لايام بعد سفره. وسالته بلهفه:” اها بلاي حسن عمل شنو في الموضوع” وقهقه بصوت عالي حتي كاد ان يقع وقال لي :” ياخ حسن شنو؟ اتخيل الزول دا بس اشتري ليو ابريق جديد” وتمتمت بلا اراده”: “وضرب القروش ديك كلها؟”.
فلتحذر الحكومه في ضخ اموال جديده ل (حسن) فكلنا نعرف كيفية رؤيته لحل المشاكل.
[email][email protected][/email]
يا حليل سوداني التي لا يفتي في امرها هذه الأيام الا امثالك …قوم لف …قمة السطحية والركاكة…!!