هل تم رفض زيارة وزير خارجية السودان لمصر؟؟

هذه الزيارة كان معلنا لها التاسع أو العاشر من فبراير الجارى ،والتى جاء اعلانها مؤاقتا لزيارة وزير الدفاع السودانى فى مطلع هذا الشهر،الزيارة التى لم تخرج عن المألوف أو تأتى بجديد رغم ما سبقها من ضجيج فى لغز العلاقات بين البلدين ،وهى لن تكون الزيارة الأولى أو الأخيرة بالنسبة للمسئولين السودانيين من رئيس الجمهورية الذى تعددت زياراته وتكررت لمبارك ،ومرة لمرسى مرورا بوزرائه حتى أصغر مسئوليه،وجميع هذه الزيارات لم تحرز تقدما لصالح السودان فى علاقته مع الشقيقة مصر،بل كل هذه الزيارات تصب فى صالح الجانب المصرى على جميع المستويات ولايجنى الجانب السودانى الذى تمثله هذه الحكومة والتى ينطبق عليها تعليق أحد الأشخاص على زيارة وزير الدفاع السودانى مؤخرا لمصر(كعادة الانهزاميين يذهبون الى مصر التى تحتل حلايب لكنهم ينخدعون بكلمات عفى عليها الزمن وسمعناها مرارا من المصريين من قبيل نحن ولاد حته واحدة ونيل واحد والسودان جزء من منظومة العرب والي اخره) غير تقديم مزيد من التنازلات ولعل أهمها فى زيارة وزير دفاع السودان الى نظيره المصرى هى التعهد والتملص من أخوان مصر وتأييد البشير لخارطة الطريق ووقوفه الى جانب مصر مع كامل تعاونهم الأمنى والعسكرى لدرجة تكوين قوات مشتركة،خصوصا وأن البشير الذى صدم فى سقوط (المعزول مرسى) والذى كان يضع عليه المشير البشير أمالا عريضة مما جعل نظامه يعتبر ثورة 30 يونيو فى مصر انقلابا ،وعندما وجد نظام الخرطوم نفسه معزولا فى محيط اقليم جزيرة العرب وخصوصا مصر منفذه للخارج المعزول عنه ونظامه وقفلت دول العرب الأبواب فى وجهه خصوصا وأن نظامه كان محاصرا من الداخل اقتصاديا وسياسيا ويواجه احتجاجات متواصلة من قبل الشعب ،وسبقها محاولته الفاشلة فى الضغط على مصر من خلال أزمة سد النهضة والتى أعتبرها (هانى رسلان ) فى تعليقه على زيارة وزير الدفاع أنها القضية المحورية لمصر خاصة بعد موقف السودان الداعم لبناء السد) مع ملاحظة أن هذا الملف كانت تضعه الخرطوم بيد القاهرة ولعل ممثلى الحزب الحاكم فى السودان بمصر تتلمذوا على يد الخبير الاستراتيجى (هانى رسلان) والذى كان يسمى فى مركز الاهرام للدراسات (سيف الانقاذ المسلول) حتى ورقة ضغط المشير البشير انقلبت ضده ونسى مستشاريه كعادتهم طوال عهدهم أن يقولوا له أن ورقة ضغطك بها عوار وهو أن هذا الملف بيد مصر وليس بيد عمر،وبعد أن أدرك أن العرب لن توليه وجوهها وتفتح له خزائنها وتفك ضائقته ما لم يحسن سلوكه السياسى داخليا وخارجيا،خصوصا وأنها دعمت ثورة مصر،فجاء الى الداخل بخطابه (الصدمة) وهرول للخارج عبر بوابته مصر بواسطة وزير دفاعه متأسفا ومعتذرا ومتبرأ من أخوان مصر ومؤيدا للشعب المصرى ومنحازا لخياراته..
حملت الأنباء أنه تجرى ترتيبات لزيارة وزير الخارجية فى مطلع الأسبوع التالى لزيارة وزير الدفاع وذلك لمباحثات بينه ونظيره المصرى مع ملاحظة أن الزيارة جاءت بطلب من السودان وليس مصر!!!!
