مقالات وآراء

ياجرح دنياى الذي لايندمل

عبدالفتاح سليمان 
لا شك أنك تشعر بشئ من الخجل عندما تكتشف أنك تجهل وجود فنان سوداني  بقامة عبدالكريم الكابلي (سناء الجاك . الشرق الأوسط). قالتها كأنها تقدم إعتذارا بين يدى سفير النوايا الحسنة الذي لم يكن يبحث عن شهرة ، فقد حازها على مدى ستين عاما من العطاء المتواصل ، هو فنان لايبحث عن الجماهيرية ولا عن تراتيبية المنافسة لأنه لا يتعاطى مع مفهوم الجمهور فهو يقدم فنه للمتلقي الذي يحمل همومه وقضاياه . فهو أبعد من عمر وأدق من رحلة وأمطر من سحابة له  في كل صالة حضور  وفي كل مسرح جمهور وفي كل بيدر اقوام ومشاهدون لهم تغنى وبهم شاد مجدا ورفعة .
صنعت له من فؤادي المهادووسدته كبدي المنفطر

ومن نور عيني نسجت الدثار

ووشيته بنفيس الدرر

جال الربوع والفرقان والبوادي وتغنى مع الناصر قريب الله لتلك النجوعوفتاة لقيتها تجني ثمر السنط

في انفراد الغزال

تمنح الغصن أسفلى قدميها

ويداها فوق آخر عال

فيظل النهدان في خفقان

الموج والكشح مفرط في الهزال

قل أن تجتمع كل عناصر الإبداع في إنسان واحد كحالة الكابلي الذي جمع بين يديه كل مقومات الفنان الشامل الذي يكتب القصيدة ويلحنها ويؤديها ، وهو لم يكتفي بذلك بل   له مشروعه الإبداعي كمثقف وباحث ومنقب في التراث وهو بهذا الاتساع كان يعيش الفن بقيمه الانسانية مجتمعة

بسأل عن علي الفارس البقود تسعينهو اللدر العلى ضهرو الخبوب والطين

مابياكل الضعيف مابسولب المسكين

إلا شيمة الأسد اب قبضتن زين

ويتبسط الكابلي عندما ينزع للترويح لخاصته

القايمة بنبونة الواشي ماجاب لى ذكرى في فنونه انا مابريد دونه

شتلة المشرق باردة مابتشرق

المنوسر بى شلخك المفرق

والكابلي في موسوعيته ك ابراهيم الموصلي كان ذا صوت قوي ومغنيا مجيدا وهو ابراهيم بن ميمونة من أشراف الفرس ولد بالكوفة . اما نسبته إلى الموصل فتعود الى اخواله الذين منعوه من تعلم الموسيقى فهرب إلى الموصل وأقام بها حتى تعلم الموسيقى فصادفه احد قادة أبي جعفر المنصور وهو يغني فاصغى إليه ثم خلع عليه (جواج سمور) وهو ثوب غال مصنوع من جلد الحيوان . والموصلي هذا غير أبي اسحق الموصلي المولود سنة 150 ه‍ الذي كان يسمح له بالدخول الى بلاط هارون الرشيد مع الأدباء والعلماء وسمح له بإرتداء الثياب العباسية السوداء التي كانت حكرا على العلماء . وقد جاء في الفهرست لابن النديم أنه ألف نحو أربعين كتابا في الفن والفنانين ، وهو ك يونس الكاتب (يونس بن سليمان) اشتهر بحسن الغناء وكثرة الحفظ وهو أول من ألف كتابا في الاغاني ونسبها الى من غناها ويؤكد الاصبهاني أنه أول من دون الغناء و ك عباس بن فرناس (عباس الطيار) ، فقد كان موسيقيا وعوادا بارعا وهو أول من جلى علم  الموسيقى وكان يلقب بحكيم الاندلس.

ياجرح دنياى الذي لايندمل

يامن تركت القلب ينزف في أنين

حسرات لحظات تولت في وجل

كصدى يطير مضيعا عبر السنين

وتوشح القلب الموله بالسراب

وهو الذي يلقى الصباح على امل

ويبثه من وجده شوق الكنار

يهب الحياة غناؤه
يهب الفنون

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..