آلْآنَ يا ياسر عرمان ؟

مات الدكتور محمد يوسف أبو حريرة الأستاذ الجامعى، وأشهر وزير تجارة في حكومة الصادق المهدي وفي حلقه غصة من الشيخين وإن لم يبد منه آنذاك أنه فقد شيئا مهما في حياته الشخصية بفقدانه المنصب ، فالرجل كان فوق المناصب ، والغصة هي في أن ابعاده من الوزارة كان لتعديل وزارى شهير قام به الصادق المهدى رئيس الوزراء حينها تحت زرائع مختلفة، لكن الناس كانوا يعملون جيدا حقيقة أن الهدف من التعديل كان إستبعاد وزير التجارة أبو حريرة . و كما قال الأستاذ طلعت الطيب في مقاله المنشور في الصحف الإكترونية عند سماعه لخبر وفاة الدكتور (لأن أمثال أبي حريرة عملة نادرة ورأس مال معنوى غير قابل بطبيعته للمساومة أوالتجزئة) فلم يكن من الممكن للصادق المهدي رئيس الحكومة ولمحمد عثمان المرغني الذي ينتمي لحزبه الراحل ابو حريرة أن يحتفظوا بمثل هذا الرجل الذي لا يشبههم في كثير أو قليل . فأبو حريرة الشاب الثوري أنذاك كان يمثل جيل شباب الثورة في السادس من أبريل بكل تطلعاتهم .
أذكر جيدا أنني كنت في ذلك الوقت في معية أحد الأصدقاء من الدائرة التي ترشح فيها محمد يوسف أبو حريرة شمال الخرطوم بحري حيث أهله وعشيرته ، وقد اخترت يومها أن أقضي ليلة الانتخابات هناك قريبا من الرجل الذي توسمت فيه أحلامنا كشباب يحلمون بالعهد الجديد، وكان الفوز حليفه كما كان متوقعا فقد صوت له أهله وغير أهله بكثافة وإقبال حاشد .
المهم ماجرى للثائر أبي حريرة بعد دخوله البرلمان والحكومة عن جدارة واستحقاق فما جرى كان خيبة أمل لكل القوى التي ناضلت وضحت من أجل التغيير ، فقد استمعنا وكنا جماعة لخطاب السيد الصادق المهدي الذي أعلن فيه التعديل الوزاري وأخرج من تشكيله أبا حريرة . لقد كان ذلك الإعلان بمثابة الضربة التي أفاقت الكثير من الناس من وهم ما كانوا يعتقدون فيه أنه قائدهم في طريق الثورة ويحمل همها وكانت الخيبة كبيرة بسبب التسامح الذي أبداه الناس تجاه السيدين خاصة ووضع الآمال الكبيرة فيهما . وربما لا تزال هذه الآمال حية في نفوس بعض الذين ما تعلموا شيئا من تلك الدروس المجانية في مسيرة السيدين .
وإن كان لهؤلاء العذر والزمان قد دار دورته ، فلا أدري كيف لا يتعلم قادة المعارضة الحالية من هذه الدروس ويأخذوا العبرة منها . فها هو السيد ياسر عرمان يصرح في صحيفة الراكوبة ” كنا نتمنى ان نعمل في صف واحد مع المهدي في مواجهة المؤتمر الوطني . ولكننا يبدو أننا نقف في مواجهة المؤتمر الوطني والصادق المهدي .” ونقول للأخ ياسر عرمان آلآن فهمتها ؟
ولنا أن نسأل السيد ياسر عرمان أيضا وهذا حقنا عليه ، ما الجديد الذي جعلكم تدركون الآن أن الصادق المهدي والمؤتمر الوطني جبهة واحدة ؟ ولم لم تقرأوا التاريخ الحي الذي لازلنا نعيشه لتعرفوا أين يقف الآخرون وتحت أي راية هم ؟ وأين البقية وعلى رأسهم السيد محمد عتمان المرغني ؟
مجرد أن تكتشف أمر هؤلاء الآن يثير التساؤل والحيرة معا ، لأن ما تقوله الآن معلوم لرجل الشارع العادي فكيف بكم ؟ وكم من أشياء ستكتشفوها و تنتظر لتقولوا رأيكم فيها بصراحة ؟
من قبل قلنا رأينا لكم بصراحة في ارتباطكم في الانتخابات الرئاسية بسياسة الجبهة الشعبية والذي قررتم بموجبها الانسحاب منها ، وقلنا بالصوت العالي بأي حق تنسحبون ؟ ولمصلحة من ؟ واليوم نقول ونردد إلى متى هذه التحالفات مع هؤلاء الذين أثبتوا دائما أنهم مع مصلحتهم ومع خياراتهم التي لا تشبه خيارات الأمة ؟
وأخيرا السيد ياسر هل تقرأون ما يكتبه الناس وما يقولونه أم أنتم في هذا والحكومة سواء ؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا دكتورنا العزيز، انت عارف و ياسر عرمان عارف و انا عارف و الكل عارف انه الصادق اخو مسلم، لكن اذا وضعنا انفسنا في موقع عرمان فالعدم يبقى في شباب حزبه الذي برهنت الايام انه لا يمثل تطلعاتهم، و عليهم هم مواجهته، والمعارضة بي حالتها دي لا تريد ان تخسر حزب الامة، على الاقل حتى الان. و اصدق من انصف الصادق دون تجن عليه هو المرحوم الخاتم عدلان الذي قال في لقاء قديييم بقناة الجزيرة ” ان الصادق المهدي اكبر كارثة في تأخر السودان” . لك التحية.

