العلمانية و جوهر الدين و الرق و المسكوت عنه (14)

لماذا هذا التناول ؟ الإجابة : ببساطة لعقلنة التدين ، صحيح أن الحاجة للتدين ليست حاجة عقلية في الأساس إنما هي حاجة وجدانية ، نفسية (لكن لا بد لها من العقل في مستوى من مستوياتها) ، الشاهد على ذلك هو تنوع المفاهيم الدينية عند الناس في كل العصور و الأماكن ، و لعل نظرة على عالمنا اليوم تثبت ذلك ، فحسب آخر إحصائيات أو تقديرات تتفاوت في دقتها فإن عدد من يدينون بالمسيحية بكل طوائفها حوالي مليارين من البشر و لكنهم ينقسمون لآلاف المذاهب و عدد المسلمين بكل طوائفهم حوالي المليار و نصف ، يتوزعون ما بين شيعة و سنة و كل واحدة تحوي في داخلها عدد لا يحصى من المذاهب و الطرق و كذلك الهندوس و طوائفهم و عددهم ثمانمائة مليون ، عدا أصحاب الديانات الأخرى من بوذيين إلى يهود إلى الطوطميين (الملحدين أو اللادينيين مليار شخص تقريبا ) . من الأهداف أيضا محاولة إثبات أن هناك حاجة لفهم جديد للدين و ملاحظة أن الناس تعيد قراءة النصوص و تقوم بتأويلها حسب العصر و المكان الذي تعيش فيه ، و من ضمن أهداف التناول تبيان أن الماضي الذي يدعيه الإسلام السياسي و الفهم السلفي الأصولي لم يكن كما يصورونه بغرض الوصول للسلطة ، بادعاء أنه لا حاجة لنا في أي فهم جديد فالأجمل و الأكمل و الأتم حدث في الماضي ، و ما علينا إلا السفر نحوه لنسعد و نفوق العالم أجمع (طبعا يحلمون بتحقيق دعائهم الدائم : اللهم شتت شمل أعداء الإسلام و اجعل أموالهم و نساءهم غنيمة للمسلمين … يحنون لعهد الغنائم و الثروات الجاهزة التي انتجها آخرون لأنهم عاجزون عن انتاج مثلها ، و لعهد السبايا و نكاحهن في الخيام ، أما الشهيد منهم كما في حرب الجنوب فستستقبله إثنتان و سبعون حورية ، ينكهن كما قلنا بشبق لا ينتهي) ليست تلك الصورة لماضينا حقيقية ، إنما هو ماض مختلف تماما ، و من هنا جاءت عبارة (المسكوت عنه) . إذاً من الطبيعي أن يعيد الناس فهمهم لاعتقاداتهم لتناسب ظروف حياتهم المادية و الروحية ، بالطبع ليس اعتقاداتهم فقط إنما حتى تصوراتهم العقلية ، مثلا الدعوة للتسامح لم تكن كما هي اليوم فجون لوك مثلا كان يدعو للتسامح بمفهوم بروتستانتي ، أي أن تسامحه لم يكن يشمل الكاثوليك و الملحدين ، و دعوة فولتير للحرية لم تكن تتصور الحرية لغير البيض ، كذلك من يسمونهم الأمريكان بالآباء المؤسسين و واضعي دستور الولايات المتحدة كان من بينهم مالكي رقيق ، و نلاحظ أن أولئك كانوا طلائعا يبشرون بمبادئ نجحت البشرية في تجسيدها و تجاوزت كثيرا من مفاهيمهم و رؤاهم غير المناسبة للعصر .
الهدف الأساسي إذا هو قراءة الماضي الإسلامي و تفهمه لا محاكمته بمفاهيم اليوم ، من الطبيعي أن يثير هذا التناول غضب البعض حتى يجعلهم يتعامون عن الرد على ما تثيره المقالات ، فهم لا يقولون إن الأدلة من آيات أو أحاديث أو سيرة أو شواهد تاريخية كاذبة ، أو أنها غير موجودة ، أو ينتقدون تفسير الكاتب ، لكنهم بدلا من ذلك يكتبون عن أشياء لم يتم تناولها ، في محاولة للهروب إلى الأمام ، بل إلى الخلف . فأحدهم يكتب عن الدارونية و سخفها (طبعا معتمدا على ما يقرأه عنها في المواقع السلفية) أو عن الشيوعية و آخر ينقل كتابات إنشائية لتبرير الرق ، و هي تبريرات ربما قبل خمسين عاما كانت تقنع الكثيرين لكنها في هذه الأيام لا ترد على حجج الواقفين على الضفة الأخرى . إن ما سقناه في مقالات سابقة عن الموقف السلفي الأصولي من مقولات المعرفة و اللغة مهم لفهم ذلك النوع من التفكير ، فقد سبق و استعرنا من كتابات هاشم شرابي في تشريحه الذكي للمجتمع الأبوي المستحدث ، موقفه من تلك المقولات ، فالمعرفة عند الأصوليين أسطورة و اعتقاد و ليست علم و عقل ، فمثلا من يسمون بالخلقيين في أمريكا يكتبون و يعلمون أولادهم أن عمر الكون في حدود ستة آلاف سنة ((حسبما استنتج الأسقف جيمس أوشر (1581 ــ 1656م) أن بداية خلق العالم كانت في الساعة التاسعة من يوم الأحد الموافق 23 أكتوبر عام 4004 قبل ميلاد السيد المسيح ــ راجع الإسلام و العنف (الأصولية الدينية و معركة العقلانية) ــ برويز أمير علي بهائي بيود ــ ترجمة محمد الخيال )) .