سنطور وسيمافور وسيناتور

عندما كانت السكة حديد في أبهي حللها ? قبل الإنقاذ بالطبع ? كان هنالك السنطور
وقطع شك فإن جيل سماح وميادة الذين لا يفرقون بين الديك والجدادة لم يسمعوا بالسنطور ولا الطرناطة بقدر ماسمعوا بالهوت دوق والبطاطا .
والسنطور المذكور هو عربة المطعم التي تحمل المأكولات والمشروبات في أي ( قطر) ، وكان مطعماً فاخراً درجة خمس نجوم وبالشوكة وبالسكين ? من الفضة الخالصة ? كمان .
وكان خدمة السنطور تقدم للركاب وهم في أماكنهم متي ما طلبوا الأطعمة والمشروبات
وكانت كلمة السنطور تطلق أيضاً علي العاملين بعربة السنطور ، وهم يجوبون عربات القطر في أبهي حللهم .
وكانوا ينبئون عن أنفسهم بنغمة مميزة تصدر عن ( نقر ) الشوكة بالسكين .
ولما اختفت السكة حديد وانهارت بفعل الإنقاذ وسدنتها ، اختفي السنطور كذلك
واختفت الدريسة ، والمحطات بناسها وحيواناتها وأغنامها والكديسة
أما هيئة المرطبات والتي كانت جزءاً لا يتجزأ من السكة حديد ، والتي تنتج العصائر والليمونادة لفائدة السنطور ، فقد تم تحويلها لمنظمات مشبوهة ، أكلتها إلي أن دمرتها تماماً .
وبعض الناس لا يفرقون بين السنطور والسيمافور ، وهو الإشارة الضوئية للقطار إن كانت حمراء فهنالك خطر يستوجب توقف القطار وإن كانت خضراء فالطريق سالكة .
وعلي كل حال فقد تذكرت القطر والسنطور والسيمافور ، لا بسبب تلك الأغنية الخالدة التي غناها عثمان الشفيع والتي يقول مطلعها ( القطار المر الفيه مر حبيبي ) ، ولا لأن عيد الحب انقضي دون أن ينعم وطننا بالسلام .
وليس لهذا الموضوع علاقة بخصخصة السكة حديد ، وبعض الشركات الخاصة التي استفادت من أصول السكة حديد وأكلت قضيب القطر ذاتو .
كما أن الموضوع لا يتعلق بمحاولات إعادة تشغيل بعض خطوط السكة حديد بفهم الرأسمالية الطفيلية .
وليس للمقال علاقة بندوة الحزب الشيوعي بعطبرة الأسبوع الماضي ، والتي منعت السلطات إقامتها خارج دار الحزب برغم ( وثبة الحريات وغناء عشاء البايتات ) .
وليس لهذا العمود علاقة من قريب أو بعيد بأغنية قطار الشوق متين ترحل ، وهي ما يطلبه المستمعون بعطبرة .
ولكن لهذا المقال ارتباط وثيق ببعض الجهل الفاضح لسدنة وتنابلة صفتهم وزراء وديبلوماسيين وسفراء في زمن ( وثبة الطاشين) ، لا يفرقون بين السنطور والسيناتور ، كما لم يفرقوا بين الخرتيت والتور في سالف العصور .
وليس المهم جهلهم المركب ، ولكن ما يهمنا هي الأموال العامة التي أنفقت لصالح السيناتور المزيف ، وهي أموال جمعت من الناس في شكل ضرائب وجمارك فلهفها ( السنطور المزيف ) في جولة المهالك
الميدان
هههههههههه حلوة يا أستاذ كمال و العاقبة عندهم في الشخصية المزورة التانية