العلمانية و جوهر الدين و الرق و المسكوت عنه (17)

وعدت من يتابعون هذا الخيط بالكتابة عن تصوري لأسباب تخلفنا و أعتذر لإرجائه للحلقة القادمة لأنني أرى أنه يحسن أن نعرج على التطور التاريخي لمفهوم العلمانية .
عندما يكتب شخص في المنابر العامة يتصور أنه يكتب لقراء لديهم الحد الأدنى من المعرفة بحيث يسهل التفاهم ، لكن أثبتت التجارب أن سيادة الفكر المتخلف لمدة طويلة ، منها ربع قرن سيادة تامة على مناهج التعليم و الإعلام و الوظائف العامة و الحياة اليومية ، تجعل أبسط البديهيات محتاجة للشرح ، مثلا عندما تكتب عن العلمانية لا تتوقع أن يعتبر شخص أن جون لوك هو المرجعية للعلمانية و يقيس أفكارك بمدى قربها أو بعدها من تصورات جون لوك. جون لوك عاش في ظروف معينة (1632 ? 1704م) و كان انجليزيا بروتستانيا ، يمكن وصفه بأنه من دعاة التسامح في عصره ، لكن أي تسامح ؟ كان يقصر التسامح على البروتستانت و يستثنى الكاثوليك و الملحدين ، فهل يعتبر عاقل أن جون لوك علمانيا من طراز علمانيّ القرن الواحد و العشرين أو حتى التاسع عشر؟ كثير من المثقفين العرب (ليس الذين يكتبون كلاما يدلل على تواضع معارفهم) ، كثير منهم قرأوا عن العلمانية من خلال كتابات الإسلامويين و هي كتابات سطحية هزيلة و غير أمينة .
خلال القرنين السادس عشر و السابع عشر تساوقت خطى السلطة المدنية في أوربا مع هيمنة الكنيسة الثقافية و القانونية ، كانت الكنيسة تعتَبِر بمصطلحات اليوم أن المسيحية دين و دولة ، و لم يكن هناك أدنى تصور لما يماحكه المتأسلمون بأن المسيحية تقوم على (اعط ما لقيصر ليقصر و ما لله لله) . كان فولتير مثلا (1694 ــ 1778م) من المنادين بضرورة دين الدولة لأنه يعتبر أن الدين ضابط مهم للرعاع و يرى حصر الوظائف العامة بالمنتمين للدين أو المذهب رغم إنه من المتشككين الكبار في الدين . كان السائد حتى قيام الثورة الفرنسية (1789) أن الدين و السياسة لا يمكن فصلهما و كان ذلك من البديهيات السياسية . لم يكن الفكر الإنساني قد تطور ليصل لمرحلة فصل الدين عن الدولة و حياد الدولة تجاه الأديان و وقوفها على مسافة متساوية منها . لم تتبلور فكرة المساواة في الحقوق و الواجبات إذ كانت الذهنية الدينية تفضّل تابع دينها و مذهبها . لم تكن هناك صراعات ضد الكنيسة حتى وقتذاك إلا الصراعات بين الفرق المسيحية . كما كشف عزيز العظمة في سفره القيم (العلمانية من منظور مختلف) عن المراجع الكنسية التي أوردها المهتمون بتاريخ تلك الفترة عن أن محاكمة جاليلو جاليليه (1564 ــ 1642) كانت في الأساس مؤامرة يسوعية (اليسوعية مسمى لجمعية يسوع التي تأسست في 1534م لتكون الذراع الفكري و التربوي للكنيسة الكاثوليكية) بقصد القضاء عليه و على جماعة ثقافية ارستقراطية كانت فاعلة تحت رعاية البابا . تهمة جاليلو الأساسية كانت إيمانه بالنظرية الذرية التي حرمها مجمع ترينت اليسوعي لأنها تنفي الأسس الفلسفية لطقس الافخازيستيا (تناول القربان) التي تقوم على أن النبيذ و الخبز يتحولان بالفعل إلى دم المسيح و لحمه عندما تتم مباركتهما . كانت المحاكمة جزءا من الصراع الداخلي الكنسي ، اضطر البابا لمجاراة اليسوعيين فلم يكن بوسعه الظهور كحامي للهرطقة ، لكنه تدخل في اختيار هيئة المحكمة لتصيغ تهمة مطاطة تبعد عقوبة الموت من جاليلو ، فحُكِم عليه بالسجن ثم بالإقامة الجبرية في منزله الريفي . لم تكن الكنيسة عائقا ضد العلم بصورة ممنهجة ، نعم كانت هناك خلافات هنا و هناك لكن أغلب الذين طوروا العلوم كانوا من المؤمنين و كان بعضهم من أقوى المدافعين عن الدين ضد الإلحاد مثل روبرت بويل (مكتشف قانون بويل) ، و كان نيوتن من المؤمنين بالسحر و جيوردانو برونو الذي أحرقته الكنيسة بتهمة الهرطقة من المتدينيين . ظلت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية بالذات متقبلة للعلوم الطبيعية حتى نهاية القرن الثامن عشر ، لكن تراكم المعارف العلمية سيزيد الهوة بين المعارف العلمية و الدينية . غير أن أكبر أسباب التباعد بين الكنيسة و من كانوا مؤمنين بها بعد الثورة الفرنسية ، هو موقفها السياسي الرجعي ، و كما لاحظ الكثيرون إن تخلي الناس عن الدين ليس نتيجة للعلم لكنه نتيجة للصراع اليومي و تكشّف مواقف رجال الدين الذين يستغلون الدين لأجل المصالح السياسية الرجعية ، و عموما الجماهير لا تفرق بين الدين و رجال الدين فالجماهير لا يقابلها في الشارع أو في الفضاء دين أو أفكار دينية ، إنما يرون الدين متجسدا في دعاته . و استباقا للأحداث نقول إن سقوط الرموز الدينية لا يكون بالضرورة سقوطا للدين لكنه عامل مهم في تراجع دور الدين ، أما إذا عضدته عوامل أخرى فإنه لا شك سيؤدي لاضمحلال دور الدين كما حدث في أوربا و أمريكا الشمالية و استراليا ، و الحيز لا يتسع لتفصيل تلك العوامل ، لكن ستجد الكنيسة أنصارا جددا في أمريكا الجنوبية و أفريقيا و لا زالت المسيحية هي الديانة الأكثر أتباعا فالعلمانية لم تلغ الدين ، بل بالعكس لولا العلمانية لكاننت الصراعات بين مذاهب المسيحية زادا للحروب فيما بينها و ربما لتسببت في زوالها . (لولا الظروف الدولية لكانت الصراعات المذهبية الإسلامية سببا في القضاء على ملايين المؤمنين كما حدث في صراعات الوهابية مع الصوفية و الشيعة عند قيام الدولة السعودية و حروبها التي شملت الجزيرة العربية و دول الخليج حتى الكويت و قضت على الأرواح و دمرت الممتلكات و نهبت الثروات كغنائم) . نعود للكنيسة و الثورة الفرنسية ، الموقف الرجعي لأغلب رجالات الكنيسة كان عاملا من عوامل انتباهة الوعي و مساهما في تطور العلمانية و مقدمات لضرورة فصل الدين عن الدولة ، لكن ساعد في تسارع الوعي الصدام الذي ـ و للسخرية ــ بدأه اليسوعيون . بدأ اليسوعيون في بلورة أفكار تقول إن النصوص المقدسة فيها كل شيء (تماما مثلما عندنا اليوم ) فكل شيء موجود في الكتاب المقدس ، ما تم اكتشافه و ما سيكتشف و أنه يجب إعادة صياغة القانون الطبيعي ليتماشى مع الكتاب المقدس (طبعا فهمهم للكتاب المقدس في ذلك الوقت) . يعني ذلك إن المعارف يجب أن تتوافق مع نظرتهم و فهمهم للكتاب المقدس (لا معنى لأي معرفة إذا لم تتوافق مع النصوص … فيما بعد تماما كما يحدث عندنا ستضطر الكنيسة للتأويل) . لكن العامل المهم كان التصور الجديد للعالم من خلال علوم الفلك و صياغة الطبيعة في قوانين رياضية و اكتشاف أن الكون أكبر من رؤية الكنيسة و مختلف عنها ، أن الإنسان ليس مركز الكون . جاء العلم بمفاهيم لا تتوافق مع الغائية فأثبت أن الكون مليء بالاضطراب و الفوضى و نشوء نجوم و فنائها و اصطدامات عشوائية و كوارث ، فكان ذلك مدعاة لتصور جديد للدين (ستتبنى الكنيسة كثيرا من تلك التصورات و تقبل بوجود غير المؤمنين و هي التي لم تكن تتسامح حتى مع الموتى المخالفين ، ربما يعرف الكثيرون أن الكنيسة أمرت بنبش قبر جون وايكلف (1328ــ 1384م) بعد أكثر من مائتي عام من وفاته لأن الأسقف جيمس أوشر (1581 ـ1656) كان قد أعلن انه بنعمة من الله و دراسة معمقة للإنجيل استطاع أن يحدد بداية خلق العالم في الساعة التاسعة من يوم الأحد الموافق 23 أكتوبر عام 4004 قبل ميلاد السيد المسيح ، و كان وايكلف قد قام بأبحاث جيولوجية أعلن بعدها أن عمر الأرض يبلغ على الأقل مئات الآلاف من السنين . بعد الثورة الفرنسية بدأ الوعي يتبلور بأن العلوم هي جملة معارف مضبوطة و أن الدين تصورات قيمية ليس بالضرورة توافقها مع العقل حتى أن العالم الشهير لابلاس أجاب على سؤال نابليون المؤمن عندما سأله عن عناية الله في نظامه الكوني ، فأجابه : إن النظام الكوني ليس بحاجة لفرضية الإله كنظرية مفسرة ، و لعل الكثيرين يعرفون سخرية لاينتز المؤمن من افتراض نيوتن تدخل عناية الله باستمرار في صيانة الكون ، و قد رأى في ذلك انتقاصا من قدرة الله بافتراض عجزه عن صنع آلة كاملة لا تحتاج للصيانة و الرعاية . كانت سخرية العلماء المؤمنين حينذاك من نيوتن تمثل كما قال عزيز العظمة ، موقفا وسطا بين الغائية الاعجازية المسيحية و الدين الطبيعي كما عبر عنه لابلاس .
باختصار نرى أن العلمانية لم تنشأ كنظرية مكتملة و لا يرجع الفضل فيها لشخص واحد أو عدة أشخاص ، لكنها تبلورت و تطورت ــ و لا زالت تتطور ــ كنتيجة لصراعات خاضتها و تخوضها القوى التي ترى أن البقاء و الثبات على الماضي و إعادة تصوراته أمرا موهوما ، و بين أولئك الذين يرون أن النظام الأتم الكامل الذي لا يأتيه الباطل قد كان في الماضي و ليس علينا إلا الرجوع إليه إذا أردنا السعادة . التصورات الماضوية موجودة بالأخص في الأديان الإبراهيمية : اليهودية و المسيحية و الإسلام ، فلا زالت فرقا في اليهودية تفسر كل شيء وفقا لاعتقاد راسخ بأن الانحراف عن الدين اليهودي هو سبب الكوارث … جماعات الحريديم مثلا في اسرائيل قبل أسابيع جمعت حوالي 700 ألف من أنصارها في مقاومة لمشروع القانون الذي يلزم المتدينين بأداء الخدمة العسكرية ، و عندما ترى تجمعهم تشعر بأنهم كائنات أتت من الماضي بشعورهم الطويلة و لحاهم المرسلة و قبعاتهم المميزة . رغم أن جوهر العلمانية هو فصل الدين عن الدولة لكنها تطورت في كل بلد بمسار مختلف حسب الظروف المحلية و التاريخية و موازيين القوى ، فأمريكا بدأت تاريخها الحديث كدولة علمانية ، و الآباء المؤسسون كانوا علمانيين ، لكن تأثير اللوبيات الدينية و خاصة المسيحية الصهيونية ازداد بفعل دعم القوى الرجعية منذ خمسينيات القرن الماضي ، لأن القوى الرجعية احتاجت لاستخدام الدين لتغبيش الوعي المنادي بالعدالة الاجتماعية و لخوفها من تأثير الأفكار الشيوعية التي تقوض سيطرتها على المجتمع و تجلت السيطرة في الثمانينيات عند انتخاب ريقان . تجد الخلقيين في أمريكا ينشرون دعايتهم بأذرع متعددة ممولة تمويلا رهيبا لذا يؤمن الكثيرون أن عمر الأرض ستة آلاف سنة فقط و هنالك متاحف و كتب و نشرات و اتباع يدعون لذلك . هنالك سبع ولايات تحمل في دستورها ملامح دينية … تأثير المسيحية الصهيونية ليس سهلا ، فقد سئل جورج بوش الأب عام 1987 عما إذا كان يرى أن الملحدين مواطنون أمريكيون فأجاب (لا اعرف اذا كان من الممكن اعتبار أن الملحدين مواطنون أو حتى اعتبارهم محبين للوطن ، هذه أمة موحدة تحت راية الله)… في حين أن اعداد اللادينيين (اللادينيين ليسو ملحدين ، لكن بينهم ملحدين) تزايدت بشكل لافت لتبلغ العام الماضي حوالي 20% حتى أنهم أنشأوا أول كنيسة خاصة بهم في ماساشوستس ، انظر [url]http://www.algomhoriah.net/news_details.php?sid=51730[/url] بريطانيا بدأت كدولة دينية لكنها الآن دولة علمانية . إذا ليست العلمانية رؤية متطابقة في تفاصيلها و لا مفهوما معرفا تعريفا جامعا مانعا لا اختلاف فيه ، غير أن جوهرها كفصل بين الدين و الدولة متفق عليه لكن الاختلاف في المدى الذي يصل إليه الفصل . العلمانية شرط ضروري للديمقراطية لكنه ليس شرطا كافيا (كل دولة ديمقراطية علمانية و ليست كل دولة علمانية ديمقراطية) . تكافح الشعوب من أجل العدالة و الحرية ، الديمقراطية الليبرالية تمثل الحد الأدنى من الحرية ، لكن نضال المجتمعات لا يتوقف فالإنسانية تبحث عن العدالة الاجتماعية و سيجد الفكر الإنساني ربما في المستقبل القريب صيغة تجمع بين الديمقراطية و العدالة الاجتماعية لكن من المؤكد أنها لن تكون صيغة ماضوية يهودية أو مسيحية أو إسلامية .
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. استاذ سرحان:
    أبسط البديهيات محتاجة للشرح لأننا في زمن التفكيك و التركيب و النظرية البنيوية و ما بعد البنيوية و سيادة أفكار ما بعد الحداثة و النظرية النقدية و التي طغت عليها الصبغة الروحانية اذ لم تعد هناك مسلمات لذلك أنصحك بقراءة النظرية النقدية و أفكار مدرسة فرانكفورت علك تشفي و تستطيع تخطي الأفكار التراثية لأن العلمانية التي جاءت كما زكرت لتخطي التراث أصبحت هي الأخري تراث انساني و كما تفضلت أن العالم بدأ يبحث عن صيغ أخري لتحقيق العدالة الاجتماعية و كل البشرية الان في حالة مخاض عسير و ليس هناك ما يمنع أن تكون هذه الصيغ في اليهودية أو الاسلام أو المسيحية أو الهندوسية أو الكونفوشية أو البوذية طالما كانت بعيدة عن التعصب الديني و المتاجرة السياسية و كل الذي زكرته عبارة عن سرد تاريخي لا يخدم كثيرا و لا يعالج اشكالات الواقع الذي نعيشه الان في بلادنا و لا يعدو كونه أكثر من ترف فكري.

