الخسارة التي لن تعوّض ..!

حفيدتي التي تدرس في بداية مرحلة الروضة و لم تتجاوز عامها الرابع بعد .. تدخل على والديها وهي تهتف رافعة يدها باصرار وتردد شعاراتٍ تحضها على الجهاد ولو قتل والداها أمامها في سبيل ذلك الهدف وهي التي لا تفهمه بالطبع !
لم يكن ذلك أيام حرب الجنوب فوقتها لم تكن تلك الحفيدة قد ولدت ، وإنما هو قبل شهرفقط من الآن !
قفزت الى ذهني تلك الجزئية وأنا أشاهد الليلة البارحة الزميل الأستاذ الطاهر ساتي وهو يتحدث بجرأة في البرنامج التحليلي بعد الطبع بقناة النيل الأزرق معلقاً على توصية من إحدى اللجان المختصة بالمجلس التشريعي لولاية الخرطوم تدعو الى إعادة النظر في السلم التعليمي والغاء عطلة السبت بالمدارس و تبديل الزي المدرسي المبرقع كلبس قوات الصاعقة العسكرية !
قال الطاهر ما ذنب هؤلاء الصغار الأبرياء أن نغرس فيهم روحاً عدوانية بدلاً عن تعليمهم حب الحياة و العلم في حد ذاته كمنهجٍ مفيد يضعه المختصون وليس مجرد أشخاص مؤدلجون أرادوا أن يغسلوا به أدمغة النشء بغرض تغيبها المبكر أوكما جاء في المعنى وإن إختلف السياق !
نعم نحن نعلم مدى الضرر الذي حاق بالسودان جراء سياسة هذا النظام الهادفة الى تغييب العقول من خلف خدعة خدمة الدين ونصرته .. فتقسم الوطن و أنهارت البنى كلها أو جلها فيما تبقى منه من تراب ..أما حالة الإقتصاد فحدث ولا حرج عن إستعراض صورة الفقر المستشري في أركانه الذي أفرز هو الآخر تبعات أخلاقية و تعقيدات إجتماعية وخيمة العواقب !
بينما أهل النظام وكأنهم لم يسمعوا بكل ذلك مع أنهم هم صناعه ومروجوه .. مثلما لم يشعروا بالالام الثكالي والأرامل والأيتام الذين توجعوا من تلك النصرة الكذابة !
ورغم ذلك كله و لكن الخسارة الحقيقية الكبرى التي لن تعوّض هو تدهور التعليم الذي أفرز ملايين من الذين يحملون شهادات ولم يضف القلم الى عقولهم ما يمكن أن يفيدهم في حياتهم ويعينهم على تأسيس وطن ضاع مستقبل أجياله الحالية وربما القادمة لعقود عدة .. بمخخط بدأته مايو خلطاً لأوراقه بما سمي بالسلم التعليمي وأكمله النظام الحالي بمسخ ثورة التعليم التي بسطته أفقياً وقتلته عمودياً فبات الطالب الجامعي يكتب مسماه ( الإنغاذ ) بدلاً عن الإنقاذ !
وبعض حملة و حاملات الماجستير في شتى التخصصات غير متأكدين إن كان ( الذورق ) كما يكتبونها وليس الزورق.. هل يسبح في النهر أم أنه يطير في الجو..هذا في مجال تراجع معرفة وكتابة أبجديات اللغة الأم ..! و(غث) أقصد قس على ذلك من شواهد التدهور في بقية العلوم واللغات .. وقد بات النظر للشهادات السودانية مثار تندر خارج الوطن وهي التي كان منوطاً بحملتها تقييم مؤهلات الآخرين ..!
والى
( ذمنٍ غريب )
عفواً زمنٍ قريب ..!
كل حياتنا بقت غث في غث … بلد منكوبة ببنيها و ميؤس منها . الحل نصب المشانق لكل من تسبب في هذة الكوارث المدمره لمكونات هذا الشعب المغلوب علي أمره … وسلمت يارائع .
والله يا اثتاز برغاوي أضحكتنا في ذمن غل فيهي الدحك ، الله يجاذي محنك يا برغاوي
أرجع لي ختاب الرئيث الأخير تلقى أخير منو تلاب مرحلة الأثاث