  2. والله يا حبيبنا الدكتور اتحيرنا وزاد قرفنا وانا متابع مقالاتك ووالله حزنت لما قريت مقالك نحن ناس الله والرسول وقعنا وما سمينا بين ديك وديل وغايتو الله يكضب الشينا يديك العافية

  3. الخيارات صعبة والسياسة هي فن الممكن وشئنا ام أبينا الصادق المهدي هو رئيس الوزراء الأخير قبل الانقلاب (وجذبه) الي معسكر القوي الثورية يساعد في قومية الحل …
    وياسر عرمان لا يستطيع ان يعبر ويصرح كأي مواطن سوداني بما يعلم عن الصادق منذ زمن طويل!!!
    ولكن حين تفشل بعد محاولات (مريرة) تصرح علانية
    ياسر عرمان وصحبه قادة من الطراز الرفيع
    صدقوني

  4. يأخي الكريم ياسر نفسه ميؤغني وصادق بس صغير
    هو دكتاتور زيهم وهمه مجده الشخصي والا فقل لي بربك اين قيادات الحركة التي قاتلت لاكثر من 20 سنة
    جلهم أُبعد أو ابتعد ليظل ياسر الزعيم الاوحد لا مؤسسات ولا هياكل ولا يحزنزن قردين وحابس جاءوا بالتعيين من سيلفا كير

  5. ياسر عرمان هو أول طالب جامعي في السودان تعرض لمحاولة اغتيال بتوصية مباشرة من قيادة الجبهة الاسلامية القومية وفي زمن الديمقراطية الثالثة وحينها ياسر لم يبلغ الرابعة والعشرين من العمر وكان من قيادات الجبهة الديمقراطية في جامعة القاهرة الفرع . ماهي الخطورة التي كان يمثلها طالب جامعي لحزب كبير كالجبهة الاسلامية القومية ولشخص مثل الدكتور حسن الترابي لدرجة محاولة اغتياله

  6. ندعو الله صباح مساء أن يحفظ ياسر عرمان وأمثاله من المناضلين الشرفاء من شر وكيد ابالسة الانقاذ ، وشر المنتفعين من وراء ظهر الأبالسة .

    ياسر وصحبه الكرام الله يديكم العافية ومرادكم ، واللى فى بالكم ، بإذنه تعالى عاجلآ وليس آجلآ .

  7. يا دكتور مالى أراكم تكأكأتم على ياسر هكذا ؟؟ وأكثرتم عليه القول .,, وليس فيكم من يفعل فعله ؟؟ هل مطلوب من السيد عرمان الذى ينافح فى كل الجبهات أن يصنف الناس أم يقول ما يجمعهم ,, يا سيدى للصادق أتباع مهما كان رأى هؤلاء الاتباع ولذلك شخص مثل ياس عرمان ليس مطلوب منه الاستعداء .. المهم أنكم انت الدكاترة والمثقفين فى هذا البلد المنكوب المطلوب منكم الوقوف خلف عرمان وكل الشعب بكافة طوائفه ودعوا الصادق ومن لف لفه للتأريخ وللآيام فالرجل لن يقدم خير ولما كان بوسعه ذلك هرب والان يضع رأسه مع الحكومة فى وسادة واحدة ويتناجون ويبحلقون ويتآمرون على الشرفاء أمثال ياسر وباقى الشعب المغلوب على أمره ,, الدعم والمساندة ولو بالكلمة مطلوب فى زمان الناس هذا الذى خرب فيه الكيزان كل شىء ,, وفى أسوأ الاحوال ,, الصمت ودعوا القادرين على العمل والفعل المضى قدمآ فى مشروع تعديل الحال ..

  8. يا دكتور مالى أراكم تكأكأتم على ياسر هكذا ؟؟ وأكثرتم عليه القول .,, وليس فيكم من يفعل فعله ؟؟ هل مطلوب من السيد عرمان الذى ينافح فى كل الجبهات أن يصنف الناس أم يقول ما يجمعهم ,, يا سيدى للصادق أتباع مهما كان رأى هؤلاء الاتباع ولذلك شخص مثل ياس عرمان ليس مطلوب منه الاستعداء .. المهم أنكم انت الدكاترة والمثقفين فى هذا البلد المنكوب المطلوب منكم الوقوف خلف عرمان وكل الشعب بكافة طوائفه ودعوا الصادق ومن لف لفه للتأريخ وللآيام فالرجل لن يقدم خير ولما كان بوسعه ذلك هرب والان يضع رأسه مع الحكومة فى وسادة واحدة ويتناجون ويبحلقون ويتآمرون على الشرفاء أمثال ياسر وباقى الشعب المغلوب على أمره ,, الدعم والمساندة ولو بالكلمة مطلوب فى زمان الناس هذا الذى خرب فيه الكيزان كل شىء ,, وفى أسوأ الاحوال ,, الصمت ودعوا القادرين على العمل والفعل المضى قدمآ فى مشروع تعديل الحال ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..