هل يلدغ الإمام من الجحر مرتين ؟!!ا

هل يلدغ الإمام من الجحر مرتين ؟!!
تيسير حسن إدريس

الإمام السيد الصادق المهدي لا يختلف اثنان على أنه زعيم سياسي ورجل دولة من الطراز الرفيع وقد يختلف معه البعض في بعض المواقف السياسية والرؤى الفكرية لكن لا يستطيع أن ينكر إلا جاحد وطنية الرجل وطهارة سيرته وسريرته وإسهامه الطويل في إثراء الحياة السياسية السودانية وفق منهجه الاجتهادي الذي قد يصيب ويخطئ وفي كلهيما أجر ولكن يبقى التعامل مع نظام كنظام الإنقاذ الحالي بحسن نية ضرب من المغامرة خاصة بعد كل هذه السنوات المريرة التي جرب فيها السيد الإمام وبقية أطياف المعارضة السودانية كافة السبل والطرق من أجل أن يتزحزح النظام عن مواقفه الإقصائية ويفسح للآخرين مجالا للمشاركة في حلحلت مشاكل الوطن المتعاظمة والتي باتت تعصف بوجوده وتنذر بتفككه وذهاب ريحه دون أي استجابة تذكر بل على العكس قوبلت كل المبادرات وأطروحات الحل والمعالجات المقدمة و بالتجاهل التام والتصريحات المستفزة الرافضة التي تقدح في مصداقية وشعبية الزعامات الوطنية وأحزابها وتعتبرهم فاقدي السند الشعبي والجماهيري.
وهذا في حد ذاته دليل كافي على أن نهج النظام بعيد كل البعد عن روح التصالح والحلول السلمية الايجابية التي يتبناها الإمام من أجل تجنيب الوطن وأبنائه ويلات المواجهة والصدام الذي فرضه النظام على الشعب وحينما حانت ساعته وتلمس الخطر يدنو طفق يبحث عن مخرج لتجنبه أو تأخيره فلم يجد مغيثا غير الإمام الذي أدعي أن قواعده قد تخلت عنه لعل حيلة دعوته للتشاور تنجح فتنجيهم من هول ما هو قادم أو تكسبهم مزيدا من الوقت حال ما يتدبرون أمرهم ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا فلقد مضى الوقت على مثل تلك الحلول المرحلية وفات أوان الألاعيب البهلوانية ووصل النظام لحالة من الفساد والخداع المكشوف يستعصى معها العلاج بالمُسكِّن ولا شفاء إلا بالإزالة والبتر.
إن دعوة النظام الحاكم للإمام الصادق المهدي للتشاور الآن لا تخرج عن إطار الدعوات السابقة التي قُدِّمَتْ لقيادات أحزاب المعارضة مجتمعة؛ بل تتخلف عن تلك الدعوات لأنها قد عادت بنهج الجماعة الحاكمة القهقرى أدراجا إلي الوراء وذلك بالعودة لممارسة اللعبة القديمة العقيمة فَرِّق تَسُدْ؛ وهي تمزيق وحدة الصف المعارض ومحاولة شراء مواقف البعض وفق حلول واتفاقات ثنائية لا تقيل عثرة الوطن ولا تسمن ولا تغني من جوع فلا داعي لتجريب المجرب يا إمام ففي ذلك مضيعة للجهد وإهدار للوقت والوطن ينحدر بسرعة الضوء نحو الهاوية.
سوف يحاول أزلام النظام الحاكم قدر المستطاع الاستفادة من دعوة التشاور مع الإمام الصادق في كسب الوقت والتسويف بعد أن استشعروا تحفز الحركة الجماهيرية واكتمال قناعاتها بضرورة التغيير حتى يمر تاريخ (26 يناير) الذي ضربه الإمام وحدده لحسم موقفه والانحياز للصف الداعي لإزالة هذا النظام فإذا ما نجحوا في مسعايهم ومر ذلك التاريخ بسلام يعودون سيرتهم الأولى ولسان حالهم يقول ساخرا لكل حادثة حديث فلا داعي يا إمام أن تساعدهم على إنجاح هذا الأمر وإجهاض رياح التغيير الحبلى بالخير التي بدأت تهب وتعصف بهياكل نظامهم النخرة بعد أن دعوت الأنصار (ليتحزموا ويتلزموا) فردة الفعل على ذلك ستكون وخيمة على الوطن وعلى الحراك الجماهيري وعلى تاريخكم السياسي وسوف يدفع هذا الموقف الجماهير لتجاوزكم وأخذ زمام الأمر بيدها كما حدث في الثورة التونسية حديثا فلقد بدأ صبر الشعب ينفد.
إن أي محاولة لمد اليد لهذا النظام الغاشم من أي طرف من أطراف القوى السياسية المعارضة بعد اليوم هو انتحار سياسي قد يحدث خللا وقتيا في الحراك الجماهيري ولكنه لن ينهيه أو ينجي النظام من قدره المحتوم لذا نربأ بالإمام أن تتخذه العصبة الحاكمة وسيلة لكسب الوقت في محاولة يأسه لإفراغ الحراك الجماهيري من فاعليته فالوطن بات على كف عفريت وقد يرتكب النظام إذا ما توفر له الوقت جريمة أخرى قبل أن نفيق من صدمة فصل الجنوب فهاهي ولاية النيل الأزرق تطالب بالحكم الذاتي بينما ارتفعت أصوات في دارفور تنادي بحق تقرير المصير وعندها سوف يجد الإمام نفسه في أمر ضيق فتجربة المصالحة التي خاضها مع نظام مايو تدل على أن الأنظمة الإقصائية والشمولية لا يمكن الوثوق فيها ولا الركون إلى وعودها خصوصا في أوقات ضعفها فلا داعي لأن يلدغ السيد الصادق من جحر الأنظمة الشمولية مرتين.
فتاريخ الحوار الطويل للإمام مع هذا النظام وكم المبادرات الكثيرة التي تقدم بها ولم تجد من يعرها أذنا صاغية يدل على أنه لن يغير جلده وما دعوته الأخيرة والتي خص بها الإمام بعد أن رأى جدية وحدة المعارضة إلا مناورة ماكرة ومحاولة مكشوفة لشق الصف المعارض وخلط الأوراق وتثبيط همة المد الجماهيري المتصاعد فالحذر ثم الحذر من مغبة الوقوع في هذا الفخ.
وإذا كان النظامُ ?حقًّا- جادًا في البحث عن الحلول؛ فعليه الالتزام بعقد المؤتمر الدستوري الجامع وتكوين حكومة قومية انتقالية تمهد لوضع دستور دائم وديمقراطي لدولة المواطنة المدنية وتشرف على انتخابات حرة ونزيهة وعدم القبول بهذا الطرح والحل السلمي يلزم الإمام أن يحسم أمره (و يتحزم ويتلزم) وينحاز بوضوح لخيار إسقاط النظام ويتقدم الجماهير التي (تحزمت وتلزمت) في انتظار الإشارة بعد أن يئست وملَّت من الكذب ونهج الجماعة التي ولَّت أيامها (وصقيره حام).
تيسير حسن إدريس 24/01/2011م