و أن الديناصورات و الماموث و غيره من الحيوانات المنقرضة قبل ملايين السنين ، وجدت في نفس اللحظة مع وجود الإنسان و أن الجميع عاشوا سويا ، ذلك وفقا لما جاء في الكتاب المقدس … هم يقولون كما يقول جماعتنا إن كل شيء موجود في الكتاب المقدس ، أي شيء ، كل العلوم ، و إذا لم يعرف أحد في الماضي ذلك فلأن الرب لم يوفقه ، كل اكتشاف علمي له أساس في الكتاب المقدس ، مثلا لو اكتشف عالم أن الخد الأيسر به خلايا أنشط من خلايا الخد الأيمن عندها يعلن المبجلون : ألم نقل لكم ؟ لهذا جاء (من ضربك على خدك الأيسر فادر له الأيمن أيضا) و يرسمون علامة الصليب بتبتل و تبجيل …. مثلهم مثل رصفائهم عندنا ، لا بد من وجود إشارة و لو كانت كلمة أو حرف أو مقطع ليعيدوا اكتشاف ما اكتشفته البشرية ، ألم يجد علماؤنا ــ على يد المبجل زغلول النجار ــ رابطة بين نظرية الانفجار الكبير و بين (إن السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما) ، و عندما يقرأون ذلك أو يتكلمون به يرددون بخشوع و انبهار و إلغاء للعقل : سبحان الله … و لا يلاحظون إن الفتق كان بين الأرض فقط من جانب و السماوات كلها من جانب آخر ، أي بين الأرض و بقية الكون (حسب ما يعطيه تفسيرهم) ، و نسبة حجم الأرض أو كتلتها إلى بقية الكون أصغر من نسبة ذرة رمل إلى الأرض فكيف يحدث فتق بين ذرة رمل لا تكاد ترى و بين جسم هائل أكبر من الأرض ؟ جماعة الخلقيين لها وجود مؤثر في أمريكا و أغلب الكتابات التي تنتقد الدارونية على الشبكة و الموجودة على المواقع السلفية هي كتابات علمائهم المؤدلجيين و التي لا تناقش أبدا اطروحات الدارونية و لا تقدم تفسيرا للإشكاليات التي تواجه علماء الأحياء و المستحثات ، لكنها تنتقد فقط فهم يتناولون مثلا تعقيد بنية العين، والجناح ، و السوط المروحي البكتيري، والبروتينات، و غيرها.. بزعم أن نظرية التطور عاجزة عن تفسير ذلك و يتجاهلون كل الحجج التي توضح التراكم التاريخي الطبيعي و أثر الانتخاب الطبيعي و الفترات المديدة التي تحدث الطفرات … إنهم لا يتعرضون لتفسيرالإشكاليات العلمية مثل : لماذا لا توجد أي آثار للحياة في الدهر الجيولوجي الأول الذي استمر حتى قبل حوالي 2800 مليون عام ؟ و لماذا ظهرت أول آثار للحياة الأولية في الدهر الجيولوجي الثاني (أدلة غير مباشرة في حقب الحياة السحيقة) ؟ و لماذا ظهرت الأسماك المدرعة في العصر الديفوني (بدا منذ 416 مليون سنة و استمر حتى قبل 359 مليون سنة) و العناكب و الحشرات في العصر الكربوني (بدا منذ 359 مليون سنة واستمر حتى قبل 299 مليون سنة) و البرمائيات الضخمة في العصر البرمي (بدأ منذ 299 مليون سنة واستمر حتى قبل 251 مليون سنة) ؟ و ما سبب انقراض الديناصورات ؟ و لماذا لا نجد أي آثار لذوات الثدي و النباتات الزهرية قبل العصر الجوارسي ؟ و لماذا لا توجد أي آثار للإنسان قبل العصر الرباعي في العهد الحديث (الهلوسين) ؟ بدون نظرية التطور كيف نفسر تصميم الإحليل لدى الرجال و مروره عبر البروستات و لماذا لا يمر خارج البروستات ليجنب نسبة كبيرة من الرجال آلام احتباس البول التي تنجم عن تضخم البروستات في كهولتهم و شيخوختهم ؟ و لماذا الطول المبالغ فيه في العصب الحنجري الذي يمر من الحنجرة إلى القلب ليرجع للمخ بدلا من ذهابه مباشرة من الحنجرة للمخ ؟ و لماذا توجد النقطة العمياء في الشبكية ؟ التطور عبر الانتخاب الطبيعي كما قال أحدهم هو: “البقاء غير العشوائي للتباينات العشوائية” و إنه لا يؤدي دائما إلى التصميم الأكمل …. نظرية التطور تصورتها جماعة أخوان الصفا بشكل مناسب لعصرهم ، و الآن كثير من المسلمين يرون أنها لا تتناقض مع الدين باعتبار أن الآية (فإذا سويته و نفخت فيه من روحي ..) لا تعني التسوية في التو و اللحظة إنما تم ذلك عبر ملايين السنين مثل القول بخلق السماوات و الأرض في ستة أيام ، غالبية الشيعة يرون التطور جزءا من الاعتقاد .