  2. عندما قراءت مقدمة المقال تفاءلت (جادي والله) بأنني سأستفيد منه في الاضافة لمعلوماتي عن العلمانية ولكن وكالعادة خيب عالمنا الجليل رجائي، ورغم انني من اولئك (الذين يكتبون كلاما يدلل على تواضع معارفهم) الا انني اجد المقال عبارة عن حشو وسرد تاريخي لما قيل لفلان وما قوبل به علان وما قاله جورج بوش ووصف لحى وعمامات الحريديم (لا ادري ما هي مشكلة او عقدتك مع موضوع اللحى هذا) وغيره مما حشى به سرحان مقاله بعد سطرين عن جون لوك وفولتير…ونحن نعلم يا عالمنا ان العلمانية تتطور ولكن ليس بالصورة المختزلة التي شرحتها بها، فالعلمانية لا علاقة لها بحوار شخصين او سخرية أحدما من الاخر، وهناك علماء افنو اعمارهم في وضع وتطوير اسس هذا الفكر بمدارسه، فالقصة اذا يا عالمنا ليست قصص ومقتطفات تنقلها لنا من هنا وهناك لتقنعنا وتقنع نفسك انك قد حدثتنا عن نشأة وتطور العلمانية كما تقول…ولو قراءت وكيبيديا فقط لامكنك كتابة مقال يشرح العلمانية ونشأتها وتطورها بصورة افضل من هذا…ولتتبعت لنا مراحل تطورها خلال عصور النهضة والتنوير والحداثة وبعد ذلك مرحلة ما يعرف بـ ما بعد الحداثة التي افرغت (او استفرغت) لنا عقولاً متخبطة تدور في حلقات مفرغة من المادية كفراغ الارواح باجسادها حتى تكاد ان تغالط نفسها!!!…او لحدثتنا عن رموز الفكر الذين تُعرف بهم علمانيتك -وفقاً لكبار مفكريها المعاصرين- ولسمعنا منك عن هوبز وجون مل وسبينوزا وغيرهم ممن ذكرت لك مراراً مستشهداً بأقوالهم كعلماء افنوا عمرهم في تطوير هذا الفكر لتأتينا انت منكراً لهم ولافكارهم ليس بدليل وانما فقط لانك “أنسان معاصر”..ولو قراءت كتب د. العظمة الذي تردد اسمه بمقالاتك وكأنك لا تعرف سواه لوجدت الكثير من الاسماء التي احدثك عنها ولعرفت بأنني لم أؤلف عندما قلت لك بأن هؤلاء يعتبروا اعلاماً في الفكر العلماني…وبمناسبة وصفك بالتخلف لكل رجوع للماضي كما تكرر بمقالاتك فإن استاذك (د. العظمة) هذا نفسه يرجع الى الماضي كثيراً ويستشهد منه لاثبات آرائه، وكتبه خير دليل، حيث ان تطور الفكر يعني جسراً ممتداً من ماضيه الى حاضره وليس فصلاً للماضي عن الحاضر كما تتوهم او تريد ايهامنا..أسلوب جبان ذاك الذي يحاول خلق مشكلة ذهنية عند القارئ مع مفاهيم محددة (بالباطل وتزوير المفاهيم) مثل خلق حاجز نفسي ضد الرجوع الى الماضي او الاقتداء بالسلف او غيره مما هو معروف مما يراد من خلاله فصل الناس عن ماضيهم بصورة لم نسمع بامة تريد الانفصال عن ماضيها وفقها، ولا حتى من اسياد فكركم هذا. قلنا مليون مرة اننا نتحدث عن عمر بن الخطاب كمثال فإننا نتحدث عن الاقتداء بعدله والتزامه الحق وشجاعته وغيره من مكارم الاخلاق والدين، ولا نتحدث عن ركوب الخيول او البغال كما كانوا يفعلون، هل يحتاج هذا الامر بالفعل لشرح اكثر من هذا؟!!

