مقالات متنوعة

نَقْنِق … طَنْطِن … خَطِط

اماني ابوسليم

فلننظر حولنا. ضعيف هو الخير، قوي هو الشر، الخير منكمش و ينتظر، الشر قوي ينتشر. لما الخير مكانه خفيض و صوته خفيض، و الشر صوته عالٍ مخيف. الخير يخفي حاله، و الشر فخور بنفسه ظاهر للناظرين. الاّ يمكن للخير ان يتحول الي قوة ضاربة تضرب الشر و تبقيه بعيدا عن الحياة، الا يمكن ان يأتي الشر يومٌ يخاف فيه من الخير و بطشه و يلزم السكون. لما الشر يضرب و الخير يتلقي اللكمات و لا يقابلها بغير الانين. و اذا كنا نئن و (نُنقنق و نُطنطن) من شر حكومتنا متمسكين بضعف خيرنا و سكنه الخفيض من المكان، او ليس لشرها ان ينتشر و يملأ المكان و ينتصر علينا في كل نازلة، و نحن في انتظار معجزة ما لتخليصنا.

فلننظر للمعارضة، حزبان كبيران ولدا ايام الاستعمار ببرنامج و حديث لم يبرح تلك المرحلة حتي الاَن. تنقسم القيادات و تعود لبعضها، فيما افترقت و فيما اجتمعت ؟ في امور ليس نحن محورها و لا همها، هموم و مواقف يتخذونها لهم او عليهم ما دخلنا؟

اذا كنا نتحدث عن ذهاب الحزب الحاكم، و اذا كنا نعلم ان العملية السياسية تحتاج الي تنظيم و ترتيب و جاهزية، وهب انّا نجحنا و ازحنا الشر عنا، ما هي الاحزاب او التنظيمات التي يمكن لها الترشح للحكم، و الاكثر قهرا، من الاكثر راجحية ان يكسب !! اكيد الاكثر تنظيما و الاكثر تواصلا مع عضويته. هل من هذه الاحزاب من يمثلنا؟ نرضاه مضمدا لجراحنا؟ يستحق شهداءنا؟ يعي و يعمل من اجلنا؟ يحمل همنا اكثر من الحكم و السلطة و الحقائب الوزارية و المواقع الدستورية. اذا قدر الله ان ازحناهم و جاءت الي الحكم احزابنا العتيقة سنعود الي، الحزبان (و صغارهما طبعا) يتفاوضان .. يأتلفان.. ينفضان .. يفترقان..يجتمعان..يكيلان .. يبحثان..يخرجان.. يدخلان.. يصرحان.. أو ليس هذا ما يخشاه كثير منا من التغيير؟ ان ننتهي الي لا شئ، غير الدم و الجراح و يبقي الفقر و الديون ساكنين معنا بعقود ملكية لا ايجار.

العالم يتغير من حولنا و الاجيال تتوافد و يرفد بعضها بعضا منذ عشرات السنين منذ ان استقل السودان، و لا زالت الاحزاب السياسية تنظر الي السودان بنظاراتها القديمة، كم اختلفت درجات النظر و كم تباعدت النظرة. الاجيال التي رفدت من حقها تنظيمات جديدة برؤي جديدة و عليها لا علي غيرها العمل علي تنظيم نفسها بمداركها الجديدة و مقدراتها و طموحاتها و احلامها، لا ان يتركوا الساحة خالية للشر فيظن في نفسه القوة.

اذا كانت لنا رؤية لبلادنا، و الرؤية هي ما نود ان نراه في بلادنا من خير و فينا كشعب، و لنقل ان رؤيتنا ان يكون سوداننا ضاماً لنا لا طارداً، كافٍ لنا بابواب الرزق و التعليم و الصحة. فعلينا تنزيل هذه الرؤية الي اهداف ممرحلة لنتمكن من العمل لاجلها و متابعتها حتي تتحقق. فتغيير الحكومة دون رؤية واضحة لما نود ان نكونه و دون ان نرسم الاهداف التي تحقق تلك الرؤية هو الضياع بعينه. و الرؤية و الاهداف جمعها خطة، و اي عمل بلا خطة و اناس مؤمنين بها يجتهدون من اجلها، هو عمل مصيره الفشل. الفرق بين النجاح و الفشل هو التخطيط و الالتزام به.

الفرق بين الخير و الشر الذي يجعل الخير ضعيفا منكورا و الشر بادٍ في اناقة و صولجان ان الشر يخطط لنفسه ليسود، و الخير قابع (ينقنق و يطنطن) ينتظر حدوث المعجزة. اذا كنا نريد ان نغير منصة الحكومة و نوجهها الي الشعب، اذا كنا نريد لصوتنا ان يعلو، نحن قادرون علي ذلك بتغيير طريقتنا في عمل الخير و الصدقة و الانفاق للمجتمع، قادرون اذا توقفنا عن الانكفاء علي انفسنا مدعيين تركنا الدنيا الي الدين. قادرون اذا لم يغرنا مظهر الشر و ماخفناه و ما تملقناه و ما لطخنا ايدينا معه. قادرون بدليل مبادرات منا بسيطة في تكوينها و قوية في طرحها و اهدافها قد صنعت فرقا بائنا منيرا.

