الترابي تاااااني ..!!

? عندما كنا نتحدث عن وحدة الإسلاميين كان البعض يقول انها أضغاث أحاديث ، ومن المستبعد حدوثها ، ولكن كنا نصر على انهم سيتحدون عند الشدائد ، وما خرج الترابي إلا ليحافظ على نظام الإنقاذ بعد ما ضاق الخناق به خارجياً وداخلياً واصبح من المستحيل استمراره بذات الأيدلوجيا ، ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي أنفسهم ، فالعالم ظل يحاصر النظام إقتصادياً ويضغط عليه ويقدم النظام التنازل تلو الآخر حتى ضحى بشيخه ، ولكن ظلت الضغوطات تتزايد والتنازلات تتزايد حتى قدم النظام جنوب السودان قرباناً ، ولكن ظل الوضع كما هو ، ضغوط خارجية وحصار ، وكل هذا يحدث وما علم النظام أن المخرج الوحيد من هذه الدوامة هو التحول الديمقراطي والعودة للشرعية الديمقراطية التي إنقلب عليها ، فزمن الدكتاتوريات ولى ولن يعود ، فمهما جمل النظم وجهه سيظل إنقلابياً ، حتى ولو خرج الحرس القديم وأتوا بوجوه جديدة ، فنظام الإنقاذ هو نظام الإنقاذ ونهجه هو ذات النهج ..!!
? لحديث الدكتور الترابي أمام تنظيم حزبه الطلابي دلالات ومعاني كبيرة جداً لمن فهم ما يرمي إليه ، فهو يريد إمتصاص تراكمات كثيرة حدثت بين طلاب الإسلاميين ، ومن الصعوبة تجميعهم في وقت وجيز ، فالترابي بدأ يلمح لخطورة الثورة ، وخطورة ذهاب حكم الإنقاذ ، وحذر من الإنفعالات ، وقال ان تحطيم بناء المشروع الحضاري ، سيفقدهم القوة المطلوبة للعودة مرة أخرى للحكم ، ولمح لإمكانية حدوث التغيير للأشخاص قبل السلطة وبعدها وأثناء الحكم في إشارة واضحة لقيادات الحركة الإسلامية الذين يؤيدون حكام اليوم والذين يعارضونهم ، وهذا تمهيد واضح ومقدمة للإندماج والوحدة مرة أخرى ، وكأنهم فهموا الدرس بعد خصام أوصلهم لدرجة التحالف مع الحزب الشيوعي الخصم التاريخي لهم ، ومهما حدث من خصام بين رفاق الدرب فهو بالنسبة لهم إبتلاء ليعودوا بعده للطريق المستقيم ..!!
? لا نريد إستباق الأحداث ، ولكن إيقاعات الإسلاميين بدأت تعزف على سيمفونية الحوار والوفاق والإصلاح مقابل الأصوات الداعية للتحول الديمقراطي وإسقاط النظام وتفكيك دولة المشروع الحضاري ، ولكن في تقديرنا مايحدث من حراك اليوم هو إيجابي وجيد بالضرورة لجهة فرز الكيمان ولن يحدث قياس موضوعي للرأي العام السوداني إلا بعد إكتمال الحراك السياسي الحاصل اليوم ، وحينها فقط يمكن ان يقول كل حزب هذه هي جماهيري فأين جماهيركم ..!!

ولكم ودي ..

