يوسف العركي : آل “علي عثمان” يقفون خلف فساد شركة الأقطان

نشرت صحيفة (حريات) رسالة من الأستاذ يوسف العركي الذي وصفته بأنه (من المطلعين على خفايا الانقاذ) تتحدث عن فساد شركة الأقطان .

وبحسب رسالة العركي للصحيفة فان الرئيس السوداني عمر البشير شخصياً هو من أمر بالقبض على ?عابدين محمد علي? مدير شركة الأقطان، وظلَّ متابعاً بنفسه لتمام تنفيذ أمره، وذلك سلوك نادراً ما يتحلى به، فالمعروف عنه ?كذلك? أنه أسرع للنسيان من الأطفال ، ولكن آلية قادة الإنقاذ في استغلال حالة النسيان بعد الهيجان، وإصدار الأوامر والوعد والوعيد، الآلية لم تصِب ولم تضبط في حالة ?دكتور عابدين?، فقد تولاها المشير بـ?السك? والمتابعة.

وأضاف العركي ان القبض على مدير شركة الأقطان وكشف فساد ?آل عثمان? الذين ينتسبون جميعاً إلى قبيلة الشايقية، هو عبارة عن رد من البشير على ما يرى انه عمليات مستمرة لنائبه الأول في قضايا فساد إخوانه . فمنذ اللجنة التي ضمَّت عوض الجاز وعلي كرتي، والتي استدعت كلٌ من عبدالله البشير وعلي البشير وعباس البشير، وواجهتهم بمخالفاتهم المالية الخطيرة قبل أكثر من ثلاثة أعوام، تولى إخوان البشير جمع ملفٍ للسيد علي كرتي حوى مخالفات مالية خطيرة وفساد مريع، وبتسليم الملف للبشير قام باستدعاء صلاح قوش، مدير عام جهاز الأمن وقتها، وتسليمه الملف، وأمره بالتحقيق? وقد ظلَّ صلاح قوش يتندَّر إلى حين مغادرته الجهاز بأن ?علي كرتي? قضى في الحمام وقتاً أطول مما قضاه مع اللجنة التي كوَّنها الجهاز وجلست معه بمنزله.

ورغم تشفعات نافع علي نافع الشديدة لإطلاق سراح ?عابدين?، وشهود جميع جيران مدير الأقطان للزيارة اليومية التي ظلَّ نافع يقوم بها لمنزل المتهم، فإن البشير أحكم قبضته على ملف ?آل عثمان? بشقيهم? علي عثمان النائب، ومحي الدين عثمان التاجر. وهو ملفٌ خطير متصل بشقيق محي الدين في دولة الإمارات، وتحديداً في دُبَي ?جمال عثمان? الذي أدَّت علاقته بمحمد خلفان خرباش، وزير الشئون المالية السابق بدولة الإمارات، أدت بمحمد بن راشد إلى إقالته من منصبه بتهمة اختلاس 26 مليون دولار، رغم أن ثروته وفقاً لآخر الإحصائيات قدرت بـ 420 مليون دولار. فعن طريق خرباش تحصَّل جمال عثمان من بنك دبي الإسلامي على مبالغ مالية ضخمة باعتمادات معزَّزة، استُعملت أغلبها في تمويل مشتريات شركة الأقطان.

كما يضم الملف الخطير بيد البشيرفي الجزئية المرتبطة بدولة الإمارات وبنك دبي الإسلامي اثنين من أخطر لصوص الإنقاذ، وأصحاب سجلٍ لا مثيل له في الفساد، هُما: ?عثمان محمد الحسن? و?وليد فايد?، وقد كانا يمثلان في السابق أحد أهم أركان إمبراطورية أسامة عبدالله المالية قبل استخراج النفط ، كما أنهما أصهار رجل الأعمال الإسلامي المعروف ?الطيب النص? (عُدلاء متزوجين من ابنتيه).

