في بلادي الابداع هو المعاناة

قبل ايام خلت انتشرت صورة في صفحات الفيس بوك وتناقلها الناشطون عبر الوتساب تظهر في الصورة الممثلة القديرة فائزة عمسيب وهي تنتعل (سفجنة) وبجانبها حقيبة وهي تجلس امام احدى البوابات في مشهد بائس اتضح لاحقا ان الصورة يرجع تأريخها للعام ٢٠٠٤م في البوابة الداخلية للمسرح القومي وليس كما قال الناشطون انها للاستاذة فائزة بعد طردها من دارها مهما يكن من امر فإن حال الاستاذة فائزة عمسيب وكثير من المبدعين السودانيين ليست بأي حال من الاحوال افضل من تلك الصورة فالاستاذة فائزة ظلت مريضة لفترة طويل تحتاج لعملية في الخارج ولكن كيف السبيل وجميعنا شهد الماسأة الانسانية التى عاشها الفنان بهنس الى وفاته متجمدا في احدى شواراع القاهرة ذات امسية من امسيات الشتاء القارسة ولنعلم ان شاعرا مثل عوض جبريل احد كبار شعراء الاغنية السودانية صاحب اغنية (ماتهتموا للايام) لترباس عاني اشد المعاناة في حياته ولم يهتم به احد حتى وفاته ومازالت اسرته تتنقل من بيت ايجار لاخر ونعود للمجتمع الدرامي مرة اخرى من خلال قصة معاناة اخرى بطلتها هذه المرة الرائدة الدرامية فتحية محمد احمد التي تعاني من ظلم ذوي القربى وتتحسر على عمرها الذي افنته في الفن ولم تجني من خلفه الى النكد من امثلة ذلك الفنان القامة مصطفى سيد احمد الذي حاربته الدولة بسبب توجهها المعلن ليتألم وحيدا في الدوحة حتى وفاته وايضا شاعر الشعب محجوب شريف الذي يعاني من المرض منذ فترة وظل يتحرك بعون الخيرين من غير ان تلتفت له الدولة ممثلة في وزارة الثقافة وفي احدى الاحياء الشعبية بمدينة الدار البيضاء يرقد جسد نحيل اعياه المرض والكبر انه شاعر افريقيا الاول محمد مفتاح الفيتوري الذي يعيش ظروفا مأساوية بصحبة زوجته حيث تم سحب الجوز الليبي الذي منحه له القذافي بعد الثورة الليبية وكان قد تم تجريده من جنسيته السودانية بعد مساندته لانقلاب يوليو ١٩٧١م ابان حكومة مايو اي انه الان بلا اوراق ثبوتية وهو ذلك الشاعر صاحب القصائد التي الهبت افريقيا كلها في فترة من الفترات مثل (اصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باق) و (قلبي على وطني) وغيرها من القصائد الثورية
عموما هذا حال مبدعي بلادي فماذا ننتظر من دولة وحكومة تعامل مبدعيها بهكذا معاملة!!؟
[email][email protected][/email]
في بلادي ياصديقي محمد عبدالسلام تكون قد اخطات في حقك وحق اسرتك اذا اصبحت مبدع لان المبدعين في يموتون يوميا الف مره رحيل بهنس بهذا الشكل الماساوي لم يكن الاخير في الطريق عدد محترم من المبدعين سوف يرحلون بشكل اسوا علي سبيل المثال خالد محسن حاتم فان جوخ
حكومة الانقاذ لا تهمها قضايا المواطن السوداني ، ناهيك عن المجتمع الفني التي انهكته البؤوس وحتي ساد انطباع في اذهان الناس حول انها مجتمع مفقر لمن يولوجون لها ، الأنقاذ تولي اهميتها لمن يولون له الطاعة والأذعان ،لكي تضمن استمراريتها من بساط هولاء .
والوسط الفني في السودان ، فقير بالموارد والميزانيات وحتي فقير في شح المادة الفنية التي تقدم للناس ، وما يتم نشرها وبثها لا جديد عليها سو ترف واعادة لأنتاج ازمنة ساحقة ومفترضة المسمية جازما ” بالحقيبة” او الحقب الزمني التي تعود بواكيرها للسبعينات .