البشير وحكومة تسيير أعمال

بعد فشل وثبة البشير الأولي من منصة المؤتمر الوطني الحزب الحاكم و عدم تحقيقها لأهدافها المرجوة الهم الا اضاعة الوقت و الذي هو أيضا ليس في مصلحة النظام نظرا للتحديات الجسام و ما يحاك في الخارج من مؤمرات تهدد رأس النظام و من ثم وحدة البلاد و من ثم فشل الحزب الحاكم و أحزاب المعارضة المدجنة في انقاذ البشير
و علي ضؤ ذلك كله قام البشير اليوم بوثبة جديدة من منصة الجهاز التنفيذي و مجلس الوزراء مدعيا أنها امتداد للوثبة الأولي موجهة في المقام الأول الي الوزراء مطالبهم فيها بالتفسير و الترجمة و التنزيل و الي المجتمع المدني مطالبا اياه بخلق أفكار جديدة مبتكره تخرج النظام من ورطته
و أيضا غير معنية في تفاصيلها بمخرجات الحوار العبثي الوطني و معلنا فيها ان حكومته في الفترة المقبلة مكلفة بواجبات الحد الأدني من تأمين البلاد والعباد من الجوع والخوف
و كاشفا فيه عن الأهداف الاستراتيجية المقبلة لحكومته طالبا من الجميع المساعدة للوصول الي هذه الأهداف بالامكانيات المتاحة و شدد علي أهمية العلاقات الدبلوماسية مع كل من دولة الجنوب و مصر و دول الخليج العربي و داعيا فيها حكومته الي الالتزام ببرامج تقشف فاعلة علي المستويين القومي و الولائي و مواصلة سياسة تحرير سعر الصرف
و قال أنه في الفترة القادمة سيتحدد مصير هذه الأمة في وحدتها و أمنها و اشتملت هذه الوثبة الجديدة علي وعود باصلاحات هيكلية و ادارية في المجال الاقتصادي و اصلاح المجتمع و اصلاح السياسات التنفيذية و العدلية و بناء القدرات في الخدمة المدنية و اصلاح العلاقات الخارجية و الاعلام الخارجي و لم يتحدث عن الاعلام الداخلي
و طالب البشير حكومته باعداد مصفوفة تفصيلية للبرنامج الثلاثي للإصلاح الاقتصادي الذي من المفترض أن هذا البرنامج الثلاثي معمول به منذ انفصال الجنوب
و اشتمل الخطاب علي وعود منه باعادة هيكلة الدولة علي المستويين القومي و الولائي و مراجعة السياسات في المجالات سابقة الزكر
و نحن يجب علينا أن نتعامل مع هذه الوعود بجدية لمطالبته و احراجه بتنفيذها و لا يجب علينا أن نتعامل معه كخطاب لكسب الوقت فقط و اعتباره بانه خطاب موجه بالأساس لخلخلة و ضرب مراكز القوي داخل الخدمة المدنية و ايضا يمكن اعتباره بفرفرة المذبوح أو الغريق الذي يبحث عن قشة ليتعلق بها وسط الظلام مثله في ذلك مثل فرعون الذي رأي سبع بقرات عجاف يأكلهن سبع سمان و أصبح ينادي في القوم مزعورا أن افتوني في رؤياي بعد فشل كهنة و عرافين القصر الجمهوري من ايجاد الحلول للورطة
التي وضع فيها البشير نفسه
و قد كان فرعون أسعد حظا من البشير لأنه في ذلك الوقت قد سخر له الله سيدنا يوسف عليه السلام و انقاذه للموقف و لكن لسؤ حظ البشير أنه توقفت البعثات السماوية و أسرار سيدنا يوسف مدفونة معه في الهرم و البشير العظيم لا ذال يبحث عندنا عن حل لما هو فيه من ماذق بعد أن رمينا بواسطة جماعته في غيابة الجب و أصبحنا أسري في وطننا.

ما علينا:

الملاحظ هنا أن البشير دائما ما يسبقنا جميعا بخطوة و نجلس نحن في خانة ردود الأفعال و التحليل و التنظير
و قد فشلنا جميعا في التنبؤ و توقع خطواته المقبلة و خط سيره أو الخيارات المتاحة أمامه رغم امتلاكنا لمناهج التحليل العلمية و الروحية
فبعد أن قام بابعاد رموز الاسلامين من كابينة القيادة في العام الماضي و من ثم القاءه لخطاب الوثبة الأولي في مطلع العام الجاري و الذي خلف تصدعا كبيرا في حزبه و أحزاب المعارضة المدجنة بقصد أو بغير قصد منه
و من ثم تصفيته لقيادات أمنية و شرطية عليا و اعادة هيكلة الجهازين
و الان يفاجأنا بحجر اخر في بئر السياسة الضحلة من المتوقع أن يحدث هذة عنيفة في الجهاز التنفيذي للدولة و يهدد مكونات الدولة العميقة و التي أصبحت تتامر عليه علنا جهارا نهارا في محاولة للتبرؤ منه و عدم ربط مصيرها و مستقبلها به.
لذلك يجب علينا توقع مكان الحجر الاخر القادم الذي سيلقي به البشير في مقبل الأيام في فضاء السياسة و الذي اتوقع أن يكون اقالة ولاة الولايات بحجة اعادة هيكلة الدولةو نظامها الفدرالي
و بذلك يكون النظام قد سقط فعليا بفعل البشير و أبقي علي نفسه محاطا بمنظومته الأمنية العسكرية متعلما من دروس الثورات العربية التي اطاحت فيها مكونات الدولة العميقة برؤوس أنظمتها من أجل الاستمرار في المصالح و الحكم فبادر البشير الي ضرب رؤوس الدول العميقة ليبقي هو في الحكم محاطا بحكومة لتسيير و تصريف الاعمال الي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا عله يتخطي بها شهر سبتمر القادم بسلام فاذا كان له ذلك فلن يسقط حكمه أبدا الي قيام الانتخابات العامة و التي من المتوقع أن تضفي عليه مذيدا من الشرعية بمساعدة أحزاب القبلة.

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..