العلمانية و جوهر الدين و الرق و المسكوت عنه (5)

قلنا في الحلقة السابقة إن أعداء العلمانية يريدون دولة يتمتعون فيها بكل الحقوق و يصرخون لو طالب الآخر بمساواته معهم : ” انظر إن مساواة الآخر بي تنقص حقوقي و تؤثر في ممارستي الدينية ” و يرى أن من حقه أن يهين الآخر و أن يصفه بأبشع الأوصاف حتى يحس بأنه يعيش في دولة عادلة طاهرة ليست علمانية توفر له الفرص ليقول عن الآخر (نجس أو منحل أو حفيد القردة و الخنازير أو كافر حلال الدم) كما رأينا من خال الرئيس [نحتاج لدراسات في علم الاجتماع و علم النفس و ربما لعلوم أخرى لتفسر لنا مقدار العمى و الانحطاط الذي لا يشعر به صاحبه ، ربما تعميه مصالحه و المليارات التي نهبها من الرؤية] ، و على الآخر في تلك الدولة المباركة الطاهرة الرضا بقرار (الأغلبية) و يقبل بكل اللغة و دلالاتها التي تحط من قدره و الويل له إن كان غير مسلم و غير عربي و يزداد الويل إن كان أسودا و امرأة فإنه سيكون من أولئك الذين يجب ألا يعكروا تجانس المجتمع و يخلقوا (الدغمسة) حسب قول رئس يجسّد بؤس المعرفة و بلادة الحس لدرجة تجعله يقول عن ضحايا دار فور إنهم عشرة آلاف فقط !.. يا لها من (فقط) … قطعا هو رئيس نموذجي لمشروع فاشي يصنع ماضيا خياليا لفرض مشروعيته … ندرك عبر التاريخ الإسلامي أن المجتمع منذ عهد النبوة كان مقسما حسب المراتب كالتالي : مسلم و كافر (الكافر = ذمي من أهل الكتاب ، فلا وجود لكافر حينذاك سوى الذمي لأن غيره يُضرب عنقه) ، المسلمون ثلاثة أقسام : عربي و مولى و رقيق ، الرقيق قسمان : أبيض و أسود ، العرب قسمان : قرشي أو غير قرشي … و لا ننسى مراتب : رجل و امرأة . الأحاديث و المرويات و الشواهد التاريخية كثيرة تجل عن الحصر : فمن حيث مسلم و كافر لديك الحديث (…سمعت أبا جحيفة قال سألت عليا رضي الله عنه هل عندكم شيء مما ليس في القرآن فقال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهما يعطى رجل في كتابه وما في الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر) البخاري كتاب الديات ، و في المغني لابن قدامة أورد (المسلمون تتكافأ دماؤهم ، ويسعى بذمتهم أدناهم ، ولا يقتل مؤمن بكافر (. رواه الإمام أحمد وأبو داود .وفي لفظ ) : لا يقتل مسلم بكافر (. رواه البخاري ، وأبو داود . وعن علي رضي الله عنه قال : من السنة أن لا يقتل مسلم بكافر . رواه الإمام أحمد .ولأنه منقوص بالكفر ، فلا يقتل به المسلم . انتهى ما أورد ابن قدامة … أو قول سيدنا عمر بن الخطاب عن الذميين الذي أخرجه البيهقى (10/127) من طريق شعبة عن سماك بن حرب قال: سمعت عياض الأشعرى أن أبا موسى رضى الله عنه وفد إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنهما ومعه كاتب نصرانى , فأعجب عمر رضى الله عنه ما رأى من حفظه فقال: قل لكاتبك يقرأ لنا كتابا , قال: إنه نصرانى لا يدخل المسجد فانتهره عمر رضى الله عنه , وهم به , وقال: لا تكرموهم إذ أهانهم الله , ولا تدنوهم , إذ أقصاهم الله ولا تأتمنوهم إذ خونهم الله عز وجل ” قال الالباني إسناده صحيح… لذا فدية الذمي (الكافر) لا تساوي دية المسلم و لا تساوي دية المرأة دية الذكر أما العبد فلا دية له ، إذ يتم حساب تعويض سيده بقيمته أو قيمة عضوه المصاب (و تقيّم أعضاء الحر بقيمتها عند العبد للتعويض) … و من حيث تقسيم المسلمين لحر و مولى و عبد فقد أوردنا من الشواهد ما يكفي و سنضيف شواهد مهمة و تناولا أوفى عند تفصيل أمر الرق . أما من حيث التقسيم حسب اللون فقد أوردنا كيف ضرب القرآن المثل للعرب بلغتهم و دلالاتها من حيث البياض و السواد : ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( 106 )آل عمران ، و الأحاديث : خلق الله آدم من خلقه ، فضرب كتفه اليمنى ، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الدّر ، وضرب كتفه اليسرى ، فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم ، فقال للذي في يمينه : إلى الجنة ولا أبالي ، وقال للذي في كتفه اليسرى : إلى النار ولا أبالي . الراوي: أبو الدرداء خلاصة الدرجة: إسناده صحيح المحدث: الألباني المصدر: تخريج مشكاة المصابيح الصفحة أو الرقم: 115 ، و ورد باختلاف طفيف في الألفاظ : خلق الله آدم حين خلقه فضرب كتفه اليمنى ، فأخرج ذرية بيضاء كأنهم الدّر ، و ضرب كتفه اليسرى ، فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم ، فقال للذي في يمينه : إلى الجنة و لا أبالي ، و قال للذي في كتفه اليسرى ، إلى النار و لا أبالي . الراوي: أبو الدرداء خلاصة الدرجة: إسناده صحيح ، المحدث: الألباني المصدر: السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 49 … بعث الجنة بيض كالدر و بعث النار سود كالحمم … و ضَرْب المثل بما في مخيال المخاطبين : (اسمعوا وأطيعوا ، وإن استعمل عليكم عبد حبشي ، كأن رأسه زبيبة) كلها دلالات اللغة لكي يفهم العرب … سنرى (في حلقات قادمات) من المواقع العربية و خاصة الخليجية و بالأخص السعودية ، كيف أن هذه الدلالات راسخة و أنهم يستعملون كلمة عبد للإشارة للأسود (الثقافة المتوارثة) كما عندنا هنا ، لكن عندنا مضمرة لا يصرح بها في المنتديات أما عندهم فلا حياء . سيقول قائل : لكن كلمة عبد في الإسلام لا تعني أسود فقط ، صحيح ، لكن في اللغة يمكن إطلاق الجزء للدلالة على الكل كما درسنا في البلاغة و لأن ما تبقى من العبودية و استمر هو عبودية السود و اللغة ميراث و اصطلاح و لا تأتي من فراغ . أما العرب فهم إما قرشي أو غير قرشي فأحاديث الرسول (ص) تنبئنا بذلك ، أورد ابن حزم في أصول الأحكام الجزء الثاني : ” تعلموا من قريش ولا تعلموها ، وقدموا قريشا ولا تؤخروها ، فإن للقرشي قوة الرجلين من غير قريش. “… قيل للزهري ماعنى بذلك؟ قال: في نبل الرأي .” و أخرج الحاكم والطبراني عن أنس رضي الله عنه: ” حب قريش إيمان وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان وبغضهم كفر، فمن أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني . ” و في صحيح مسلم : ” الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم . ” و في كتاب الفضائل أيضا : ” جمع الرسول قريشا وقال: هل فيكم من غيركم؟ قالوا: لا إلا أبن أختنا ومولانا وحليفنا. فقال: أبن أختكم منكم ومولاكم منكم وحليفكم منكم، إن قريشا أهل صدق وأمانة ، فمن بغى لهم العواثر كبه الله على وجهه. ” و في نفس المرجع ورد أيضا: عن سعد بن أبي وقاص قال : إن رجلا قُتِل ، فقيل [عنه] للنبي (ص) فقال : ” أبعده الله ، إنه كان يبغض قريشاً .” وفي الصحيحين( الأئمة من قريش) . وأيضاً قال رسول الله (ص) لقريش :” إن هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته . ” وأيضاً : ” قريش أئمة العرب ، أبرارها أئمة أبرارها ، وفجارها أئمة فجارها .” . و قد كان النبي (ص) يرى رأي قريش في بعض المهن فقد أورد الإمام أحمد بن حنبل في مسنده حديثا للرسول (ص) يروي فيه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أعطى خالته غلاما، فقال: ” لا تجعليه، قصابا، ولا حجاما ولا صائغا .” و هي المهن المكروهة في قريش ، و ورد في سنن الترمزي : قال أبو هريرة : إن رسول الله (ص) قال : ” الملك في قريش ، والقضاء في الأنصار ، والأذان في الحبشة والسرعة في اليمن . ” و ورد في البخاري أن الرسول (ص) قال: ” لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي من الناس إلا إثنان . ” و قال يوم فتح مكة كما ورد في صحيح مسلم : ” لايقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم الى يوم القيامة. ” و روى البخاري في كتاب المناقب (مناقب قريش) : ” إن هذا الامر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين . ” و نعلم أن الله اصطفى قريشا فقد جاء في صحيح مسلم : ” إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم . ” … لعل هذا ما جعل الخليفة الوليد يشعر بالغيرة من بني هاشم فيقول :
