الحزب الشيوعي اللبناني.. ومؤتمر دولي لدعم فلسطين

ما ان فرغت من كتابة مقدمة مقالنا عن هجرة السودانيين الي اسرائيل والتي جاءت: “ولعمرِك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن اخلاق الحكام تضيق” “بتصرف” ما ان حدث هذا ، الا وطالعتنا الغراء “الميدان” باعلان عن بيان من الحزب الشيوعي اللبناني عن اللقاء اليساري العربي السابع في بيروت (السبت ? الاحد ? 9 يناير 2016)، مما جعل مقالنا عن هجرة السودانيين الي اسرائيل تتراجع الي الوراء مؤقتاً ? فقد اثلج صدري انعقاد ذلك اللقاء الثوري السابع وما كنت ادري قد سبقته ست لقاءات – لولا اني رهين المحبسين – فذلك لايهم -، المهم انه اكد جذوة القضية الفلسطينية ما زالت متقدة” وهنا نضيف ان غزو اسرائيل للبنان عام 1982 كان ضربة خطيرة للقوي العربية التي كانت قد اعلنت بعد الحرب العالمية الثانية عزمها علي تحقيق استقلالها السياسي وتحولاتها الاقتصادية والاجتماعية. وكان الهجوم الأول المعروف بهزيمة يونيو/حزيران 1967 قد ابعد هذه القوي من الموقع الامامي علي الساحة السياسية العربية، وافسح المجال للهجوم الامريكي ? المجدد ضد كل آثار وفروع ومخلفات القومية العربية ? وقد تميزت الفترة الموالية بمواجهة الولايات المتحدة واسرائيل للخطر الثوري بالمنطقة، مستخدمين في ذلك احياناً القوة واحياناً اخري التسوية السلمية ويمكن تقسيم تلك الفترة الي ثلاث مراحل امتدت الاولي من 1967 الي 1973 والتي لازمها صعود وانخفاض التيار الثوري العربي، وامتدت الثانية من 1973 الي 1977 التي طبعها تكتل الجهود الدبلوماسية العربية بسبب فورة الثروة البترولية وتقوية ” الشرعية الفلسطينية” مما نجم عنه زيادة في عزل اسرائيل. امتدت بعدها المرحلة الثالثة 1977-1982 والتي عرفت هجوماً مضاداً وشللاً في التحرك العربي وارتباكاً في التوجهات الفلسطينية. لكن الذي لا يمكن نكرانه ان اتفاقية كامبديفيد كانت قد هزت كل شئ اعترفنا بذلك او نكرناه، والتي مازالت تترك آثارها السرطانية، في كل الواقع العربي. هزت مفاهيم مستقرة او كانت مستقرة ? عن الصراع العربي/ الصهيوني كما هزت قناعات راسخة او كانت، عن المستقبل والمصير العربي الواحد، وهدمت اسساً قامت عليها الحياة العربية ولو وهماً لقرون طويلة. واذا كان اهم مالحق به الضرر هو القضية الفلسطينية بوصفها تمثل بؤرة النضال العربي القومي في سبيل التحرير والكرامة والتقدم الاجتماعي في كل الوطن العربي، واذا كانت مياه كثيرة قد جرت تحت الجسر فأن اللقاء اليساري العربي الذي انعقد هذا الشهر يعد اضافة مهمة في مجري النضال لاعادة القضية الفلسطينية الي موقعها المركزي في حياة الشعوب العربية السياسية والنضالية…

تعليق واحد

  1. يا دكتور عبدالقادر الرفاعي
    لقد أوردت الصحافة المصرية مقتتفات عن ما دار في هذا اللقاء ولقد إخترت هذه الجزئية لإقتباسها عن جريدة الأهالي
    وطرح حسين عبدالرازق ممثل حزب التجمع ?مصر?، وجهة نظره حول الوضع السياسى فى المنطقة، مشيرًا إلى وجود أكثر من مشروع تتصارع فى منطقتنا، أولها المشروع الإمبريالى الصهيونى الذى يريد فرض إسرائيل دولة كبرى إقليمية تهيمن عسكريا وسياسيا واقتصاديا على المنطقة، والمشروع الثانى هو المشروع التركى لاستعادة الخلافة العثمانية، بالتحالف مع الولايات المتحدة وإسرائيل، والمشروع الثالث هو المشروع الإيرانى لاستعادة الإمبراطورية الفارسية، مشيرًا إلى غياب المشروع العربى الوطنى التحررى الديمقراطي، ومحذرا من ?التحالف الإسلامي? العسكرى ?السني? الذى أعلنت عنه السعودية، والذى يأتى فى إطار المشروع الإمبريالى الصهيونى بالتحالف مع الولايات المتحدة وتركيا، ولإذكاء الصراعات الدينية الطائفية والمذهبية، وقدم ورقة للقاء حول ?التحالف الإسلامى والهيمنة السعودية?.
    مما سبق يتضح إن الصراع العربي الإسرائيلي قد إختفي من أجندة دول المواجهة وأصبح الصراع من نوع آخر !!!!!! إن ما يزعج الشخص إن كل هذه الأحزاب لم تساند حسن نصر الله الذي يقف وحيداَ ضد اليهود في جنوب لبنان وهو شيعي وليس سني ؟ فهل هذا هو السبب ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..