جمهورية الحب

علي أعتاب عيد الحب والذي منه ، فإن البرامج الحافلة لذاك اليوم ، ولمّات الشباب والبنات أمام صواني الشاي باللقيمات ، أو في حفلات تصدح فيها الأغنيات ستشغلنا قليلاً عن وثبة المؤتمر الوطني وفذلكاته التاريخية وقنواته البايخة التي تستخدم في تنويم الأطفال متي ما أراد الكبار الإستمتاع بليلهم .
وجمهورية الحب السودانية ? التي هزمت المشروع الحضاري ? فيها الكثير من الأحياء الحبيبة إلي النفس ، والتي لا تشبه كافوري وسكانها الذين لم يسمعوا بالدافوري .
من ضمن أحياء عاصمة جمهورية الحب ذلك الحي المسمي ( حبايبي الحلوين أهلاً جوني )، وسكانه الذين يكنون الوفاء للحبيب إن مرض أو ضربه الفلس أو دخل السجن بسبب شيط طاير ، فهم الأوفياء بالعهد وليس لديهم مصالح ذاتية غير الأحاسيس النقية . وعلي ذلك فإن السدنة والتنابلة يصنفونهم ( طابور خامس) ، وإن اندلعت المظاهرات في حيهم دفعت الحكومة بالجنجويد ، وطاردتهم في الشوارع وأطلقت عليهم الرصاص ، وتحت تحت سمعنا بأن التنابلة وبحجة المخطط الهيكلي لجمهورية الحب سيمسحون هذا الحي من علي وجه الأرض لبناء ناطحات سحاب ، يحرسها العسكر والكلاب .
وفي شرق الجمهورية ترقد علي شاطئ البحر محافظة ( حبيتو ما حبّاني ) ، وهم أهل الشواكيش الذين يحبون من طرف واحد ، ولا يفرقون بين الصداقة والزمالة والحب ، وهم مشهورون بالثقالة في مطاردة الحبيبة ، إن فتحت الباب لسيد اللبن تجدهم في ضل عمود الكهرباء ، وإن ركبت المواصلات كانوا قرب الكمساري لدفع قيمة التذكرة نيابة عنها ، وإن رقصت في بيت عرس ، كانوا مثل جون ترافولتا في الحلبة . وسكان هذه المحافظة مصيرهم معروف ، ومذكور في أغنية الليلة ديك ، وحان الزفاف ولا تهمهم الشواكيش حتي لو جاءت من جبل الرجاف .
وعندما يحل الربيع فإن الزهور تتفتح في حي ( الزهور صاحية وانت نايم ) حيث تصدح الموسيقي وكل زول يقول لحبيبته أنا بي روحي فيك مساهم يا جميل طبعاً إنت فاهم .
الطريف أن أحد التنابلة عندما دخل هذا الحي عن طريق الصدفة وسمع الأغنية والموسيقي ، ذهب إلي أقرب بنك ، وطلب أن يكون مساهماً في شركة الزهور صاحية ، ولأنه لا يعرف غير لغة المال والسفسفة لم يتخيل أن هنالك مساهمات معنوية وأحاسيس مشتركة ،ولم يقتنع برد مسؤولي البنك الذين حاولو إقناعه بأن تلك الشركة لا وجود لها ، ولا يزال السادن يحوم من بنك إلي صرافة ، آملاً في وثبة عن طريق الزرافة .
الميدان
برضو مافي زول علق !
يا أستاذ كمال كلام ملان بدون دغمسة