واضاف ان ملف الأقطان الذي تتجاوز ذيوله وارتباطاته الشركة نفسها وضع في يد البشير فرصة تاريخية للثأر ممن يسميهم في مجالسه الخاصة (القبيلة اليهودية الضائعة)، (في إشارة إلى قبيلة الشايقية ورموزها في نظامه)، فالطيب النص رغم أنه لا ينتمي إلى الشايقية، لكنه يجسِّد للبشير وإخوانه موضوعاً لثأرٍ آخر يُعرفُ عندهم بـ?الحركة الإسلامية?، خاصة أنه نائب منطقة العيلفون التي تمور بقصص الفساد المنسوبة إلى النص وأسرته، فالطيب النص تربطه علاقة خاصة مع علي عثمان، الذي يفضله على كثير من الاقتصاديين والمصرفيين في الحركة الإسلامية ممَّن حصلوا على أرفع الدرجات وأفضل الخبرات، لأن النُص ظلَّ إلى أول السبعينات عاملاً بسيطاً بمحلات محمد أحمد البرير، الرأسمالي المعروف ، مما يوافق نزوع النائب في تقريب الذين يتوفر على نقاط ضعف في تعامله معهم.

وأضاف العركي في رسالته ( ان ظهور ابن الأخت، شاهد الملك، وفر للبشير حل اللغز الذي يعرفه كثير من قادة الإنقاذ، فالنائب الأول علي عثمان رغم حرصه الشديد في التظاهر بمظاهر الزُهد والتقشف، معروف عنه عشقه الشديد لكنز المال ووضعه تحت يده، بحُجج استعماله لمصلحة الحركة الإسلامية، كما هو معروف تواجده شبه اليومي بمنزل شقيقته، زوجة المدرس ?عبدالعظيم سالم?، مدير معاهد (سلتي) لتعليم اللغة الإنجليزية، والذي يُعامل كوزير من حيث السكن في حي المطار وتخصيص سيارات ومراسلة، كما تحتكر (سلتي) كل كورسات تعليم اللغة الإنجليزية لكافة المؤسسات الحكومية).

وأضاف ان شهادة ابن الأخت كشفت عن سر التواجُد اليومي للنائب في منزل الأخت، خاصة وأن ضلع المثلث الثالث يظهر في الصورة وجه آخر من آل عثمان، أو المعز سالم، مدير بنك التنمية الاجتماعية لسنوات لا تقل عن العقدين التي تولى فيها عابدين محمد علي إدارة شركة الأقطان.

وحملت الأنباء المؤكدة توقيف أحد أركان الفساد المالي للنائب الأول، المدعو الشريف أحمد بدُر، والي الجزيرة الأسبق، ووزير الاستثمار الأسبق (الذي تولاه خلفاً لجلال الدقير بعد قسمة وزارة الصناعة وفصل الاستثمار عنها)، ومنعه من السفر إلى دُبَي، فما تزال الأدلة الدامغة على الفساد في شركة الفيحاء الكويتية التي اشترت شركة الخطوط الجوية السودانية تزكم الأنوف. ورغم المحاولة المستميتة من الشريف بدُر في نفي خبر منعه من السفر، فإن معسكر عمر البشير يؤكد أنه كان ينوي الذهاب إلى دُبي بتدبير من النائب لإدارة أزمة شركة الأقطان ذات الألسن والرؤوس الكثيرة، والامتدادات الخطيرة، ولكنه مُنع من السفر.

وختم العركي (تدخل الإنقاذ مرحلة التآكل الداخلي السياسي، لكن في ميدان الاقتصاد، وتكريس الثروات، فمعسكر الرئيس يضم كذلك فساد وزير الصناعة والاستثمار الأسبق ووزير التعاون الدولي الحالي ?جلال الدقير?، الذي أفلحت مجموعة الحركة الإسلامية في إقصاء صهره عبدالله الجرَّاري من شراكة واعدة بالمليارات مع إخوان الرئيس، بل وأدخلته الحراسة عدة مرات، فرغم أن الإنقاذ اليوم تحالف السلطة والمال والأسرة لكافة شركات الفساد، فهي مملوكة ومُدارة بواسطة أبناء وأصهار الرموز السياسية المعروفة، ويتوقع أن تشهد الساحة بعد معركة القطان معارك جديدة وشيكة بين أسر الفساد، تشمل أسرة ?حرامي بترول الجنوب? عوض الجاز، كما وصفه الرئيس سلفا كير، وأسرة رمز النتانة العنصرية الطيب مصطفى، ولنا في ذلك لقاء قريب).