الحاجة لتفهم ظروف كل عصر و معرفتها تجعل من الممكن التصالح مع النفس و العصر و الخروج من المأزق الذي تعيشه الشعوب التي يسيطر عليها الفكر السلفي و الذي قلنا إنه لا ينتج أي معرفة بطبيعته . لاحظ الأستاذ محمود محمد طه (و الذي نختلف مع كثير من اطروحاته) أنه كأنما جوهر الدين ظل مخبوءا و لم يكن من الممكن لأحد أن يكتشفه قبل أن تسمح ظروف التطور المادي و الروحي بذلك ، هذا الفهم يجنب الدين و المتدينيين كثيرا من المغالطات ، فلا يمكن أن تدعي أن المسلمين منذ عصر النبوة كانوا يعرفون بشاعة الرق و كانوا يعملون لتحرير الإنسانية منه ، و سنفصّل فيما سيأتي التاريخ الواقعي للرق و متناولين ما ظل يردده الفقهاء و العلماء المسلمين عن الرق ، و تصورهم لديمومته منذ أبو حنيفة و مالك و الأوزاعي مرورا بالشافعي و ابن حزم و ابن قدامة و المرداوي و الألوسي و لن ننسى محمد احمد المهدي عندنا و من تبعهم بصدق في عصرنا من بن فوزان إلى مهدي إلى الحويني و الجلاصي و كما ملأنا العجب من فيديو سلوى المطيري . سنرى أنه منذ العقاد صاحب مقولة إن (الإسلام شرع العتق و لم يشرع الرق) و هي العبارة التي يمكن أن تقول على وزنها أن هتلر شرع ترك البعض أحياء و لم يشرع القتل لأن القتل كان موجودا قبله ، قلنا إنه منذ العقاد إلى محمد قطب الذي استمات في لي عنق الحقيقة (و الرجل معذور لأنه لم ينتبه أن ما كان يصلح لعصر ليس بالضرورة يصلح لغيره) ظل تلاميذهم ينكرون الواقع و لا يرون أثر تلك الثقافة في الأجيال الحالية و التي هي في العصر الحالي من أكثر الناس الذين ينظرون للآخرين بدونية ، خاصةأولئك الذين عانوا من استرقاقهم في العصور الأخيرة . الأمر ليس صدفة إنما هو امتداد لنظرة متجذرة حان الأوان لتجاوزها بتفهم ظروف عصرها . لا يمكن مثلا لإنسان عادي في عصرنا أن يزوج ابنته الطفلة في التاسعة لرجل في الخمسين من عمره في حين إن ذلك كان عاديا في الماضي كزواج النبي (ص) من السيدة عائشة . طبعا وجد أحدهم في أمريكا نفسه في ورطة ، فهو رجل مسلم يحب الإسلام و رسوله ، و لم يرضه اتهام بعضهم في الغرب للرسول (ص) بأنه بيدوفيلي (البيدوفيليا مرض نفسي يدفع صاحه لممارسة الجنس مع الأطفال) و حق له ذلك ، فجاء بحسابات أن عمر السيدة عائشة عندما تزوجها النبي (ص) كان ثمانية عشر عاما و نشر ذلك أحد المصريين ناسبا الأمر لنفسه و تلقفت المواقع الإسلامية القصة و اعتبرتها فتحا جديدا ، طبعا نسوا روايات البخاري و مسلم و السيرة و الشواهد التاريخية من حكاية السيدة عائشة نفسها و لعبها و هي في بيت النبوة … الخ ، و لو تصالح الرجل مع نفسه و تفهم المسألة كما رآها الأستاذ محمود مثلا لما اضطر للدخول في ذلك المأزق و لعرف أن لذلك العصر خصوصيته و أن جوهر الدين كما قلنا ظل مخبوءا على الجميع حتى كشف لنا عصرنا حاجتنا لفهم جديد . إن التحايل على النصوص و تحميلها ما لا تحتمل ، و اختراع معاني لا توجد في اللغة ، يفرغها من معناها و يفقدها وظيفتها ، و جعل النصوص تقول ما لم لم يقل به النبي (ص) و الصحابة و التابعين و تابعيهم و حتى القرن العشرين ، من غير منهج واضح ، لا ينجح في تفسير التخلف و العجز و لا في الخروج من هذه الحالة .
[email][email protected][/email]
نعم تطور الانسان كثيرا ..ونعيد ان الاعلان العالمى لحقوق الانسان والذى يحتقره السلفيون ورجال الدين ..هو عبارة عن عدة اسطر( نصف صفحة فقط من الكلام) حل مشكلة الهويه لجميع البشر .. وحل مشكلة الحريه الدينيه وحرية الاعتقاد والحريه الشخصيه وحرية الفكر والتفكير والتنقل والنشر والحريات الاجتماعيه والرياضيه وحرم الرق واعتبره جريمه جنائيه تستوجب العقاب .وحل المشاكل القانونيه وساوى بين البشر فى الحقوق والواجبات .وقدمت دراسات هذه الايام لاضافة نص جديد يحترم حق الانسان فى ان يرفض قتل اخيه الانسان ..اى الحريه فى ان يمتنع الانسان عن اداء الخدمة العسكريه فى الدول التى تلزم مواطنيها بها واستبدالها بأى خدمة اجتماعيه مقابلها .الحقيقه ان مجلدات الكتب الدينيه وهى بالتأكيد بالملايين لم توحد ولم توفق المسلمين مع بعضهم دعك من الاخرين وهم لا زالوا فى معركة قيادة المرأة للسياره حلال ام حرام .اذن المعجزة فى العقل البشرى وليست فى علوم الكهنوت الدينى الظلامى الذى يعمل كمبابح لتقدم البشر ..
من اصدقِ ما كتبتَ (إن التحايل على النصوص و تحميلها ما لا تحتمل ، و اختراع معاني لا توجد في اللغة ، يفرغها من معناها و يفقدها وظيفتها) …. و لكن الذى يُقلقنى انك في بعضِ كتاباتِك تضع (البيض كله فى سلةٍ واحدةٍ) الا تُوجدُ منطقةٍ وسط؟ التعميم دوماً مُخِل
قلنا الف مرة أن العقلنة والعلمية تقتضي نقاش كل قضية حسب المنهج العلمي المناسب لها حيث ان منهج البحث يختلف باختلاف القضية محور البحث، وأما التخليط مثل يتخذ احدهم المنهج التجريبي في البحوث الاثرية بدلاً عن المنهج التاريخي، او ان يحاول احدهم ان يتخذ المنهج التجريبي في الرياضيات بدلاً عن المنهج القياسي والاستدلالي فيقول لك بانه لا يعترف بنتيجة حاصل ضرب مليون × مليون الا بعد ان يحضر حصى ويقوم بالعدد بنفسه ليتأكد. وليس غريب من مثل هذا بأن يقول بأنه لن يؤمن بوجود خالق حتى يراه، ويبداء في اقناع نفسه بأن كل هذا الكون قد خلق من تلقاء نفسه عبر تطور طبيعي تم فيه تجريب كافة احتمالات تركيب العناصر اللازمة لخلق كل ما بالكون (مجرات، كواكب ونجوم، مخلوقات متطورة وبدائية، الخ)، وقد حدثت اخطاء عبر مليارات السنين حتى تم التوصل للتركيبة الصحيحة لخلق كل ما بهذا الكون (عبر السنين) ليصل الكون لوضعه الحالي، ورغم ان العلم اثبت ان خلق جزئ بروتين فقط عن طريق الصدفة يستغرق اكثر من عمر الكون حتى يومنا هذا للقيام بتجربة عدد الاحتمالات الممكنة لتركيب مكونات جزئ البروتين فقط، دعك من خلق انسان لم يفهموا حتى اليوم كيف يعمل عقله الذي يتجحون به، ودعك من خلق كون كوكب الارض فيه يوجد في مجرة تحتوي مليارات النجوم مثل الشمس التي نراها، وهذه المجرة التي فيها مليارات النجوم كالشمس هي جزء من مليارات المجرات الاخرى التي يفوق كثير منها مجرتنا حجماً، ورغم ذلك يأتيك احدهم ليحدثك عن نظرية الانتخاب الطبيعي والتراكم ويسمي ذلك “عقلنة” و”علمية”.