لعبت بنو هاشم بالملك لعبا ….. فلا وحي جاء و لا ملك نزل
و كان (ص) يفاخر بجمال القرشيات ، فيوم فتح مكة في رواية عن يحي بن عبد الله بن الحارث قال : لما دخل رسول الله ( ص ) مكة يوم الفتح ، قال سعد بن عبادة : ما رأينا من نساء قريش ما يذكر عنهن من جمال ؟! فقال النبي ( ص ) : هل رأيت بنات أبي أمية بن المغيرة ؟ هل رأيت تربة ؟ هل رأيت هندا ؟ إنك رأيتهن و قد أُصبن بآبائهن ” .أي أنهن كن في حالة حزن ….. و نعلم أن العشرة المبشرين بالجنة كلهم من قريش ، و الخلفاء طبعا و الأمراء إلا ما ندر جريا على أن الشذوذ يثبت صحة القاعدة و ذلك حتى العصر العباسي الأول . أحكام الوقت في النظرة للمرأة فقد جاء بها القرآن لذلك العهد من أن الرجال قوامون على النساء يعرفون لهن الصواب و الخطأ و يؤدبوهن ( و اللائي تخافون نشوزهم …. فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن ..) و رأينا أن الضرب يجب ألا يكون كضرب العبد و في حديث يجب ألا يزيد عن عشرة أسواط … في عالم اليوم الضرب و لو كان بمسواك يمثل إهانة ، و لعل ما روي عن سيدنا عمر بن الخطاب ذو دلالة على مكانة المرأة حينذاك : أخرج ابن شبة في تاريخ المدينة: حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت، عن هلال بن أمية: أن عمر رضي الله عنه استعمل عياض بن غَنْم على الشام ، ..قال: فاندس إلى امرأة عمر رضي اللّه عنها وكان بينه وبينها قرابة، فقال: سلي أمير المؤمنين فيمَ وَجَد عليّ. فلما دخل عليها قالت: يا أمير المؤمنين فيم وجدت على عياض? قال: يا عدوة الله، وفيم أنت وهذا، ومتى كنتِ تدخلين بيني وبين المسلمين. إنما أنت لعبة يلعب بك، ثم تُتْرَكِين … و ذكر ابن سعد في (الطبقات ج8: 265): أن عاتكة بنت زيد، كانت تحت عبد الله بن أبي بكر، فمات عنها وأشترط عليها أن لا تتزوج بعده ، فتبتلت وجعلت لا تتزوج , وجعل الرجال يخطبونها، وجعلت تأبى فقال عمر لوليها، إذكرني لها فذكره لها فأبت عمر أيضاً، فقال عمر زوجنيها فزوجه إياها فأتاها عمر فدخل عليها فعاركها حتى غلبها على نفسها ….، فلما فرغ قال: أف أف أف أفف بها ثم خرج من عندها … و في كنز العمال إضافة : و تركها لا يأتيها , فأرسلت إليه مولاة لها أن تعال فإني سأتهيأ لك .. و قول سيدنا علي بن أبي طالب (علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه لهم أدب) السلسلة الصحيحة 1447 . أما الأحاديث فلا حصر لها و هي تكلمنا عن نساء ذلك العصر : (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ) رواه البخاري (4425)، ورواه النسائي في ” السنن ” (8/227) وبوب عليه النسائي بقوله : “النهي عن استعمال النساء في الحكم ” انتهى…. و روى الشيخان البخاري و مسلم (النساء ناقصات عقل و دين) … وجاء في صحيح البخاري ( استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. ) .. أعوج ما في الضلع أعلاه أي رأسها و المقصود عقلها ، و حديث المرأة شيطان إذا أقبلت ، و إذا أدبرت فقد روى مسلم في صحيحه (عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة فأتى امرأته زينب وهي تمعس منيئة لها فقضى حاجته ثم خرج إلى أصحابه فقال إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان فإذا أبصر أحدكم امرأة فليأت أهله فإن ذلك يرد ما في نفسه ) و تمعس معناها تدلك و المنيئة هي الجلد أول ما يوضع الدباغ أي تدلك في جلد في إناء الدباغ …