    عموماً، لي عودة (بمعرفتي المتواضعة) لنتحدث قليلاً عن علمانيتك هذه بصورة افضل من مقالك القصصي هذا..ولكن قبل عودتي لدي سؤال بسيط..بعد كل كلامك هذا عن التحولات في امريكا، هل هي دولة ديمقراطية اليوم وفقاً لمعاييرك أم لا؟…ستظل تدور ما بين التعريف الوردي للعلمانية الذي ترددونه وبين نكران كل التطبيقات العملية لها..لذا لا استغرب منك يا حضرة العالم “الواعي” انك تحدثت لنا اليوم عن تغييب الوعي وتجهيله في امريكا نفسها والتي ستضطر الى ان تعقبها بكل نموذج يخطر على بالك لأن ما ترددونه موجود برؤوسكم فقط ولا وجود له بارض الواقع!!

  3. نهايــــة إقــــــدام العقـــول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضـــلال
    وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانــــــا أذى ووبال
    ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

    هذه الأبيات من شعر الرازي …وقد نظم بعض الأبيات في وصف حال أهل الكلام بعد أن تاب:

    هو أبو عبدالله محمد بن عمر الطبرستاني الرازي المولد، الملقب فخر الدين المعروف بان الخطيب الفقيه الشافعي ..
    والرازي من أشهر متكلمي الأشاعرة، وهو صاحب القاعدة الكلية التي انتصر فيها للعقل وقدَّمه على الأدلة الشرعية التي صرح بأنها لا تفيد اليقين ولا يجوز التمسك بها [راجع المطالب العالية 9/113-118] وهذا طعن بالله الذي أنزل هذه الأدلة وسماها برهاناً كما قال: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم} ويلزم منه عدم التيقن بالبعث والنشور الذي قرر الأشاعرة أنه يقتصر في التدليل عليها بالأدلة النقلية. فيلزم منه أن يصير الدين كله ظنياً لأن أسا الدين “قال الله وقال الرسول” والله نهى عن إتباع الظن.

    لقد كان الرازي متفلسفاً يأخذ من قواعد الفلاسفة ويصبها في قالب المذهب الأشعري وكانت له شروح كتب الفلاسفة أهمها (شرح ابن سينا) و(المباحث الشرقية) وفي هذا الأخير 1/382-383 يوجه اللوم على من يشوه صورة الفلاسفة ولا يؤول كلامهم على أحسن المحامل! ولذا وصفه السنوسي في الكبرى بأنه مولعاً بآراء الفلاسفة [راجع شرح السنوسية الكبرى ص41].

    غير أن الرازي قلَّتْ ثقته بالعقل الإنساني وأدرك عجزه فأوصى وصية تدل على أنه حسن اعتقاده فقال قبل موته: “لقد تأملت الكتب الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلاً .. ” [راجع فتح الباري 13/350 وإتحاف السادة المتقين للزبيدي 1/174]
    ونجـــــد عن السبكي تفاصيل هذه الوصية [راجع طبقات الشافعية 5/33] وفيها يظهر الندم على تعاطي علم الكلام عندما كان أشعرياً، ولم تكن توبته من الاعتزال .. فهل يجوز أن يظل بعض الناس مُصِرَّين على الاقتداء به في أصل الدين؟! متجاهلين وصيته؟!

    وقد أبدى قلة ثقته بالعقل أثناء استعراض أقوال المعتزلة والأشاعرة حول مسألة التحسين والتقبيح العقليين قائلاً: “وأعلم أن هذه المذاهب ظهر في كل واحد منها من المدائح والقبائح، فعند هذا قال أصحاب الحيرة والدهشة:إن هذه الدلائل ما بلغت في الوضوح والقوة إلى حيث تزيل الشك وتملأ بقوتها ونورها: العقل. بل كل واحد منها يتوجه فيه نوع غموض” [راجع المطالب العالية 4/426]

    وقد نظم بعض الأبيات في وصف حال أهل الكلام بعد أن تاب:
    نهايــــة إقــــــدام العقـــول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضـــلال
    وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانــــــا أذى ووبال
    ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

    هذا كلام من قادة علم الكلام … إنه علم الظن و الشك و الريبة و الضلال

    1/ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا
    يخبر تعالى أنه صرف لعباده في هذا القرآن أي: نوع الأحكام ووضحها وأكثر من الأدلة والبراهين على ما دعا إليه، ووعظ وذكر لأجل أن يتذكروا ما ينفعهم فيسلكوه وما يضرهم فيدعوه.
    ولكن أبى أكثر الناس إلا نفورا عن آيات الله لبغضهم للحق ومحبتهم ما كانوا عليه من الباطل حتى تعصبوا لباطلهم ولم يعيروا آيات الله لهم سمعا ولا ألقوا لها بالا.
    ومن أعظم ما صرف فيه الآيات والأدلة التوحيد الذي هو أصل الأصول، فأمر به ونهى عن ضده وأقام عليه من الحجج العقلية والنقلية شيئا كثيرا بحيث من أصغى إلى بعضها لا تدع في قلبه شكا ولا ريبا.

    2/
    إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًايخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه { يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره.
    { وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ } من الواجبات والسنن، { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } أعده الله لهم في دار كرامته لا يعلم وصفه إلا هو.

    3/ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا
    ولهذا قال: { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ } يعارضون به الحق ويدفعون به رسالتك، { إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } أي: أنزلنا عليك قرآنا جامعا للحق في معانيه والوضوح والبيان التام في ألفاظه، فمعانيه كلها حق وصدق لا يشوبها باطل ولا شبهة بوجه من الوجوه، وألفاظه وحدوده للأشياء أوضح ألفاظا وأحسن تفسيرا مبين للمعاني بيانا كاملا.
    وفي هذه الآية دليل على أنه ينبغي للمتكلم في العلم من محدث ومعلم، وواعظ أن يقتدي بربه في تدبيره حال رسوله، كذلك العالم يدبر أمر الخلق فكلما حدث موجب أو حصل موسم، أتى بما يناسب ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والمواعظ الموافقة لذلك.
    وفيه رد على المتكلفين من الجهمية ونحوهم ممن يرى أن كثيرا من نصوص القرآن محمولة على غير ظاهرها ولها معان غير ما يفهم منها، فإذا -على قولهم- لا يكون القرآن أحسن تفسيرا من غيره، وإنما التفسير الأحسن -على زعمهم- تفسيرهم الذي حرفوا له المعاني تحريفا.

    4// وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا
    يقول تعالى: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ } أي: نوعنا فيه المواعظ والأمثال، وثنينا فيه المعاني التي يضطر إليها العباد، لأجل أن يتذكروا ويتقوا، فلم يتذكر إلا القليل منهم، الذين سبقت لهم من الله سابقة السعادة، وأعانهم الله بتوفيقه، وأما أكثر الناس فأبوا إلا كفورًا لهذه النعمة التي هي أكبر من جميع النعم، وجعلوا يتعنتون عليه [باقتراح] آيات غير آياته، يخترعونها من تلقاء أنفسهم الظالمة الجاهلة.

    5// وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
    يخبر الله تعالى عن عظمة القرآن، وجلالته، وعمومه، وأنه صرف فيه من كل مثل، أي: من كل طريق موصل إلى العلوم النافعة، والسعادة الأبدية، وكل طريق يعصم من الشر والهلاك، ففيه أمثال الحلال والحرام، وجزاء الأعمال، والترغيب والترهيب، والأخبار الصادقة النافعة للقلوب، اعتقادا، وطمأنينة، ونورا، وهذا مما يوجب التسليم لهذا القرآن وتلقيه بالانقياد والطاعة، وعدم المنازعة له في أمر من الأمور، ومع ذلك، كان كثير من الناس يجادلون في الحق بعد ما تبين، ويجادلون بالباطل { لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } ولهذا قال: { وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } أي: مجادلة ومنازعة فيه، مع أن ذلك، غير لائق بهم، ولا عدل منهم، والذي أوجب له ذلك وعدم الإيمان بالله، إنما هو الظلم والعناد، لا لقصور في بيانه وحجته، وبرهانه، وإلا فلو جاءهم العذاب، وجاءهم ما جاء قبلهم، لم تكن هذه حالهم، ولهذا قال:

    6// وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا

  4. نهايــــة إقــــــدام العقـــول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضـــلال
    وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانــــــا أذى ووبال
    ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

    هذه الأبيات من شعر الرازي …وقد نظم بعض الأبيات في وصف حال أهل الكلام بعد أن تاب:

    هو أبو عبدالله محمد بن عمر الطبرستاني الرازي المولد، الملقب فخر الدين المعروف بان الخطيب الفقيه الشافعي ..
    والرازي من أشهر متكلمي الأشاعرة، وهو صاحب القاعدة الكلية التي انتصر فيها للعقل وقدَّمه على الأدلة الشرعية التي صرح بأنها لا تفيد اليقين ولا يجوز التمسك بها [راجع المطالب العالية 9/113-118] وهذا طعن بالله الذي أنزل هذه الأدلة وسماها برهاناً كما قال: {يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم} ويلزم منه عدم التيقن بالبعث والنشور الذي قرر الأشاعرة أنه يقتصر في التدليل عليها بالأدلة النقلية. فيلزم منه أن يصير الدين كله ظنياً لأن أسا الدين “قال الله وقال الرسول” والله نهى عن إتباع الظن.