عموماً، ما يقوم به الكاتب شبيه بما ذكر اعلاه من خلط مناهج البحث، حيث تختلط عنده مناهج البحث في القضايا الفكرية والفلسفية مع تلك المتعلقة بالقضايا العلمية التجريبية ومع تلك المتعلقة بالامور الغيبية، وهو خلط عجيب بين مجموعة منهجيات محتلفة يصح كل منها في مجاله ولكن لا يصح بمجال آخر.
وبمناسبة قصة “عقلنة” الدين هذه والتي تقتضي نزع القدسية من النصوص وفقاً لما فهمته من تلميحاتك بالسلسلة (وارجوا تصحيحي ان كنت مخطئاً في استنتاجي)، هل يمكنك ان تعقلن لنا فقط كيف يعمل عقلك الذي تتحفنا بمخرجاته حيث ان العلم -وفقما اعرف- قد عجز حتى اليوم عن تفسير طريقة عمله او تقليدها بصورة كاملة، واعترف العلماء بأن احدث التقنيات اليوم تعتبر قمة التخلف مقارنة مع طريقة عمل العقل فقط، فهلا عقلنت لنا (اذا استبعدنا الغيبيات) من وضع هذا النظام للعقل الذي تريد ان تعقلن به الدين والقرآن؟!! ولماذا لا يمارس العلماء مفاهيم الانتخاب الطبيعي عبر الكمبيوترات الخارقة للتوصل لخلق عقل صناعي يماثل عقولنا!!
وأيضاً هلا “عقلنت” لنا ما هية الروح التي تجعل احدنا يتقافز ويتفلسف وينظر ويتطاول وبمجرد ان تخرج من جسده يصبح جيفة تلقى في باطن الارض لا يدري احد سواها ما يفعل بها بباطن الارض!!
وبالعودة لمقالك، اقتباس: “لماذا هذا التناول ؟ الإجابة : ببساطة لعقلنة التدين، صحيح أن الحاجة للتدين ليست حاجة عقلية في الأساس إنما هي حاجة وجدانية ، نفسية (لكن لا بد لها من العقل في مستوى من مستوياتها)”
لم تأت بجديد يا عالمنا الجليل، فلو قراءت القرآن الذي تتحدث عنه لوجدت معظمه دعوة ال اعمال العقل (افلا يعقلون، افلا يتدبرون، افلا تتفكرون…الخ)، ولكن السؤال هو، ما معنى عقلنة الدين او استخدام العقل في احد مستويات الدين كما قلت؟
الاجابة على هذا السؤال تحمل احد احتمالين:
1- ان نعمل عقولنا لنحاول فهم مراد الخالق عز وجل وفق نصوص نؤمن بقدسيتها (وليس قدسية مفسريها) ومن ثم نجتهد في محاولة فهمها مع الاخذ في الاعتبار اعمال العقل وما توصل له من علوم بما في ذلك العلوم الشرعية او غيرها امثتالاً لأمر القرآن نفسه مما ذكر اعلاه.
2- أن نعمل عقولنا في إعادة تشكيل وصياغة الدين وفق ما يتوافق مع عقولنا واهؤاءنا دون التقيد بموضوع قدسية النصوص هذه. فنفصل الدين وفق ما نراه وتراه عقولنا، وهو ما حدث بواسطة اصحاب الديانات الاخرى وبعض فرق المسلمين ولو بصورة اقل.
الطريقة الاولى في الاجابة على السؤال هي ما ستجده من معظم المسلمين (وليس المتأسلمين) حيث ستجد ان كل مسلم يعرف بانه مأمور بإعمال عقله لفهم مراد الخالق من خلقه، وأما افعالنا بعد أن أُمرنا فهي لا تضر القرآن والاسلام شيئاً ولا تنقصه.
وأما الطريقة الثانية فهي كما ذكر ما فعله من قاموا بتأليف كتبهم الدينية ويقومون باعادة تنقيحها وانتاج اصدارات جديدة كل حين وآخر، وكأنها كتب مطالعة، ويبدو لي من اطروحاتك بمقالاتك ان هذه هي الطريقة التي تفضلها انت.
وبعيداً عن قدسية القرآن وايماننا كمسلمين بأنه ليس هناك خيرة بعد أمر الله تعالى ورسوله، فسأناقشك فقط بطريقتك (شبيهة) العلمية والعقلية هذه. فاذا اردنا عقلنة الدين وانتزاع قدسية النص وفق مفهومك القائم على انتقاد النصوص (وليس انتقاد التفسير)، فهلا اوضحت لنا على عقل من سنعتمد في قضية العقلنة هذه، هل نصبح مثل اولئك الذين اتبعوا من قال لهم ان قلب البقرة يحوي عظاماً وان اسنان الرجل اكثر من اسنان المراءة، ام نكون مثل من ارادوا تفسير كافة ظواهر الحياة عبر الاقتصاد ونظرياته فقط، ام اولئك الذين ربطوا كل تفاعلات المخلوقات بقضية الجنس، ام على ماذا سنعتمد يا حصرة عالمنا الجليل؟!!
ملحوظات:
– قلنا لك الف مرة بأن تفسيراتك للايات خاطئة وتدل على جهلك باللغة العربية نفسها، وقلنا لك ان تعطينا مصدر تفسيرك او توضح لنا ان كانت هذه تفسيراتك الخاصة للقرآن، ولكن اما انك لا تقراء او انك تقراء ولا تريد ان تفهم حتى تأتينا في مقالك هذا متسائلاً، لماذا لا نقول بخطاء تفسيرك للآيات؟!!!. وبهذه المناسبة ارجوا ان تخبرنا بمصدر هذا التفسير الخطير والمعجز لآية (إن السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما) الذي اتيتنا به والذي يقول بان الاية تتحدث عن انفصال الارض فقط ولا علاقة لها بالسماوات، مشكلتك انك تقراء مثل التفسير الميسر وتفهم منه وفقاً للغتك العربية مثل هذا الفهم العجيب الذي تريد ان تجعل منه حجة.
