ما بين غردون و غندور… الدفاع عن الخرطوم…

عندما سقطت أقاليم دارفور و كردفان تحت قبضة ثوار المهدية و ما ترتب عليه من زحفهم نحو الخرطوم بغرض السيطرة عليها وقع علي عاتق الجنرال غردون باشا واجب الدفاع عن مدينة الخرطوم و رفض الانصياع لكل الرسائل التي تنصحه بالانسحاب عنها أملا منه في قدوم الدعم من وراء البحار و ذلك لادراكه لما تمثله هذه المدينة من أهمية لاخوانه الماسونيين.
كما أن شرف جماعته و مبادئها التي امن بها يمنعه من الهروب و الانسحاب و ترك السفينة في مواجهة الغرق و لعلمه أيضا أنه حتي لو انسحب من الخرطوم فانه ميت لا محالة و لو في عرض البحر لأن التصفية ستطاله حتما ففضل الموت واقفا عل في الدماء التي تسيل منه علي شاطئ النيل يكون فيها القربان و تكون مدعاة لاستعادة المدينة من جديد.
بالفعل تلي موت الجنرال غردون باشا تجييش الجيوش و الدعوة الي الحرب في شوارع لندن بغرض استرداد المدينة المقدسة و هو ما تم بالفعل علي يد القائد اللورد كتشنر و أعوانه.
أول ما قام به اللورد كتشنر هو تأسيسه للمحفل الماسوني في الخرطوم و الذي ترأسه هو شخصيا و وقع علي عاتق هذا المحفل مسئولية بناء مدينة الخرطوم علي كل الأصعدة لتكون مركزا للدولة السودانية المستقبلية و مصدر اشعاع لها.
تلي تلك الفترة تقديم مجموعة من القرابين البشرية الكبيرة بغرض الحفاظ علي المدينة و تنميتها و السيطرة و الانفراد بها فكان علي سبيل المثال أن قتل السير لي ستاك في شوارع القاهرة و تم اتهام مصر رسميا بذلك.
استمرت سيطرة المنظمة الكاملة علي مدينة الخرطوم الي أن قام الاخوان المسلمون بانقلابهم الأخير و الاستيلاء علي الحكم و العاصمة و من ثم جميع أوجه الحياة في السودان و غابت بذلك المنظمة من الظهور العلني أو غيبت.
لا أريد أن أسترسل في هذا السرد كثيرا لأنه بدأ يدخل في دائرة الممنوع و الغير مباح و لكن الاهم من ذلك هو عملية اجراء المقارنة التاريخية و التي نحن بصددها الان.
يعتبر اقليم دارفور خارج القبضة الادارية للمركز منذ سنوات خلت و لكن تدهور الأوضاع الأمنية و كما يجري الان يرشحه بالخروج أيضا من قبضة المركز الأمنية العسكرية خروجا كاملا لا عودة بعدها و قد تشهد الأيام المقبلة سقوط مدينة الفاشر في قبضة الحركات المسلحة و انفجار الأوضاع الأمنية في مدينة نيالا بدخول قوات الدعم السريع الجائعة لها.
سقوط اقليم دارفور في قبضة الحركات المسلحة يعني عمليا سقوط اقليم كردفان و خروجه من قبضة المركز بدون رصاصة واحدة و هروب الوالي أحمد هارون من مدينة الأبيض الغير امنة استراتيجيا.
سقوط اقليم كردفان يعني عمليا سقوط مدينة أم درمان التي هي أيضا غير امنة استراتيجيا و يصبح النيل هو خط الدفاع الاخير عن مدينة الخرطوم التاريخية و قد تحدث معارك في الكبري مجددا.
الا أن سيناريو سقوط أم درمان لن يحدث لأنه و بمجرد سقوط اقليم كردفان ستقوم النخبة في الوسط بمطالبة أهل دارفور بفصل دولتهم الخاصة بعيدا عن باقي السودان و ربما تحدث مساومات.
