بيان منبر جنوب كردفان حول التفاوض

بسم الله الرحمن الرحيم
منبر جنوب كردفان لبناء السلام المستدام
الخرطوم 17 فبراير 2014

ظل منبر جنوب كردفان لبناء السلام المستدام منذ قيام الحرب في يونيو 2011 يطالب الطرفين المتحاربين بضرورة الجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل وقف الحرب والوصول إلى سلام راسخ يعالج بشكل جذري كافة المشكلات التي أدت إلى قيام الحرب .
إذ يرحب المنبر ببدء جلسات التفاوض في أديس أبابا ، يحث الطرفين على ضرورة الإلتفات لخطورة الحرب ومعاناة الأبرياء الذين شردتهم وقتلت فلذات أكبادهم وفرقتهم أيدي سبأ ولم تترك لهم من حطام هذه الدنيا إلا الضياع ونذر الموت الزؤام بلا ذنب أقترفوه . فالتفاوض الجدي بعيداً عن التكتيكات التفاوضية التي تطيل زمن الحوار وتصب مزيداً من الزيت على نار معاناة الأبرياء هو مطلب ملح لكل من يده في النار . نطالب الطرفين ، بكل قوة ، بإغتنام فرصة هذه الجولة بالعمل الجاد من أجل إنجاحها والوصول إلى السلام المنشود حتى لا تكون هذه الجولة كسابقاتها .
يطالب المنبر أطراف التفاوض بضرورة التوصل إلى صيغة عاجلة تشمل وقف العدائيات وتوصيل الإغاثة للمتضررين عبر ممرات آمنة يتم الإتفاق بشأنها ومعالجة معاناة النازحين . كما يطالب الطرفين بضرورة معالجة قضية جنوب كردفان من جذورها بالتركيز على معالجة كل الأسباب التي أدت إلى نشوب الحرب وضرورة معالجة كل نقاط ضعف الإتفاقية السابقة التي أدت لفشلها . ويشدد المنبر بأن أهل جنوب كردفان هم أدرى الناس بمشاكلهم ومعاناتهم ، لذا نطالب الوساطة والأطراف المتفاوضة بضرورة إشراك أهل المنطقة والمكتوين بنيران حربها والإستماع لأصواتهم ومطالبهم العادلة . من يمثل جنوب كردفان ليس التعيينات الفوقية والإنتقاء ، بل إطار واسع بلا إقصاء ، يعبر تعبيرا حقيقياً عن كل المكونات التى تدفع ثمن حربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل .
لقد مللنا الحروب وويلاتها وما زلنا منذ العام 1985م نطأ جمرتها وندفع فاتورتها من دمائنا وتعليم أبنائنا وخدماتنا الصحية حتى تخلفنا عن نظرائنا سنين طويلة . أما آن للمتفاوضين أن يحسّوا بمعاناتنا وأن يعيروها الإهتمام المطلوب ، وإلى متى يستمر إدماننا تحميل المجتمع الدولي والأصدقاء فواتير إستضافة وفودنا جيئة وذهاباً ؟! . لقد تحولت منطقتنا ، بسبب هذه الحرب المرفوضة ، إلى منتجع لكل الحركات المسلحة ، وللمليشيات الحكومية من كل حدب وصوب ، بحيث صارت جنوب كردفان مسرحا لمواجهات ذات أجندات لا علاقة لها بالأسباب الحقيقية التى من أجلها تفجرت الحرب ، الأمر الذي أدى إلى تدهور الخدمات والأنشطة الزراعية والتجارية وأنعكس في نزوح مئات الآلاف من المواطنين من المنطقة .
إن الذين يتزاحمون فى هذه المفاوضات من مختلف الأطراف لا يعبرون عن إرادة ورغبات مواطن جنوب كردفان ، لأنهم ببساطة بعيدون عن الواقع بنظراتهم وبإنتماءاتهم أو بأجنداتهم وأهدافهم . إن لأهل جنوب كردفان أولوياتهم المتمثلة فى الوقف الفورى للحرب والإلتزام الأخلاقى بعدم معاودتها ، والعمل بجدية لإعادة الحياة إلى طبيعيتها المدنية ، والتعويض العاجل عن الأضرار التى حاقت بالجميع جراء هذه الحرب وإنهاء أى مظاهر تسلح وعسكرة خارج الأطر القانونية المعروفة .

منبر جنوب كردفان لبناء السلام المستدام