الاية تقول السماوات كانت جزء من الجسم الملتصق ببعضه (الرتق)، وعندما حصل الفتق (وهو الفصل بقوة ويماثل معنى الانفجار) فان الارض انفصلت عن السماوات (وليس السماء) وكان ذلك بداية خلق الكون بدليل الايات الاخرى التي تتحدث عن خلق الكون فتتحدث عن خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن وبمناسبة ومن الارض مثلهن ارجو ان ترجع الى موقع هيئة الابحاث الجيولوجية الامريكية لترى عدد طبقات الارض وفق ما توصل له العلم حديثاً بالقرن العشرين بعدما كانت مقسمة لثلاثة طبقات فقط من قبل وتم بعدها تقسيم هذه الطبقات الثلاثة نفسها لطبقات فرعية فصار عدد الطبقات حسب الخصائص هو سبع طبقات). وارجوا البحث عن معنى كلمة سماء قبل ان يقفز لنا قافز ليقول: اين اذاً بقية الكواكب في الكون!! واعجاز القران هو ان المعنى اعلاه صحيح وايضاً معنى الفتق بمعنى شق الارض للانبات والسماء للمطر ايضاً صحيح (ارجع لتفسير الجلالين وهو تفسير مبسط ارجو ان تفهمه)، والاعجاز هو ان الايات تحمل معاني متعددة (غير متناقضة) تفهم بكل زمن بطريقة اوسع، وفهم المعاني يكون بفهم اللغة بالاضافة الى التفكر والتدبر بالنسبة للايات الكونية ومن ذلك الحقائق التي اثبتها العلم، والامر ليس فقط تنظير بواسطة كل من هب ودب.
عموماً القرآن ليس كتاب علمي ولكنه يحتوي ايات اعجاز علمي مثل الاية اعلاه او الايات التي تتحدث عن تكون السحب والرعد والبرق وكيفية تكون الامطار وسقوطها وبشرح يماثل ما توصل له العلم لمن يفهم اللغة العربية ولا يريد المكابرة والجدال العقيم، وليس كتاب طبي ولكنه يحوي مراحل تكون الجنين وفق ما اثبتها العلم الحديثة وبوصف يطابق شكل الجنين بكل مرحلة كما اثبته العلم الان (مضغة، علقة) وغير ذلك مما لا ينكره مكابر، ولغوياً لا زال اعجازه قائماً من عهود المتمكنين من اللغة حتى اليوم وقد تحدى المغالطين عبر الازمنة ليأتوا بمثله ولكت هيهات هيهات، حتى وان الفوا اشعار بإسم أمية بن الصلت او غيره فالفرق واضح لمن يعرف ابسط قواعد اللغة.
– جمهور العلماء، القدامى والمعاصرين، اتفقوا على ان العهد مع الاخرين على ايقاف الرق والسبي ملزم للمسلمين طالما التزم الاخرون وامتنعوا، ومن هؤلاء حتلى من تصفونهم بالتشدد مثل ابن تيمية، وقد بينوا ادلتهم الشرعية على ذلك، فإذا كان لديك نسخة مختلفة من الاسلام او القرآن تجعلك تعارض هذه الاراء فارجوا ان تشرح لنا بالدليل ما يثبت صحة ادعاءاتك بأن الاسلام يدعونا لتطبيق الرق اليوم مخالفاً رأي جمهور العلماء، واما ان تألف لنا مشكلة لا توجد الا في رأسك ومن حذا حذوك ثم تبداءوا بتكرارها لحد الملل، فلا علاقة لهذا بالـ”عقلنة” على الاطلاق. وارجوا ملاحظة انني اناقش الان قضية (هل يامرنا الاسلام “اليوم” بتطبيق الرق والسبي كعبادة تقربنا الى الله؟)، ومن باب “عقلنة” الحوار ارجوا ان لا تفتح لي حصة التاريخ التي تكررها عما حدث بالسابق، وكما تجاوزت ما فعله الاباء المؤسسون لامريكا فارجوا ان تتجاوز لنا قصة ما فعله السلف في زمان كان فيه ما كان مما لا اريد تكراره هنا. وعليه ارجوا نقاش القضية من خلال السؤال اعلاه عن موقف الاسلام من الرق “اليوم” وما يقوله “جمهور” العلماء، واقراء ان كنت لا تعرف قبل ان تبداء في الجدال ودعك من الاقوال الشاذة او المحرفة خارج سياقها التي تنتقيها من هنا وهناك وتتجاهل رأي الاغلبية الغالبة من السابقين والمعاصرين، فهذا الاسلوب لا يليق بمن يحدثنا عن العقلانية والعلمية ليل نهار!!
ولي عودة لبقية تناقضاتك وتخليطاتك المحيرة!!!
أخى سرحان
تتحدث عن العقل والعقل هو ما يقود للايمان بالله كتبه ورسله وملائكته.
انك يا سيدى تتحدث عن كتاب بدأ (باقرأ) فماذا تعنى اقرأ فى اعتقادك ان لم تكن تعنى العقل؟
كتاب يخاطب من (يتفكرون) ومن(يعقلون) فقل لى أخى وانت القارىء العالم عن كتاب يبدا هكذا(ذلك الكتاب لا ريب فيه) اى مؤلف يخاطب القارىء هكذا فى كل ما قرأت؟
ثم اخى اعمل عقلك وتأمل الكون حولك،حركة الكواكب وانتظامها والهندسة فيها والرياضيات والكتاب يقةل لك(لتعلموا عدد السنين والحساب) والعالم يحسب الزمن هكذا.
ان لم تكن مكابرا فاقرأ الآية كاملة(السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىء حى) هذا ما أدركه العالم المسيحى الغرنسى موريس بوكاى وأسلم.