تعليق واحد

  1. لاتلدغ من جحر الثعابين مرة اخرى ياامااااااااااااااااااااااااااااااااااام خذ الحذر ثم الحذر واتحزم واتلزم فاننا جماهيرك متحزمين ومتلزمين ومنتظرين الاشااااااااااااااااااره فقط منك

  2. الي اللامام يا امام ارجو ان لا تخيب اما ل الشعب السوداني العظيم وما جرى لاحفادك ليس ببعيد هولا تيس لهم امان الشعب فى انتظار الاشاره لللانطلا قة

  3. من كان في سدة الحكم عندما جاء انقلاب 89 أو ليس ذلكم الامام الذى يسعى الان بظلفه ليلدغ اللدغة المليون؟

  4. الغريب ان السيد/الصادق ومدى إصراره على تعامله مع هذه الشرزمة بكل حسن نية،وكانه فى مواجهة سياسيين حقيقيين وهم ليسوا كذلك والعشرون عاما الماضية اثبتت بما لايدع أى مجال للشك انهم انما اتوا لنهب البلاد وتقطيع اوصاله،ومارسوا مع شعبهم اسواء انواع الاضطهاد ونكلوا بهم وشردوهم كما لم يحدث لاى أحد من قبل فى السودان!! حتى المستعمر الاجنبى الذى حكم السودان بمختلف مسمياته من أتراك ومصريين وانجليز لم يجدوا فى السودانى غير طيب المعشر فأستحوا أن يفعلوا بهم ما تجرأت به ما سمى بالانقاذ،وإذا تجاهلنا كل ما فعلوه بالسيد/الصادق عقب إنقلابهم المشئوم والتعريض به عندما إدعوا بأنهم قبضوا عليه (منقبا) فى منزل خاله بالعمارات ثم إتهامه له أبان حكم الصادق وسودوا صحفهم بأنهم شاهدوه وهو خارج من بيوت (المومسات) وهجومهم عليه فى مجلس الوزراء بغرض إيقاع الاذى به بحجة أن حكومة الصادق زادت قيمة السكر وما الى هنالك إذا تجاهلنا كل ذلك فقط أذكره بالموقف الذى وضعوه فيه والسيد/مبارك الفاضل وإستضافتهم فى قناة النيل الازرق تحت زعم إتاحة الفرصة المتكافئة لجميع الاحزاب وكان مستضيفهم المدعو بابكر حنين وابعنا كما تابع الجميع تلك الاسئلة الاستفزازية المتعمدة التى كانت توجه لرجال فى قامة السيد/الصادق والسيد/مبارك الفاضل وكان واضحا للجميع بأن الاسئلة كانت معدة من قبل من هم على سدة الحكم وكان القصد إحراجهما والحط من قدرهما أمام أجيال جديدة لم تخبر الرجلين من قبل، ويا سيادة الامام أعلم أنك ليس فى مواجهة من هم فى قامة السيد/محمد عثمان الميرغنى ولا محمد ابراهيم نقد ولا حتى حسن عبدالله الترابى رغم انه لطخ تاريخه السياسى بتاييده لهذا الانقلاب وليس صانعا له ولقى جزائه العادل!! وعليه نرجو ان تتبنى دعوتك التى تنادى بحكومة قومية جامعة ودستور جديد ويجب ان ينفذ هذا المطلب اليوم وليس غد وما كان لك ان تبارح مكانك قبل أن يبصموا لك على هذه المطالب،وإذا قدر لك اجتماع آخر معهم لابد أن يكون هذا الاجتماع فى الهواء الطلق وليس وراء الابواب المغلقة لان الامر يهم الشعب السودانى ويريد ان يعرف ما الذى يحاك له0

  5. نعم ســوف يلـدغ حزب الامــة بســـبب الصادق المهدي هذه المرة وفي كل مرة ، ولا حياة لمن تنــــادي ،

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..