“جميلة ومستحيلة”

لأجل الكلمة
(1)
سألني أستاذ فراس وهو عراقي الجنسية “منذ يومين وانت شاردة في المحاضرة فاقدة للتركيز، هل يمكن أن أعرف السبب؟”.
قلت له “تم قبولي في كلية الآداب جامعة الخرطوم ومحتارة بينها وبين المواصلة في هذه الكلية”.. صمت لبرهة وقال لي ” أليست هي جميلة ومستحيلة؟”
تمنيت أن أدرس في تلك الجامعة التي خرجت المثقفين والمبدعين” واصل قائلا أنه درس في جامعة بيروت، لكنه أعجب بعدد ممن التحقوا بهذه الجامعة، وبصوت حازم طلب مني الأستاذ أن أكتب طلب تجميد الدراسة لعام في الكلية وأحجز على أول طائرة إلى السودان!.
وفي كلية الآداب قسم الإعلام.. أساتذة أجلاء كانوا يقدمون محاضراتهم، المنهج بشكل عام كان عقيما جدا، مليئا بالدراسة النظرية، تخرجنا من الجامعة ونحن لم نكتب خبرا أو تقريرا، ولم نزر سوى مرة واحدة مبنى التلفزيون القومي والإذاعة، وكأنها كانت رحلة ترفيهية، أو تعريفية.
حينما نلتقي نحن طلاب كلية الآداب كنا نقر على أمرين، الأول أن الجامعة وبيئتها وأجواءها أثرت إيجابا على شخصيتنا وتفكيرنا، والثاني أنها لم تقدم لنا فائدة عملية، إنما مجرد خطوط عريضة لم نطبقها إلا بعد أن استوعبتنا المؤسسات الإعلامية.
(2)
في قسم الإعلام بالجامعة الإسلامية بنيودلهي -حيث نقضي أنا وزميلي المثنى هذه الأيام دورة تدريبية حول تطوير مهارات العمل التلفزيوني والصحفي- يدرس الطالب منذ عامه الأول في معامل خاصة بالصحافة والتلفزيون والإذاعة، هناك عدد من الاستيديوهات للأخبار والبرامج مجهزة بأحدث التقنيات لا توجد حتى في قنواتنا السودانية، معامل أخرى لتصميم الصحف والمجلات، وأخرى للتدريب على الصوت والإلقاء، في الكلية بإمكانك أن تشاهد كل أربعة طلاب يحيطون بكاميرا يتدربون فيها على التصوير، يصورون مشاهد مختلفة ويأتون لمشاهدتها والاستماع للملاحظات حولها.. امتحانات الطلاب ليست على دفاتر،
إنما اختبارات عملية حول ما درسوه في السنوات الماضية.. يتخرج الطالب وهو قادر على التعامل مع التقنيات المختلفة وإعداد مواد صحفية وتلفزيونية وأشياء أخرى عديدة.
(3)
تساءلت في نفسي أين جامعة الخرطوم من هذا كله؟ لا زلنا نراها جميلة رغم شيخوختها، ومتقدمة دوما رغم تأخرها، نعيش على تاريخها، ونحبها لاسمها، نتباهى ونتفاخر بها رغم ضآلة إمكانياتها..
كيف يمكن أن نعيد لتلك الجامعة ذلك البريق؟ أن تتصدر مرة أخرى الصفوف الأمامية مقارنة بالجامعات العربية والأفريقية؟ أليس بالإمكان فعل شيء بعيدا عن التعذر بالسياسة الحكومية؟ وعدم اهتمام الدولة بها؟. وبينما كنت أفكر في هذه الأسئلة.. صدمنا بخبر مقتل الطالب علي أبكر إدريس.!!
(4)
ما حدث لعلي إدريس يجعل الموازين مختلة قليلا، بين البحث عن التقدم وتطوير الجامعة وضمان توفير السلامة والأمن للطلاب!.
خيرا فعل عمداء مجلس جامعة الخرطوم بتعليق الدراسة لأجل غير مسمى، ففي القرار تقدير ووفاء لروح الطالب الشهيد وقلق على بقية الطلاب لاحتمال وقوع عنف..
لا خير في جامعة ليست حريصة على طلابها أو ساعية للثأر لكرامتهم.. نتفق أو نختلف مع القرارات المختلفة التي أصدرتها إدارة جامعة الخرطوم خلال سنواتها الماضية، لكنها لا زالت تفتح أبوابا مشتركة ?على قلتها? مع الطلاب، قادرة على امتصاص الغضب وتبادل الاحترام.
الا رحم الله علي أبكر إدريس وأسكنه فسيح جناته بين الصديقين والشهداء، وألزم آله وذويه الصبر وحسن العزاء.