    لقد كان الرازي متفلسفاً يأخذ من قواعد الفلاسفة ويصبها في قالب المذهب الأشعري وكانت له شروح كتب الفلاسفة أهمها (شرح ابن سينا) و(المباحث الشرقية) وفي هذا الأخير 1/382-383 يوجه اللوم على من يشوه صورة الفلاسفة ولا يؤول كلامهم على أحسن المحامل! ولذا وصفه السنوسي في الكبرى بأنه مولعاً بآراء الفلاسفة [راجع شرح السنوسية الكبرى ص41].

    غير أن الرازي قلَّتْ ثقته بالعقل الإنساني وأدرك عجزه فأوصى وصية تدل على أنه حسن اعتقاده فقال قبل موته: “لقد تأملت الكتب الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تروي غليلاً .. ” [راجع فتح الباري 13/350 وإتحاف السادة المتقين للزبيدي 1/174]
    ونجـــــد عن السبكي تفاصيل هذه الوصية [راجع طبقات الشافعية 5/33] وفيها يظهر الندم على تعاطي علم الكلام عندما كان أشعرياً، ولم تكن توبته من الاعتزال .. فهل يجوز أن يظل بعض الناس مُصِرَّين على الاقتداء به في أصل الدين؟! متجاهلين وصيته؟!

    وقد أبدى قلة ثقته بالعقل أثناء استعراض أقوال المعتزلة والأشاعرة حول مسألة التحسين والتقبيح العقليين قائلاً: “وأعلم أن هذه المذاهب ظهر في كل واحد منها من المدائح والقبائح، فعند هذا قال أصحاب الحيرة والدهشة:إن هذه الدلائل ما بلغت في الوضوح والقوة إلى حيث تزيل الشك وتملأ بقوتها ونورها: العقل. بل كل واحد منها يتوجه فيه نوع غموض” [راجع المطالب العالية 4/426]

    وقد نظم بعض الأبيات في وصف حال أهل الكلام بعد أن تاب:
    نهايــــة إقــــــدام العقـــول عقال *** وأكثر سعي العالمين ضـــلال
    وأرواحنا في وحشة من جسومنا *** وحاصل دنيانــــــا أذى ووبال
    ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا *** سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا

    هذا كلام من قادة علم الكلام … إنه علم الظن و الشك و الريبة و الضلال

    1/ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا
    يخبر تعالى أنه صرف لعباده في هذا القرآن أي: نوع الأحكام ووضحها وأكثر من الأدلة والبراهين على ما دعا إليه، ووعظ وذكر لأجل أن يتذكروا ما ينفعهم فيسلكوه وما يضرهم فيدعوه.
    ولكن أبى أكثر الناس إلا نفورا عن آيات الله لبغضهم للحق ومحبتهم ما كانوا عليه من الباطل حتى تعصبوا لباطلهم ولم يعيروا آيات الله لهم سمعا ولا ألقوا لها بالا.
    ومن أعظم ما صرف فيه الآيات والأدلة التوحيد الذي هو أصل الأصول، فأمر به ونهى عن ضده وأقام عليه من الحجج العقلية والنقلية شيئا كثيرا بحيث من أصغى إلى بعضها لا تدع في قلبه شكا ولا ريبا.

    2/
    إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًايخبر تعالى عن شرف القرآن وجلالته وأنه { يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } أي: أعدل وأعلى من العقائد والأعمال والأخلاق، فمن اهتدى بما يدعو إليه القرآن كان أكمل الناس وأقومهم وأهداهم في جميع أموره.
    { وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ } من الواجبات والسنن، { أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا } أعده الله لهم في دار كرامته لا يعلم وصفه إلا هو.

    3/ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا
    ولهذا قال: { وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ } يعارضون به الحق ويدفعون به رسالتك، { إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا } أي: أنزلنا عليك قرآنا جامعا للحق في معانيه والوضوح والبيان التام في ألفاظه، فمعانيه كلها حق وصدق لا يشوبها باطل ولا شبهة بوجه من الوجوه، وألفاظه وحدوده للأشياء أوضح ألفاظا وأحسن تفسيرا مبين للمعاني بيانا كاملا.
    وفي هذه الآية دليل على أنه ينبغي للمتكلم في العلم من محدث ومعلم، وواعظ أن يقتدي بربه في تدبيره حال رسوله، كذلك العالم يدبر أمر الخلق فكلما حدث موجب أو حصل موسم، أتى بما يناسب ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والمواعظ الموافقة لذلك.
    وفيه رد على المتكلفين من الجهمية ونحوهم ممن يرى أن كثيرا من نصوص القرآن محمولة على غير ظاهرها ولها معان غير ما يفهم منها، فإذا -على قولهم- لا يكون القرآن أحسن تفسيرا من غيره، وإنما التفسير الأحسن -على زعمهم- تفسيرهم الذي حرفوا له المعاني تحريفا.

    4// وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا
    يقول تعالى: { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ } أي: نوعنا فيه المواعظ والأمثال، وثنينا فيه المعاني التي يضطر إليها العباد، لأجل أن يتذكروا ويتقوا، فلم يتذكر إلا القليل منهم، الذين سبقت لهم من الله سابقة السعادة، وأعانهم الله بتوفيقه، وأما أكثر الناس فأبوا إلا كفورًا لهذه النعمة التي هي أكبر من جميع النعم، وجعلوا يتعنتون عليه [باقتراح] آيات غير آياته، يخترعونها من تلقاء أنفسهم الظالمة الجاهلة.

    5// وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا
    يخبر الله تعالى عن عظمة القرآن، وجلالته، وعمومه، وأنه صرف فيه من كل مثل، أي: من كل طريق موصل إلى العلوم النافعة، والسعادة الأبدية، وكل طريق يعصم من الشر والهلاك، ففيه أمثال الحلال والحرام، وجزاء الأعمال، والترغيب والترهيب، والأخبار الصادقة النافعة للقلوب، اعتقادا، وطمأنينة، ونورا، وهذا مما يوجب التسليم لهذا القرآن وتلقيه بالانقياد والطاعة، وعدم المنازعة له في أمر من الأمور، ومع ذلك، كان كثير من الناس يجادلون في الحق بعد ما تبين، ويجادلون بالباطل { لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } ولهذا قال: { وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا } أي: مجادلة ومنازعة فيه، مع أن ذلك، غير لائق بهم، ولا عدل منهم، والذي أوجب له ذلك وعدم الإيمان بالله، إنما هو الظلم والعناد، لا لقصور في بيانه وحجته، وبرهانه، وإلا فلو جاءهم العذاب، وجاءهم ما جاء قبلهم، لم تكن هذه حالهم، ولهذا قال:

    6// وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا

  5. معاد (بتصرف) لعدم ظهور التعليق السابق
    ——————————————

    عندما قراءت مقدمة المقال تفاءلت (جادي والله) بأنني سأستفيد منه في الاضافة لمعلوماتي عن العلمانية ولكن وكالعادة خيب عالمنا الجليل رجائي…ورغم انني من اولئك (الذين يكتبون كلاما يدلل على تواضع معارفهم) الا انني اجد المقال عبارة عن حشو وسرد تاريخي لما قيل لفلان وما قوبل به علان وما قاله جورج بوش ووصف لحى وعمامات الحريديم (لا ادري ما هي مشكلة او عقدتك مع موضوع اللحى هذا) وغيره مما حشى به سرحان مقاله بعد سطرين عن جون لوك وفولتير…ونحن نعلم يا عالمنا ان العلمانية تتطور ولكن ليس بالصورة المختزلة التي شرحتها بها…فالعلمانية لا علاقة لها بحوار بين شخصين او سخرية أحد ما من الاخر.

