الحامض النووي يكشف خيوطا تتعلق بانقراض الإنسان البدائي

تقول دراسة حديثة إن الإنسان البدائي كان موجودا بالفعل وأوشك على الإنقراض في أوروبا قبل أن يظهر الإنسان المعاصر في المشهد.

ويشير تحليل الحامض النووي (دي إن إيه) إلى أن معظم البشر البدائيين في أوروبا الغربية قد انقرضوا منذ نحو 50 ألف عام مضت، أي قبل أن يظهر الإنسان المعاصر بآلاف السنين، وحينها أقامت مجموعة صغيرة من هذا النوع من البشر في أجزاء مختلفة من أوروبا، وقد عاش هؤلاء لمدة عشر آلاف عام قبل أن ينقرضوا.

وقام فريق دولي من الباحثين بدراسة التعدد والتنوع في الحمض النووي من نوع ميتوكوندريا والمستخرج من عظام 13 إنسان بدائي.

ويتم انتقال هذا النوع من البيانات الجينية إلى السلالة التي تليه عن طريق الأم، لأن الخلايا تحتوي على نسخ متعددة من جينوم الميتوكوندريا، وهذا النوع من الحمض النووي أسهل في استخراجه من البقايا القديمة من استخراجه من الحمض النووي الموجود في نواة الخلايا.

وتم جمع العينات الحفرية من أوروبا وآسيا، وتعددت الفترة الزمنية بينها من نحو 100 ألف سنة مضت إلى 35 ألف سنة تقريبا.

ووجد العلماء أن الحفريات التي تم جمعها من غرب أوروبا والتي ترجع أعمارها إلى فترات أقدم من 48 ألف سنة، وكذلك الحفريات من الإنسان البدائي التي جمعت من آسيا، قد أظهرت جميعها اختلافا جينيا كبيرا.

لكن العينات التي جمعت من أوروبا الغربية من حفريات تقل أعمارها عن 48 ألف سنة قد أظهرت تنوعا جينيا أقل بكثير، حيث انخفض التنوع بنحو ستة أضعاف مقارنة بالعينات الأقدم عمرا، والعينات التي جمعت للإنسان البدائي من قارة أسيا.

وافترض العلماء في دراستهم أن بعض الأحداث، والتي قد تكون التغييرات في المناخ، قد تسببت في القضاء على الإنسان البدائي في الغرب منذ نحو 50 ألف سنة، لكن بعض السكان من هؤلاء البشر البدائيين ربما يكونوا قد نجوا في ملاجئ أكثر دفئا في المناطق الجنوبية، وهو ما سمح لهم بإعادة الانتشار مرة أخرى في وقت لاحق.

ويمكن للتنوع الجيني الأقل أن يجعل بعض الأنواع البشرية أقل قدرة على مواكبة التغيرات في بيئتها، ويزيد من مخاطر انقراضها.

وقال كاتب الدراسة الرئيسي لوف دالين من المتحف السويدي للتاريخ الطبيعي في استوكهولم: ” كان مفاجئا أن نكتشف أن الإنسان البدائي في أوروبا كان قد أوشك على الانقراض، ثم عاد لينتشر مرة أخرى، وأن كل هذا قد جرى قبل أن يتصل بالانسان المعاصر.”

وأضاف دالين: “هذا يدل على أن الإنسان البدائي ربما كان أكثر حساسية للتغيرات المناخية الجذرية التي حدثت في العصر الجليدي الأخير مما كان يعتقد سابقا.”

وكان الإنسان البدائي قريبا من الإنسان المعاصر من ناحية التطور، كأبناء عمومة، وقد أقام في بعض الأوقات في أوروبا والشرق الأوسط وأسيا الوسطى. وتبقى أسباب زوال هذه الأنواع موضوعا للنقاش.

ويقدم لنا ظهور الإنسان الحديث في أوروبا في وقت قريب من انقراض الإنسان البدائي أدلة كافية لمعرفة السياق الذي قام فيه “الإنسان العاقل” بلعب دور في الحياة. ولكن ربما كانت التغيرات في المناخ وغيرها من العوامل الأخرى قد ساهمت بشكل مهم في هذا الأمر.

