سياسات البشير وأسماء في الراكوبة …

لقد وصل الشعب السوداني مرحلة من مراحل اليأس والاحباط, الناتجة عن العوز والجوع والغلاء, والتعتيم والتقتيل والاذلال وكبت الحريات, بصورة لم يسبق لها مثيل …

ففي هذه الحالة لابد من متنفس يلجأ اليه الانسان… كل على حسب مقدرته من حيث بناء شخصيته ,وتربيته وبيئته وما يترتب عليها من ضغوط نفسية, وانفعالات تؤثر في البنية والتركيبة الشخصية …

لقد أفرزت لنا هذه الحالة الكثير من السلوكيات السالبة …كما هو واقع الآن في بلادنا: من حالات النصب والاحتيال والسرقات والجرائم التي أصبحت وباءا يعد دخيلا على مجتمعنا السوداني …الذي كان يعرف بروح التسامح و حب الخير والخلق النبيل …

وعلى صعيد آخر: نجد هناك من يفرغ جأم غضبه بطريقة فيها شئ من الطرافة والعمق والذكاء, بأسماء يطلقها على نفسه قد تبدو للقارئ انها مضحكة … ولكن لكل اسم من هذه الأسماء مدلوله, ويدل على حالة ما تحكي عن قصة أو ظروف سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية …

هذه الأسماء نجدها لبعض المعلقين أو المنتقدين لما يكتب في الراكوبة…ومن الملاحظ أن عمق اسم المعلق وشدته يدل على مدى ألمه والمامه بما يحدث في الساحة السودانية …

من الأسماء التي لفتت انتباهي: المشتهي السخينة , المشتهي الكمونية, ساب البلد, أبوريشة, الجار سيفو, الجار عودو, سودان جديد, من المغبونين, سوداني حر, لن ترتاحوا يا لصوص, الحقاني, أب قرن, حي الضباط الجنب الخور, فتفت, وتنين وهناك الكثير لم تسعفني الذاكرة لذكرهم…

هذه الأسماء لم تأتي اعتباطا وانما لكل اسم مدلوله , وكذلك له رسالة قوية ومعبرة قد تكون واضحة أو رمزية, يحب أن يوصلها الكاتب أو المعلق صاحب الاسم عبر هذا الاسم الى جهة معينة…

فلو كنت عمر البشير أو واحدا من المسئولين : لتصفحت الراكوبة يوميا , وتعمقت في كتابات المغبونين والمشتهين السخينة والكمونية وفيمن سابوا البلد والحقانيين والجارين سيوفهم ومن على رؤوسهم الطير والريش والقرون, وفكرت في حي الضباط الجنب الخور, وعملت ألف حساب لسودان جديد ولن ترتاحوا يا لصوص …

انها رسالات قوية وتظاهرات يومية كانت قد تأتي أكلها, لو أن المعنيين بها كانت لهم ضمائر وواعز ديني , ويعترفون بحق الآخر في الحياة والسعادة والعيش الكريم … ولكن اياك أعني واسمعي يا جارة ولا حياة لمن تنادي واستغفر الله العظيم .

منى خوجلي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شكرا لك استاذة منى خوجلى فهنالك صديقنا صالة المغادرة فهو كاتب راتب بالراكوبة وسالته ذات مرة عن سر اسم صالة المغادرة فاخذ تنهيدة طويلة واردفها باهة اطول فقال لى ان هنالك سودانى فى كامل وعيه وغير مسطول البتة ساله احد السواح الزائرين للسودان عن اجمل مكان فى السودان فقال له على الفور انه صالة المغادرة وقد صدق الرجل فقد اصبح السودان طاردا لاهله وضيقا عليهم لان عصابة الرقاص استباحته مكانا وسكانا واصبحنا هائمين على وجوههنا نرضى بالمعاناةفى الغربة ونرفض الاذلال فى الوطن الذى كان جميلا وسمحا وواسعا ورائعا قبل مجىء هذه العصابة الفاجرة الفاسدة الفاشلة .

  2. والله يا بنتي تلاتة بقرا ليهم بالعدلة د.هاشم حسين بابكر وشوقي بدري وزاهر السادات الباقي كله بالمقلوب ! لانه التعليقات بتكون احلي من المقال ! دا راي شخصي ولا انتقص من قدر اي كاتب لانه لكل كاتب قراء يعجبون بما يكتب .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..