ما ذا لو تواضع الجميع

فاليكن حاضرا في الذهن خريطة السودان بوضعه الحالى حتى بعد أن إنفصل الجنوب ، ولنمعن النظر جيدا في طبيعة هذا البلد الساحرة ويا له من بلد ليس له مثيل ، وغنى عن التذكير بما حباه الله من خيرات في باطن الأرض وظاهرها أينما تولى وجهك قبله الأربعة ضف إلى هذه الميزة ثانية وهو موقعه القابض لكل إتجاهات الدنيا أما الثالثة فهى إنسانه المتفرد بطيب الخصال والمتسامح إلى حد يفوق المعقول وفوق ذلك لا ينقصه الذكاء ولا روح المبادرة ولكنه ويا للأسف تقعده عقوق أبنائه من السياسين الذين رموا به في غيابة الجب حتى لا يلحق ويتجاوز بقية الأمم بوضعه المميز هذا ، هل يعقل أن تلحق السياسة ببلد كالسودان هزيمة ساحقة كالتى يعيشها اليوم وفى كل شيئ ، من يصدق بلد كهذا تعيش أجزاء كبيرة منه على الإعانات والإغاثات الدولية ،
أليس في هذا شيئ يندى له الجبين ويجعل كل الناس يرجعوا البصر كرتين ،
ثم ماذا لو تواضع الجميع وأول المتواضعين الحكومة الحالية بأن تنادى الناس بصدق ولتصغى لما يقوله الغير فيها حتى ولو كان مرا كالدواء وليتصالح الجميع ولينسى الجميع الغبائن إلا الجرائم وليكن القصاص فيها عن طريق القضاء العادل حتى لا يؤخذ البعض بالشبهات ولتمضى مسيرةهذا البلد بعزيمة رجاله إلى عالم التقدم والنماءساهتها سيكون السودان غرة على جبين العالم بهذه الميزات التفضيلية ،
مانقول به أمانى قابلة للطبيق إذا صدقت عزائم أبناء وبنات السودان وفى ظنى ستصدق بعد أن عايش الجميع حالة التشتت والأنقسام وما ذا فعلت في أهليهم وكيف شتت أسرهم حتى أصبحت أعداد مقدرة هائمة على وجوهها في بلاد الله الواسعة ،
ساعتها سيضيف السودان للبشرية لا يأخذ منها الإعانات والإغاثات وسيكون قبلةيقصدها الناس من شتى بقاع الأرض
خصلة غير حميدة تتصف بها شريحة ليست بالقليلة منا نحن أبناء السودان وهى المبالغة في التواضع تصل في يعض الأحيان إلى إحتقار الذات ، هذا بلا شك منقصة لبعضنا وهى بالتأكيد لا يشملها التواضع الذى ندعو له ،
يا أحبابى يا أهل السودان فلتكن هذه الدعوة الصادقة ضربة البداية لسودان حديث تجمع بين أهله مواثيق المودة وإحترام الغير وحب السودان الكبير أرضا وشعبا والمحافظة على حدوده وخيراته ومكتسباته ساعتها يكون جنس سودانى رمز للعزة والكرامة ، ستصدق الأمانى إن صدقت النوايا ،