وقال أندريز غوثرستورم من جامعة أبسالا وهو أحد المشاركين في كتابة الدراسة: “إن حجم التنوع الجيني في البشر البدائيين الأقدم جيولوجيا،ً وكذلك في الإنسان البدائي الأسيوي، كان كبيرا كما هو في الإنسان المعاصر.”

وأضاف: “ولم يكن التنوع بين البشر البدائيين في أوروبا في وقت لاحق عاليا كما كان في الإنسان المعاصر في أيسلندا.”

وقد لاحظ الباحثون أن فقد التنوع الجيني في البشر البدائيين في أوروبا الغربية تزامن مع فترة مناخية كانت تعرف باسم “مرحلة مارين أيسوتوب الثالثة” والتي كانت تتميز بفترات عديدة وقصيرة من درجات الحرارة التي تبلغ درجة التجمد.

ويعتقد أن هذه الفترات الباردة قد حدثت بسبب وجود اضطرابات في تيارات المحيط في الشمال الأطلسي، ومن الممكن أن تكون قد أثرت بشكل قوى على البيئة في أوروبا الغربية، وذلك وفقا لملاحظات الباحثين.

وعلى مدى العقود القليلة الماضية، أظهرت الأبحاث أن الإنسان البدائي لا يستحق السمعة الوحشية التي ألصقت به.

وقد أعلن الباحثون مؤخرا أن رسومات خاصة على شكل أختام قد وجدت في الكهوف في مدينة نيرجا بجنوب إسبانيا، والتي قد تعود إلى 42 ألف عام خلا، وأن هذه الرسومات ربما تكون هي الفن الوحيد المعروف الذي صنعه الإنسان البدائي، إلا أن هذا التفسير أيضا لا يزال موضع خلاف.

بي بي سي

تعليق واحد

  1. مثل هذه الأخبار تشبه مقولة الكفر لدارون أن الإنسان كان أصله قرد ثم تطور وكل هذا محض إفتراء وللأسف فقد تربى كثيرون على مثل هذه الأفكار وإنما الصحيح أن الإنسان الأول هو سيدنا العظيم آدم عليه السلام.

  2. ها ها …ها … معليش يا لمبرجاك … الراجل ده شكلو انسان بسيط براحه عليهو !! لكن رغم كده حتي علميا نظريه دارون تم دحضها تماما وكذلك مساله سيدنا ادم دي مافي دليل (علمي ) انا قلت علمي عشان ما ينطو لي الناس (الحافظين ) …عليها … المهم الموضوع ورغم التطور العلمي ده لايزال يشكل متاهه علميه فتميز الانسان ودقة الكون لا يمكن ان تكون صدفة !!!وكمان كلام ناس الاديان ده معظمو متناقض مع العلم !!!!! بس قول ان شاء الله نظل احياء لحدي ما الخواجات ديل يجيبو لينا اخر الموضوع ده وبيجيبو ياخي ديل بعد عوجو (تنو ) خشم الابريق !!! ما بيغلبم شيء ذي ما قال واحد بلدياتنا

  3. معليش بعدت شويه عن النت وجيت لقيت الكلام العجيب المكتوب تحت، أولا يسعدني أن اقول ليك يا سيد أسامة أني مستعد لفتح نقاش علمي لأبعد مدى معاك وعلى كل ثوابتنا الدينية هي خط أحمر وللأستاذ لمبرجاك يمكن وجدو حمض نووي وفحصه ولكن لمن ذاك الحمض النوي بالضبط؟ واللبيب بالإشارة يفهم…
    وعلى كل كما قال صديقك أسامة حتى الملحدين باتوا يشككون في نظرية دارون “هذا لمن يعبدون تقارير العلما”ءوكسرة بسيطة متى توقف تحول القرود إلى بشر لمن لديه عقل يفكر فيه ؟؟؟ لماذا لا نجد قسم من البشر لديهم ذيل مثلا؟؟؟ أكرر هذا محض إفتراء لم يكن الإنسان يوما قردا قط، أما داروين فان كتب علما نافعا نبحثه ونصدق المعقول فقط وبالإثبات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..