المقصود هو تبيان أن العصر الزاهر في ذهنية أهل (صحيح الدين) يختلف عن عصرنا الحالي تماما ، نتفهم ما كان عليه لكنه ليس كل ما يصلح له يصلح لعصرنا و لا يصح أبدا دعوتنا للرجوع إليه بالمطلق ، يصح دعوتنا لجوهره من الفضائل … و ما دمنا في صورة المرأة حينذاك فلنختم بشعر يبين نظرة المجتمع للمرأة المسبية منذ العهد النبوي :
ويقول الأسود بن قطبة – شاعر المسلمين آنذاك- توفي في 18هـ 639م:
وَلَيلى قَد سَبَيناها جِهاراً ……. وَأَروى بِنتَ موذِنَ في ضُروبِ
وَرَيحانُ الهَذيلِ قَدِ اِصطَفَينا…… …..وَقُلنا دونَكُم عَلقَ الذَنوبِ
ويقول أعشى همدان: وَإِلّا تَناوَلهُنَّ مِنكَ بِرَحمَةٍ …… يَكُنَّ سَبايا وَالبُعولَةُ أَعبُدا
وكلمات ابن المعتز التالية توضح لنا صورة الزوج والزوجة عند السبي:
فَكَم أَباحَ مِن حَريمٍ مَمنوع ……. وَكَم قَتيلٍ وَجَريحٍ مَصروع
وَكَم وَكَم مِن حُرَّةٍ حَواها ……… سَبِيَّةٍ وَزَوجُها يَراها
حواها أي واقعها ، يقول : يجامعها و زوجها يرى . و قال الفرزدق:
وذات حليل أنكحتها رماحنا …… حلال لمن يبنى بها لم تطلق
وقال أبو عمار:
هنيئاً ببكر في الفتوح نكحتها …… وما قبضت غير المنية في النقد
وكذلك قال ابن خطيب سوسة:
أنكحتها بكرا وما أمهرتها…… إلا قنا و صوارما و فوارسا
يقول الكاتب حكيم الليبي في مقالته تلاشي الأوهام وتهاوي الأصنام “من المعلوم في الجاهلية أن العرب كانوا يتحرجون من مواقعة السبايا إذا كن ذوات أزواج عسى أن يفديهن أزواجهن أو أبناؤهن من الأسر قبل أن تنتهك أعراضهن، وخوفاً من أن يكن قد علقن شيئأ من أزواجهن” …انتهى ، لكن الآيات الواردة في سبايا أوطاس انهت ذلك الحرج .
لعله من الشيزوفرينيا أن يجلد المتاسلمون لابسة البنطلون و لا يرون حرجا في لباس الأمة التي يمكن أن تسير كاشفة الصدر ، فعورة الأمة من السرة للركبة كما سنرى عندما نناقش أمر المرأة و الحجاب .
ماذا سيقول رواة الحديث يوم الموقف العظيم ؟ ماذا سيقول البخارى ؟ ماذا سيقول السلفيون ؟ ماذا سيقول المسلمون من اهل السنه الذين يعلون الحديث اذا ما خالف نصوص القرآن ؟ ماذا سيقول الذين تركوا آيات الله وآمنوا (بآيات )البخارى ؟ حديث جرى بين عمر وزوجته فكيف سمع وكيف نقل وكيف كتب يابخارى ؟ الرسول الكريم حارب قريشا وآخى بلالا الحبشى وقربه اليه فى اشارة لتساوى الناس فى الاسلام .وكيف يفاخر الرسول الكريم بجمال القرشيات وهو من قال فيه ربه ( وانك لعلى خلق عظيم ) اى حديث يخالف هذه الاية ويطعن فى خلق الرسول( ص ) حتى لو رواه البخارى او غيره فهو حديث كاذب وليتبوأ راويه وناقله وكاتبه والمتحدث به مكانه فى نار جهنم .شكرا لك اخى سرحان وننتظر المزيد فى فضح البخارى ..
قبل الخوض معك يا سيادة الكاتب في اي تفاصيل، وحتى تعم الفائدة، فقد لخصت مقالك بقولك عن عصر صحيح الدين (ليس كل ما يصلح له يصلح لعصرنا و لا يصح أبدا دعوتنا للرجوع إليه بالمطلق ، يصح دعوتنا لجوهره من الفضائل)، ومن الواضح من السرد بمقالك بان قاعدتك هذه تشمل الاخذ من ايات القران والاحاديت حيث ان العديد منها مما ورد بمقالك لا يصلح ولا تصح الدعوة اليه.
فاذا فترضنا اننا اقتنعنا بكل ما قلت، فانك لم تعطنا خلاصة ما تدعو اليه في قولك (يصح دعوتنا لجوهره من الفضائل)، وحتى يكون المقال قد قدم حل المشكلة التي استرسلت في شرحها فالسؤال هو:
اين نجد جوهر الدين من الفضائل؟
وارجو الاجابة بصورة واضحة وليس من شاكلة كل ما يتماشى مع حقوق الانسان، فطالما انك قد حددت ما يجب الرجوع اليه في الدين (جوهره) وما يجب تركه ولا يصح الدعوة عليه، فلا بد بانك على علم بمصدر هذا الجوهر الذي تتحدث عنه. فارجو افادة عدم المطلعين امثالي حيث انني وفقاً لما اعرف فإن القرآن والسنة هي مصدر جوهر الدين، ومن الواضح ان تصوري هذا خاطئ بعد قراءة مقالك و طريقة تناولك في سياق المقال للايات والاحاديث (ساترك موضوع خلط الاحاديث والاثار وغيره لتعليق آخر).
