مكالمة هاتفية تخيلية بين غندور وشخص مجهول بموجبها تم فض المفاوضات !

بسم الله وبسم الوطن

في اليوم الثالث من مفاوضات الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني في العاصمة الاْثيوبية اْديس اْبابا , دعت الحركة الشعبية في ورقتها التي سلمتها الي وفد المؤتمر الوطني والوسطاء الدوليين , دعت الي تشكيل ثلاثة لجان تعمل في الترتيبات الاْمنية والسياسية والاْنسانية , وطالبت اْيضاً بوقف فوري لإطلاق النار لتسهيل عملية وصول المساعدات الاْنسانية الي المتضررين من الحرب في منطقتي جبال النوبة والنيل الاْزرق , وشددت اْيضاً الحركة الشعبية عبر ورقتها بضرورة إزالة ومسح كل القوانين المقيدة للحريات .. ومعالجة قضايا المنطقتين بصورة موضوعية يضمن لهما اْقتسام حقيقي للثروة والسلطة , وطالبت اْيضاً في ذات الوقت بتشكيل حكومة إنتقالية تشارك فيها كل القوي السياسية وتكون عمرها عامين وبعدها تجري اْنتخابات حرة , نزيهة , شفافة تحت راقابة المجتمع الدولي .
هذه المطالب المنطقية رفضتها وفد المؤتمر الوطني بشدة اثناء سير المباحاثات المباشرة بين الطرفين التي استمرت النقاش حولها اْكثر من ثلاثة ساعات متواصلة , وعند شعور وفد المؤتمر الوطني برئاسة البروفيسور ابراهيم غندور بعدم قدرتهم علي الرد علي هذه المطالب , طلبوا رفع الجلسة لمدة نصف ساعة بحجة إنهم يريدون ادء فريضة الصلاة .. اْستغل (غندور ) هذه الفرصة واْجري خلالها مكالمة تليفونية مع شخص مجهول الهوية علي هذا النحو .
غندور :
_ اْلو .. مرحب سعادتك كيف اْحوالك ؟
شخص مجهول :
_ مرحب بك بروف غندور.. نحن بخير والحمدالله المهم اْنتم كيف تسير الاْمور لديكم في اْديس ابابا ؟
غندور :
_ والله سعادتك قبل الدخول في المفاوضات المباشرة , اْلتقيت بالسيد عرمان واْجريت معه حديث جانبي تبادلان خلاله الاْحضان والاْبتسامات واْكد لي إنهم جاءوا الي اديس اْبابا بقلب رحب واْيادي بيضاء من غير سوء لتحقيق سلام في البلاد .
شخص مجهول :
_ تمام.. اْها وماذا حصل بعد ذلك ؟
غندور :
_ سعادتك.. في الجلسة الاْولي والثانية كانت العملية تسير بصورة رائعة حسب الخطة التي رسمتها لي لقد اْستطعت ان اْكسب ود عرمان وجقود مكوار بالكلام المعسول واْبديت لهم نيتنا الوهمية في صناعة تغيير حقيقي في البلاد وقلت لهم يا جماعة نحن كلنا سودنيون لابد اْن نجلس في الاْرض هذه المرة لحلحلت جميع قضيانا بالود والترحاب , ثم سردت لهم جزء من خطابك الجميل الذي اْلقيته للاْمة منذ اْيام , لكن !
هنا صمت غندور قليلاً ثم اْستطرد حديثه قائلاً :
_ لكن عرمان ده شكله كده الخطة لم تسري فيه رغم انني ضحكت معه اْكثر من خمسة مرات يا سعادتك .. سعادتك : هل تعلم ماذا قال عرمان لوسائل الاْعلام بعد الجلسة الثانية ؟
شخص مجهول وقد بدء عليه علامات القلق :
_ ماذا قال هذا العلماني العميل ؟
غندور :
_ تصدق يا سعادتك لقد قال لوسائل الاْعلام اننا في المؤتمر الوطني نلبس ثوب التغير ويجب علينا اْن لا نبيع المويه في حارة السقايين .. من خلال هذا التصريح يؤكد لك ان هذا الرجل ليس بالسهل خداعه ومراوغته بل اْنا اعتقد إنه يجيد المرواغة .
