ولاية النيل الازرق تعدد المبادرات وتعثر المفاوضات

* تحت هذا العنوان كتبنا ونشرنا في عدة صحف وعدة مواقع على الشبكة العنكبوتية مقالا بتأريخ 6 /2 /2013م , وجدنا ان كل الاسباب التي دفعتنا انذاك للكتابة مازالت حاضرة وقائمة , لذا رأينا اعادة نشر اجزاء منها بعد عام كامل, ولاسيما انه منذ ذلك التأريخ لم تنعقد اي مفاوضات بخصوص المنطقتين , لكن الجديد بكل تأكيد والذي سيكون له ما بعده , الاحداث الاخيرة التي شهدتها جنوب السودان اواخر العام المنصرم , وتداعياتها علي طرفي المفاوضات , وكذلك الخطاب الأخير لرئيس الجمهورية 27/1/2014م , والسؤال الذي يفرض نفسه هل سيستمر النظام في منهجه الاقصائي القديم بعد ادعائه الاستعداد للحوار بدون شروط ؟؟ ولقد نشرنا مايلي /
* لقد حظت ولاية النيل منذ انتقال الحرب الأهلية اليها في عام 1987م, بعدد كبير من المبادرات والاتفاقيات , حيث سعت عدة أطراف محلية واقليمية ودولية وفق اجتهاداتها الي تقريب وجهات نظر المتصارعين , ولكن تشعبت وتعددت تلك المبادرات والتي بلغات حوالي (12) مبادرة واتفاقية من عدة جهات محلية { رسمية وشعبية } ودولية واقليمية للسيطرة علي الاوضاع ومحاولة احتوائها في ولايتي النــــــــــــيل الازرق وجنوب كردفان, قبل احداث الفاتح من سبتمير 2011م في النيل الازرق ,واحداث 6/6/2010م في جنوب كردفان , وبعدها ولكن يبدو انها عجزت حتي الان من احداث الاختراق المطلوب للتهدئة واحكام السيطرة علي الاوضاع , ولقد كان طبيعا ان تفشل كل الاتفاقيات الثنائية المعزولة التي لا تعبر عن تطلعات ومطالب اصحاب المصلحة الحقيقــــية من أهل الولاية .اما المبادرات فأنها لم تحظي بالاهتمام المطلوب ولم تخضع لمناقشات وورش لطرحها لاوسع قطاع من المواطنين والمهتمين لمحاولة ايجاد القواسم المشتركة لتوحيد الجهود بدلا من بعثرتها وتشتيتها علي عدة منابر ومبادرات وكلها في تقديرنا تسعي لايجاد الحلول للقضايا وخلق الاستقرار والسلام والتنمية واعادة توزيع السلطة والثروة بمشاركة جميع المكونات وبدون اقصاء لمجموعة اوشريحة (بعدالة وشفافية وتجرد ونكران ذات) وهذه هي المعضلة والعقبة الكؤد .
وفي تقديرنا المتواضع تعقدت مسارات تلك المفوضات لسببين لا ثالث لهما :ـــــ
أولا :ــــ حصرها علي طرفين فقط وتعمد اقصاء اصحاب المصلحة الحقيقية والاصرار علي ابعاد الاخرين وعدم الاعتراف بأرائهم ووضعها في الحسبان , وهذه هي الحلقة المفقودة ومربط الفرس , واي مفاوضات قادمة لا تضع ذلك في الحسبان ستكون مصيرها الفشل الذريع .
ثانيا :ـــ التدويل والاعتماد علي الاطراف الاقليمية والدولية لأقتراح الحلول واجتراح المخارج , والسماح لأطراف دولية لها اجندتها الخاصة في التدخل السافر في الشؤون الداخلية والمساس بالسيادة الوطنية ..