وارجو من الاخوة العلمانيين افادتنا إن كانت هذه هي العلمانية في نظرهم؟ وارجو ان لا يقول لي احدهم ان هذا المقال الذي بداء بوصف “أعداء العلمانية” لا علاقة له بالعمانية بعد وان الحديث عنها سيأتي لاحقاً في السلسلة.
(1) لا أدرى لِم تُورِد هذه الاية ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ( 106 )آل عمران
على أنها تقليلٌ وتحقير للون الاسود. يرحمك الّله ، الام يصيرُ لونُ الخشبِ بعد طرحهِ فى النارِ و ما لونُ الطعامِ ان نسيته على النار و أحترق! أيضاً اقرأ ان شئت قوله تعالى (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (33)) لتعلم بيان القرآن فى الالوان فالعرب القحة كانت تقول على الابل شديدة السواد صُفرا!
أرى الكاتب تحول من وصف العلمانية الى هجوم على الاسلام و الغريب في هذا الشخص أنه عندما تذكر له اقوال ائمة العلمانية يرد بأن هذه الاقوال لا تلزمه و هذا يعني من الناجية الموضوعية ان للكاتب طريقا ءاخر غير العلمانية فلماذا لا يبين لنا هذا الطريق ؟
هل يحب الكاتب الطرق الظلامية ؟اذا كان امره كذلك فهذا لا يتناسب مع منبر عام غرضه الوضوح و الاقناع و ليس المراوغة و الخداع
كمثال فقط أورد الكاتب نصا نقله من مقال لسيد القمني موجود في موقع الحوار المتمدن و لم يورد تخريج النص و لم يعزه الى اي كتاب تماما كما فعل القمني
(( قال سعد بن عبادة : ما رأينا من نساء قريش ما يذكر عنهن من جمال ؟! فقال النبي ( ص ) : هل رأيت بنات أبي أمية بن المغيرة ؟ ))
و اذا قرأت الحديث المذكور ستجد انه وؤد ضمن شرح لحديث ءاخر من دون سند و يتضح من ايراد الكاتب ان قصد الكاتب التشويه و ليس التوجيه فهو يختار الامور غير المعروفة للكثير و و يقدم لها بما يوهم القارئ من قبيل قوله و بئس ما قال (( و كان (ص) يفاخر بجمال القرشيات ، فيوم فتح مكة في رواية … ))
الحديث من موطأ مالك هو ” حدثني يحيى عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها خطبت على عبد الرحمن بن أبي بكر قريبة بنت أبي أمية فزوجوه ثم إنهم عتبوا على عبد الرحمن وقالوا ما زوجنا إلا عائشة فأرسلت عائشة إلى عبد الرحمن فذكرت ذلك له فجعل أمر قريبة بيدها فاختارت زوجها فلم يكن ذلك طلاقا
– شرح الحديث :
” مالك ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن ) عمته ( عائشة أم المؤمنين أنها خطبت على ) أي لأخيها ( عبد الرحمن بن أبي بكر ) الصديق ( قريبة ) بفتح القاف وكسر الراء وسكون التحتية وموحدة فتاء تأنيث ، ويقال بالتصغير ، بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية الصحابية ، أخت أم سلمة أم المؤمنين ، وكانت موصوفة بالجمال ، روى عمر بن شيبة : لما فتحت مكة قال سعد بن عبادة : ما رأينا من نساء قريش ما كان يذكر من جمالهن ، فقال – صلى الله عليه وسلم – : هل رأيت بنات أبي أمية ؟ هل رأيت قريبة ؟ ( فزوجوه ) وولدت له عبد الله وأم حكيم وحفصة ، ذكره ابن سعد ( ثم إنهم عتبوا ) أي وجدوا ( على عبد الرحمن ) في أمر فعله ، وكان في خلقه شدة ( وقالوا : ما زوجنا إلا عائشة ) أي إنما وثقنا بفضلها وحسن خلقها ، وأنها لا ترضى لنا بأذى ولا إضرار في وليتنا ( فأرسلت عائشة إلى عبد الرحمن فذكرت ذلك له ، فجعل أمر قريبة بيدها ، فاختارت زوجها فلم يكن ذلك طلاقا ) ولابن سعد بسند صحيح عن ابن أبي مليكة قال : تزوج عبد الرحمن قريبة أخت أم سلمة ، وكان في خلقه شدة ، فقالت له يوما : أما والله لقد حذرتك ؟ قال : فأمرك بيدك ، فقالت : لا أختار على ابن الصديق أحدا ، فأقام عليها .”
