رواية (الخفاء و رائعة النهار) بين حضور المؤلف و عزله

رواية (الخفاء و رائعة النهار) :-
بين حضور المؤلف و عزله
(9)
ظلت (نورا) المشتعلة
بعشق (حكيم)
تترسم خطاه
ذهاباً و إياباً بحب
بل بوجد حد الوله
كنتُ أصرفها مدعياً
إنشغالي بأمر ما
مهم !؟!؟…
كلما كان الشيطان ثالثنا
كنتُ أحاول إقناعه عبثاً
إن العشق ثالثنا
و ليس ما يُوسوس له
فيتسامى
و إتهمها بالتسفيل
يحاول عبثاً أن يصادر
نداء الحياة !!؟…
* * *
(حكيم) وحيداً
في غرفة متنائية
يشهد الغروب
من خلال النافذة
المطلة على الشارع
بغتة بقعة ضوء
تبدد غشاء العتمة
(نورا) تعتدي على هالة السكون
التي تلفه متزملاً
في شرنقتي
محصناً من الزلات
دنوتُ من ذكورته
غزتني رائحة أنوثتها الفواحة
كسرتْ بوارجه
إنتصب واقفاً
خفتُ أن تفضحني غرائزي
بادر بالجلوس متهاوياً
أخذتُ يدها البضة
بين أصابعه الطويلة
و عيناه تغزلان قدها الرشيق
في إمتلاء مغناج
تركتُها طوعاً
تتملص غصباً
من بين نسيج غزله المتشابك
و همسه الخافت
يعبر عن حاليهما
هذه أنثى
من اللحم (الصقيل)
تجيش
فتغلي
ثم تطمح
كيف أكبح جماح إستجاباتي
إزاء هذا البركان المتفجر
تكاد حممه تحرق أعصابه
تنفس (حكيم) الصعداء
و (نورا) قد جلتْ
من حرمهِ
جلستُ ساكناً
و قد أُلجم ذهني
مندهشاً
ما هذا الذي حدث
إمرأة رهينة قمقم
من لا يخاف
من (سلطان)
غير (نورا) !!؟…
أو على الأصح
في صياغة أكثر دقة
من يملك مفاتيح (سلطان)
سوى قطة مذعورة !؟!؟….
تملكها العشق
فأسلمتُ أزمة قيادي
الى نداء الأنثى المغناجة
كأن في رحاب (حكيم)
تحقق ذروة لذائذ الدنيا
* * *
بين حضور (نورا) الكاسح
و إدبارها الجافل
كفرسة برية جامحة
لم تُروض بعد
جلس (حكيم) معزولاً
عن ضوضاء الشارع
محاوراً الذات
متسامياً
عن الدنايا
هل يحق له !؟!؟…
أن يستبيح تضاريس
أرض لم تُكتشف
و يضع بصمته
على تربتها الخصبة
عنوة هكذا !؟!؟….
حتى لو كانت الإستباحة خيالاً
ما هذا التنازع !!؟….
بين الأنا العليا
و الأنا السفلى
هل أفسد قصداً
على نفسه تجربة كاملة ؟؟…
أم غلبتني المثل و القيم ؟….
و حرصي على حفظ الأعراف
أليست (نورا) الفاتنة
في نظر محيطها
إمرأة يتلظى
بلهيبها الحارق
من يحوم حول حماها !!؟…
فما بالك بمن يداخله ؟!…
(حكيم) يقف متنازعاً
على حافة جرف هارٍ
كنتُ مفتوناً بهداياها
المبذولة طوعاً و إختياراً
حد العشق و الوله
بخوض غمار تجربة فريدة
تفجر مكنونات دواخله
و تستجيب لنداء الحياة
كما يتم توصيف اللقاء بيننا
من قبلها
لعل (نورا) محقة !!!…
ماذا لو وطأ (حكيم) !!؟…
حقل (نورا) المثمر !؟!؟…
ألم تهبه له ؟…
كنت أقول له دوماً
إن أرضي
ستضئ وهجاً بمائه
و في ذلك المبتغى و المراد
بينما (حكيم) غارقاً
في هواجسه
تنفلت (نورا) منسربة
كغزال شارد
على إثر إحساس مباغت
يداهمها
بأن أباها سلطان قادم !؟.?..
[email][email protected][/email]