الراعى سودانى وليس هكذا تورد الابل!!

هذا الاغبش الرائع الذى دخل القنوات بدون استئذان وقبلها سكن القلوب زهوا وفخرا وتميزا فرغم انف البعض وخاصة الذين يبحثون عن المثالب ويضعون الحقائق فى غير موضعها فالنفوس الخربة لاترى الجمال الامشوها او احسب انها لاتتمنى ان يكون السودانى موضع عزة وشموخ نعم رغم انف كل مستصغر لقيمة الاصالة التى مازالت ساطعة فى جوهر كثير من افراد الشعب السودانى وقطعا ليس بحثا عن الجاه والسلطة او المال الملوث بالدماء ولا تمنيا لما فى ايدى الغير ولا استجداء لمنفعة ولاتمرير لمسرحية تضع السودانى شخص اكبر من حجم كثير من الاقزام البشرية التى لم تستطيع السلطة او الشكليات ان تبدل معدنهم بعد ان تاكلوا مع الايام من صدأ الهوان وكل اناء بما فيه ينضح.
وقطعا لم يكن الراعى السودانى ممن يريد ان يتجاسر على الاستيلاء لامــــوال غلابة كما يتجاسر ارباب السلطة على التهام حقــوق الناس بالباطل بدون وازع اوضمير حتى اختلط عندهم الحلال والحرام فاصبح حالهم كحال الذى ينعق بما لا يسمع.
وحاشا لله ان يكون الراعى الشامخ يريد انحرافا الى كذب او مخاتلة الى بهتان ولا تمريرا لسيناريو محبـــوك كما يزعم من يراهن رهان الخاسر ليقلل من شأن رجل استحق الاشادة والتقدير ولم ينافق او يداهن .
ربما اصبح الشريف النظيف فى هذا الزمن جوهرة ثمينة نادرة ان يجـــود بها الزمان ولكن قــطعا ان ارضنا ما زالت حبلى بامثال الراعى الذى ضـرب مثلا صادقا للسودانى العفيف الشجاع رغم هوان العوز وحيـــــاة الفقر التى رمت به مكرها الى الاغتراب وكان رزقه بين تلك الفيافى وهــو يجـــوب القــــفار يرعى غنيمات ورغم قسوة الحال ظل صابرا عامرا بالايمان لم تزحزحه الالام عن قيمه واخلاقه فهنيئا لنا بامثالك فما اجملك ايها الاغبش.
حقيقة لقد تباينت الانواع البشرية هذه الايام كثيرا حتى اختلطت الرؤيا مع كثرة الخبيث حتى اصابنا العشى البصيرى فاستحالت الحقـــائق الجميلة الراقيـــــة الى تراهات واكاذيب وتبدلت قيمنا السمحاء الى مجرد أقاصيص وحكايات خرافية ثم بلغ الحال ببعض كتــابنا فحاول البعض منهم طمس الحقيقة وتزييف الواقـــع فهل ياترى حسدنا انفسنا ان يكون مثل هـــذا الراعى الاصيل سودانى يعيـــــد صياغة الشخصية السودانية فى زمن تشوهت صورة السودانى فى بعض الاذهان.
منتصر نابلسى
[email][email protected][/email]