الترابي و المهدي غيرة تاريخية .. !!

* الغيرة السياسية دائما تكون حول انجاز حزبي او سياسي قام به حزب او قيادة حزب ، ولكن ان تكون حول مشاركة المؤتمر الوطني في حكومة فاشلة ، ومنافسة وسباق محموم لتقاسم مقاعد مشبوهة ، هذا هو الغريب في الموضوع ، الصادق المهدي يحذر الترابي الغريم التاريخي له والذي قام بالانقﻻب على حكمه من مشاركة المؤتمر الوطني في الحكومة من باب الغيرة السياسية التي تﻻزمهم طيلة حياتهم الحزبية ، فالمهدي يعرف ان النظام يريد مشاركة الترابي اكثر منه ، ويعرف ان موقف الترابي اقوى من موقفه ، ويعرف في حالة عودة الترابي للحكومة سيعود كزعيم وليس كتابع في حالة مشاركة المهدي ، وطبعا المهدي لن يقبل ان يكون تحت زعامة الترابي …!!
* عندما ذهب محمد عثمان الميرغني ممثﻻ للحكومة الإئتلافية التي كان رئيسها الصادق المهدي في 1988م ليحاور قرنق حول السﻻم والعودة للخرطوم والانخراط في العملية الديمقراطية ، كان الترابي يدعو لمقاطعة الحوار ، ويرفع راية الحرب ضد قرنق ، وعندما نجح الميرغني في الوصول لاتفاق سﻻم تاريخي مع قرنق تنفس له الشعب السوداني الصعداء ، كان الترابي يخطط لجرم تاريخي في حق الديمقراطية ، وعندما استقبل الناس الميرغني بالهتافات كان الترابي يوسوس في اذن المهدي ليرفض الاتفاق لكونه انجاز يصب في صالح شخص الميرغني وحزبه ، ونجحت الوسوسة وصوت نواب الامة ضد الاتفاق ، وعندما عرفوا خطأهم كان الاوان قد فات ، ففي الليلة التي سبقت جلسة الجمعية التاسيسية لاجازة اتفاق السﻻم و الغاء قوانين سبتمبر ، كان مخطط الجرم قد اكتمل واستغل الترابي الجيش وانقلب على الديمقراطية …!!
* اليوم التاريخ بعيد نفسه ، بذات المواقف وبذات الغيرة التاربخية ، فالميرغني حسم امره وتوكل على المشاركة ولكنه اثر عدم المشاركة شخصيا واكتفى بصفقات ، اما نفسية المهدي لن تقبل بسوى الزعامة ، ولكن في وجود الزعيم التاريخي للاسﻻميين في سلطتهم ، حتما لن يجد المهدي الكرسي المناسب له ، وبدأ يصدح بتصريحات ، ظاهرها التحذير من المشاركة وباطنها الغيرة التاريخية ، وفي حالة عودة الترابي لن يتذوق المهدي طعما للسلطة في القريب ، وحتما ستكون للقصة بقية …!!
مع كل الود …
صحيفة الجريدة
سوف يعود اامهدي الى قوى الاجماع ولكن هل هناك زمن