    هناك علماء افنوا أعمارهم في وضع وتطوير اسس هذا الفكر ومدارسه، فالقصة اذا يا عالمنا ليست قصص ومقتطفات تنقلها لنا من هنا وهناك لتقنعنا وتقنع نفسك انك قد حدثتنا عن نشأة وتطور العلمانية كما تتوهم وتقول…ولو قراءت وكيبيديا فقط لامكنك كتابة مقال يشرح العلمانية ونشأتها وتطورها بصورة افضل من هذا…ولتتبعت لنا على الاقل مراحل تطورها خلال عصور النهضة والتنوير والحداثة وبعد ذلك مرحلة ما يعرف بـ ما بعد الحداثة التي افرغت (او استفرغت) لنا عقولاً متخبطة تدور في حلقات مفرغة من المادية كفراغ الارواح باجسادها حتى تكاد ان تغالط نفسها!!!…ولحدثتنا عن رموز الفكر الذين تُعرف بهم علمانيتك هذه -وفقاً لكبار مفكريها المعاصرين- ولسمعنا منك عن هوبز وجون مل وسبينوزا وغيرهم ممن ذكرت لك مراراً مستشهداً بأقوالهم كعلماء افنوا عمرهم في تطوير هذا الفكر لتأتينا انت منكراً لهم ولافكارهم ليس بدليل وانما فقط لانك “أنسان معاصر”..ولو قراءت كتب د. العظمة الذي تردد اسمه بمقالاتك وكأنك لا تعرف سواه لوجدت الكثير من الاسماء التي احدثك عنها ولعرفت بأنني لم أؤلف عندما قلت لك بأن هؤلاء يعتبروا اعلاماً في الفكر العلماني…

    وبمناسبة وصفك بالتخلف لكل رجوع للماضي كما تكرر بمقالاتك فإن استاذك (د.العظمة) هذا نفسه يرجع الى الماضي كثيراً ويستشهد منه لاثبات آرائه، وكتبه خير دليل، حيث ان تطور الفكر يعني جسراً ممتداً من ماضيه الى حاضره وليس فصلاً للماضي عن الحاضر كما تتوهم او تريد ايهامنا..

    أسلوب جبان ذاك الذي يحاول خلق مشكلة ذهنية عند القارئ مع مفاهيم محددة (بالباطل وتزوير المفاهيم) مثل خلق حاجز نفسي ضد الرجوع الى الماضي او الاقتداء بالسلف او غيره مما هو معروف من اساليب يُراد من خلالها فصل الناس عن ماضيهم بصورة لم نسمع بها في امة اخرى انفصلت عن ماضيها مثلها..ولا حتى بالغرب اسياد فكركم هذا.

    وقد قلنا مليون مرة اننا عندما نتحدث عن عمر بن الخطاب -كمثال- فإننا نتحدث عن الاقتداء بعدله والتزامه بالحق وشجاعته وغيره من مكارم الاخلاق والدين التي لا يبليها الزمان ولا نتحدث عن ركوب الخيول او البغال كما كانوا يفعلون..والصدق والشجاعة بالحق اليوم محمدة لصاحبها كما كانت قبل اربعة عشر قرنا ولا علاقة لهذا بالحداثة كقيم وارجو فهم كلمة “كقيم” هذه..هل يحتاج هذا الامر بالفعل لشرح اكثر من هذا؟!!

    عموماً، لي عودة (بمعرفتي المتواضعة) لنتحدث قليلاً عن علمانيتك هذه بصورة افضل من مقالك القصصي هذا..ولكن قبل عودتي لدي سؤال بسيط..بعد كل كلامك هذا عن التحولات في امريكا، هل هي دولة ديمقراطية اليوم وفقاً لمعاييرك أم لا؟…وارجو ان اجد منك اجابة مباشرة

    ستظل تدور ما بين التعريف الوردي للعلمانية الذي تحاول ايهامنا به وبين نكران كل التطبيقات العملية لها اليوم التي ستتناقض جميعها مع ما تدعيه لانه ببساطة ليس بعلمانية من الاساس…لذا لا استغرب منك يا حضرة العالم “الواعي” انك تحدثت لنا اليوم عن تغييب الوعي وتجهيله في امريكا نفسها وشرحت لنا يا حضرة العالم المستنير كيف ان الشعب الامريكي نفسه مغيب الوعي…وعسى ان يسمح وقتك بالمستقبل ان تكتب لهم سلسلة “تعقلنهم” بها وستضطر الى ان تعقبها بكل نموذج يخطر على بالك لأن ما ترددونه موجود برؤوسكم فقط ولا وجود له بارض الواقع…

    !!عندما يحس الكاتب ان قراءه سيقبلون منه اي شئ بعيداً عن المنهجية العلمية وبعيداً عن الدليل او المرجع، سيصبح من السهل عليه تنصيب نفسه فيلسوفاً بكل القضايا وحكما على تجارب كل الشعوب والامم..ولكنه في النهاية سيسقط وينفضح امره امام قراءه ان لم يحترم عقله وعقولهم!!

    ساورد ادناه جزء من تعليق كنت قد نشرته باحد مقالاتك السابقة (بعد فراغك من سلسلتك هذه ساكتب مقالاً او اكثر -اذا اذن الجليل- عن كمية من التضاربات الفكرية العجيبة والتحولات في الاقوال التي تفضح الكثير مما بهذه السلسلة وتبين ان الكاتب لا يعي ما يقول او ان هناك اكثر من كاتب حيث ان هذا التضارب في الافكار لا يصدر من شخص واحد)، وعموماً تعليقي المنشور هذا لو قراءته لعرفت انك تدور بنا في حلقة مفرغة وانك كمن يحاور ويجادل نفسه..والتعليق كان(بتصرف قليل):


    وعموماً، ما اناقشه يا صديقي هو ما يلي (ركز معانا برضه يا اخ عطوى):

    1- حجتكم التي تسوقونها دائماً هي انكم غير ملزمين بآراء اشخاص حتى وان كانوا من كبار مفكري منهجكم، وبالمقابل فنحن ملزمون باقوال وافعال طالبان والكيزان وغيرهم.

    2- من الواضح انكم تعرفون الفرق في التعامل مع ما هو مقدس وما ليس بمقدس حيث قلت لي بان اتجاوز جون لوك لانه ليس مقدس، ورغم ذلك عندما نقول لكم ان ما هو مقدس عندنا هو القرآن والسنة تصرون على تكرار اسطوانة الكيزان وطالبان كأنهم مقدسون.

    3- أقوال كبار مفكريكم وشواهد الواقع تثبت ان رومانسيتكم الفكرية التي تعكسونها عن العلمانية غير صحيحة، ورغم ذلك تتنكرون لمفكريكم وللواقع بحجة التطوير في فهم المنهج العلماني وتريدون اقناعنا انكم ستحلون المشاكل التي يعاني منها الغرب وفشل في حلها، وبالمقابل فليس مسموح لاصحاب المناهج الاخرى ممارسة نفس الحق في الاجتهاد والتطوير في منهجهم فقط لان فلان قال وعلان فعل.

    4- أي فكر يتطور ويرفد اليه من افكار المجتهدين فيه كما قلت يا حضرة الكاتب العزيز ولكن في اطار اسسه وثوابته وإلا لما صار فكراً، ولا يوجد فكر يقول ان التطور فيه يعني ان يدلي كل شخص باقواله وامانيه دون التقيد بمرجعياته، ولا يوجد فكر معلق بالهواء ويوجد بأي فكر من يتخصص فيه وفي اسسه فيعتبر هو وكتاباته من المراجع والا صار الامر فوضي فكرية، وبالتالي دعوتنا لكم الالتزام باسس فكركم المعروفة والموجودة بالكتب المختلفة “والمعروفة” هي دعوة للعلمية والعقلانية وليست دعوة للسلفية او الصوفية.

  6. بناءاً على هذه الفقرة فقط من مقالك يا سرحان:

    فهل يعتبر عاقل أن جون لوك علمانيا من طراز علمانيّ القرن الواحد و العشرين أو حتى التاسع عشر؟ كثير من المثقفين العرب (ليس الذين يكتبون كلاما يدلل على تواضع معارفهم) ، كثير منهم قرأوا عن العلمانية من خلال كتابات الإسلامويين و هي كتابات سطحية هزيلة و غير أمينة.

    لماذا لا تحدد لنا انت اذا من هم العلمانيين طراز القرن الواحد والعشرين (ولو في فل اوبشنس برضه ورينا)؟..دعنا من جون لوك وفولتير وسبينوزا واخبرنا عن هؤلاء المعاصرين حتى نقراء لهم ونستفيد…وبدلاً عن كتابات الاسلامويين الهزيلة عن العلمانية التي نقراءها نحن ارجو ان تخبرنا عن هذه الكتب القوية عن العلماتية التي تقراء وتستخرج منها ما تتحفنا به في مقالاتك حتى نستفيد منها وتكون مرجعنا عند نقاشك…لماذا تصر على اخفاء هذه الكتب والكتاب الذين تقراء لهم رغم اننا نريد ان يكونوا هم المرجع بيننا وبينك في النقاش؟!!!!

    ياعزيزي، حتى د. العظمة -الذي يبدو انك لم تقراء لغيره ربما فقط جزء من كتاب او نحوه- يستند في كتبه الى مرجعيات ويشير اليها لانه يعلم ان هذا هو المنهج العلمي..فما هي مشكلتك انت مع تحديد من تعتبرهم مراجع لك سواء أن كانوا اشخاص (أياً كان طرازهم) او كتب؟…ام انك دوناً عن السابقون واللاحقون لست ملزماً بقضايا المرجعية والمنهج العلمي والكلام الفارغ هذا؟!!!

    وراجع ليك يا عزيزي بخصوص القصة الحكيتها لينا دي باعتبار انها حلت لينا قضية العلمانية ومدارسها وتطورها!!