صحيفة الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذ نورالدين عثمان
    لك التحية
    من المؤكد ان النظام الذى انقلب على الديمقراطية وشرد الالاف ودمر الدولة ومؤسستها وافسد فسادا اعترف به موالوه قبل معارضيه , لا يعقل ان ينادى بالتوافق السياسي وجمع الكلمة لولا السقوط المدوى لمشروعه المسمى الحضارى . هذه حقيقة واضحة بالرغم من انكار الموالين من امثال امين حسن عمر لان ما يقولونه يبقى من قبيل التكتيك الاحترازى لتقليل الخسائر خاصة وان اغلبهم من اصحاب المصالح الغير شرعية . د حسن الترابى يعتبر عراب النظام ومبتكره ويعلم ان ان مستقبله رهين ببقاء الانقاذ ولا استغرب ان يتصالح مع غريمه الذى اودعه السجن وكان فاجرا فى خصومته بعد ان جرده من سلطاته فيما يوصف بالانقلاب الداخلى .
    د الترابى يتوخى اخف الضررين اذ ان اخر ما يتمناه ان يحمل اوزاره واوزار الانقاذ المحملة بالدماء وازهاق الارواح وفصل جنوب السودان فضلا عن تدمير الدولة وخراب الاقتصاد بفعل غول الفساد الذى اطلقته الانقاذ على نحو غير مسبوق فى تاريخ السودان الحديث والقديم . هذا اضافة للضغوط المترتبة على المحكمة الجنائية الدولية والحصار الاقتصادى المفروض على السودان . لذلك فانه من السذاجة توقع ان يواصل الترابى وحزبه التماهى مع المعارضة واطروحاتها التى ان اكتفت بازالة النظام لا يمكنها ضمان تبرئته من المسئولية السياسية وتوابعها وهى احمال تنوء عن حملها الجبال . على قوى المعارضة ان تعى ذلك جيدا والا تعتمد عليه وعلى حزبه الذى يمثل اصلاح النظام وتوحيد الحركة الاسلامية طوق نجاة من الغرق فى سفينة الانقاذ التى تطاول جنوحها واشرفت على الغرق بمن فيها . كما يجب على اطراف المعارضة الحذر من التكتيكات الخداعية التى مارسها قادة الاسلام السياسي منذ تسلطها على مقاليد الساطة فى خدعة كشف عنها عرابها صراحة . من يتاجر بدينه ويبدله بعرض الحياة الزال لا تهمه المشكلة الوطنية ولا مصلحة المواطن الذى اسهموا فى اذلاله واضطهاده باستخدام قوانين الشريعة والاجهزة الامنية فى قمع حركته طلبا للحرية والعدالة الاجتماعية , بل وصفوا حركة الجماهير بالتخريب والتدمير والتامر على شرع الله .
    لا يريد قادة الاسلام السياسي ان يكون مصيرهم كمصير اخوانهم فى مصر التى انطلقت منها دعوة الاخوان المسلمين ولا يريدون مصير الحركة الاسلامية فى تونس التى تخلت عن الحكم طواعية بعد ان اقتنعت ان طرحها الاسلامى لن يحقق الحلم الذى عملوا على ترسيخه من خلال شعار الاسلام هو الحل ولا شك انهم راوا كيف تقاصر واختذل هذا الشعار فى الفساد وجمع المال والارهاب والقتل باسم الدين من اخوانهم فى امارة السودان الاسلامية . أصدق من تحدث عن هذا الشعار هو د الطيب حاج عطية فى مقابلة تلفزيونية مع د بهاء الدين حنفى فى برنامجه البعد الخامس منذ 10 سنوات , ذكر د الطيب ان شعا الاسلام هو الحل : هو لافتة فارغة بلا مضمون حيث انها لم تضمن اى برنامج او مشروع لقيادة الدولة . لذلك شكل هذا المشروع بيئة حاضنة للمتسلين وطلاب السلطة للثراء والفساد فاضاعوا دينهم وشوا الدنيا بثمن بخس ولا عرو ان يتمرغ فى هذا الفساد حتى من يدعون الفكر التنظيرى لهذا المشروع من امثال د امين حسن عمر وغيره من المتنفذين .
    بعيدا عن البرامج والخطط يحيرنى ان يتوقع من له ذرة من الفكر ان يولى غير المختصين الشئون الفنية فى مجالات الهندسة والطب بانواعه والادارة بتشعباتها والاقتصاد بتعقيداته والزراعة بتنوعها . هذا المنحى انتج تنمية سلبية منقوصة الفعالية صرفت فيها اموال ومقدرات توهم من امر بها انها انجازات تنموية لا مثيل لها وادمن القادة على افتتاح المشاريع الفاشلة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا . هذه المشروعات ملات جيوب المفسدين اكثر مما افادت قضية التنمية لقلة خبرة من خططوها ونفذوها اذ تم اسنادها لشركات المتنفذين والموالين دون مساءلة او مواصفات او اشراف فنى وحقيقة حتى اذا كان هناك اشراف فالقرار بيد غيرهم من اصحاب النفوذ . التنمية والاستثمارات يحركها السماسرة والوسطاء من وزراء وولاة ودستوريين وغيرهم من القادة والمحاسيب وقد بلغ الشره والتسلط بهؤلاء الى منع اى مشرووع لا يكون لهم عمولة فيه وانظروا حولكم ستجدوا ان الاثرياء يقضون معظم عامهم فى السفر والسياحة فى افخر المنتجعات لان جهدهم يمكن ان يحقق بجهاز لتليفون السحرى . هذا السلوك الضار اقتصاديا تسبب فى احجام المستثمرين من غير الموالين عن العمل فى مجال المقاولات الخاص والعام . ان تجرأ احدهم على العمل فى اى مشروع حكومى تكون مستحقاته رهن الجدولة والمماطلة وحتى دفع الرشاوى لاستيفاء مستحقاته وربما قادته جرأته الزائدة الى السجن او الهروب من السودان .
    كل ما اسلفنا ذكره تقع مسئوليته على الاسلاميين بافرعهم المختلفة من وطنى وشعبى واصلاحى الخ .. وفى يقينى ان اقصى ما يتمنونه هو الحفاظ على مكاسبهم ومصالحهم اضافة لكسب الوقت وانتظار معجزة اقتصادية تنتشلهم من حيرتهم وعجزهم وهو امل بعيد المنال مع الانهيار الاقتصادى الوشيك وربما الطوفان ….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..