ثم استمع الى علماء ناسا (وكالة الفضاء الأمريكية) وهم يتحدثون عن نهاية الشمس(حين ينكمش سطحها على باطنها فى عمليةالمد والجزر بين القلب والسطح(the core and the surface) ,وتعود الشمس كرة.
ثم دونك ما ورد فى الصحف الغربية فى الثمانينات عن (نقصان الأرض من اطرافها) لم تكن تلك من اختراعان زفلول النجار.
ولذلك نحن نعمل العقل ونؤمن بهذا الكتاب وهذا الدين.
ولا تخلط الأمور بين (الحركى السياسية الحاكمة فى السودان باسم الدين والدين.
نحن يا سيدى لا نتابع العاطفة فقط كما تقول ولكننا نسعى لتفسير هذا الكون كما أمرنا (وعلم آدم الاسماء كلها) و(علم بالقلم) ثم(استعمر الانسان فى الأرض) ليعمرها بما آتاه من امكانيات عقلية وباعمال العقل اكتشف الانسان وسخر الاسباب .
اما عن بدء الحياة فان كنت تقصد (حياة الانسان فى الأرض فارجع الى النصوص ) وان خلق الانسان جاء بعد خلق الكون والأرض(انى جاعل فى الأرض خليفة)*.
اننا ياسيدى نفهم هذا الدين جيدا ونجادل به حتى فى الغرب دار العلم والعقل .
سوأل لمسلم أنا و ودالحاجة وسرحان.
ألقران صنعة الله وخلقة , ونرى أمامنا صنعة الله وخلقة من أشجار وحيوان و إدارة الكون بدرجة الكمال Utter perfect وهذا دأبه فى كل مخلوقاته التى نراها ونحسها مافيها لكنة , هل القران Utter perfect رغم وجود الرق وغيرة من المسكوت عنه???.
العالم الجليل سرحان، مشكور على التعقيب.
حجتك بان كتابتك لمقال تعفيك من التزام المنهجية العلمية هي حجة باطلة، فحتى في المقالات الفكرية والبحثية يجب ان تلتزم بالمنهجية العلمية يا حضرة العالم الجليل الداعي الى “عقلنة” الدين وإلا فيمكنك الكتابة في الرياضة او الفن او غيره مما لا يستدعي التزام المنهجية العلمية في الطرح ويتناسب مع اسلوب الكتابة هذا.
ولا ادري ماذا أسمى حالة شخص يدعوا الى العقلنة والعلمية ليل نهار وعندما يخوض في قضايا فكرية معقدة تمس عقائد الناس سارداً فيها استنتاجاته الشخصية يقول -رافضاً الالتزام بالمنهجية العلمية- ان ما يكتبه هو مجرد مقال وبالتالي يجب أن لا نسأله عن مصادر معلوماته او عن خطاء منهجه في الوصول الى استنتاج ما يسميه حلاً لقضايا متعلقة بالاديان كافة وهو يستخدم طرق استدلال لا تتناسب مع القضية التي يطرحها بمقالاته من الاصل، هل تعتقد ان تسمية “شيزوفرنيا فكرية” مناسبة ام ان الانسب “نفاق فكري”؟!!
وصدقني ان ما درسته انا اقرب الى العصرية مما درسته انت بعيداً عن امثالك التي تضربها وارى انها تتناسب فعلاً مع منهجك في البحث والتفكير، وعموماً فقضيتنا ليست في دكتوراة الفساة ولكنها في الفساء الفكري الذي يمارسه البعض في كتاباته. وطالما انك قد قراءت بجامعات غير تلك التي ضربت بها المثل فالاولى بك اذا ان تعكس لنا هذا في طريقة طرح القضايا الفكرية هذه.
في درس اللغة العربية واختراع المعاني الذي اعطيتني اياه يا عالمنا الجليل اوردت لي عبارة من تعليقي وهي “الاية تقول السماوات كانت جزء من الجسم الملتصق ببعضه (الرتق)….”، ورغم أيرادي بعد كلمة الجسم بين اقواس لكلمة الرتق لبيان المقصود من الجسم، و رغم ان استخدامي لكلمة الرتق كأسم معرف يُسمى في اللغة المصدر الموضوع موضع الاسم وهو من نعت (صفة) السماوات والارض المذكورة بالاية، ورغم محاولتي تبسيط عبارتي قدر الامكان عسى ان يتيسر الفهم الا انك قلت مستنكراً “أين قالت الاية جزءا من الجسم الملتصق ببعضه؟” وعدت وزدت بناء على فهمك بان العبارة تتحدث عن جسم آخر التصقت به السماء او الارض حيث ختمت اسئلتك مستنكراً “أين حكاية (ملتصقة بجسم)؟”، وفهمك لعبارتي بهذه الطريقة دون معرفة ما يعنيه وضع المصدر محل الاسلم (الرتق) يثبت ما قلته لك بأنك غير ملم باللغة العربية ومن الافضل لك البحث عن شئ آخر تخوض فيه غير القرآن الذي اعجز ملوك البلاغة!!
وعموماً، لو انك تقراء من المصادر التي تقتبس منها وتحاول فهم ما فيها قبل الاتجاه للنسخ واللصق (copy/paste) لوجدت في تفسير البغوي نفسه ما قلته لك اعلاه عن استخدام كلمة “الرتق” معرفة وما يعنيه، حيث جاء فيه بخصوص تفسير نفس هذه الاية نقلاً عن عكرمة وعطية:
“وإنما قال: { رَتْقاً } على التوحيد وهو من نعت السماوات والأرض لأنه مصدر وُضع موضع الاسم، مثل الزور والصوم ونحوهما.”
هل فهمت الان بعد قراءة العبارة اعلاه ما المقصود بالجسم في عبارتي والذي اعقبته -وبين اقواس- بكلمة “الرتق”. عموماً -وللضمان- الجسم مقصود به الرتق نفسه، والرتق هو مصدر موضوع موضع الاسم ويعني السماوات والارض الملتصقة ببعضها كشئ واحد واسم المصدر مشتق من نعتهما بالاية، وبالتالي يصبح معنى عبارتي هو ان الارض كانت جزء من جسم واحد مكون من الارض نفسها والسماوات، ولا يعني التصاق الارض بجسم خارجي آخر.