  7. الاخ (مسلم انا) يجب ان تعلم بانننى لست من هواة القراءة بغرض الجدليات او المغالطات الفكرية واعتبرها هى من اكبر بلاوى النخب التى دمرت السودن وما ذالت تدمر .. بسسب ميول الاستعراض والانصراف عن جوهر ولب (المشلكة) .. انا من مدرسة التعلم من الاخرين بكل تواضع .. بكل بساطة اتابع مجادلاتك للكاتب سرحان وهو بكل بساطة يخبرنا عن واااااااااااقع ( فشل الدولة الدينية ويقدم لنا الادلة بعدة طرق وبالوان وبطريقة الجمل والزرافة) ولكنك تصر واباصرار عجيب ومريب ان تنحرف (بلب الوموضوع للجدليات) ؟؟؟؟

    انت يا مسلم انا كما نقرا تعليقاتك (تدافع عن فكرة او مبدا الدولة الدينية وايضا هذا ببساطة بمجرد قراءة سطرين اى شخص يفهم هذا ) ؟؟

    لكنك وللاسف لم تقدم لنا اى نموزج ناجح او حقق الحد الادنى من العدالة وتحقيق القانون والمساواة ؟؟

    عكس الاستاذ سرحان قدم عشرات الادلة التى لا تستطيع ا تنكرها ولن ينكرها اى من دعاة الدولة الدينية الا بالهروب للجدليات وهذة الطريقة معروفة فى اركان النقاش بما يسمى (تشتيت الفكرة) وصرف الناس عن لب الموضوع بجدليات انصرافية حتى لا يخرج الجميع باى فائدة او تعمد لا يصل الجميع لاى شيىء والسبب العجز عن وجود نموزج تخرجة لتقول هذا النموزج يؤكد صحة فكرتى ؟؟؟؟

    ولن تجد ولن تجد يا مسلم انا ابدا .. الموضوع بسيط جدا يا مسلم انا ماهو افيد هل هى دولة القانون والمؤسسات والعدالة والمساواة ام دولة ليس لها ما تقدمة سوى الصراخ والعويل والحديث عن المؤامرة والتحقق من عزرية الفتيات او مدى فتنة شعر المراة ؟؟؟؟؟

  8. طيب يا أستاذ سرحان؛ شنو البخليك تجزم انو الصيغ الجديدة دي حتما ما حا تكون ماضوية ؟؟
    حاليا اليهود بقدمو في مشروع للعالم انو يتوحد تحت ملك يهودي من نسل سيدنا داوءود و انو العدل و السلام حايعم العالم في زمنو…
    العالم الان يا عزيزي تحكمو الجمعيات السرية و المصالح الاقتصادية و ليس القيم و المفاهيم…
    والله انا أنصحك تريح رأسك دا و تخش ليك خلوة و لا تدروش زي و تبقي عرفاني…
    و إسفين علي التعليق السابق ما قصدت بيهو تجريح…

  9. تطور الفكر العلماني

    سأبداء بشرح مبسط لتطور الفكر العلماني ثم افصل فيه وفي مدارسه بهذا التعليق او بتعليقات قادمة بإذن الله.

    كما اوضح الكاتب سرحان فإن تطور الفكر العلماني -على عكس الفهم الرائج- لم يقم على مفهوم ما لله لله وما لقيصر لقيصر، ولكنه قام بناء على صراع بين الكنيسة وبين الداعين لنزع فكرة الاله (التوحيد) عن الانسان والعالم المحيط به وفقاً للنزعة المادية الداروينية، وقد قام سرحان بسرد تاريخي صحيح لحد ما ولكنه ربطه بتحليلاته الخاصة والخاطئة ليصل منها الى استنتاج خاطئ (او محرف) يربط بين ظهور العلمانية وبين الصراع بين العلم والكنيسة..وكما قلنا من قبل فان سرد الاحداث التاريخي لا يخلو من التحليل كما قال د. العظمة -ساكثر من الاستشهاد به لاعتماد سرحان عليه- وهذا التحليل التاريخي هو ما اخطاء فيه سرحان!

    ومعروف ان اساس الديانة المسيحية (العهد الجديد) لا يعدو ان يكون مواعظ روحية واخلاقية مع تعليمات بسيطة ومحدودة عن الزواج وبعض المسائل الحياتية، ومعروف ايضاً انه عند اعادة انتشار المسيحية باوروبا كان للاوروبيين دولة او امبراطورية قائمة بقوانينها وتشريعاتها ولم تتأثر بالمسيحية وإنما تأثر الناس بها فيما يلي الجوانب الاخلاقية..وبالتالي فان ربط العلمانية بفصل الدين عن الدولة هو مغالطة تاريخية لان الدولة وقوانينها كانت قائمة باوروبا قبل اعادة انتشار المسيحية بها والتي اثرت فقط بالجوانب الاخلاقية وجزء قليل من الجوانب الحياتية كما ذكر..فمالذي حدث إذاً؟

    العلمانية بداءت في الظهور بصورة واضحة بالقرن التاسع عشر امتداداً لظهور التنويريين بالقرن السابع عشر..ولكنها كانت في الحقيقة امتداداً لما عُرف بحركة “الانسنة” في القرن السادس عشر، وبالتالي فإن الصراع الذي نشاء بين الكنيسة (معسكر اللاهوتيين) ضد حركات العلمنة الداروينية باعتبارها امتداداً للانسنة، كان صراعاً حول طبيعة الانسان وجوهره ومحاولات نزع الجوانب القدسية (التوحيد) عن حياته، وقد نتج عن هذا الصراع تطرف الطرفين فصار المعسكر اللاهوتي شديد التشكك في كل نظرية جديدة باعتبار انها تريد هدم اسس الدين والتوحيد، وحدث نتيجة ذلك حوادث القتل لعلماء لا علاقة لهم بالحركات العلمانية ولكن المعسكر اللاهوتي رأى في نظرياتهم تهديداً لأسس معتقداتهم، ولكن الواضح والجدير بالملاحظة هو ان اساس هذا الصراع لم يكن بسبب العلم ولا بسبب فصل الدين عن الدولة كما يروج البعض، وانما كان بسبب النزعة الاولى لفصل الانسان وحياته عن كل ما هو مقدس وتفسير الحياة وفقاً لاسس شبيهة بالنظرية الداروينية ومفاهيم الانسنة بالقرن السادس عشر والتي اعتبرها البعض اعادة للبعث الوثني بالعالم.

    وبعد الحراك والصراع اعلاه ظهر التنويريين الذين راءوا في تصرفات الكنيسة وبطشها مهدداً للفكر والتطور، فبداءوا في اعادة صياغة الفكر العلماني وفق اسس ومعطيات جديدة بعيدة عن الداروينية، وقد بداء في نفس هذا الوقت تشكل وظهور مفهوم الحداثة الذي تصادم ايضاً مع مفهوم المقدس في الحياة وارتبط بالنزعة المادية. وقد اختلطت افكار العلمنة والحداثة بصورة كبيرة (يرى البعض انها مقصودة) صار من الصعب بعدها الفصل بينهما، ورغم وجود مفكرين متدينين مثل جون لوك وفولتير ولكن -وكما ذكرنا- فان اسس دينهم وكتبهم خلت من التشريعات الضابطة لهم مما ادخلهم في نوع من التضارب بين تمسكهم بدينهم الذي لا يوجد به موجه واضح بالقضايا التي يبحثون فيها وبين اجتهاداتهم الفكرية التي تأثرت بما حدث من الكنيسة بالصراع اعلاه بالاضافة الى التأثر بمفاهيم الحداثة المادية الداروينية ومن قبلها الانسنة، وقد امتد هذا التضارب في حركات العلمنة بين التدين الشخصي والمجتمعي وبين الافكار الجديدة حتى بلغت المعاصرين، كما اشار د. العظمة بنفس الكتاب الذي يستشهد به سرحان كثيراً، ويمكن القول بأن العلمانيين في النهاية انقسموا لقسمين:

    1- قسم لا زال يعيش في حالة من التضارب نسبة للنزاع والتضاد بين تدينه وبين افكاره التي يريد الوصول اليها، وهو ما نراه اليوم في معظم دولنا العربية وايضاً بالدول الغربية التي يصفها سرحان تارة بالديمقراطية وتارة بالدول الامبريالية ذات النهج الديني وذات الشعوب المغيبة.

    2- قسم حسم امره وانتهج نهج العلمانية الداروينية الشاملة العازلة للدين والمقدسات عن كافة جوانب حياة الانسان (تعليم، اقتصاد، اجتماع، الخ)، وهؤلاء قلة ملفوظة في الغالب حتى بالمجتمعات الغربية المتدينة، وينشطوا بصورة اكبر في المناطق التي يكثر فيها الالحاد.

