لست مؤذن المرحلة… يا بلال .. !

هل إعلامنا مؤهل لقيادة الرأي العام في مرحلة التغيير المزعومة التي يحاول نظام الإنقاذ التسويق لها بعد أن تعذر عليه تخطي حاجز الحقيقة بأنه قد وصل الي نهاية المطاف !
في هذا السياق عقد الأستاذ الطاهر حسن التوم ،الليلة البارحة وعبرقناة النيل الأزرق حلقة من برنامج حتى تكتمل الصورة ، كانت لافتة للنظر جمعت بين الدكتور أحمد بلال عثمان وزير الإعلام والبروفيسور الطيب حاج عطية الأكاديمي المعروف و الكاتبين الأستاذين عادل الباز رئيس تحرير جريدة الرأي العام وفيصل محمد صالح من جريدة الخرطوم !
ولعل الطاهر أراد من استضافة د.. بلال أن ينفض عنه غبار الغيبة عقب التشكيل الوزاري الأخير الذي أبقى على الرجل في بازار المحاصصة رغم فشله الذريع في أداء دوره المرسوم له الذي إتسم ببث المغالطات التي سخرت منها العقول إبان إنتفاضة سبتمبر الأخيرة !
الرجل في بداية الحلقة حاول أن يصعد متعثراً كديك عجوز على حائط خفيض ويؤذن في الناس ليصلوا دون وضوء الشروط أو تيمم معرفة الآليات اللازمة خلف مبادرة الرئيس المبهمة في خطاب الوثبة الشهير، ولكنه ما لبث بعد أن تعمق النقاش في سياسة الإنقاذ الإعلامية المهيمنة والإقصائية أن تراجع بالقول إنه جاء الى هذا البرنامج خالعاً طاقية المنصب الرسمي ، وهو يتحدث الآن بصفته نائب الأمين العام للحزب الإتحادي الديمقراطي !
ولعل ذلك يعكس بجلاء تراجع الوزير المخجل حيال الدور الهام المسند لوزير الدولة بالإعلام الفتى الإنقاذي النافذ الدكتور ياسر يوسف الذي يعتلي منصة أعلى من الوزير المركزي جعلت من صوته يطغى عليه وهو ما وضح في حركة شدة جدة الغربال التي يدير بها الوزارة والأجهزة التابعة لها بالقدر الذي غطى حتى على صورة الخبير الوطني الدكتور ربيع عبد العاطي !
فيصل محمد صالح قال جملة لخصت عدم إمكانية نجاح مهمة الإعلام بكل اشكاله المقروءة والمسموعة والمرئية وبتركيبته الحالية لحوار بين من هو خانق وبين المخنوق !
عادل الباز حاول أن ينتزع عن نفسه عباءة المحسوب على النظام ، فقال مقراً بقصور دور الصحافة جراء رغبة الحكومة في أن يكتب لها الصحافيون ما يرضيها ، ويتجنبون ما هو دون ذلك ، وكأنه يلخص دورهم كرؤساء تحرير مقيدين مثل الذي القي به في اليم مكتوفاً وقالوا له إياك إياك أن تبتل بالماء !
ولعل الدكتور عطية ومن موقعه كأكاديمي مختص فقد حسم المسالة بوضوح وشجاعة وقد فغر الوزير فاه وهو يتابع قوله الجريء !
بان المؤتمر الوطني ليس أقوى الأحزاب ولكنه يستمد تلك القوة من وجوده وسط معينات الدولة التي يقتات منها ، ومن ثم يكبل حركة الأحزاب الآخرى حتى تنعزل عن جماهيرها ، فتمنعها أجهزة أمن النظام من عقد الندوات في المدن وفي الساحات ولا تستطيع جمع التبرعات التي تقوي أذرعها ، فكيف يستوي الأمر لحوار معها مالم يحيد المؤتمر نفسه ليتساوى معها وتوكل اليات الحوار وادارته لجهات مستقلة يقودها إعلام حر !
فهل أنت مؤهل لتؤذن في هذه المرحلة يا دكتور بلال !
وقد رتبت الإنقاذ بيتها الداخلي لإعلاء صوتها أكثر وأكثر ترويجاً لوثبة هدفها الأساسي تخطي زنقة النظام وصولاً الى إنتخابات ، ستفضي الى فوزحيبزبون المؤتمر الوطني و شمطاء المؤتمر الشعبي على نفسيهما و الى معارضة من ذاتهما ومنفعتهما كتكتل إسلامي ربما قد يغازل أهل الطوائف العواجيزبوضع القليل من مساحيق توهم الجمال رغم الخرف البائن الذي كسا وجوه الجميع دون إستثناء !
أما ماينفع الناس فسيكون هو الزبد !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نحن يا أستاذ وحفاظا على صحتنا لا نتابع إعلام الكيزان مطلقا ، لا جرايدهم ولا قناتهم الفضائية ولا مواقعهم الالكترونية، مالنا ومال ارتفاع الضغط وفقع المرارة ، آخر مرة نتابع إعلامهم كانت ليلة الوثبة الشهيرة التي دفعنا إليها الفضول أكثر من الرغبة وحلفنا من يومها إنو تاني ما نكررها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..