سؤالى لك اخى سرحان هو بعد كل هذا الذى قلت عن الاسلام ونبى الاسلام صلى الله عليه وسلم لماذا يخرج علينا رجل مثا مايكل هارت ليقول لنا ان اعظم شخصية فل العالم من بين مئة شخصية اثرا فى تأريخ البشرية (محمد بن عبدالله) صلى الله عليه وسلم
Michael Hart:The Hundred
ثم يخرج علينا موريس بوكاى ليقول لنا ان القرآن لا يخالف العلم الحديث فى اشاراته
Maurice Bauchaille:The Quraan,the Bible and Science
اما حديثك عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه فدونك(العهدة العمرية لأهل ايليا(لبقدس) عندا ذهب اليهم يوم فتحها) ودونك ايضا حكمه فى (محمد بن عمر بن العاص عندما اعتدى على القبطى) ولم تزل وقولة عمر بن الخطاب(متى استعبدم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا تتكرر فى كل كتابات الفلاسفة).
أرجوك يا اخى الا تخلط الأمور فانت كما انا وكما سائر المسلمين فى السودان نعلم تماما (ان الانقاذ واهلهالا صلة لهم بالاسلامولا يمثلون الاسلام فى شىء.
هل انت متأكد من روايتك عن (عاتكة بنت زيد) هذه يا أخى؟
وهل لك ان تدقق غى ما ذكره ابن سعد ةتشير اليه(8-265) اذ لا يرد ذلك ولكن ورد ذكر عاتكة غى موقع آخر من الكتاب ولم ترد هذه القصة وانها بعد وفاة عبدالله بن ابى بكر فى غزوة الطائف تزوجت عمر بن الخطاب ولم تكن مكرهة على ذلك وهو ابن عمها ثن انها ردت ارض عبدالله بن ابى بكر لأهلهاولما مات عمرتزوجت الزبير بن العوام.
عاتكة التى تقول لعمر(اتمنعنى عن الذهاب الى السجد ورسول الله صلى الله عليه وسلن يقول لا تمنعوا اماء الله مساجد الله؟) وتناظره فى كل امر.
وروايه ابن سعد هذه لم ترد فى كتب السيرة الأخرى والكتور احمد صبحى منصور يشير اليها ولكنه يتحرز بقوله(على حد قول ابن سعد) لأن ابن سعد هو الحيد الذى اورد هذه القصة؟
ولكننا نجد فى شعرها فى رثاء عمر نا يدل على حب ووفاء عميقين لا يمكن ان يصدراعن امرأة تم اكراهها على الزواج(ونعتت باقول قبيحة كالتى اوردها الكاتب).
أخى سرحان اراك تشير الى الآية الكريمة(يوم تبيض وجوه وتسود وجوه الخ…) لتدلل على تقسيم الناس لابيض واسودوتزيد فى ذلك (الى رواية لم تقدن لنا سندا عنها عن ضرب آدم فى كتغه اليمنى ثم كتفه اليسرى فاما البيض فالى الجنة واما السود فالى النار…
يا أخى اتقى الله فى نفسك اولا..الاشارة هنا الى يوم لم يأتى بعدوان الاشارة هنا لمن تبيض وجوههم بايمانهم ومن تسود وجوههم بكفرهم بالله …الاشارة الى اليوم الآخر .والتقسيم بين المؤمن والكافر.
سبحان الله يا أخى ما معنى كلمة(آدم) اليست من اديم وهى تغنى عن الشرح ان آدم نفسه لم يكن ابيضا وان العلم الذى تتشدق به هو الذى يشير الى ان اول انسان كان فى افريقيا بلاد السود؟ان اردت العلم.
دعوكم من هذا الإسم المزيف المأخوذ منالمذيع السوداني السابق في لندن ماجد سرحان.. أراكم تردونعليه بما يحقق مآربه ليس إلا ..
اقول قولي لكم ان هناك معضلة عند فقهاء الاسلام وهي أنهم أقل الناس سعة فكر وفهم للدين نفسه وللغة ولطبيعة الأشياء والناس.. انهم حفظة للنصوص ومنغلقون ولكن هل هذا آخر المطاف ؟؟؟ لا .. الحل بنظري استعداد الفقهاء اولئك لفهم أكبر واستعانتهم بمتخصصين في مختلف نواحي الحياة لازالة كل لبس وتخبط الحقوه بالاسلام .. هم بحقظهم والخبراء بمعرفتهم للغات والعلوم والفنون طبائع البشر وتاريخ السلالات البشرية والجيولوجيا والكيميا والفيزيا والأحياء ..
لا ندعو لشتم الفقهاء ولكن لا نقبل بتقديسهم واعلاء كلمتهم على العقل والمنطق وبل بعض آيات وأحاديث الاسلام نفسه..
عمر السيدة عائشة مثالا لحوجة العلماء الى فهم اكير وربط اوسع للروايات ببعضها فقد ثبت انه كونه 9 سنين امر يقبل الشك اي عند زواجها بالنبي (ص)..وهناك رواية عن عمر السيدة خديجة منطقها يخالف المروي عنها .. والكثير الكثير ..