لينا يعقوب
[email][email protected][/email]
جامعة الخرطوم شاخ جمالها و لم تعد مستحيلة كما كانت في السابق ولكن تظل عقدة لمن لم يحظي بالدراسة فيها
غداً ستباع ليكون مكانها فندق 5 نجوم
وينك يادفعة انا كنت معاك في قسم اللغة الانجليزية وانتي تخصصك الثاني كان اعلام وانا علوم معلومات ماشاءالله صحفية قديرة لايشق لك غبار كنت احسبك مقيمة في السعودية وكيف اخبار شلتك وين اراضيهم
well done lina
طيب عرفنا انك كنت تدرسين ببيروت والهند ووو ماذا استفاد السودان بعد كل هذا التدريب “
في خبر صحفي بمجلة النيوز ويك الأمريكية والتي أحب قرائتها في الطائرة في كل سفرياتي إستوقفني خبر غير متوقع مني وهو أن رجال الأعمال في أميركا إنتقدوا مناهج جامعة هارفارد الشهيرة وعريقة والتي منها تخرج عدد كبير من الحائزين علي جائزة نوبل وعدد من رؤساء أميركا وكبار سياسييها وقالوا أن مناهج جامعة هارفارد في مجال التجارة والأعمال متخلفة وغير مواكبة ؟؟؟ ولم يغضب هذا النقد الجريء لأشهر جامعة في أميركا والعالم إدارة الجامعة التي رحبت به وكونت عدة إجتماعات لتطوير مناهجها وتجعلها مواكبة ؟؟؟ نحن السودانيين دائماً نحب التفاخر والألقاب ونعرض ونتغني بالشجاعة والكرم ونداري فشلنا الواضح في كل منحي ونجد له الأعزار الأسباب الواهية ولا نقبل النقد وندعي بأن كليتنا الحربية التي وضع مناهجها المستعمر هي أقوي كلية في العالم بعد سانهيرست ببريطانيا وجامعة الخرطوم هي جميلة ومستحيلة وتأتي بعد الجامعات البيرطانية الشهيرة كيمبردج وأوكسفورد ولندن وكل من ينتقدها حاقد والذي لم يقبل بها بليد ؟؟؟ وفريقنا القومي عندما يهزم من أي دولة ناشئة نقول أن الحكم متحييز أو أن المدرب لا يعرف شغله ؟؟؟ وجيشنا لو توجه الي إسرائيل لمسحها من علي الأرض ؟؟؟ وعندما تضرب مصنع أسلحتنا في قلب العاصمة وترجع طائراتهم سليمة نقول أنهم جبناء أتو بالليل ولو كانوا صحي رجال لكانوا هاجمونا في وضح النهار ؟؟؟ ورئيسنا الأسد النتر ونغني ليه الليلة الأسد جاي من جبال الكر الخ ونرقصه علي نغمات النار ولعت وهلم جررر ؟؟؟ أحد أقربائي الذي تخرج بإمتياز من كلية الطب بجامعة الخرطوم قال لي بكل صراحة إننا في جامعة الخرطوم لم ندرس طب وإنما درسنا تاريخ الطب ؟؟؟ وأنا أثق في كلامه ثقة عمياء ؟؟؟ فهل هنالك وطني غيور يتحقق من هذا النقد البناء ويطور دراسة الطب في جامعة الخرطوم ويشكر من أشار الي هذا الخلل ؟؟؟ أم هنالل من يثور ويفنجط ويقول إن أطبائنا معترف بهم دولياً ويعملون في الدول العربية ولندن وغيرها ؟؟؟ نعم أن بعضهم طموح وإجتهد بنفسه ليمتحن للمعادلات ويتخصص علي حسابه وبعضهم يعمل كعمالة رخيصة تسد النقص في العيادات الخاصة بالعامة أو كمساعدين يعملون تحت أمرة أخصائيين ؟؟؟ والقصد أن هذا لا ينفي بأن جامعة الخرطوم كلية الطب تدرس تاريخ الطب ؟؟؟ أما كلية الهندسة بجامعة الخرطوم فهي تخرج الآن مهندسين بعد 5 سنوات دراسة في كل سنة بها مادة اللغة العربية والدين إجبارية وبشهادة بدرجة الشرف وتجد الخريج ليست له فكرة عن أحدث برامج الحاسوب في الهندسة المدنية ( برنامج إيتاب وساب وغيرها ) ولا يستطيع تصميم إنشائي فيلا صغيرة؟؟؟ والذي يقول عكس ذلك نتحداه أن يجلس ال5 طلبة أوائل في جميع جامعات السودان ليصمموا فيلا من طابقين عن طريق الحاسوب بطريقة مقبولة حتي ؟؟؟ علماً بأن طلبة إثيوبيا وإريتريا ومصر وسوريا وغيرهم يستطيعون ولا توجد مقارنة بينهم والسودانيون الذي معظمهم يعملون في الأمارات مع المقاولون في مجال مراقبة المباني أي فورمانية ؟؟؟ ولا يوجد بينهم من يستطيع أن يصمم فالعار والخجل علي أساتذة كليات الهندسة بجامعات السودان؟؟؟ فالحقيقة الماثلة أمامنا الآن تدهور السودان ليس في التعليم فحسب والذي وضع مناهجه المستعمر لخدمة مصالحه الخاصة أي لتخريج كتبة وموظفين لمساعدته في تسيير أمور مستعمرتهم وعسكريين للسيطرة وتأديب كل من تسول له نفسه علي إعتراضهم ؟؟؟ وهذا التدهور في السودان في كل المناحي منذ إستقلاله بفعل حكومات أفندية سذج ليست لهم أي نظرة أو غيرة عل بلدهم ووطنية وكل إهتمائهم كان بأنفسهم وعائلتهم وأقاربهم وبناء منزل فاخر لهم والسلام عليكم ؟؟؟ أو عسكر فاسدين لصوص لا غيرة لهم علي وطنهم أو تجار دين وملاك طوائف لهم أسر متوحشة يعيشون في بذخ فاجر وسط جيوش من الخدم والحشم وليس لهم فكرة عن تطوير السودان أو أي مصلحة في ذلك ؟؟؟ الي الآن لم يأتي الوطني الغيور الذي يحرص علي تطوير التعليم وجعله مواكب أو يقلد الدول المتقدمة ويحاكي مناهجها وإنما إكتفي بمنهج المستعر الذي وضع مناهج خاصة للمستعمرات لتناسب سجم ووشهم أو تخلفهم ( تسمي مناهج أوفرسيز ) أي مناهج ما وراء البحار ؟؟؟ وهذا طبيعي فمائدة السيد لا تشبه مائدة خادمه ؟؟؟ أي أن المستعمر يضع مناهج تناسب مستوي عبيده ؟؟؟ فلذلك كان علي الحاكم الغيور علي وطنه أن يجدد المناهج ويطورها لتخدم تقدم وطنه ؟؟؟ فمتي سيحظي السودان بحاكم وطني غيور له نظرة ثاقبة وثقة بالنفس وإعتداد في مكانه لتطوير السودان ؟؟؟ والثورة في الطريق إن شاء الله ؟؟؟
والله يا استاذة جامعة الخرطوم كانت الجميلة ومستحيلة وهي حتي الان ما زالت محافظة علي هذا الاسم ولكن كثرة احزاب المعارضة والحركات المسلحة والغير مسلحة هي من اثرت في بنية هذه الجامعة..انا خريج اعلام جامعة الخرطوم والاعلام مثل ما اردفتي في جامعة الخرطوم عبارة عن (حشو راس) فقط..لكن من الناحية العملية مافي اي حاجة الا ما ندر..والشكر لجميع اساتذة قسم الاعلام بجامعة الخرطوم الاستاذ والمخرج المميز الاستاذ صلاح الدين الفاضل والدكتور عبد الرحمن قرشي وجميع الطاقم..
نبتة..تحثني ..تلح تعال ..طال ..النوى ..رحل بنو عذرة ما عادت الأماسي تشع ما تشع من هوى
الانتونوف والجنجويد كل لحظة يولد شهيد ، لاح الفجر الجديد الجبهة الثورية عزم من حديد ..
لاح الفجر الجديد
سيدتي.. أستاذتي ..أنه من حسن ..حظنا ..أن تتغير خططكِ..ليكون ..شرف لأحداقنا ..بالتمعن في حروفكِ
الثرة ..يأتي..مداد اليراع متبوع بالسرد..الأخاذ..
رأيتكِ مرة عبر التلفاز ..والآن ..أسترجع صدى الصوت فأراه..كما هو بقدر الحرف والكلمة ..يصدح
بالمعنى …هنيئا ..لنبتة ..أبداع بنيها إناث ..وذكور ..وهنيئا ..لكِ.. ذاتك..المترعة ..باتقاد..الذهن ..
ونبوغ ..الفكر..المجد للشهداء على مر العصور أبد الدهور ..وسيظل علي أبكر حيا فينا ..
أمل لكِ..طيب المقام..بأرض طاغور ..وغاندي.. تعودي مكللة بالنجاح تساهمين ..بفكركِ ..لتعود نبتة
كسالف عهدها مفعمة بالجمال والمهابة.
خاتمة:–
الخليج ..يحتويني رشاتٍ رذاذ موجه تأتيني ..ترعش ذاتي ..أمتطي صهوة خيالي ..أهفو لبعض طيفك
ودوما طيفك ضنين ..بالوصال ..دعيه ولو هنيهة ..أتلمس عبق ذاتكِ
متين الجامعة فتحت ابواب مشتركة مع الطلاب ؟
وشايفك بتبرري لإغلاق الجامعة !!
ده الغرض من العمود !!!
بئيس الرأي