هل يصلح الشيخ حسن ما أفسده طلابه؟

كثيرون هم من يشككون في وطنيتنا إلا أن واقع الحال يكذب ذلك فالشخصية السودانية متسامحة متواضحة مرحبة بالاخر إلا أنها ثائرة متمردة إذا ما مست كرامتها فهي شخصية لا تقبل الإهانة لنفسها ولا لغيرها وهي شخصية في غاية الجدية والصلابة في القضايا الكبرى لأنها ترتكز علي القيم الإسلامية السامية النبيلة والمعاني الرفيعة الفاضلة المستمدة من الموروثات السودانية الاصيلة التي أسهمت في الربط المجتمعي والتواصل بين أجزاء الوطن وبناء نسيج إجتماعي قوي ومتماسك.
تكونت الأحزاب السياسية في السودان منطلقة من ذات الثقافة المجتمعية الموروثة والمفاهيم السامية الداعية للحرية والسلام والترحيب بالاخر بل والإتحاد معه لذلك تعالت أصوات تنادي بوحدة وادى النيل أما الذين رفعوا شعار السودان للسودانيين فلم يكن ذلك زهدا في الوحدة مع الشقيقة مصر و لكنهم أرادوا إستقلال القرار السوداني من أي مؤثرات خارجية قد تكون سببا في إنقسام الجبهة الداخلية .
كان لطائفتا الختمية والأنصار نفوذا قويا ومؤثرا في نفوس السودانيين لإعتبارات تاريخية ودينية لذلك رأت الاحزاب السياسية الإنحياز لهذه الطوائف وتفعيلها لتكون عاملا محفزا في التنمية والبناء والنهوض إلا أن الطائفية إبتعلت هذه الاحزاب وأعاقت العمل المدني الممنهج الهادف للتغييرالديمقراطي داخل مؤسسات الحزب و التداول السلمي للسلطة ،فغابت قوة الدفع الذاتية للأحزاب بعد أن هجرتها الكوادر الفاعلة والمستنيرة و أصبحت أحزاب بيوتات صغيرة لا تغني ولا تسمن من جوع تضيق بالاخر وتفتقر أوعيتها لمنابر الشورى والحوار والبرامج والأفكار وظلت أطروحاتها نظرية غير قابلة للتنفيذ مثل إسلام الصحوة ومشروع الجمهورية الإسلامية، الضعف العام للأحزاب الوطنية أغرى العسكر وبعض المغامرين من الأحزاب الأيدلوجية الصغيرة للإستيلاء علي السلطة.
ثم ظهرت قوة دفع جديدة تنطلق من ذات القيم السامية الموروثة ،تمثلت في التيار الإسلامي التجديدي والذي تحالف مع الطائفية لفترات طويلة من الزمن وشارك بفاعلية معها في كفاحها المستميت ضد مايو والهادف لعودة الجيش لثكناته وعودة الديمقراطية ، ثم سقطت مايو وعادت الطائفية لحكم البلاد لكن هذه المرة إلتزم الإسلاميون جانب المعارضة ثم توافقوا مع الطائفية ثم إنقلبوا عليها في 30 يونيو1989م ،كان وقع مصيبة الإنقلاب علي الطائفية شديدا فتحاربت مع النظام وطالبت برحيله الفوري ثم تصالحت معه وشاركت في الحكم تحت مسميات مختلفة لأحزاب وأشخاص خرجوا من صلبها أو خرجوا عليها، لكن لم يستفد الوطن من آداء أحزاب الطائفية لا في المعارضة ولا في المشاركة شيئا يذكر لصالح الحريات والحياة المدنية وكرامة إنسان السودان.
الإسلاميون الذين إستولوا علي السلطة تحت شعار (الإسلام يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ،وشعار هي لله) لم يوفقوا في إدارة شأن البلاد ولم يخدموا مشروعهم الإسلامي الحضارى بل إنقسموا علي أنفسهم وخرجت من صلبهم تنظيمات سياسية و حركات مسلحة تحارب دولتهم وتحملهم إثم تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية وإتساع دائرة الفقر وإنفصال الجنوب وحروب الاطراف والنزوح والتضييق في الحريات العامة وحرية الصحافة وإحتكار الثروة والسلطة لصالح بيوتات أشبه بحال الطائفية التي إنقلبوا عليها بل تقزيم البلاد وإدخالها في عذلة دولية.
واليوم يزعم النظام الحاكم بعد خطاب الوثبة أن التغيير في الأشخاص سيتبعه تغيير في السياسات لصالح الحرية والهوية والتعددية الحزبية والتحول الديمقراطي ودعي لحوار وطني لا يستثنى أحدا، ورغما عن مقاطعة البعض للحوار وتحفظ أخرين إلا أن الأحزاب الطائفية رحبت بذلك وكذلك رحب الدكتور حسن الترابي والذي كان عراب النظام الأول وقال إن إختلافنا مع البشير كان بسبب الشورى والحرية والتحول الديمقراطي.
البشير الذي أصبح رئيسا للبلاد لم يكن الإنقلاب من بنات أفكاره ولكنه إستجابة لرغبة شيخه وعزمه في أن يذهب البشير للقصر رئيسا ويذهب هو للسجن حبيسا.