و اذا كانوا قد غيروا معالمنا، و لونوا رموزنا، و نجحوا في ان يتوهوننا عن بعضنا، فالعالم من حولنا يتغير، و نحن انفسنا مع الزمن كل يوم نصنع معلما جديدا، و نولد رموزا جديدة، لنا ان نجتمع عندها و نقويّ ببعضنا عندها.هذا ليس طرحا لحلول و لا اقتراحات، هذا فتح للابواب للتفكير و النقاش و التفاعل، ليس للاحتجاج من الوضع الذي لا نرضاه و لكن دعوة للعمل الجاد و التنظيم و الترتيب لمستقبل افضل و الاهم ضمن خطة لمصلحتنا نجابه بها خطط غيرنا في غير مصلحتنا.

اماني ابوسليم
[email protected]

تعليق واحد

  1. أتفق معك أختاه في طرحك .. اذ لا بد من توحد كل الجالسين علي الرصيف و اللامنتمين من الوطنيين الشرفاء تحت مسمي واحد ( و هم غالبية عظمي اذا وضعنا في الحسبان جيل هزاع و السنهوري عليهم رحمة الله ) .. حتي لا نصحو يومآ و نجد انتخابات تأتي لنا بالدائرة الخبيثة من أتباع الترابي و رهطه ( وطني:شعبي) و بقايا ديناصورات الاستعمار ( المهدي و الميرغني ).

  2. لله درّك يا ابنة البروف أيتها الحرة الأبية ما مات من أنجبك وربّاك وعلّمك.

    لو أن السودان به ألفا واحدا من الشباب يعى ويفكر بهذه الطريقة لغيّر حال البلاد والعباد ولأختفى التنابلة من الوجود ولأنتصر الخير وأنهزم الشر. واصلى المسير وستصلين باذن الله رغم بعد الشقة.

  3. فخور جدا بمقالاتك التي تبدو ان كثيرين لا يتفقهون مطلوباتها اوادراك معانيها علي الاقل لانهاتنحو لم يتطرق لها كثير من كتاب الراكوبه او الصحف الاسفيرية الاخري
    الاخت اماني تهدف الي الوصول الي القرية الفاضله التي اصبحت مستحيلة في عهد الاسلاميين امثال نور الهدي والرئيس الرقاص؛

  4. الاخت اماني سلمت يداك.كل الشعب السوداني اصبح مدرك تمام الادراك بان التجمعات السياسيه القديمه ليس لديها ما تقدمه للسودان وشعبه.نحن محتاجون وعاء يجمع كل السودانيين وتكوين حزب لنوقف به الدائره الخبيثه بين الاحزاب الطائفيه الرجعيه وطلاب الكليه الحربيه نحن محتاجون لحزب برنامجه التنميه البشريه والاقتصاديه لا لحزب مشروع حضاري او صحوه اسلاميه فهولاء عقولهم اضيق من السودان.

  5. شكرا لهذا الكلام الجميل الذي يصب في عين الحقيقة / يجب أن نوقد شمعة بدل أن نلعن الظلام / يجب أن نبادر أن نتحرك أن نفعل / ولا نستكين + هؤلاء الأوغاد يريدون منا هذا التقوقع والاستكانة هذا مرادهم / أنفخوا في أرواحكم الحياة والكفاح فالشعوب المستكينة تخسر كثيرا / وهذا النظام وجدنا لقمة سائغة يلعب بنا ما يشاء / يملك زمام المبادرة في يده ويطيح بنا شمالا ويميناوكيف شاء وأى شاء ونحن نندب وننتظر / قتل في يومين خير زهرة شباب وأطفال الوطن ويداه ملطخة بالدماء منذ أن وطئت قدمه أرض السودان //// أما آن لهذا الفارس أن يصحو //// نتمى ذلك

  6. الاخت اماني تحيه وسلام
    طرحك موضوعي و اضمن لك 80% من الشعب السوداني يؤيد فكرتك . لكن بدون التنفيذ تصبح الفكره اوهام
    من موقع الراكوبه يمكن تكوين حزب جامع يضم جمهور الكنبه . نريد فعل ةفي اسرع وقت ممكن . الكل يريد قياده ملهمه . تريد من الاخوة رواد الراكوبه في طرح هذه الفكرة وعمل باب خاص للعضويه . وكل من له رأي او فكره لتكوين هذا الحزب
    ان يتجرد العضو من كل انانيه وحب الذات لاجل السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..