هل عرفت الان لماذا احتاج للتطويل في الشرح بتعقيباتي على مقالاتك وقبل ذلك على تعليقاتك منذ مقالات تاج السر حسين، ويا ليته كان بفائدة!!!
واخذاً بنصيحتك (وانصحك ببذل جهد في الفهم قبل الرد) ساتناول ما تبقى من نقاط بتعليقك باختصار في شكل اسئلة (من تعليقك) واجوبة مختصرة:
س: كيف عرفت أنه (الفتق) يماثل معنى الانفجار، ولماذا لا يكون معناها شخير او لولوة؟!!
ج: في التفسير الذي اوردته انت بنفسك من البغوي عن ابن عباس اوردت قوله (ففتقناهما: فصلنا بينهما بالهواء)، واذا كنت لا تعلم علاقة الهواء من حيث انه مسبب اساسي للانفجارات ولا تحدث بغيره وهذا من اسس صنع المتفجرات اليوم، فتسألني من اين اتيت بمقاربة المعنى بين الرتق الذي يعني الفصل بالهواء وبين الانفجار فاقول لك أن “اللولوة” هي ان يحدثنا احدهم ليل نهار عن العلمية والعقلنة ثم يسأل مثل هذه الاسئلة!!!
—————
س: هات أحدا قال بأن الكون خلق صدفة من غير تعريف الصدفة بأنها بنت الضرورة؟
ج: تحدثت بتعليقي عن الصدفة و”الانتخاب الطبيعي” الذي تتحججون به، فما الذي يغيره اضافة تعريف الصدفة بأنها بنت الضرورة غير ما ذكر؟!!
وعلوم الاحصاء اثبتت ما ذكرته لك من ان عمر الكون غير كافي لخلق بروتين وفقاً لنظرية التطور، ومن قام بهذه الابحاث علماء غير مسلمين (ولا سلفيين) وهم ادرى بنظرية التطور منك.
وعموماً وبدون لولوة، نحن نؤمن بوجود خالق لهذا الكون وان عملية التطور هي جزء من الطريقة التي خلق بها الخالق الكون وليس الامر مجرد تطور ذاتي مدعوم بعملية الانتخاب الطبيعي دون تدخل خالق، وسؤالي لك (وارجو الرد بدون لولوة) هو:
هل تؤمن بوجود خالق لهذا الكون ام انك ترى ان الكون نشاء بتطور ذاتي وانتخاب طبيعي كما تلمح بمقالاتك؟…وارجو ان تتحلى بالشجاعة وتجيب على هذا السؤال دون هروب بجمل من شاكلة ان معتقدي ليس هو الموضوع، حيث انه من المهم للرد عليك معرفة منطلقك الذي تطرح منه افكارك.
—————
س: يمكننا أن نتجاوز عن ما قاله العلمانيون السابقون لأن هذا هو منهج العلم، فكلما أثبت الجديد جدواه يتم تجاوز القديم، هل ترى أن ذلك منهج يطبق على الدين؟ و كيف نعرف مقصود الإله و ممن؟ منك مثلا؟ من القرضاوي؟ من محمد عبد الكريم؟ من شيخ الامين؟؟ قل لنا يا أخي فنحن في شوق لمعرفة ردك!!
ج: نعم ينطبق هذا المنهج على الدين، ولكن الفرق هو ان السابقين واللاحقين يجتهدون في فهم النصوص وليس في الغاؤها او مهاجمتها، وأما العقل “والعقلنة” فتأتي حين الاجابة على سؤالك من اين تأخذ مراد الاله، فكل من يأتي باجتهاد سواء ان كان القرضاوي او محمد الامين او غيره فعليه بيان حجته ودليله وليس على احد حرج اذا اجتهد لمعرفة الصواب من ان يأخذ بالايسر له اذا تعددت الآراء المقنعة وهذا من باب الرحمة في التشريع التي لا تريدوا فهمها.
وعموماً، الاجابة اعلاه تعتمد على اقتناع الشخص بقدسية النص وأما من لا يقتنع بقدسية النص فإن هناك اجابات اخرى تناسبه، وهذا هو سبب سؤالنا المتكرر لك حتى نعرف كيف نناقشك: هل تؤمن بوجود الخالق وان القرآن الكريم هو كلامه وبالتالي هو مقدس ام لا؟
!!ارجو ان تجيب ولا تتهرب فنحن في شوق لمعرفة كيف نناقشك!!
—————
اخيراً، اذا كنت لا ترى مشكلة في اسلوب طرحك لرؤاك وافكارك المعتمد على القاء الكلام على عواهنه والاستعراض اللفظي (الدراما اللفظية)، فارجوا ان لا يقلقك موضوع عدد من يقراء لي ومن لا يقراء لي، فالموضوع بالنسبة لي ليس منافستك علي العداد!!
وانصحك بما نصحتني به “اختصر و ناقش المكتوب : قال المعلق كذا ، و هذا خطأ و الصحيح كذا …”، ودعك من عدد من يقراءون لي ودكتوراة الفساء وغيرها من اساليبكم اياها المعتمدة على الدراما اللفظية، ولتعلم انني لن اتأثر بمثل هذه الاساليب الـ….، واذا لم تخجلوا انتم من اسلوبكم العجيب هذا في طرح قضيتكم التي فاحت رائحتها هذه فكيف نخجل نحن او نتردد في الرد عليك وامثالك لبيان ما نراه حق وهو الحق بإذن الله. وصدقني لن يهمنا اي اساليب نفسية يستخدمها اليوم معدومي الحجة لهز مناقشيهم ليتمكنوا من طرح تخاريفهم في هدوء، فوفر وقتك ومجهودك في تقوية حجتك يا عزيزي…وفي انتظار مزيدك!!!