نعم لن يطلب أهل دارفور الانفصال من تلقاء أنفسهم أبدا و لكن المفارقة العجيبة أن النخب المثقفة في الوسط و المواطنين في مثلث حمدي سيطالبون أهل دارفور بانشاء دولتهم الخاصة المستقلة.
هنا يبرز للسطح في هذه المرحلة المفصلية شخصيات كالدكتور غندور ليقوم بعملية المساومات و المفاوضات و من ثم الدفاع عن مدينة الخرطوم التاريخية المهمة و التي لن يتواري اخوانه في المنظمة في الدفاع عنها.
لكن السؤال التاريخي المحور و محل المقارنة هو هل سيقدم غندور دمه قربانا من أجل المدينة المقدسة كسلفه غردون أم سيكتفي بالهروب و من ثم الموت لاحقا في ظروف غامضة.
العالم الغربي أجمع يتحدث الان عن الخوف من انهيار الدولة و نموزج الصوملة في السودان و لكن المعني بهذا الخوف في المقام الأول هو ليس الدولة السودانية و انما مدينة الخرطوم التاريخية المقدسة لأن الدولة السودانية أصلا منهارة و قد لا يتواني نفس هذا العالم في ارسال قوات أممية لحفظ السلام لتجوب شوارع الخرطوم جيئة و ذهابا.
قد يتسأل سائل عن الدور المهم و عن أهمية مدينة كالخرطوم بالنسبة للعالم أجمع و هو تسأل مشروع و لكن مكانه ليس هنا و أنا لا أمتلك الحقائق كاملة و لكن أتعامل مع المؤشرات العامة.
خلاصة الأمر و العبرة من كل ما سبق أنه لا يوجد منتصر سوداني واحد في كل النزاعات السابقة الزكر و المتوقع حدوثها و الدماء التي تسيل لأنه و في مرحلة ما تكون فاصلة سيقوم المجتمع الدولي بالتدخل و بكثافة بحجة حفظ الأمن و السلام الاجتماعي بقيادة كتشنر من جديد.
كل تلك الأحداث و الماسي سابقة الزكر أتوقع حدوثها خلال الشهرين القادمين للعام الحالي لذلك أبعث برسالة للعقلاء من بني وطني ان كان هناك من يمكن يري الضؤ الساطع فوق رؤوسنا التي تنظر الي الأسفل.
[email][email protected][/email]
يا دكتور إنت شخص شجاع جدا ولك قدرات هائلة. كيف أستطعت نشر هذا الهراء
فيلم الوثبة قرب على النهاية باقى الهروب الكبير .
حاجة تمحن الجماعة بتاعين اليومين ديل الـ (يادوب) بقوا يخافوا ويخوفوا الشعب !!
وكأنهم خلال ال 25 سنة الماضية كانوا في أمان واليلد مستقرة وما فيها حروب والناس ما مزعورة من البيحصل في البلد من كجبار لي طويشة وبورتسودان لتوريت.
هـه ! الناس من زمان بيتكلموا معاكم وبيقولوا ليكم وقفوا العبث ده قبل يقضي على الاخضر واليابس
والوقت داك أنتو ما فاضيين !! لغف ساكت وشركات وعمارات ووهم كبير …
والناس في رعب متواصل وإتعودوا على التعايش مع الرعب ده بشكل أصيح لا يمكن أن يرعبهم أي شئ !!
ولا قنبلة نووية ذي بتاعت هيروشيما وناجازاكي ولا … ولا…. خليك من 4 طيارات تضرب الخرطوم بالليل ويتحملها بتاع اللحام…
هـه وويييخ !
يادوبكم بقيتوا تخافوا … مِحن!!
يعنى العاقل مفروض يسمع كلام السفاح … ويقعد يتونس معاه عن ( الوثبة ) المفضية لل ( الحوار )
هاهاهاهاهاها ….
توووس… نفست …
ووواه ناجلوا ..