    تجدر الاشارة هنا الى لجؤ بعض المفكرين الى “الدولة المدنية” وربطها بمفاهيم التسامح -كما فعل جون لوك- كحل لهذا التضارب، وهو مفهوم يختلف عن العلمانية على عكس التخليط الموجود، وسأفصل بهذا بتعليق قادم اذا سمح الوقت مع محاولة الاجابة على اسئلة هامة مثل:

    – ما هو اثر مفكري العلمانية الذين يتنكر لهم سرحان على مفكري العلمانية المعاصرين (الطراز الحديث كما سماهم)؟

    – ما هي مدارس العلمانية وما هي الفروقات بينها، ولما صار من المهم التفريق بين مدارس العلمانية وعدم اعتبار ان كل علماني هو داع للفسق والفجور والانحلال ومحاربة التدين، وما هي العلاقة بين العلمانية والديمقراطيات المختلفة والدولة المدنية؟

  10. أولا : قال سرحان ((تهمة جاليلو الأساسية كانت إيمانه بالنظرية الذرية التي حرمها مجمع ترينت اليسوعي لأنها تنفي الأسس الفلسفية لطقس الافخازيستيا (تناول القربان) التي تقوم على أن النبيذ و الخبز يتحولان بالفعل إلى دم المسيح و لحمه عندما تتم مباركتهما))
    1. إن تهمة جاليليو كانت القول بمركزية الشمس و ان الارض تدور حولها مخالفا بذلك فكرة نظرية أرسطو التي تقول بمركزية الارض و مخالفا بذلك الكنيسة التي تبنت نظرية ارسطو و جعلتها جزءا من العقيدة المسيحية!!!
    2. لم يكن جاليليو عالم كيمياء و ربما لا يعلم سرحان ذلك
    3. النظرية الذرية الحديثة بدأت بظهور نظرية دالتون 1803 م و في الحقيقة فان بنود النظرية الذرية في كل مراحلها لم تتطرق الى استحالة او امكانية تحول مادة عضوية الى مادة عضوية أخرى و كان الاعتقاد السائد سابقا هو فقط عدم القدرة على انتاج مواد عضوية من مواد غير عضوية و نجد ان الخبز و الدم كلها مواد عضوية

    من موقع ويكي و بتصرف : (خلال عصر النهضة ظهر كل من عالم الفلك نيكولاس كوبرنيكوس، والذي كان راهبًا، وقد صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها وذلك سنة 1543، وغاليليو غاليلي الكاثوليكي المتدين،[2] الذي نشر نظرية كوبرنيكوس ودافع عنها بقوة على أسس فيزيائية، فقام أولاً بإثبات خطأ نظرية أرسطو حول الحركة، وقام بذلك عن طريق الملاحظة والتجربة عن طريق التكنولوجيا الجديدة للتلسكوب. بعد تأسيس الكنيسة اعتمدت في ذلك الوقت لنظريات اليونان القديمة والتي وضعت في مرحلة ما قبل المسيحية من قبل بطليموس وأرسطو، وهي نموذج مركز الأرض. عندما بدأ غاليليو إلى التأكيد على أن الأرض في الواقع تدور حول الشمس، وجد نفسه قد طعن في المؤسسة الكنسية في وقت حيث التسلسل الهرمي للكنيسة قد ارتبط مع السلطة الزمنية. بعد مناقشات مع البابا أوربان الثامن،[3] الذي أبدى إعجابه ودعمه لنظرية غاليليو اعتقد غاليليو أنه تمكن من تجنب توجيه اللوم عن طريق عرض حججه في شكل حوار و لكن بسبب الضغوط التي وجهت للبابا فقد غاليليو من يحميه ويدافع عنه في روما فحكمت عليه المحكمة بعد سنوات من المراقبة متداخلة، . وتم منعه من مناقشة تلك الموضوعات، وأعلنت المحكمة بأن كتاباته ممنوعة.[7] وقد دافع غاليليو عن نظرية مركزية الشمس، قائلاً أنها لا تعارض ما ورد في النصوص الدينية.[8] منذ ذلك اعتكف جاليليو جاليلي في بيته وأمضى به بقية حياته. يرى عدد من المؤرخين أن الحكم الذي صدر ضد غاليليو ومحاكمته كانت لدوافع سياسية وشخصية.[9] بعد محاكمة غاليليو وبحسب المؤرخ جاكوب برونسكي: «كان من تأثير محاكمة غاليليو انتقال الثورة العلمية من الآن فصاعدا إلى أوروبا الشمالية.»)

    ثانيا : قال سرحان ((لم تكن الكنيسة عائقا ضد العلم بصورة ممنهجة ، نعم كانت هناك خلافات هنا و هناك لكن أغلب الذين طوروا العلوم كانوا من المؤمنين و كان بعضهم من أقوى المدافعين عن الدين ضد الإلحاد))

    نجد الكاتب هنا يخلط بين فصل الدين عن الدولة و بين الالحاد بشكل واضح حيث يقول : و كان بعضهم من أقوى المدافعين عن الدين ضد الإلحاد

    ثالثا : قال سرحان ((ان تخلي الناس عن الدين ليس نتيجة للعلم لكنه نتيجة للصراع اليومي و تكشّف مواقف رجال الدين الذين يستغلون الدين لأجل المصالح السياسية الرجعية))

    أين الشواهد على ما يقوله الكاتب ؟

    رابعا : قال سرحان : ((لولا الظروف الدولية لكانت الصراعات المذهبية الإسلامية سببا في القضاء على ملايين المؤمنين كما حدث في صراعات الوهابية مع الصوفية و الشيعة …. و نهبت الثروات كغنائم) ))

    تعليق : ألا يذكر سرحان ان هذه الخلافات كانت موجودة و لم تمنع الدولة العثمانية ذات الاصول التركمانية الاقرب للمغول من حكم اغلب البلاد الاسلامية من بلاد الشام و العراق و الجزيرة العربية و غيرها واجزاء من افريقيا و اوروبا و كانت أقوى امبراطورية؟

    مجرد سؤال : هل يمكن ان نعتبر المجتمعات التي لا تأثير للدين فيها على الحياة العامة مجتمعات علمانية بالسليقة و بالتالي نهدم نظرية العلمانية الغربية من الاساس ؟
    نرى مثلا بعض الديانات الوثنية مثل البوذية و المجوس لا يوجد في اديانهم ما يتحكم في شئون الدولة او الاقتصاد اذ انه لا توجد كتب سماوية لديهم