اتذكر دائماً بعد مقالاتك شعر أبو الأسود الدؤلي:
يا أيــها الرجــــل المعـلـــم غــيره
هلا لنفسك كان ذا التعليــم
***
تصف الدواء لذي السقا وذى الضنا
كيمـا يصـح به وأنت سقيــــم
***
ونـــراك تصلــح بالرشــــاد عقـــولنا
وأبـدا وأنت من الرشــاد عــديــم
***
ابدأ بنفســك فانهــهـا عــن غيـــها
فإذا انتهــت عنــه فأنــت حكيـم
***
وهناك يُقبل ما تقــول ويُشــتفـى
بالقـــول منــك وينفـــع التعلــــيم
***
لا تنــه عن خـلق وتأتــى مثـله
عــار عليــك إذا فـعلــت عظـيــــم
… اسائل نفسي لِم ذكر العظيمُ الجليلُ (الماء) في هذه الايةِ هاهنا(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) 30 ثم مرةً أخرى هاهنها(وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) (7) فينشرح صدرى ..و لا ازال اتأمل
كان بودي ان اعلق مبكرا و لكن لم اتمكن بسبب بعض الامور :
أولا : على سرحان أن يحترم القيم و الأخلاق الانسانية من احترام الانبياء عليهم السلام و الرموز الدينية مثلا قال سرحان ( و لم يرضه اتهام بعضهم في الغرب للرسول (ص) بأنه بيدوفيلي (البيدوفيليا مرض نفسي يدفع صاحبه لممارسة الجنس مع الأطفال)
فأمر زواج النبي صلى الله عليه و سلم من السيدة عائشة في هذا السن أمر طبيعي بالرغم من أنه ليس شائعا فمن الجهل أن يشبهه سرحان ذلك بالمرض , كما أن تعريف سرحان للمرض أنه يدفع صاحبه لممارسة الجنس مع الاطفال و ليس للزواج من صغيرات السن يفضح خلط الرجل العجيب و أعتقد أنه حتى الثقافة الغربية التي يدعي سرحان احترامها تحترم الخصوصيات و ثقافات الاخرين و لكن لا يتقيد سرحان بذلك
هل يريد سرحان من العالم كله أن يتخذ ثقافة الغرب مرجعية اخلاقية؟ نقول له هذا مستحيل !
ألا يعلم سرحان أن الاستهزاء بالأنبياء و ال رسل كفر في العقيدة الاسلامية؟
عندما قرأت هذا المقال أصبت بالدهشة و الاحباط من للوهلة الاولى من هذه العبارة ((
ماذا هذا التناول ؟ الإجابة : ببساطة لعقلنة التدين))
فاذا كان هذا مبلغ الكاتب من العلم و الفهم للبشر فأعتقد أنه من الافضل له أن يكتب عن الآلات أو البرمجيات و يتحاشى الخوض في العلوم الانسانية فضلا عن الدين!
هل يستطيع سرحان ان يعقلن اعتقاد البعض أن الله ثالث ثلاثة ? تعالى الله عما يقولون- ؟
هل يستطيع سرحان أن يعقلن عبادة فئام من الناس للبقر و البشر و الحجر و الشجر؟!!!
طبعا في نهاية المطاف لن يتجرأ كاتب المقال الا على محاولة عقلنة الاسلام دون الديانات الاخرى
1. ما يتعلق بأسلوب القفز على الحقائق الذي ينتهجه سرحان فهو أسلوب قديم و معروف و قد عفا عليه الزمن و ذلك مثل قوله ((اللهم شتت شمل أعداء الإسلام و اجعل أموالهم و نساءهم غنيمة للمسلمين…… فستستقبله إثنتان و سبعون حورية ، ينكهن كما قلنا بشبق لا ينتهي))
كيف يستسيغ أن يحكم الكاتب على أمة كاملة لها تاريخ مجيد بأخذ عينة مشوهة؟
لم يسبق ان أنتقد سرحان خطابات و وعود المرشحين للانتخابات و التي أغلبها كذب و خيال و ذلك طبعا لأن هذه من نتاج الغرب تجد ه يمنع نفسه ( أي سرحان) من انتقادها
2. لدينا مشاكل كثيرة في الوقت الحالي لا يتطرق اليها سرحان و من لف لفه و سلك مسلكه,
مثلا يتحدث سرحان عن الرق بتكرار ممل بينما لا يناقش المشاكل الحقيقية الناتجة عن الربا و استغلال الدول الفقيرة و تكبيلها بفوائد الديون و بيع الاسلحة في مناطق النزاعات
يتحدث عن الدارونية التي وضح بطلانها و خيبتها و لا يتحدث عن اختها في المادية أي النظرية
الشيوعية التي تهاوت و سقطت أصنامها ( يمكن ان نتحدث عن الدارونية في تعليق ءاخر)
يتحدث عن الحويني و غيره و لا يتحدث عن عصابات الانتي بلاكا و فظائع التوتسي و الهوتو في رواندا
3. قال سرحان ((بدون نظرية التطور كيف نفسر تصميم الإحليل لدى الرجال و مروره عبر البروستات و لماذا لا يمر خارج البروستات ليجنب نسبة كبيرة من الرجال آلام احتباس البول ))
نظرية دارون لا تفسر علم وظائف الاعضاء أو غيره و انما فقط يقوم البعض بأخذ بعض الملاحظات ليدعم النظرية , فلو سمحت اترك الخلط
4. قال سرحان ( . طبعا وجد أحدهم في أمريكا نفسه في ورطة ، فهو رجل مسلم يحب الإسلام و رسوله ، و لم يرضه اتهام بعضهم في الغرب للرسول (ص) بأنه بيدوفيلي (البيدوفيليا مرض نفسي يدفع صاحه لممارسة الجنس مع الأطفال)
رد :لماذا لا تذكر تزوير بعض العلماء الغربيين بعض الامور لدعم نظرية داروين و ذلك مثل
– مثال العالم الالماني (آرنست هيمبل سنة 1824 هـ – 1919 م ) حيث أقدم على عمل كاذب هو القيام بتزوير صور الاجنة لكي تتطابق مع نظرية داروين التي يؤمن بها , ولكن أحد العلماء أكتشف هذا التزوير واعلن فلم يبث هناك مجال أو مهرب أمام هذا العالم التطوري المزور الا اعتراف بجريمته واللاأخلاقية . وقد اعتذر بعذر اقبح من ذنبه اذ قال في المقالة التي نشرها في 14 كانون الاول سنة 1908 تحت عنوان ((تصوير صور الأجنة)).