الخرطوم وجوبا: الساسة يتحاربون والشعب يدفع الثمن

محللون لا يرون أملا بقرب بانتهاء الحرب الدائرة بين السودان وجنوب السودان، ويحذرون من انزلاق البلدين إلى نزاع مفتوح.

الخرطوم – يؤكد محللون ودبلوماسيون انهم لا يرون في الافق اي امل بقرب انتهاء الحرب الدائرة بالواسطة بين السودان ودولة جنوب السودان والتي بلغ عدد المتضررين منها مئات الاف المدنيين، وهم يحذرون من خطر ان يؤدي استمرار هذا الوضع الى انزلاق البلدين الى نزاع مفتوح.

ويقاتل جيشا البلدين كل في ارضه، حركات تمرد يتهم الطرف الاخر بدعمها، ويتركز القتال خصوصا في الولايات الواقعة على جانبي خط الحدود بين الدولتين والذي لم يتم ترسيمه بدقة.

وفي هذا السياق شن الجيش السوداني في ولاية جنوب كردفان في حزيران/يونيو، قبل شهر واحد من استقلال جنوب السودان، هجوما واسع النطاق لفرض سيطرته على ابناء قبائل النوبة، الاقلية التي قاتلت خلال الحرب الاهلية (1983-2005) الى جانب الانفصاليين الجنوبيين.

وبحسب الخرطوم فان جوبا ما زالت تدعم المتمردين وتسلحهم وتقودهم. وفي 26 شباط/فبراير هددت السلطات الشمالية الجنوب بهجمات انتقامية ردا على هجوم شنه متمردون على منطقة جاو المتنازع عليها.

ويقول مجدي الغيزولي الخبير في معهد الوادي المتصدع ان المتمردين الذين شنوا الهجوم في هذه المنطقة لم يكن بامكانهم المجئ من جنوب كردفان وبالتالي فهم استفادوا حكما من دعم قدمته لهم جوبا.

ونفت جوبا اي علاقة لها بالهجوم، لكن الخرطوم اكدت ان المتمردين كانوا برفقة ضباط من جنوب السودان منددة بما اعتبرته “هجوما مباشرا”.

ويقول دبلوماسي غربي طالبا عدم كشف هويته ان “الوضع خطير، نحن نخاف اليوم من (…) ان يتحول النزاع الدائر اليوم بالواسطة بين الشمال والجنوب الى نزاع مباشر”.

والخميس اكدت جوبا ان مقاتلات سودانية قصفت آبار نفط وماء في جنوب السودان على بعد 74 كلم عن الحدود مع الشمال، مضيفة ان جنودا سودانيين توغلوا حتى عمق 17 كلم داخل اراضي الجنوب في ولاية الوحدة الغنية بالنفط، وهي اتهمات سارعت الخرطوم الى نفيها.

وبالنسبة الى الغيزولي فان هذه الاشتباكات تندرج في اطار “عملية المساومة” على عائدات النفط التي تعتبر حيوية لكلا البلدين.

واثر انفصال جنوب السودان عن الشمال بموجب اتفاق السلام الموقع في 2005 والذي انهى حربا اهلية استمرت عقودا، باتت حصة الدولة الوليدة من انتاج النفط ثلاثة ارباع ما كان ينتجه السودان قبل الانفصال (حوالى 350 الف برميل يوميا).

لكن جوبا لا تزال تعتمد على الشمال لتصدير هذا النفط، ويدور الخلاف حاليا بين الطرفين على الرسوم المتوجب على الجنوب دفعها للشمال مقابل السماح له بتصدير ذهبه الاسود.

وفي هذا السياق ارتأت الخرطوم ان تكون الرسوم المتوجبة على مرور النفط في اراضيها نسبة مئوية من هذا النفط ولذلك عمدت الى اقتطاع كميات منه الامر الذي اغضب جوبا التي ردت بوقف تصدير الذهب الاسود.

وفي حال التوصل الى اتفاق حول هذا الموضوع الفائق الحساسية فان حركات التمرد ستخبو، كما يؤكد الغيزولي، في حين ان عدم التوصل الى اتفاق سيؤدي الى تأجيج النزاع واحتمال تحوله الى نزاع مباشر.

والاربعاء اتهمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الرئيس السوداني عمر البشير بالسعي الى زعزعة استقرار جنوب السودان. ولكن الدبلوماسي الغربي اكد لفرانس برس ان جوبا “هي التي تلعب لعبة خطرة” عبر تعويلها على سقوط نظام البشير.

ويضيف الدبلوماسي ان قادة جنوب السودان “لم يفهموا انه لم يعد بوسعهم التصرف كحركة مسلحة بل عليهم التصرف كحكومة”.

بالمقابل يقول جون اشوورث المستشار لدى الكنائس السودانية منذ 29 عاما ان المتمردين في جنوب كردفان يتحركون انطلاقا من دوافع ذاتية وربما يتلقون مساعدة صغيرة من جوبا.

ويضيف “سوف يواصلون القتال مع او بدون دعم خارجي” لانهم يعتبرون ان القمع الذي تمارسه بحقهم الخرطوم هو “اسوأ من الموت”.

وبسبب القيود التي تفرضها الخرطوم يستحيل الحصول على معلومات من مصادر مستقلة حول الوضع في جنوب كردفان والنيل الازرق، الولاية الاخرى الحدودية مع الجنوب والتي تشهد معارك بين قوات الخرطوم ومتمردين، ولكن بحسب الامم المتحدة فان اكثر من 360 الف شخص تضرروا من اعمال العنف هذه التي تهدد المنطقة بمجاعة.

وفي هذا السياق يقول الغيزولي “انها على الارجح حرب باهظة الكلفة على المدنيين. هنا ما من منتصر”.

ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. (وفي هذا السياق شن الجيش السوداني في ولاية جنوب كردفان في حزيران/يونيو، قبل شهر واحد من استقلال جنوب السودان، هجوما واسع النطاق لفرض سيطرته على ابناء قبائل النوبة، الاقلية التي قاتلت خلال الحرب الاهلية (1983-2005) الى جانب الانفصاليين الجنوبيين.) ده كلام شنو

  2. السودان بلد واحد وطن لكل السودانيين فقد علم الجميع ذلك وليعملوا علي اعادة الوحدة وليعمل الشرفاء الوطنيين من الجنوب والشمال علي وضع اسس لذلك مع الاقصاء التام للكيزان والباقان فهم وجهان لعملة فاسدة مصلحتهما تقتضي معاناة المواطن في حالة الحرب والسلم فالبلد عاني بما فيه الكفاية في حالة وجود عصابة الكيزان والحركة الشعبية يجب محاكمتهم علي تمزيق الوطن ومعاناة المواطن منذ الاستقلال وحتى الان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..