“بالستايل” يمزج التطريز الفلسطيني بآخر صيحات الموضة
(CNN) — الخيط والإبرة هما الأدوات الأهم بالنسبة للنساء العاملات في التطريز بمخيمات اللجوء الفلسطيني في الأردن، إذ تتمثل مهمتهن في نسج تصاميم حديثة، تروي قصصا قديمةً من تراثهن.
فالمطرزات الفلسطينية من أوشحة وفساتين، أصبحت حرفة يدوية تمتهنها سيدات فلسطينيات عدة، وأحدهن أمل أبو حطب.
تلك السيدة البالغة من العمر 48 عاماً، تعتبر التطريز أكثر من مجرد حرفة أو فن، إذ تقول: “لدينا منتجات فلكلورية فلسطينية كثيرة، لكننا كنساء فلسطينيات، مرتبطات كثيراً بالفلكلور الفلسطيني وفي التطريز.”
وفي المركز النسائي بمخيم البقعة، قرب العاصمة الأردنية عمّان، تعتبر الخياطة والتطريز تقليدا عائليا تتوارثه الابنة عن أمها، ولكل سيدة لمسة مختلفة في اختيار الألوان ونمط التطريز، إذ تتأثر كل واحدة منهن بالمنطقة التي تأتي منها.
وبالنسبة لأبو حطب، التطريز هو أحد الرموز المتبقية لها من هويتها، كما أن التكنولوجيا الحديثة تفوقت في أدائها على الطرق التقليدية القديمة، فآلات الخياطة توفر الكثير من الوقت، وتزيد من دخل المرأة الشهري الذي تحتاج إليه عائلتها كثيراً.
وتقول أمل أبو حطب في هذا الشأن: “طغت الماكينات الحديثة على الطرق اليدوية التقليدية، فالتصاميم هي ذاتها ولكنها تنجز في وقت أسرع.”
وتضيف:” التطريز هويتنا ورمزنا، ويجب المحافظة عليه، بصرف النظر عن الطريقة المستخدمة.”
وفي بقعة مختلفة من العالم، تبدأ زينة أبو شعبان نشاطها اليومي في أحد مراكز التسوق الفاخرة بدبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
فهذه الشابة الفلسطينية، البالغة من العمر 28 عاما، أطلقت علامة أزياء تجارية جديدة، رغبة في الحفاظ على تراثها، وفي نفس الوقت قامت بمزجها بأحدث صيحات الموضة العالمية، وأطلقت عليها اسم “بالستايل.”
تقول زينة أبو شعبان: “بالستايل واحدة من العلامات التجارية الرائدة في مجال الأزياء الراقية في المنطقة، ومقرها دبي. وجميع الأزياء مستوحاة من جمال التراث العربي، بدءاً من فن الخط العربي، إلى التطريز الفلسطيني اليدوي.”
وقد افتتحت أبو شعبان متجرها عام 2009، وراودتها الفكرة بعد زيارتها لأحد مخيمات اللاجئين.
وتصاميم الأزياء التي تقدمها زينة وشقيقها أحمد، تتم باستخدام برامج تقنية متطورة، إذ يقول أحمد أبو شعبان: “بعد أن ننتهي من إعداد التصميمات تقنياً، نرسلها إلى السيدات العاملات في الأردن، حتى تتضح لهن رؤية التصميم أكثر، وتسهل حياكته، وبذلك تصبح القطع المنتجة أكثر أناقة وروعة.”
وكأي مشروع تجاري يهدف “بالستايل” إلى تحقيق الأرباح، إلا أن جزءا منها يذهب لدعم السيدات الفلسطينيات في مخيمات اللجوء الفلسطيني في الأردن، إذ تقول أبو شعبان: “كلما زادت نسبة البيع والإقبال، زادت النسبة المالية الموجهة إليهن لتشجيعهن وتحفيزهن على المزيد من الإبداع.”
ويبدو أن منتجات بالستايل بدأت تلقى صدى واسعا في الأوساط العالمية، فمن الشرق إلى الغرب، يستعين نجوم عالميون بهذه التصاميم الفلسطينية، ومنهم إيفا لانغوريا وليلي كول.
وتقول زينة أبو شعبان: “هذه الأثواب عملية ومطرزة، ومنها الطويل والقصير، ويمكن ارتداؤها بطرق مختلفة، ومنها ما يصلح للارتداء مع الكعب العالي أو المنخفض، ويمكن ارتداؤه بشكل يومي مع الجينز.”
وبالعودة مرة أخرى إلى مخيم البقعة، نجد أن التغيير ليس بالضرورة أمرا سيئا بالنسبة لهؤلاء السيدات، فالتصاميم العصرية لبالستايل تساعدهن على المزيد من الإبداع.
فكلما ارتفعت المبيعات، زادت سعادة أمل التي تؤكد أن فرحتها تتواصل ما دام فن التطريز موجودا لتتناقلة الأجيال القادمة.