ادعو الناس لفهم آخر للاسلام ينزهه عن التخبط ويرمي اللوم على الرواة بمافيهم البخاري ومسلم وابن القيم وابن تيمية وحتى حسن الترابي.. لان اعلاء مباديء الاسلام على افكار البشر هو الافضل ببساطة لان اعلاء افكار البشر وممارساتهم على مباديء الاسلام يحمل الاسلام اوزار هو بريء منها ..
الجميع يعلم ان تدوين القرءان حدث بعد زمن ليس بالقصير من نزوله ليس التدوين الفوري الذي للتعلم والتعليم بل التجميع العثماني.. وكذلك الحديث بعد زمن يقرب من الثلاث قرون من وفاة الرسول اي امكانيةصنع وتاليف غير عادية وفقدان حتى .. لا احد ينكر ان الرسول (ص ) لا جمع القرءان دفعة واحدة ولا امر بجمعه ولا الحديث بل اكاد اقول انه نهى عن كتابة الحديث وخرجوا علينا بتبريرات انه كان خشية الاحتلاط مع القرءان ؟؟؟!!!! اذا الخطأ والفقدان والاضافة امر اكثر من وارد .. والمحرج هو رمي اللوم على البشر لا على المباديء الكبرى .. ان ان التراجع عن تفسير اية او حديث او حتى التراجع عن اعتراف بحديث ما هو من اجل الكلية الاسلامية لا جزئية شخصية البحاري او مسلم او حتى تصرفات الصخابة في الاقتتال من الذي أمات الآلف من امة الاسلام في وقت كان عددهم اقل من اليوم بل مع معرفة دخول امراة النار في هرة فما بالك بالبشر اخطاء الصحابة لا يجب تحميلها في عنق الاسلام ابدا..
ولا يحب علينا ان ننتظر العلمانيين ليقولو لنا كذا وكذا او الملحدين او المسيحيين الاولى سد الباب امامهم ببمارسة فاضلة للاسلام ومراجعة شاملة مستفيضة تتسم بالاجماع والنقاش العاصف استفادة من وسائل اتصال تجمع شخصا من كل دولة في اجتماع واحد وكل في دوليته لو لزم الامر..
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
غريب جدا من المتاجرين بالدين
فعندما تشير لهم ماتفعل الانقاذ والاخوان المسلمون يقولون ان هذا ليس الاسلام
فترجع بهم الى التاريخ المعاصر الى المهديه ومن ادعى انه المهدى المنتظر وخليفته الجائر
فيقولون كذلك هذا ليس الاسلام
ومن قبل المهديه كانت التركيه وهى اخر الخلافه الاسلاميه التى فرضت الدقنيه على اهلنا
وايضا هذا ليس الاسلام
فتزكرهم بمجون الامويين والعباسيين فيقولون لك انسى كل ذلك وتذكر عهد الرسول ودولة المدينه والتى يا اخوتى لم تكرر حتى بعد 1500 سنه ولا تعيش الا فى مخيلت المتوهمين
وهم يرون من حولهم دولة الحداثه والمؤسسات فينكرونها ويصفونها بالقبح ما هذا المرض وما هذا الخبال هؤلاء ليسو جديرون بالالتفات اليهم والله
وهذا المدعى الاسلام مادام قلت ان من يحكمون اليوم ظالمون وجائرون فلما لا تستخدم معتقداتك وتاتى لتجاهد فيهم بدلا ان عن امتلاكك للشركات فى بلاد المشركيين
يا ايها الافاكيين
على حضرة الكاتب ان يفهم الكتب و الاسفار التي يدعي أنه قرأها قبل ان يقدم على الهجوم فالعلم في الرأس و ليس في القرطاس
أولا: بالنسبة لحديث ( لا يقتل مسلم او مؤمن بكافر) على الرغم من ان الحنفية خالفوا ذلك فقالوا : يقتل المسلم بالذمي إذا قتله بغير استحقاق ولا يقتل بالمستأمن , الا أننا مع الاخذ به ( و هذا اختيار الجمهور) علينا ان نوضح النقاط التالية:
1.المقصود بالقتل هنا هو القتل قصاصا و ليس حدا و من المعروف أن القتل قصاصا من حق اهل الدم أي عصبة القتيل و ليس من حق الحكومة أي أنه حق خاص و ليس عاما و قد أوجب مالك قتل المسلم بكافر اذا كان قطعا للطريق و هذا طبعا من الحرابة التي فيها حد . و بما ان القصاص حق خاص فهو اشبه بقوانين الاحوال الشخصية التي حتى في الدول التي تطبق القوانين الوضعية يرجع فيها الى دين الشخص
2.لم يسأل سرحان نفسه عن معاملة الكفار في ذلك الوقت لمن يقتل مسلما في ديارهم , هل كانوا يقتلونه لأنه قتل مسلما؟
بل الادهى من ذلك لم يسأل سرحان نفسه عن العقاب الذي يواجهه القاتل لذلك اقتيل غير المسلم في البلاد التي تعمل بالقوانين الوضعية اليوم , حيث ان هناك دولا تمنع عقوبة الاعدام من الاساس و كثير من الدول لا تحكم بالإعدام الا في حالات معينة من جرائم القتل
يتحدث سرحان عن المساواة و لكن لو كانت المساواة بالطريقة التي يريدها سرحان لما انتظر و جري حامل جواز السفر السوداني او من الدول الفقيرة شهورا للحصول على تأشيرة دخول للدول (العلمانية الناجحة) بينما يحصل مواطنو تلك الدول على التأشيرة بكل يسر و سهولة. أيضا ماذا عن المساواة في مجلس الامن بين الدول الدائمة العضوية و بقية الدول الكومبارس من البروليتاريا.!!