شخص مجهول :
_ اْنني اعرف عرمان تماماً قبل دخولك في المؤتمر الوطني .. إنه شخصية عنيدة وصعبة التحايل عليه لكن ما يثير اْهتمامي وفضولي لماذا هو متمسك بجلب حقوق هؤلاء المتمردين اعداء الدين والوطن .. اْنت عارف يا غندور لو عرمان هذا ترك هؤلاء المتمردين وجاء الي الخرطوم , انا مستعد اْجعله كبير مساعدي الرئيس . ثم ضحك الشخص المجهول كاْنه يسخر من هذا المنصب ثم قال لغندور ماذا لديك هل توصلتم الي تسوية بشاْن المنطقتين ؟
غندور بصوت مضطرب :
_ سعادتك هذا سبب اْتصالي بك . لقد فاجاْنا عرمان بجملة من القضايا اْذا قبلنا باْي واحدة منها تكون هذه نهاية المؤتمر الوطني في الحكم !
شخص مجهول :
_ قضايا مثل ماذا فاجاءكم بها هذا الروبيضة عرمان تحدث يا غندور لقد بداْت اْقلق.
رد غندور ووجهه مكفهراً من قلق الشخص المجهول :
_ لقد قال عرمان في ورقتهم لابد من وقف العمليات العسكرية فوراً في جبال النوبة والنيل الاْزرق وفتح ممرات اْمنة لدخول الاْحتياجات الانسانية للمتضررين من الحرب , وقال ايضاً يجب إزالة كل القوانين المقيدة للحريات , سيادتك الرجل فرط في الطلبات وذهب الي اْبعد ماكنا نتصوره , لقد طلب ضرورة تقسيم السلطة والثروة وقال لازم تكون بصورة حقيقية , والاْغرب من هذا كله اْنه طالب بتشكيل حكومة انتقالية مدتها عامين ووضع لها شروط باْن تكون هذه الحكومة بمشاركة جميع القوي السياسية وهذا معناه تاْجيل الاْنتخابات القادمة .. الرجل فاكر نفسه (مانديلا السودان ) عايز يوقف الحرب في جبال النوبة والنيل الاْزرق وفي نفس الوقت يريد مننا اْن نتقاسم مع هؤلاء المتمردين العملاء السلطة والثروة انه شخصية غريبة سيادتك , سيادتك ماذا اْرد لهم عندما نستاْنف الحوار بعد قليل ؟!
رد الشخص المجهول وبدء كاْنه منزعجاً من هذه الطلبات :
اْسمع يا غندور , هذه الطلبات والاْشتراطات طلبوها الجنوبيين من قبل ورفضناها بشدة وسهلنا لهم عملية الاْنفصال السلسل حتي لا يشاركوننا في السلطة والثروة ياْتي هذا الشخص ويطالب به مرة اْخري والله لو جبال النوبة تنفصل والنيل الاْزرق يروح الي الجحيم لنا نقبل منهم هذه الطلبات .. هل تعلم ان هذه الطلبات تعني نهاية حكم (اْولاد البلد ) ويحل محله حكم (شذاذ الاْفاق ) نحن يا غندور جدودنا زمان وصونا علي الوطن ولن نتركه لهؤلاء الاْفاكين الاْنجاس اْصدقاء اليهود والنصاري .. اْسمع يا غندر عندما تستاْنفون المفاوضات شدد علي قضية المنطقتين فقط وقل لهم اْنا لم يخول لي الحديث عن قضايا السودان كله , واذا اْستمروا في طلباتهم المستحيلة دي اْرفع الجلسة وخلي الوسطاء يتدخلوا ونتظر ماذا سوف يقول الوسيط تمام ؟!
غندور وقد بدء عليه علامة الراحة من هذا الحديث :
_ تمام سيادتك وهذا ما كنت اْفكر فيه لكن قلت لازم اْشاورك لاْن الله سبحانه وتعالي قال ( اْجعلوا الشوري بينكم )
عزيزي القارئ هل تستطيع معرفة الشخص المجهول الذي هاتفه البروفيسور ابراهيم غندور ؟!

[email][email protected][/email]