اليوم رشحت معلومات كثيفة مؤكدة إجتماع الرجلين بالسبت فهل تتحد إرادة الرجلين من جديد لصالح الشورى والحرية والتحول الديمقراطي؟ أم سيكون مجرد لقاء عابر لا أثر له؟ وهل يصلح الشيخ ما أفسده طلابه ؟ خصوصا وهو يتحدث عن مخطط دولي لتقسيم البلاد الي خمسة أوسبعة دويلات
إن الحالة المأزومة التي تعيشها البلاد والتحديات الجسام وعشق السودانيين للحرية تحتم علي الرجلين أن يخرجا علي الملأ بإتفاق علي مجمل القضايا الوطنية يستجيب لتطلعات الجماهير والقوى الوطنية في إطلاق الحريات،إسكات صوت الرصاص، الوضع الإنتقالي ،نزاهة وشفافية الإنتخابات القادمة بعد الإتفاق علي موعدها . أما إذا ذهبا في إتجاه إتفاق ثنائي فإن ذلك يفجر الأوضاع ويتجه بها نحو الأسوأ خصوصا وان البعض يرى مفاصلة الإسلاميين مجرد تمثيلية قصد بها إطالة عمر النظام.
إن الوطن يحتاج قبل وحدة الإسلاميين لحكومة راشدة تقوم بمسئولياتها تجاه شعبها بكل شفافية ووضوح لا حكومة تعاني من التخمة والتضخم بكثرة الأحزاب المشاركة فيها ولا ترعي الحريات وليس لها برنامج محدد للخروج من عنق الزجاجة ، كما يحتاج لمعارضة وطنية قوية تحرك الشارع وتقوده لتنتصر إرادة التغيير نحو الديمقراطية وإحلال السلام.
أحمد بطران عبد القادر
كلام جميل يا استاذ بطران لكن هؤلاء القوم الترابى او الاحزاب الطائفيه يبحثون عن مصالحهم ولا هم لهم غير مصالحهم لا يغير هذا النظام الا يتحرك الشعب السودانى فقط
الاستاذ الكريم / احمد السلام عليكم واحيى كلماتك الصادقه من القلب الي قلب كل سوداني وما تراه هو من الاماني لكل مخلص لبلادنا .. وتساءلت .. وكأنك تثق في الترابي والبشير .. لكن تكرمت بذكر مقولة الترابي للبشير اذهب للقصر وانا الي الحبس .. افبعد هذا ؟.. وبعد اكثر من عشرون عاما
من التخريب وقد المحت انت له .. واذاكان .. هذا التخريب .. يعلمه الترابي والبشير ..
اخي يعلم الله انا اكتب لك ولا تعرفني ولا اعرفك .. لكن عندما وصلت في ردي عليك .. ( يعلمه البشير والترابي ) وجدت دموعي تملأ مقعدي لذلك اتوقف عن الكتابه ,, بسطر..
افبعد ما اصاب السودان تعتقد انه يوجد رجاء .. في البشير والترابي .. بل .. وكل الاحزاب القديمه المعارضه ذات الانتماء للطوائف ( اني اري ان الثقه في كل من بالمسرح قد انتهت تماما .
.. الاتوافقني علي ان السودان حقل تجارب ..
الا توافقني علي ان السودان في طريقه للهلاك كوطن وامه وارض ودوله ..
الا توافقني ان السودان : ارض وثروات وانسان .. اصبح نهبا للمستأسدين .. علي فقراء هم اهلي المساكين ..
واقول لك ولنفسي ولكل من ينتمي للسودان : ان خريطة دويلات السودان جاهزه في البيت الابيض الامريكي منذ انهيار حكم مايوا ..
والزمن سيثبت هذه الحقيقه .. ولكن بعد فوات الاوان .. والتاكيد لقولي هذا هو: ( اين ربع السودان الان )… ( اين اجزاء طرفية من السودان الآن)… ما( الذي يحدث في اواسط السودان الان)
لماذا جاء كارتر .. وبعده كان خطاب الوثبه ( الكضبه ).
وادعوا شباب السودان عبر الراكوبه الحره..الي الثوره التي تقضي علي كل من تم تجربتهم..ولم يقدمواغير الخراب ..
الي تأييد رجل واحد قوي كعبد الناصر اومهاتير محمد او حتي كاستالين ليحافظ علي ما تبقي من السودان و ليعيد صياغتة من جديد…لان السودان لم يتبقي فيه شيىء.. ربما لما به من موارد ان يلحق بركب الامم.خاصة التي استقلت بعد السودان وليس عندها موارد مثله ( ماليزيا مثلا )
وملخص مشكلة السودان في ادارته .. فاما عسكر تحت ستار الظلام يتسلمون السلطه ويدعون الاخلاص للوطن بحكم جرعات تلقوها في الكليات العسكريه .. ويبدأون حكم البلاد كطفل جاهل وجد الوان ولوحه فبدلا من ان يرسم يوسخ حتي ملابسه .. او رجال علماء يدعون الوطنيه وعندما يصلوا للسلطه
يكون قولهم كقول المرحوم عمر نور الدايم .. البلد بلدنا ونسوي فيها الدايرنه
وبيت الشر : ان كنت تدري اداره فتلك مصيبة .. وان كنت لاتدري اداره فالمصيبة اكبر
والعتبي لك اخي حتي ترضي .. قصدت فقط مشاركتك هم وطن وشعب جريه .. وكان الله في عوني وعونك وعون السودان ,
شيخ حسن أو دكتور الترابي هو من علمهم الفساد, حين أباح لهم النهل من المال العام بدعوي التمكين. يعني يا ولادي ما في مانع أبنوا البيوت السمحة و أركبوا السيارات السمحة و ربوا الكروش. يعني أبقوا سمحين عشان تبدو في أعين الآخرين قويين و يعجبوكم و كدة. هذا كل حصاد ما سموه الحركة الإسلامية.
إنتابهم الغرور و تخلق بعضهم بأخلاق أصحاب السمو الملكي, لا يحيون العامة و لا يردون سلاماً و ينظرون للآخرين من عل و كأنهم رعايا و ليسوا مواطنين.
هذا قليل من كثير من زرع و حصاد الإنقاذ في المجتمع السوداني الذي كان بريئاً, لكن لوثته الإنقاذ.