3.هل يريد سرحان ان يقتل المسلمون مسلما بكافر ثم اذا قتل مسلم في ديارهم ( أي الكفار ) لم يقتلوا قاتله لأن قانونهم لا يجيز ذلك؟ و بالطبع علينا احترام القانون , أليس كذلك؟
ثانيا : مسألة الدية هي أنها تعويض لذوي الفقيد و ليست قيمة لذلك الفقيد , اذا ينظر في الدية التعويض المادي فقط و ليس المعنوي فكثير من الناس لن يقبل بأموال العالم كله مقابل فقدان عزيز له و لكن ما حدث كتبه الله و علينا معالجة آثار ذلك مما نستطيع من الامور
ثالثا : مسألة الموالي و الرقيق : قد تحدثنا كثيرا عن الرق حتى في سلسلة هذه المقالات مما يغني عن الاعادة و من المعروف ان الفرس بعد حوالي جيلين من فتح بلاد فارس تقلدوا المناصب العليا في الدولة بل كانوا أقوى من كثير من العرب و أعتقد أنه حتى اليوم يحتاج ابناء المهاجرين الجدد الى جيلين تقريبا لكي تصل نسبة معتبرة منهم الى المناصب العليا , فالمسألة اجتماعية و ظاهرة بشرية
أما مشكلة الرقيق الاسود فللأسف , ساهم النخاسة السود في الخمسة قرون الاخيرة بنصيب وافر منها فلنلم أنفسنا أولا
رابعا: الاحاديث التي أورها الكاتب في فضل قريش أغلبها في الجامع الصغير للسيوطي و صححها الالباني رحمه الله و هناك أحاديث أخرى وردت في فضل قبائل عربية أخرى و في فضل الفرس و في فضل بلاد الشام وهناك اثار وردت في فضل الروم .
عموما الحديث المتعلق ب ( الائمة من قريش) اعتبره كثير من العلماء خبرا و ليس حكما و اذا نظرنا الى واقع الامة بعد وفاته صلى الله عليه و سلم لرأينا أن المؤهلين لتولي الخلافة او الحكم بعده هم أصحابه الاوائل الذين بنوا معه الدولة و هم اما من المهاجرين و جلهم من قريش او من الانصار أي الاوس و الخزرج و لكن لقريش في مجال الحكم ميزة على الخزرج حيث أن أغلب العرب عندئذ -و هم من حديثي العهد بالإسلام و بعضهم لم يسلم بعد – كانوا حينها يعرفون لقريش فضلهم و ريادتهم بسبب الحج و تجارة قريش و لذا كان من المنطقي ان يتولوا امور الحكم وقد راينا فيما بعد كيف تغيرت الامور الى ان جاء فيما بعد الاتراك و حكموا العالم الاسلامي بعربه و عجمه
أخيرا : ما الهدف من استهدافات سرحان ؟ و ما الفائدة من سهامه الخطيرة هذه و مشكلتنا الان في السودان ليست الدولة الدينية و لا حتى ( رجال ) الدين , بل ان مشكلتنا في السودان هي ان الكيزان و غيرهم من الحيران ( الامة و الاتحادي) يطلقون شعارات دينية و يعملون بما يخالفها و الغريب في الامر ان الرفيق سرحان يشترك معهم في نفس الداء و لكن بأعراض مختلفة فهو عندما تورد له من اقوال العلمانيين ما لا يعجبه يتنصل عن تلك الاقوال مع أن عنوان مقاله هو العلمانية!!!
مشكلة النخبة عندنا هي في الصدق و المصداقية و غياب الروح الوطنية
و أتمنى ,أتمنى الا تكون مشكلة النخبة عندنا في السودان مشكلة أخلاقية