  11. نتناول المهم في مداخلة (مسلم أنا) : و سنكتب كلامه بين معقوفين للتفريق بينه و بين الرد عليه : يقول ((ومعروف ان اساس الديانة المسيحية (العهد الجديد) لا يعدو ان يكون مواعظ روحية واخلاقية مع تعليمات بسيطة ومحدودة عن الزواج وبعض المسائل الحياتية)) … معلوم أن آيات القرآن 6236 آية الآيات المكية 4475 الآيات المدنية 1716 على أرجح الروايات . كم عدد آيات الأحكام ؟ ستجد من يقول خمسمائة أما عددها الفعلي فهي آيات الحدود (السرقة و الحرابة و الزنا و …الخ) أما الباقي فمستنبط ، و الآيات المكية تحكي قصص الأولين و تصوير أهوال القيامة و صور عذاب الكفار في النار و ثواب المؤمنين في الجنة ، فلا تكاد تجد فيها آيات أحكام بالمعنى الذي ذهبت إليه عن الإنجيل فأنت ترى أن المواعظ ليست من آيات الأحكام …. لكن هناك من يرى أن أي آية هي آية حكم ، و كذلك الأمر بالنسبة للمسيحيين ، فهم يرون كل آيات الانجيل آيات حكم و يزعمون أن كل شيء موجود في الكتاب المقدس بعهديه ، فهم يستنبطون و يأولون كما يفعل كل أصحاب الديانات . إذا رأيت أن من حقك أن تحدد للمسيحيين صلاحية و طبيعة كتابهم كمواعظ روحية و أخلاقية فهل تقبل أن يحددوا للمسلمين صلاحية كتابهم و يرونه قصص و حكايات منحولة من التوراة (العهد القديم من الكتاب المقدس)؟ أي جماعة تقدس كتابا تراه أكمل و أروع و أتم كتاب على وجه الأرض و إلا لو رأت فيه نقصان لتركته لغيره .
    ((ومعروف ايضاً انه عند اعادة انتشار المسيحية باوروبا كان للاوروبيين دولة او امبراطورية قائمة بقوانينها وتشريعاتها ولم تتأثر بالمسيحية وإنما تأثر الناس بها فيما يلي الجوانب الاخلاقية …)) هل حقيقة أنك لا ترى كيف انقلبت مفاهيم و أحكام الإمبراطورية الرومانية بعد سيطرة الكنيسة ؟ ألم تسمع بمأساة هيباتا في القرن الرابع الميلادي في الاسكندرية مثلا ؟ الم تسمع بحروب المؤمنين ضد الوثنيين ؟ هل من المعقول أنك لا تعرف أن كل تفسير للحياة و للأحكام و للظواهر الطبيعية من رعد و عواصف و فقر و غنى و مرض و صحة .. الخ ، كانت تختص بها الكنيسة ؟ و أن المسيحيين كانوا يتوخون أحكام الكتاب المقدس من لحظة صحوهم حتى هجوعهم ؟ وهل من المعقول أنك لا تعرف قصص السحرة و الساحرات و الأحكام الصادرة ضدهم من حرق و موت ؟ هل من المعقول أنك لا تعرف أن الكاردينال ريشيلو(1585 ــ 1642) كان رئيس وزراء فرنسا في القرن السابع عشر ؟
    ((وبالتالي فان ربط العلمانية بفصل الدين عن الدولة هو مغالطة تاريخية لان الدولة وقوانينها كانت قائمة باوروبا قبل اعادة انتشار المسيحية بها والتي اثرت فقط بالجوانب الاخلاقية وجزء قليل من الجوانب الحياتية كما ذكر..فمالذي حدث إذاً؟)) لكن هذا هو ما حدث بالضبط ، فأنت أغفلت الحروب الدينية بين الكاثوليك و البروتستانت و كيف هيأت الأرضية للاقتناع بضرورة فصل الدين عن الدولة .
    ((العلمانية بداءت في الظهور بصورة واضحة بالقرن التاسع عشر امتداداً لظهور التنويريين بالقرن السابع عشر..ولكنها كانت في الحقيقة امتداداً لما عُرف بحركة “الانسنة” في القرن السادس عشر، وبالتالي فإن الصراع الذي نشاء بين الكنيسة (معسكر اللاهوتيين) ضد حركات العلمنة الداروينية باعتبارها امتداداً للانسنة، كان صراعاً حول طبيعة الانسان وجوهره ومحاولات نزع الجوانب القدسية (التوحيد) عن حياته)) ما هذا ؟ ما هي العلمنة الدارونية ؟ و كيف كانت هذه العلمنة الدارونية المزعومة امتدادا للأنسنة ؟ دارون كان من رجال الدين المسيحيين و درس اللاهوت و لم يكن يقصد أو يتعمد الوصول للنتائج التي خلص إليها من أن الحياة تطورت من البسيط إلى المعقد ، لكنه إزاء تراكم الأدلة لم يجد مناصا من الاعتراف بتلك الحقائق و التي وجد لها تفسيرا نظريا طرحه في كتابه “أصل الأنواع” … صحيح أن الدارونية كانت انقلابا فكريا هائلا بعد نشرها 1859 و أنها قد لاقت رفضا في البداية لكن سرعان ما تبناها المجتمع العلمي بعد أكثر قليلا من عقد و تقبلها المجتمع و صحيح أنها أثرت في مجمل تصورات ذلك العصر و حتى اليوم ، و صحيح أن الكنيسة الكاثوليكية قد تصالحت معها لكن القول بأنها كانت امتدادا للأنسنة و ما ذكرته بعدها غير صحيح .
    ((والجدير بالملاحظة هو ان اساس هذا الصراع لم يكن بسبب العلم ولا بسبب فصل الدين عن الدولة كما يروج البعض، وانما كان بسبب النزعة الاولى لفصل الانسان وحياته عن كل ما هو مقدس وتفسير الحياة وفقاً لاسس شبيهة بالنظرية الداروينية ومفاهيم الانسنة بالقرن السادس عشر والتي اعتبرها البعض اعادة للبعث الوثني بالعالم)) يا سيدي اسمح لي أن مثل هذا القول يجافي الحقيقة تماما ، و حكاية فصل الإنسان و حياته من كل مقدس هذه محض كذبة يحتاج إليها الفكر الديني الرجعي كتخويف من العلمانية و فزاعة لمواصلة الهيمنة و مص الثروات و نكاح الصغيرات في حين يكنزون أموالهم هناك فهل هم يريدون تقوية من ينزعون القداسة و غيره من ذلك الهراء ؟ انظر حولك ستجد أكثر الدول احتراما للمقدسات و للإنسان هي العلمانية و انظر لمن ينبشون القبور و يذبحون المخالف و يجلدون المرأة حتى تتبول على ملابسها تجدهم جماعتك ، يا إلهي هل الناس عمي لهذه الدرجة ؟ .
    ((تجدر الاشارة هنا الى لجؤ بعض المفكرين الى “الدولة المدنية” وربطها بمفاهيم التسامح -كما فعل جون لوك- كحل لهذا التضارب، وهو مفهوم يختلف عن العلمانية على عكس التخليط الموجود)) هل فعل ذلك جون لوك في القرن السابع عشر ليحل التضارب الذي ظهر في القرن التاسع عشر بعد تلك النظرية التي أتيتنا بها و سميتها حركة العلمنة الدارونية ؟ يا له من خارق هذا الجون لوك الذي كان ينادي بالتسامح مع البروتستانت و تشديد النكير على الكاثوليك و الملحدين في القرن السابع عشر ليأتي مجددا بعد مائتي سنة مثل البعاتي ليحاول أن يحل إشكالية العلمنة الدارونية ؟؟ مرحى مرحى … اعذرني يا سيدي أن لم أرد على مداخلاتك بعد ذلك ، اكتب ما تشاء مع كامل الاحترام .

  12. أورد ود الحاجة مداخلة عجيبة جاء فيها : (((أولا : قال سرحان ((تهمة جاليلو الأساسية كانت إيمانه بالنظرية الذرية التي حرمها مجمع ترينت اليسوعي لأنها تنفي الأسس الفلسفية لطقس الافخازيستيا (تناول القربان) التي تقوم على أن النبيذ و الخبز يتحولان بالفعل إلى دم المسيح و لحمه عندما تتم مباركتهما
    1. إن تهمة جاليليو كانت القول بمركزية الشمس و ان الارض تدور حولها مخالفا بذلك فكرة نظرية أرسطو التي تقول بمركزية الارض و مخالفا بذلك الكنيسة التي تبنت نظرية ارسطو و جعلتها جزءا من العقيدة المسيحية!!!
    2. لم يكن جاليليو عالم كيمياء و ربما لا يعلم سرحان ذلك))) يا ود الحاجة من الواضح إنك لا تعرف أن علماء كثر أحيوا النظرية الذرية القديمة في القرن السادس عشر و منهم جاليلو و جيوردانو برونو الذي أحرقته الكنيسة بتهمة الهرطقة عام 1600م …النظرية الذرية التي اعتنقها جاليلو كان معتنقيها لا يؤمنون بالتحول الميتافزيائي للأشياء و لذا كانت الكنيسة تعتبرهم هراطقة و جيردانو برونو كان من ضحايا تلك التهمة … ربما لم تلاحظ أن المقالة تناولت التهمة الأساسية التي تحولت على يدي هيئة المحكمة إلى التهمة أشرت إليها … أما النظرية الذرية الحديثة فيعرفها طلاب المرحلة الثانوية فهل الأمر يحتاج لنقل من الوكيبيديا ؟ … الكنيسة تبنت نظرية بطليموس يا ود الحاجة و ليس نظرية أرسطو ! من أين اتيت بأنني قلت أن جاليلو عالم كيمياء ؟ لا بد أنه خطر ببالك ذلك من ذكر طقس (الافخازيستيا) قال ود الحاجة (((لم يكن جاليليو عالم كيمياء و ربما لا يعلم سرحان ذلك…))) هل قلت ربما لم يكن سرحان يعلم ذلك ؟! آه يا ود الحاجة : لمن تعزف مزاميرك يا داوود ؟… . أما ما تبقى من احاجي ود الحاجة فنتركه لفطنة القاريء و ليعذرني ود الحاجة إن لم أرد على مداخلاته بعد ذلك .

  13. قال الاخ مسلم انا (رددت على نفس تعليقك هذا مراراً وقلت انني لا ادعو الى دولة دينية..بل وقلت لك ان الاسلام نفسه ضد الدولة الدينية..وشرحت لك بالتفصيل تعريف الدولة الدينية والذي يعني باختصار امتلاك الحاكم للحق الالهي عبر التفويض المباشر والغير مباشر مع بيان الفرق..ورغم كل هذا تكرر لي في كل مرة موضوع الدولة الدينية هذا..وتقول انني انا من يحب المجادلة وتشتيت الفكرة!!!)

    هذا هو المطلوب تحديدا ان لم تكن تخفى شيئا اخر ؟؟ ان لست مع الدولة الدينية ولا تدعو لها .. وان الاسلام نفسة ضد الدولة الدينية وضد فكرة الحاكم للحق الالهى ؟؟؟؟!

    كدة ماشين كويس .. فان لم اكن مخطىء فانت ببساطة تدعو لدولة مدينة او سمها علمانية او دولة مؤسسات اساسها القانون او دولة ديمقراطية باى درجة ما ولكنها لا (تنفى الدين من حياة الناس) ام اننى مخطىء ؟؟ وفى اعتقادى البسيط بان كل المسيمات اعلاه هذة تعنى مضمون واحد وهو فصل الساسية عن الدين لان الدين سيبقى وسيعتنقة البشر الى يوم الساعة ولن تحول اى قوة فى الارض عن ذلك .. اما الدولة فستبقى حتى الساعة امور ادارية لتضبط حياة العامة واقامة العدل والحرية والمساوة بين الناس بقد النظر عن جينهم ومعتقدهم وببساطة وانت ادرى بان الدولة الدينية فى حقييقتها تقوم على دين الاغلبية ولن تفلح ولن تحقق حتى الحد الادنى من العدل بل اول من يكتوى بظلمها هو من تدعى بانها تشرع لة …

    لو كان هذا ما تعنية فانا لا اختلف معك البتة ..

  14. تحدث سرحان عن النظرية الذرية القديمة فقال ((الكنيسة تبنت نظرية بطليموس يا ود الحاجة و ليس نظرية أرسطو))
    و ما هو مشهور أن نظرية بطليموس كانت تقول بثبات الأرض ومركزيتها بالنسبة للشمس .و هذه نظرية فلكية و ليست كيمائية أي انها لا تتحدث عن تركيب المادة

    ليدلنا سرحان على مصدر واحد من مصادر معلوماته التي تقول ((تهمة جاليلو الأساسية كانت إيمانه بالنظرية الذرية التي حرمها مجمع ترينت اليسوعي لأنها تنفي الأسس الفلسفية لطقس الافخازيستيا (تناول القربان) التي تقوم على أن النبيذ و الخبز يتحولان بالفعل إلى دم المسيح و لحمه عندما تتم مباركتهما))

    ما زلت في انتظارك و أعتقد ان المنهج العلمي ما طلبته أنا من ذكر المصادر

    تحياتي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..