العلاقة المصرية السودانية … محلك سر!

زيارات مكوكية يقوم بها المسؤولين بين العاصمتين فى محاولات حثيثة لأحتواء سلسلة أزمات معلنة بين البلدين ، كانت ذروتها اعلان الحكومة المصرية منطقة حلايب مدينة مصرية دون اى رد فعل رسمى معلن من الحكومة السودانية وهو فسر وقتها بعدم رغبة الخرطوم فى تصعيد وتائر التوتر وفهم على انه رسالة غير مباشرة للجانب المصرى ، زيارة وزير الدفاع للقاهرة سبقت زيارة الوزير على كرتى و تمخضت عن الأعلان تكوين قوات حدودية مشتركة ليس معروفا ماهى واجباتها تحديدا و لكنها مصريآ قد تعنى مراقبة الحدود و الحد من تهريب السلاح و البشر وهما امران يقلقان السلطات المصرية لتأثيرهما على الاوضاع الامنية المصرية وقد يتعدى ذلك الى غزة و تعضيد المحاولات المصرية للحد من تأثير توجهات حماس فى الاوضاع المصرية الداخلية ، السيد وزير الخارجية من القاهرة يصرح بأن البلدين سيفتحان صفحة جديدة فى العلاقات بينهما، ليس واضحآ حتى الان مدى قدرة القنوات الدبلوماسية فى طى الصفحات و الملفات العالقة بين البلدين ، على ماذا ستستند العلاقات الجديدة و ما هى المشتركات التى تم الاتفاق عليها وكيف يتم تجاوز الفتور فى العلاقات التى وصلت مرحلة الجمود ولم يفلح وجود الرئيس السابق د. مرسي فى تحريك هذه العلاقات ، و لم يساعد وجود جماعة الاخوان فى سدة الحكم فى تذويب الجليد بين البلدين وازالة الملفات الشائكة بين البلدين وعلى رأس هذه الملفات موضوع حلايب ووضع الحدود بين البلدين ، من الواضح أن العلاقات تعانى من أزمات ربما مسكوت عنها ولايمكن التصريح بشأنها لوسائل الأعلام وقد يكون من بينها تكهنات و تحليلات عن تأثير التغيرات التى حدثت فى مصر و الى اى مدى ستنعكس سودانيآ ، هذه التغييرات الضخمة التى أنهت حكم الأخوان المسلمين فى مصر وزجت بهم فى السجون لتبنيهم نهجا أرهابيا يتجاوز الخصومة مع الحكومة ليفتح جبهة ضد المجتمع بكامله ، يتعدى تأثيرها مصر ليشمل السعودية والخليج وهو ماينعكس الأن سلبا على العلاقات السودانية الخليجية ، لا شك ان ما يدور فى ليبيا هو نتاج و انعكاس لما حدث فى مصر ، كذلك يتراجع ( تمكين ) حزب النهضة فى تونس لصالح قوى المجتمع و القوى اليبرالية و الديمقراطية ، اذآ مصر تعود لترتيب البيت من الداخل بتداعيات معلومة على الاقليم بما فى ذلك السودان ، لا شك ان المستقبل القريب سيشهد تصعيدآ جديدآ فى العلاقات المصرية السودانية لان الاسباب ستظل قائمة ، و اذا كانت الحكومة السودانية قد سكتت عن وضع مصر يدها على حلايب فهل تدرك ان تحسين العلاقات مع مصر يستدعى تحسين موقفها من الحكم فى مصر و النظر الى المصالح المشتركة دون الوقوع تحت الضغط الاخوانى ، ان بلادنا لم تستفد شيئآ من صعود الاخوان للحكم فى مصر كما انها لم تجن شيئأ من العلاقات مع ايران ، فكسبت عدم الثقة و غضب مصر و الخليج وهى ربما مثلت رؤى الحزب الحاكم فى السودان و لكنها قطعآ لا تمثل مصالح و تطلعات الشعب السودانى ، ان موضوع فتحة صفحة جديدة بين البلدين يستدعى التآم قمة على مستوى الرؤساء يحضر لها جيدآ عبر الجان الوزارية المشتركة و يستدعى من الطرفين النظر الى مصالح الشعبين الشقيقين بتجاوز المصالح الحزبية و الايدولوجية و اوهام الربيع العربى المزعومة ،،
جريدة الجريدة 5/3/2014 [email][email protected][/email]
جوار امتد لاكثر من سبعة الاف سنة عملت فيه مصر علي نهب ثروات السودان من جبال بني شنقول والرجالمن اطراف السودان لتغذية جندها علي مر التاريخ– العلاقة ليست محلك سر وانما للخلف دور في حركة دائبة لزعزعة امن واستقرار الجار الجنوبي ابتداء من الاشتراك مع المستعمر لاستغلال السودان الي تاجيج حرب الجنوب ومواصلة تعكير العلاقات مع دول الخليج— مصر جار يجب التعامل معه ليس بالانكفاء بالاحضان اتقاء لخنجره المدسوس تحت العباءة وانما يجب اخذ الاحتياط وتغليب المصالح السودانية.
ان رجوع العلاقات المصرية السودانية الى طبيعتها يتطلب الآتي :
1- وضع امكانات السودان واراضيه ومياهه واجوائه تحت تصرف القوات المسلحة المصرية من اجل مواجهة تطلعات اثيوبيا ومن ورائها اسرائيل لتركيع مصر
2- الاعتراف بالحدود الدولية وفقا للاتفاقيات الدولية ووفقا للقانون الدولي الذي ينص على ان الحدود المصرية السودانية هي خط عرض 22 شمالا , أي انها خط مستقيم
3- فتح صفحة جديدة في العلاقات السياسيه والاقتصاديه من اجل التكامل والتعاون الاقتصادي اللا محدود بين قطري وادي النيل
4- تطبيق سياسة تكامل اقتصادي شاملة بين البلدين وتوحيد العمله كنواة للعملة العربية الموحده في المستقبل
5- الغاء جمبع اشكال التأشيرات بين البلدين وفتح الحدود للمواطنين والسلع
6- توحيد السياسه المصريه السودانية فيما يخص ملف مياه النيل بالاضافه الى تحقيق التنمية في حوض النيل في جميع دول الحوض وانتهاج الحلول السلمية بقدر الامكان
7- الغاء الجمارك بين البلدين
8- تقديم الدعم العسكري المصري للجيش السوداني بما يضمن عدم تكرار اختراق اجواؤه او مياهه من قبل اسرائيل