ولا نعتقد بان بمثل هذا اللقاء سيفضي الي نتائج ايجابية اذا حصر فقط بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال , ومؤكـــــــــد سوف لن يكن مخرجاته افضل من مخرجات { نيفاشا 2005} التي افضت في نهاية المطاف الي انفصا ل الجنوب , وتوهان اهل النيل الازرق وضياع حقوقهم ومكتسباتهم , وتخديرهم بمسرحيــــــــــــــة { المشورة الشعبية } التي افرغت من مضامينها ومقاصدها , وحولت الي حلبة للصراعات والمناكفات , ولتلافي هذا المصيرالمحتوم لابد من ان يكون لاصحاب المصـــــــلحة الحقيقيـــــــة من ابناء الولايتين دورفعــــــــــــال ومؤثر,ومحوري ,وحاسم , في ا لمفاوضات القادمة , وليس دور أو حضور{ صوري ديكوري} { كمــــــبارس فقط} كما ينبغي اتاحة الفرص المتكافئة لكافة القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني الحية لطرح ارائها ورؤاها ومقترحاتها , طالما التدويل اصبح أمر واقع لا مفر منه ,
* وقبل الذهاب الي اديس ابابا منتصف فبراير الجاري ـــ لان الحكومة لا خيار امامها غير الحوار مع قطاع الشمال ـــ بالرغم من محاولات الممانعة الخجولة , نكرر مطالبتنا بأهمية اشراك اصحاب المصلحة من ابناء الولايتين والقوي السياسية في هذه المفاوضات لضمان خروجها بما يتوافق عليه الجميع , لان حصرها في الطرفين اللدودين سوف لن يفضي الا الي نتائج نيفاشا وعليه ومع كل ذلك يجب :ـــــــ
? التاكيد بان اي مشروع للخروج من الازمة هنا او هناك لا مكان له في ظل الاستبداد وغياب الحريات واحتكار النظر فيه بيد من ساهما في خلق الازمة او تفاقمها
? التاكيد ان كل من ولاية النيل الازرق وجنوب كردفان يعتبرا جزء لا يتجزأ من خارطة السودان (الشمالي الراهن) ? وبالتالي فأن اي محاولة لتجاوز هذة الحقيقة انما تنذر بتكرار مشروعات التفتيت التي عبرت من بوابة خطيئة حق تقرير المصير والتي يراد لها العبور الان عبر بوابة المشورة الشعبية تحت رايات الحكم الذاتي وما يستتبعها من تداعيات
? التاكيد بان أزمة كل من النيل الازرق وجنـــوب كـــــردفان هي جزء لا يتجزأ من أزمة المركز الحاكم (الازمة الوطنية الشاملة) و بالتالي فأنها مرتبطة بالحل الشامل
? ان قضية التنمية البشرية والمادية والخدمات الاجتماعية والبنيوية في كل من الولايتين هي نموذج لما تعاني منه ولايات السودان الاخرى و ذلك راجع الي نموذج ونهج سياسات النظام الاقتصادية الاجتماعية باعتباره الممثل السياسي للرأسمالية الطفيلية التي لا تشغلها معاناة الجماهير بقدر ما يشغلها الاستئثار بكل شيئ وافقار الشعب من كل شيئ وتامين ذلك بالفساد والقهر
? أن تجربة النظام تؤكد ان اصطحاب اخرين في قطار الحل لا يعدو أن يكون من تم اصطحابهم ضيوفا لا يقدمون ولا يؤخرون لان شركاء اتفاقات نيفاشا لم يكونا ولن يكونا من الراغبين في السماع الا لصدي صوتيهما ولا يريان الا صورتيهما في المراة
? أن اي مشروع للحل في ظل ثنائية الهيمنة العسكرية وتداخل الخنادق داخل حدود السودان الشمالي بين قوات الطرفين المتقاتلة لن يتجاوز او يتعدى مواقع الهيمنة العسكرية الميدانية لقوى الاقتتال
? لا حل بدون فك ارتباط الدولة بالمؤتر الوطني و عودته لحجمه الطبيعي كفصيل من الفصائل السياسية بعد تجريده من امتيازاته التي اغتصبها من موقع السلطة بمسمياته المختلفة منذ 30 يونيو1989
? الحل اذن سياسي وشامل ولن تفلح محاولات الترقيع او التجزئة للقضايا او الثنائية في المشاركة التي أوصلتنا لما نحن فيه الان
? هكذا وبضوء المعطيات الراهنة فأن الاطار الذي ينعقد الحل تحت لوائه هو المؤتمر الجامع لكل قضايا الوطن و بمشاركة الجميع و بعد ان تتم التهيئة لانعقاده باستعادة الحريات العامة اي بانتهاء دولة الاستبداد (دولة الانقاذ) وبالالتزام بما يصدر عنه من قرارات الحاكمية في اجازتها تعود لاجماع المشاركين في المؤتمر وليس للاغلبية , وان مكان ذلك المؤتمر ارض السودان …
ذلك هو الطريق السلمي والوحيد لحل قضايا السودان و بضمنها قضايا كل من النيل الازرق و جنوب كردفان , و من البداهة القول في هذا المقام أن البندقية ومن يحملها لا يقدمون حلا لهذه القضايا بقدر ما يضيفون اليها من تعقيدات اكثرها خطورة : تدويل قضية السودان وهذا هو الواقع الراهن .. المضي في تفتيته علي سابقة نيفاشا ..بالاضافة الي ما يعنيه مشروع الحل عبر فوهة البندقية من سيـــــــادة قانون الــــــغابة والــــــغاء للعقل و ديموقراطية الحل وذاك هو الحل المستحيل .
عبد الرحمن نور الدائم التوم
[email][email protected][/email]