والزيارة كانت مخصصة كما ورد فى الأنباء لمناقشة بعض ملفات اللجنة الوزارية المشتركة خاصة الحريات الأربع والطرق البريه وملف المياه وقضايا سياسية أخرى تمثل اهتماما مشترك،وكان من المفترض أن يعقبه وزير المرارد المائية والكهرباء (معتز موسى)..
الزيارة فشلت ودون اعلان الأسباب سوى من الجانب المصرى أو السودانى الذى بشر لها وكما حدث فى وقت سابق عقب زيارة المشير البشير لمرسى ذكر متحدث الرئاسة المصرية أنذاك أن هناك بيان مشترك سيوزع للاعلاميين عن نتائج الزيارة وحتى الآن هذا البيان لم يخرج ولم تعرف نتائج الزيارة!!ومثل هذه المباحثات بين اللجنة الوزارية العليا تكررت كثيرا دون أى شىء جديد فيها بالنسبة للسودان غير محلك سر.
لاشك أن هذا الوضع فى العلاقات السودانية المصرية والذى شابهته أوضاع كثيرة لانقطاع سفير السودان لمصر عن زيارة وزارة الخارجية أو حتى اجتماعات جامعة الدول العربية وأصبح محصورا بين فعاليات تنظمها له بعض الدور والأندية السودانية وبعض التكريمات من الشخصيات النوبية والاحتفالات بالمناسبات الرسمية والهامشية وجلب الوفود من الخرطوم لأنه ورئيس مكتب حزبهم بمصر غير مرحب بهم بصفة رسمية وأهلا بهم فى مصر بصفة زوار أو تجار،وترك دوره الأساسى وأسباب هذا لاتحتاج لشرح وهو الآن عائد للخرطوم وحتى الآن لم تتضح الرؤية فى خلفه فى ظل هذا التعقيد فى العلاقات بين البلدين والتى توصف بأنها أزلية وعميقة لمجرد المجاملة ،،والا ماهذا التجاهل الذى يجده السودان ممثلا فى مسئوليه حتى ولو كان فى حجم وزير الخارجية من قبل الدولة المصرية؟؟
بما أن السودان هو الذى طلب الزيارة وتم الاعلان عن موعدها ولم تحدث أى زيارة فهل أرادت القاهرة بهذا التأجيل أو التجاهل أو الرفض لممارسة مزيد من الضغط على الخرطوم؟؟ وكما هو واضح أن السودان بالنسبة لمصر على المستوى الرسمى يأتى فى آخر الاهتمامات وسبب ذلك الدولة السودانية والتى نسى مسئوليها الحاليين وأسلافهم موقف (عبد الله خليل) من (جمال عبد الناصر) بسبب حلايب؟؟
لغز العلاقات السودانية المصرية أحادية الجانب لاتفك شفراته مثل تلك الزيارات خصوصا وأن الملف السودانى بالنسبة لمصر ملف أمنى وليس ملف علاقات دبلوماسية والحلول الأمنية لاتأتى الا بمزيد من التعقيد لهذا لابد من تحول ملف العلاقات السودانية المصرية الى ملف سياسى ليخلق التكافؤ والندية فى العلاقات.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. المشكلة تكمن فى السودان على اعتبار ان دولته او حكومته متزبزبةالمواقف وخائنة ليس لها امان ومزاجية ومتقلبة وهذا لن يجدى مع مصر .وهذه الصفات تنطبق كذلك على الشعب السودانى تجده يعلق على اىخبر بالسب والشتيمة واقذر الالفاظ لذلك فانه لا امان لهم وسيكون المصريين والعرب لكم بالمرصاد وسوف يكون سلوككم مراقب حتى تعودوا لرشدكم وتعلموا ان الله حق

  2. ارى الكتاب والمعلقين حذرين وخاصة قيما ينتاب مصر على ماذا الجيش نمر الورق الاقتصاد تسول السياسة غير معترف بهم اثيوبيا شدت الحبل والكرورية فى السودان لكن تنقصة الارادة ومن يهن يسهل الهوان علية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..